نمنمات احتيال مغلفة
****************
جـــاءت تقـــايض بالدنــانير الوفــاءا
من غــازلتنــي رقــــــة كـــانت رياءا
مجروحــــة فــرت إلــى جــلادهـــــــا
وتشدنــــــــي سيـفا لقامتهــــا بـــــلاءا
فمتى الظبــاء مضين يرمين الحصى
ومتى النســاء نسين إن كن النساءا
بــالله كونــي حـلوتــي معــقولــــــــة
لا تستبيحي بالفراشـــــــات الشتــاءا
كــالــورد أنت بهيــة لا تــذبلــــي
إن كنت تــــــائهة فلا تنسي السماءا
لا ترقصي في غمرة الوجدان حافية
لهـــــا وجــــه كمـــا الدنيــــــا ذكاءا
فالقلب أرقت الهمــــــوم عروقـــــــه
بل أوغلت كل الجـــراح به شــــواءا
ألقـــــاك طيبــة قد احتطبت لهــــــــا
تذري الجناح كما الفراشات انتهاءا
أرجــــوك فابتعـــدي لموج هــــــادر
يهديك أشرعـــة .. أنــــا حلم تناءى
لا توقظـــي مــن لــو يغــــادر قيـــده
يمسي كغول يحصد العشق اشتهاءا
ويخــط مــن حرمــانــه جســـدا لمن
بالكيد ذوب ملح أدمعـــه جفــــــــاءا
هيا ارحلي لا ترجعـــــــــــي أبدا إليَّ
فلست ألمس من مــودتك العــــزاءا
فذكيــة أنــت اشتهت دور الهــــوى
لتفسر النجـــــــــوى بلا ثمن غباءا
بل تشجب الفقــــراء تهجـــر ثوبها
تستنبت الصبـــــار من دمها ثراءا
تستعذب الكلمــــات تسهر ليــلهــــا
من ألــف نـــافذة تطوقهم رجاءا
كغريـــبة عـن نفسهـــا تلتف خيطـاً
كالمغـــازل تـجـدل الذكــــرى رداءا
تومي وتضحك مثل سوسنة لهــــا
تهوي المنــــاجل غمرة وثنــــــاءا
ومتى تضوع فذنبهـــا كضفيـــــرة
كالشوك يهدي كف ساقيه الدمــاءا
أيـــامهــــا ريـــح تــهــز شبابهــــا
ومتى تصافح روحهـا تاهت بكاءا
فخريـــف برعمـــــة أراك وزهـــرة
قد غادرت سلوى أمانيهــــا مساءا
وتـظننـــي طـيـراً فتلقــي فخهـــــــا
فتصيدنـي عبثـــا .. تلملمني هواءا
من تصفـع التنــور خبــزاً حلوتـــي
ستؤجـج النيـــران تنكمش استواءا
ويذوب كـالشمع انهيارا قلبهـــــــا
وتتوق أن يرضــى بها الحب إنـاءا
إني لأعشــــــق بالنســـاء ضــراوة
أنــــى تخربش تسحق الصدر نقاءا
طبع الرجال إذا استوت في عرشها
ونعومـــة القنديل إن شهقت ضياءا
لا تنحنـــي إلا كهــيئــة نمـــــــــــرة
فتميل طهراً ثم تقنصنـــــي عشاءا
سـراً تعلمني بسحر عيونهـــــــا
لغة من الرئتين أنفاســا هجاءا
فهناك أهدأ دونمــا شغب فمـــــــــا
غيري سيشغل عقل سيدتـي بهـاءا
وسأرسم الوجه الحرير شرانقــــــا
بستان ذاكرتي فتورق كبرياءا
وبنصـف سطر فوق صورتهـا أخط
(حبيبتي .. إني اختصرت بك النساءا)
بقلم / زكي دميرجي
دمتم بود

تعليق