جل من لا يسهو أستاذي؛
أتقصد أن تصححها إلى (انزواءُه ) هكذا بالضمة فوق الهمزة النائمة على السطر،
أم أنك عنيت فعلا ما كتبت (انزاؤه) بتحريك موضع الواو إلى ما بعد الألف ووضع الهمزة فوقها؟

عنيت فعلا ما كتبته بوضع الهمزة على الواو مراعاة للضمة فوقها ولرفعها كمبتدأ , وعندما تضع الضمة عليها حسب كتابة أهل الشام فقد حددت أنها
مبتدأ وليست مفعولا مطلقا للفعل قبلها .
===================


وأعجبني قولك :

( جلَّ منْ لا يسهو. )
سبحانه وتعالى .

نحن بشر نخطيء ونصيب .
وعلينا أن نعترف أن : ( فوق كل ذي علم عليم )

أما أنا فنسيت الضمة، مع ملاحظ أن جميعنا لا يكتب بالتشكيل لصعوبته،
ولأن التدقيق اللغوي يفقد المبدع تدفق أفكاره، مما يجعلنا نتساهل ونكتب دون تشكيل.

كما أن جميعنا حين نكتب بالقلم تعودنا أن نكتب الأف اللين والياء هكذا(ى) أما حين كتبانا بلوحة المفاتيح فوجئنا بأنهما اثنان (ي ، ى)، فقط احتجنا وقت للتعود.

والآن توجد برامج إليكترونية تقوم بالتدقيق والتشكيل وخلافه، ليست منضبطة تمام ولكنها مساعدة.

وأعود أكرر

الأستاذ إميل صابر
صوبت الخطأ الذي نبهتني إليه في كلمة ( انزواؤه ) . فشكرا لك .
وقد قلت لك :إننا بشر نخطيء ونصيب . وفوق كل ذي علم عليم .

التدقيق اللغوي لايفقد المبدع تدفق أفكاره , لأن الإبداع الحقيقي ناشيء من إتقان اللغة العربية , ولا أدب راق بدون لغة سليمة .
هكذا تعلمنا أن الضبط المختلف يغير المعنى لدى المتلقي , ففهم الأسلوب مرتبط بمواضع الكلمات وإعرابها في الجملة أو العبارة .
وأنت أيضا نسيت اللام والتاء المربوطة في ( الأف اللين ) وصوابها : الألف اللينة , وهي ليست ضبطا ولا تشكيلا بالحركات . !! وفي : ليست منضبطة تماما .

ونحن في حذف ألف ( ما ) الاستفهامية إذا دخل عليها حرف الجر ؛ نقيس على قرآننا الكريم في لغته العربية الصحيحة الفصيحة التي لا يعلوها بيان .
ولو قرأت قوله تعالى في سورة النبأ : ( عم يتساءلون . عن النبأ العظيم . الذي هم فيه مختلفون ..........) لعرفت أن الصواب حذف الألف .

أما قولك ( وليس الصغار ) !!
فلا أدري بمن تنوه ؟ فالملتقى والحمد لله للأدباء والمبدعين العرب , وليس به
( صغار ) من وجهة نظري . لأنني أحترمهم جميعا , لأننا هنا لنتعلم من بعضنا البعض .

أما ظنك بي أن آمر بإعدام أساتذتك لو وقعوا تحت يدي . فمعذرة أستاذ إميل .
أنا لست سلطانا ولا أملك شيئا مما تقول , ولقد كنت موجها عاما للغة العربية على مدى خمس سنوات , ما وقعت بيني وبين معلم خصومة حول قضية علمية
لأن الحوار والتفاهم وتعليم اللغة العربية فن , وتلقيه أيضا فن ممن يحب اللغة
العربية ويدافع عنها . ويرغب أن يكون أديبا ناجحا .

أما قولك : تغلغلت اللغة العربية في وجدانك , فهذا شيء يسعدني لأني أجد أخا فاضلا مثلك يحبها , لكن حبذا لو حرصت على إتقان الكتابة بها .
فلديك من الرغبة في صياغة أفكارك الأدبية بها ما يدفعك إلى اكتمال فنها اللغوي , فهل تعرف أن في مداخلتك هذه بعض الأخطاء النحوية والإملائية مثل ما ذكرته في ردي , ومثل : ( فقط احتجنا وقت ) والصواب : وقتا .
وهمزة (أوتدري استاذي ) , ومدُّ الهمزة في ( الآف ) والصوا ب( آلاف )
وفي عبارة ( إمنح طلابك وقرائك فرصة لأن يحبو العربية ) والصواب :
( امنح طلابك وقراءك فرصة لأن يحبوا العربية )
أما اتهامك لي بأنني سألقي بآلاف الكتب التي أشرت إليها
لما بها من أخطاء في سلة القمامة دون اعتناء بالفكرة والمضمون , فهذا اتهام باطل , لأنني أقرأ ما يقع في يدي
من الغث والثمين , فأتعلم من الثمين وأترك الغث في مضمونه وفكرته . هكذا كان يقول الأديب العقاد رحمه الله.
وأنا لاألعن أحدا لأننا تعلمنا في ديننا حسن المعاملة مع الناس .
أما أن انضباط اللغة الأدبية بالعربية الصحيحة والدعوة لذلك , يدفع الطلاب والقراء إلى تركها واللجوء إلى العامية ؛ فتلك هي الكارثة الكبرى , وهم وشأنهم سيدي!!
وهناك تناقض في قولك : بدون الإبداع لاحاجة لنا في علوم النحو , وعلم النحو لايخلق إبداعا !! ولكنه يجمله
ويوضح محاسنه !! ألا ترى ذلك؟
فالأدب لا يكون جميلا بدون النحو والبلاغة وعلوم العربية
وكما يقولون : النحو في الكلام كالملح في الطعام .
وكن بخيرٍ وأحلامٍ سعيدة .

[align=right]

ما قصدته بالإعدام؛ بالتأكيد ليس ما يخص السلطات؛ وإنما ما يقع من إعدام معنوي -وهو الأقسى تأثيرا- نتيجة البحث الدءوب عن الأخطاء.
وذاك ينسحب أيضا على موضوع اللعن، ولا علاقة للدين هنا بالموضوع، فكل البشر مهما كان دينهم؛ لهم أخطاء وهفوات، أليس كذلك؟

وفي المعنيين قصدت أن تدقيقك النحوي، وبحثك عن أخطاء الكاتب، قد يدفع بك - أحيانا - للتغافل عن ما بين حروفه من فكر، (حيث أن المثل يقول : صاحب بالين.. وصاحب ثلاثة..)

ولا وجه للتناقض فيما قلته (علم النحو لا يخلق إبداعا ولكنه يجمله ويوضح محاسنه،
لكن بدون الإبداع، لا حاجة لنا بعلوم النحو.)

ذلك أن القصد يكمن في أن الإبداع سابق على النحو،
إن أبدعنا، فكرا أو أدبا، نحتاج للنحو لتجميله وتوضيحه، ولكن مهما بلغنا في علوم النحو، إن لم يوجد إبداع، فلا مجال لتطبيق هذه العلوم.
فالنحو علم له قواعد وأصول صارمة، وإن اختلفت الآراء من بلد لآخر أحيانا، إلا أن المجمل تحكمه القواعد.
أما الإبداع فهو انطلاق - إلى حد الجموح- للفكر والخيال، يحتاج لبعض القواعد لئلا يَفسَد، و/ أو يُفسِد.

المبدع ينطلق فكره إما بصورة أكاديمية متخصصة فيما انحصر علمه حوله، أو ينطلق خياله فيؤلف ويكذب قصة أو شعرا ، وفي كل الأحوال يمكنه الاستعانة بمتخصص لغوي - حيا كان أو اليكترونيا - ليدقق له ما فاته، وما سها عنه،
لا هذا يقلل من شأنه، ولا كون متخصص اللغة غير مبدع يقلل من أهميته.

أما مشكلتنا هنا - في هذا الفضاء- أننا نفكر ونكتب وننشر في ذات الآن، دون هدنة للمراجعة، لا بأنفسنا ولا بمعين.

خلقنا الله -جل وعلا- لنتكامل، لكل موهبة و/ أو مقدرة،
وهو الوحيد -سبحانه - كلي القدرة والمعرفة.
أعرف قدري، وأني لن أصل للكمال أبدا فيما يخص اللغة، لكنني لن أدع هذا النقص يعيقني عن التفكير،

ولكن سيدي، ألم تتساءل يوما عن سبب ما نحن فيه من عدم بلوغ الكمال في اللغة؟
إجابة تحمل العديد من الاتهامات، تطوف لتشمل الكل، أنظمة تعليم معاقة، ومعيقة.. اختلاط لغات وثقافات وعلوم؛ لأسباب تنوعت بين استعمارية وترجمة، وتنويرية وعولمة.. و.. و..
حتى أننا بتنا لا نتحدث لغة عربية واحدة ليس فقط بين المصريين ولكن عبر كل الأقطار،
فهذا يستبدل الضاد بالظاء، وذاك يبدل الجيم والقاف والألف، وغيره العديد.

من حقك أن تستميت دفاعا عن أصول اللغة، كل ما نرجوه أن تلتمس الأعذار للمخطئين عن سهو أو عدم معرفة.

كن بالخير سيدي


[/align]

الأخ د. إميل صابر
تحياتي
(ولتقبل هذه الأخيرة مني)
بل وأشكرك على إهدائها لي , لأني تعجلت في الكتابة , ولا ألوم الحاسب الآلي , فهو ينطق بما دقت عليه أصابعي .
(وإنما ما يقع من إعدام معنوي)
قلت لك في ردي السابق :
ما وقعت بيني وبين معلم خصومة حول قضية علمية
لأن الحوار والتفاهم وتعليم اللغة العربية فن , وتلقيه أيضا فن ممن يحب اللغة
العربية ويدافع عنها . ويرغب أن يكون أديبا ناجحا .أو معلما ناجحا
فكيف يكون عملي إعداما معنويا وأنا حريص أن أصنع أجيالا تحب اللغة العربية وتتقنها من المعلمين والطلاب .؟
وقولك :
ولا علاقة للدين هنا بالموضوع، فكل البشر مهما كان دينهم؛ لهم أخطاء وهفوات، أليس كذلك؟
أنا لا أتعرض للأديان ؛ غير أن اللغة العربية الفصيحة هي ( لغة القرآن الكريم ) التي نزل بها على محمد صلى الله عليه وسلم , والتي نكتب بها أدبنا العربي , ولسان العرب الناطق , وبلاغة القرآن وانضباطه الكامل ,
هو مرتبة البلاغة العليا ؛ التي نتعلم منها .
وأنا معك وأوافقك بقوة أن كل بني آدم خطاء , في أي دين , وخير الخطائين التوابون , الراجعون إلى الصواب . أليس كذلك ؟!!
وقولك : (قصدت أن تدقيقك النحوي، وبحثك عن أخطاء الكاتب، قد يدفع بك - أحيانا - للتغافل عن ما بين حروفه من فكر، (حيث أن المثل يقول : صاحب بالين.. وصاحب ثلاثة..)
هذا اتهام آخر ؛ أرفضه . فأنا أقرأ أولا لأستفيد وأتعلم من الفكرة والمضمون
ثم يتحرك فيَّ محبتي للغة العربية أن أصوب وأدقق وأراجع , ولست ممن ينطبق عليه المثل الذي سقته !!!
وقولك : القصد يكمن في أن الإبداع سابق على النحو،
الإبداع أخي موهبة تتأصل وتصقل بالعلم ؛ والنحو من أهم العلوم التي تصقل الموهبة أو القدرة الأدبية , والكلامية . وبدونها يظل الإبداع محاولات وخواطر .
وقولك : ولا كون متخصص اللغة غير مبدع يقلل من أهميته.
أنا لم أدعِ أنني مبدعٌ أبدا . أنا طويلب علم , أحبو بالنسبة لأدباء الملتقى
الأفاضل . وهذا نعم لا يقلل من ثقتي بما أكتب , وأهميته لبعض من يقرأ .
وقولك : وأني لن أصل للكمال أبدا فيما يخص اللغة، لكنني لن أدع هذا النقص يعيقني عن التفكير،
أنت لن تصل ـ ولا أنا ـ إلى الكمال أبدا لا فيما يخص اللغة وحدها ؛ بل في كل مجال من مجالات الحياة حتى في تخصصك في الطب البيطري مثلا .
أما التفكير فهو سمة لمن يحمل عقلا من البشر , لا يتوقف إلا بالموت .
والكمال المطلق لله وحده سبحانه وتعالى .
أما قولك : أنظمة تعليم معاقة، ومعيقة.. اختلاط لغات وثقافات وعلوم؛ لأسباب تنوعت بين استعمارية وترجمة، وتنويرية وعولمة.. و.. و..
حتى أننا بتنا لا نتحدث لغة عربية واحدة ليس فقط بين المصريين ولكن عبر كل الأقطار،
فهذا يستبدل الضاد بالظاء، وذاك يبدل الجيم والقاف والألف، وغيره العديد.
فأوافقك فيه تماما , وهذا ما يجعلنا هنا ندعو إلى إيقاظ الضمائر لنحيي الأمة لخطر محدق بلغتنا العربية , بل بحياتنا كلها , لنعيد مجد ثقافتنا وأدبنا وحضارتنا عالية كما كانت .
والسلام على من اتبع الهدى .