
تعد حكايات " ألف ليلة وليلة " درة الأدب الشعبي العربي.. وقد تأثر مبدعو الغرب بها وظهرت انعكاسات العالم الساحر لتلك الحكايات في الأدب والموسيقي والتصوير والنحت وغيرها من مجالي الفن.
وصف " السندباد البحري " بيضة الرخ ذلك الطائر الخرافي العملاق فهو يقول : " حققت النظر فلاح لي في الجزيرة شييء أبيض عظيم الخلقة.. فنزلت من فوق الشجرة وقصدته وصرت أمشي إلى ناحيته ولم أزل سائراً إلى أن وصلت إليه وإذا به قبة كبيرة بيضاء شاهقة في العلو كبيرة الدائرة.. فدنوت منها ودرت حولها فلم أجد لها باباً ولم أجد لي قوة ولا حركة في الصعود عليها من شدة النعومة فعلمت مكان وقوفي ودرت حول القبة أقيس دائرتها فإذا هي خمسون خطوة وافية فصرت متفكراً في الحيلة الموصلة إلى دخولها وقد قرب زوال النهار وغروب الشمس.. وإذا بالشمس قد خفيت والجو قد أظلم واحتجبت الشمس عني فظننت أنه جاء على الشمس غمامة وكان ذلك في زمن الصيف فتعجبت ورفعت رأسي وتأملت في ذلك فرأيت طيراً عظيم الخلقة كبير الجثة عريض الأجنحة طائراً في الجو وهو الذي غطى عين الشمس وحجبها عن الجزيرة فازددت من ذلك عجباً.. ثم إني تذكرت حكاية أخبرني بها قديماً أهل السياحة والمسافرون وهي أن في بعض الجزائر طيراً عظيماً يقال له الرخ يزق أولاده بالأفيال فتحققت أن القبة التي رأيتها إنما هي بيضة من بيض الرخ ثم إني تعجبت من خلق الله تعالى فبينما أنا على هذه الحالة وإذا بذلك الطير نزل على تلك القبة وحضنها بجناحيه وقد مد رجليه من خلفه على الأرض ونام عليها فسبحان من لا ينام.. فعند ذلك فككت عمامتي من فوق رأسي وثنيتها وفتلتها حتى صارت مثل الحبل وتحزمت بها وشددت وسطي وربطت نفسي في رجلي ذلك الطير وشددتها شداً وثيقاً وقلت في نفسي لعل هذا يوصلني إلى بلاد المدن والعمار ويكون ذلك أحسن من جلوسي في هذه الجزيرة وبت تلك الليلة ساهراً خوفاً من أن أنام فيطير بي على حين غفلة.. فلما طلع الفجر وبان الصباح قام الطائر من على بيضته وصاح صيحة عظيمة وارتفع بي إلى الجو حتى ظننت أنه وصل إلى عنان السماء وبعد ذلك تنازل بي حتى نزل إلى الأرض وحط على مكان مرتفع عال فلما وصلت إلى الأرض أسرعت وفككت الرباط من رجليه وأنا أنتفض." وحكي عن حادثة كسر بعض التجار لبيضة الرخ.
وقد تأثر الرسام الأمريكي " روبرت سوين جيفورد " ( 1840 - 1905 ) Robert Swain Gifford بحكاية السندباد البحري وصور لنا بريشته القديرة حادثة كسر التجار لبيضة الرخ.. فأبدع لوحته " بيضة الرخ " The Roc's Egg عام 1874 وهي بالألوان المائية علي الورق ومعروضة في متحف فرانسورث للفن Fransworth Art Museum بمدينة روكلاند في ولاية " مين ". وقد أهدت اللوحة للمتحف السيدة " دوروثي هيس " عام 1959 .
[/align]
تعليق