مقدمة لانعتاق الجسد / سليمان دغش

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سليمان دغش
    عضو الملتقى
    • 08-10-2007
    • 131

    مقدمة لانعتاق الجسد / سليمان دغش

    مقدّمة لانعتاق الجَسَد



    هِيَ الريحُ
    تعْبَثُ بينَ الضّلوعِ
    أم الروحُ تزهَقُ فيَّ الجَسَدْ..!
    هِيَ النارُ
    تشعِلُ شَمْعَ الدّموعِ أم النورُ
    يبعَثُ في جَسَدِ الشمعِ
    روحَ الأحَدْ..؟!

    هِيَ الروحُ
    ريحٌ تُحوِّمُ بينَ خرافةِ هذا الوجودِ
    وبينَ يقينِ حدودِ الأبَدْ !!
    فيا بَحْرُ خذني إليكَ كما يشتهي الموتُ
    هلْ غايةُ الموجِ
    إلاّ انفجار الزَّبَدْ ؟!

    على ضِفَّتينِ اثنَتينِ وُلدتُ
    ولا جسرَ يفصلُ بيني وبيني
    وبيني وبينَكِ
    إلاّ رؤايَ التي احترَقتْ كُلَّما
    حوَّمَتْ كالفراشاتِ حولَ سياج ٍ قديمٍ
    تركناهُ يَحرسُ في الليلِ
    روحَ البَلدْ

    فلا تسألي النهرَ عنْ سرِّهِ في الغمامِ البّعيدِ
    سَتشعِلنا برقةٌ في البَريد
    ونمضي إلى نبضَةٍ في الوَريد
    تُهييءُ منْ عندمِ القلبِ حنّاءَها المشتهى
    وتعدُّ الدماءَ الأخيرةَ
    في عرسنا النورَسيِّ
    مقدّمةً لانعتاقِ الورودِ إذا ما استوى الوردُ والدَمُ
    في مَهرجانِ الجَسَدْ..!!

    هيَ الروحُ سُلّمُنا للسماءِ
    ولا أرضَ لي كَيْ أكونَ قريناً لروحي
    أزوّجُها ما تشاءُ منَ الرغباتِ
    وما تشتهي في رداءِ الندى والغبارِ
    كأني على نخلةِ الريحِ
    يأخُذني نورَسٌ للنهائيّ ِفي اللانهائيِّ
    بينَ شراعِ المدى السرمَدِيِّ
    وبينَ سياجِ الأمَدْ...

    ضَعيني على ركبَةِ الماءِ
    أكتَشِف البئرَ
    بي شَبَقٌ عارمٌ للبلوغِ لدلتا الحياةِ
    التي تستفِزُّ الشرايينَ فيَّ
    وتغمرني بالندى كُلّما عربَدَ النيلُ
    حتّى يتمّ انهمار البَرَدْ..

    أُحِبّكِ..
    هل يَنبغي أنْ أموتَ لأنّي أحبّكِ
    حتّى يتمَّ الزفافُ المهيّأُ
    منْ نصفِ قرنٍ
    على طَلَقاتِ الرصاصِ ؟
    وهلْ كانَ يكفي بأنْ أشتهيكِ
    لِكي يَسحَبَ الجَزْرُ فُستانَ حَيْفا
    ويرمي خلاخيلَها في دَمي المُستفَزِّ
    على حافّةِ المَدِّ
    بينَ النوى المُستَبدِّ
    وبينَ نوايا المَدَدْ !

    وهلْ كانَ يكفي بأنْ أستعيرَ السحابَةَ دَمعاً
    لأروي تُرابَ القصيدَةِ
    إنَّ القصائدَ تحملُ ظِلّي
    ولا ظِلَّ للشمسِ
    حتّى أفسِّرَ للظلِّ نفسي
    ستفضَحُني لثغةٌ في كلامِ الحمامِ
    ونايٌ يُوزّعُ روحي
    على نِسوَةٍ يتسفّعنَ في شَمسِهِنَّ
    وينضُجْنَ
    كالتينِ ملءَ أنوثةِ أجسادِهِنَّ
    وملءَ حرارةِ صيفٍ تنهَّدَ تحتَ ثيابِ النساءِ
    فأنَّ الجَسَدْ..!!

    هيَ الروحُ سُلّمُ أجسادِنا للفناءِ
    سأمضي إلى آخِرِ السفحِ
    لا بدَّ منْ كَبوةٍ كيْ يتِمَّ الحصانُ الصهيلَ الأخيرَ
    ولا مستحيلَ على الأرضِ
    غير البقاءِ
    سيكتَشف السندِبادُ مرايا الزبرجَدِ
    في نُطفةِ الماءِ
    أيّ المرايا ستأسرُ روحي
    وأيّ المرايا ستكسرُ فيَّ
    زُجاجَ الجَسَدْ !


    هيَ الروحُ ريحُ الخُلودِ
    فكُنْ عارياً كالورودِ
    وهَيىءْ حُضورَكَ ملءَ الغيابِ
    وملءَ الوجودِ
    وكُنْ حاضراً أبَداً
    يا جَسَدْ..!!!



    Suleiman_ppsp@hotmail.com
    Suleiman_ppsp@yahoo.com

    [color=#FF1493]سليمان دغش
    سفير الشعر الفلسطيني الى العالم[/color]
  • د. جمال مرسي
    شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
    • 16-05-2007
    • 4938

    #2
    هيَ الروحُ ريحُ الخُلودِ
    فكُنْ عارياً كالورودِ
    وهَيىءْ حُضورَكَ ملءَ الغيابِ
    وملءَ الوجودِ
    وكُنْ حاضراً أبَداً
    يا جَسَدْ..!!!

    يا الله يا د. سليمان
    ما أروعها من قصيدة
    قصيدة تخاطب العقل و القلب و تستقر في الوجدان
    قراءة واحدة لا تكفيها
    فسأعود لها إن شاء الله من جديد و قبلها أثبتها


    كنت أشعر فقط أن السطر الثاني هنا يحتاج شيئا يتعلق بالوزن
    وهلْ كانَ يكفي بأنْ أشتهيكِ
    لِيَسحَبَ الجَزْرُ فُستانَ حَيْفا


    مع خالص ودي و تقديري
    sigpic

    تعليق

    • بنت الشهباء
      أديب وكاتب
      • 16-05-2007
      • 6341

      #3
      استوقفتني رائعتك بكل ما حوت من معاني سامية وجميلة
      ولا أعلم لم أحسست
      يا أستاذنا الفاضل
      الدكتور سليمان دغش
      بهذه الأبيات
      هيَ الروحُ ريحُ الخُلودِ
      فكُنْ عارياً كالورودِ
      وهَيىءْ حُضورَكَ ملءَ الغيابِ
      وملءَ الوجودِ
      وكُنْ حاضراً أبَداً
      يا جَسَدْ..!!!


      فقد لامست قلبي وروحي وفكري
      لأحيا مع حكمتها ودرر مواعظها
      وتمنيت لو أنني أعمل بها فأكون لها ومنها وإليها

      فيا جسد كن عاريا من الأحقاد والضغينة والكره
      يا جسد كن عاريا من الفساد , والرذيلة .....
      يا جسد عليك أن تلبس أحسن وأجمل وأبهى حلل القيم والمبادئ التي فطر الله روح الإنسان عليها ....
      لا تتبدل ولا تتغير , وكن حاضرا ليوم ينتظرك ... وستحاسب فيه على كل أفعالك ....

      اعذرني يا أستاذي وقفت عند هنا , ولم استطع أن أكمل
      لكن نسأل الله أن يثبتنا على ديننا , ويعيننا على فعل الخيرات وترك المنكرات
      إنه سميع مجيب

      أمينة أحمد خشفة

      تعليق

      • سليمان دغش
        عضو الملتقى
        • 08-10-2007
        • 131

        #4
        العزيز د. جمال مرسي
        شكرا ايها المبدع الحقيقي
        شهادتك شرف عظيم أتمنى ان استحقه

        بالنسبة للمقطع الذي اختل به الوزن فمعك كل الحق وهو في الاصل :

        وهل كان يكفي بأن أشتهيكُ
        لكي يسحب الحزر فستان حيفا

        فعذرا على الخطأ المطبعي وسأصححه الآن


        دمت مبدعا
        محبتي
        سليمان
        [color=#FF1493]سليمان دغش
        سفير الشعر الفلسطيني الى العالم[/color]

        تعليق

        • سليمان دغش
          عضو الملتقى
          • 08-10-2007
          • 131

          #5
          العزيزة بنت الشهباء
          سعيد أنا بمرورك على كلماتي
          وسعيد لأن القصيدة نالت اعجابك
          شكرا يا سيدتي

          دمت بخير

          سليمان
          [color=#FF1493]سليمان دغش
          سفير الشعر الفلسطيني الى العالم[/color]

          تعليق

          • عادل العاني
            مستشار
            • 17-05-2007
            • 1465

            #6
            نظرة فلسفية عميقة المعاني

            أجدت وأحسنت التعبير فيها عن كثير من الأمور


            بارك الله فيك


            وتقبل تحياتي وتقديري

            تعليق

            • سليمان دغش
              عضو الملتقى
              • 08-10-2007
              • 131

              #7
              الأخ العزيز عادل العاني
              اسعدني مرورك هنا وتوقيعك الكريم
              الف شكر ومحبة

              سليمان
              [color=#FF1493]سليمان دغش
              سفير الشعر الفلسطيني الى العالم[/color]

              تعليق

              • هيام مصطفى قبلان
                أديب وكاتب
                • 27-10-2007
                • 502

                #8
                مقدمة لانعتاق الجسد : سليمان دغش

                أخي الشاعر المبدع : سليمان دغش لك لغة تأسر الروح والقلوب . قصيدتك جميلة
                والموضوع يخوض فكرة فلسفية راقية وعظيمة ألا وهي ( انفصال الروح عن الجسد )
                فالروح - النار - النور كلها كلمات اجتمعت بأنين الأنفصال والبعث من جديد .

                فيا بحر خذني اليك كما يشتهي الموت
                وماذا وراء البحر يا صديقي الشاعر غير مدن المنافي المعجونة بالعشق والسفر
                ووجود غامض كما يشتهيه الموت دون حد فاصل ( بيني وبيني ) ( وبيني وبينك )
                فكرة الأشتهاءلها علاقة أيضا بالبحرفالتساؤل وارد هنا فبين فستان حيفا وبين الخلاخيل
                المرمية في دمك المستفز حاجة للوقوف على حافة المد
                الروح روح الخلود فهيء حضورك ملء الغياب وكن حاضرا يا جسد !!
                نعم الروح خالدة وعلى الجسد أن يلبس البياض لأنه لا مكان هنا للحزن ما دامت
                الروح ترفرف واذا ما استوى الورد والدم ( في مهرجان الجسد ) هنا يدخل الفن
                الذهني والحركي معا " رائعة هذه الصورة ومستحدثة "
                اشتهائك للموت فيه نبض جديد ( حين يتم الزفاف على طلقات الرصاص)
                تحية يا سليمان من أعالي الكرمل الى الجليل ومن شاطىء حيفا الى الملتقى
                الجسد يفنى وتبقى الروح
                من : هيام قبلان

                تعليق

                • سليمان دغش
                  عضو الملتقى
                  • 08-10-2007
                  • 131

                  #9
                  الأخت الكريمة هيام
                  شكرا لهذه القراءة الرائعة للقصيدة
                  لاستنباط الجوهر والغوص في الأعماق
                  تحية لروحك الجميلة الهائمة على غابات الكرمل
                  دمت مبدعة

                  سليمان
                  [color=#FF1493]سليمان دغش
                  سفير الشعر الفلسطيني الى العالم[/color]

                  تعليق

                  يعمل...
                  X