تويت
[frame="1 98"][align=right]
سمية الألفي
-قاصة تكتب بخيط الحرير-
1
قد نتخلف حول أدب الأنثى اصطلاحا ووجودا وبنية وأسلوبا وغاية وربما نتفق فلكل منا وجهة نظرة المنبثقة من ثقافته ورؤاه وحاضنته الثقافية و الاجتماعية وافقه الإنساني.........
ومما شك في إننا نتفق على أن اللغة ( كتابة واصواتا وإشارة ولغة أدبية خيالة موحية ) .... وسيلة للتعبير عن الأفكار والرؤى والعواطف والحاجات وهي أيضا وسيلة لبناء الأدب عندما تستخدم على نحو خاص وميز لتقول أكثر من حروفها وأصواتها وأعمق دلالة وأكثر جمالا........
وهي بذلك تختلف من شخص لآخر ومن أديب لآخر بل إن لكل مجموعة اجتماعية لغتها ووسيلة تعبيرها الخاصة _ على حد قول باختين_ .. وعليه قد نجد خصوصية لأدب الأنثى ولغتها عن أدب الرجل ربما.......
ويتجلى ذلك في الموضوعات التي يتناولها أدب المرأة وطريقة التعبير ووسائل رسم الصورة الأدبية والتعبير عن المعاناة الإنسانية.. وسنحاول في هذه القراءة الأولى لقصص القاصة سمية الألفي إن نبين وجهة نظرنا هذه
وهي قابلة أكيد للنقاش والرفض والقبول..
2
سمية الألفي قاصة تحاول الكتابة بعبق الزهور وتستخدم خيط الحرير أسلوبا لسردها فمهما كانت الكتابة موجعة ومهما كان الموضوع متناقض موجع ومؤلم نرى هيمن الفاضاً رقيقةً و جميلةً في قصصها غير أنها برقة خيط الحرير جميل ورقيق و هو ايضأً قوي وحاد ومنها مثلا (في ليلةٍ ممطرة, كانت تجلسُ تراقب دموع السماءو زهرة البنفسج تهتز في كأس الدموع و يتدلى منها جسدها كثريا من الذهبو داعبته بشوقو أنفاسها تدفئنيو منحته قلبا محبا ,
نظرتُ بجدار الروح وجدته. داعبته بشوقو توضأت من دموعيو رأيتها بقميص خفيف , أنفاسها تدفئنيو أيها الحالم بين ربوع هواك)..
هذه نماذج من لغة سمية تعبر فيها عن الألم بألطف الكلمات وأجملها وارقها وأكثرها تعبيرا عن لغة الألم الجميلة لان الأنثى بحكم طبيعتها الوجدانية لاستخدم التعبيرات الحادة والقاطعة إنما تعبر عن الألم بدموع السماء أو جدار الروح و تتوضأ من دموعها وغيرها من الألفاظ ذات الأفق الجمالي والرؤية التعبيرية المميزة وهكذا تؤكد نصوص الألفي أنها تنبثق من أدب أنثوي بلغة أنثى يعبر بها عن الأفكارا والمعاناة والعواطف فعلى الرغم من شيوع الحزن والألم والمنبثق عن لحظة اكتشاف الأمل الموؤد ولا جدوى الحياة بعد أن سرق الأمل إلا أنها تستخدم أساليب لغوية جميلة وشفافة مع ذلك فأنها كخيط الحرير قوية وقاطعة في الوقت نفسه ...
غير أن هذه الجمل ربما كانت بداية السرد الحكائي لنصوصها ولا يكاد السرد يتصاعد حتى تظهر الخيبة ويتجلى الألم...فقد اعتمدت القاصة القصة القصيرة جدا أسلوبا في كتاباتها فقد دأبت على اقتناص لحظة من الحياة وهي بكل الحياة من خلال تكيف العبارة وتفعيل الرمز تحاول أن تعبر .. تقول .. تصرخ ....من ظلم الزمن والحياة والرجل ربما الذي توجته على قلبها يوما فمنع عنها حتى قلبها.. الخ ومن خلال المفارقة تكشف سوءة الحياة وتناقضاتها بلغة حليمة الرؤى والتعبير -لغة لحب الأنثوي _ واستطاعت أن تجسد أللاشعور الأنثوي المجروح والعاشق لجرحه في آن واحد...
3
تبدأ قصة ( زهرة البنفسج ) بعنوان يشير إلى الجمال والأمل والحب فالزهور هي تعبير عن هذا كله ولون البنفسج على الرغم مما يحمله من غموض لوني غير انه ينطوي على الحساسية والشاعرية في آن ولعل هذه القصة بهذه اللون
تحمل الحب والأمل غير انه موءود فعلى الرغم من الزهور والمطر الذي يحمل في ثناياه الحب والجمال والخير فإن الرؤية الحكائية سرعان ما تتحول إلى حزن وألم فرقصت الزهرة في كاس من الحزن وتحولت قطرات المطر إلى دموع حزن والطفل الأمل إلى جثة هامدة وهكذا تعبر الألفي عن الحزن بتحويل الألفاظ الجميلة إلى صور حزينة
أما قصة افتنان القصيرة جدا فتحاول أن تعري نزعة الامتلاك عند الرجل الذي يحاول امتلاك الأنثى صورة وشكلا روحا وجسدا وعندما لايجد للامتلاك سبيلاً فهو يخرب ويهين ويضع كل شئ تحت قدمه ويرحل متبخترا ولعلها صرخة أنثى ضد الزمن00 المجتمع .. الرجل الذي ينظر إلى الأنثى إما ملك يمين أو وسيلة للعبث والتخريب
ختاما اقول إن القاصة سمية ألألفي قاصة جسدت معاناة الإنسانة المرأة الإنسان ... بلغة جميلة وسرد مميز وأسلوب جميل
[/align][/frame]
سمية الألفي
-قاصة تكتب بخيط الحرير-
1
قد نتخلف حول أدب الأنثى اصطلاحا ووجودا وبنية وأسلوبا وغاية وربما نتفق فلكل منا وجهة نظرة المنبثقة من ثقافته ورؤاه وحاضنته الثقافية و الاجتماعية وافقه الإنساني.........
ومما شك في إننا نتفق على أن اللغة ( كتابة واصواتا وإشارة ولغة أدبية خيالة موحية ) .... وسيلة للتعبير عن الأفكار والرؤى والعواطف والحاجات وهي أيضا وسيلة لبناء الأدب عندما تستخدم على نحو خاص وميز لتقول أكثر من حروفها وأصواتها وأعمق دلالة وأكثر جمالا........
وهي بذلك تختلف من شخص لآخر ومن أديب لآخر بل إن لكل مجموعة اجتماعية لغتها ووسيلة تعبيرها الخاصة _ على حد قول باختين_ .. وعليه قد نجد خصوصية لأدب الأنثى ولغتها عن أدب الرجل ربما.......
ويتجلى ذلك في الموضوعات التي يتناولها أدب المرأة وطريقة التعبير ووسائل رسم الصورة الأدبية والتعبير عن المعاناة الإنسانية.. وسنحاول في هذه القراءة الأولى لقصص القاصة سمية الألفي إن نبين وجهة نظرنا هذه
وهي قابلة أكيد للنقاش والرفض والقبول..
2
سمية الألفي قاصة تحاول الكتابة بعبق الزهور وتستخدم خيط الحرير أسلوبا لسردها فمهما كانت الكتابة موجعة ومهما كان الموضوع متناقض موجع ومؤلم نرى هيمن الفاضاً رقيقةً و جميلةً في قصصها غير أنها برقة خيط الحرير جميل ورقيق و هو ايضأً قوي وحاد ومنها مثلا (في ليلةٍ ممطرة, كانت تجلسُ تراقب دموع السماءو زهرة البنفسج تهتز في كأس الدموع و يتدلى منها جسدها كثريا من الذهبو داعبته بشوقو أنفاسها تدفئنيو منحته قلبا محبا ,
نظرتُ بجدار الروح وجدته. داعبته بشوقو توضأت من دموعيو رأيتها بقميص خفيف , أنفاسها تدفئنيو أيها الحالم بين ربوع هواك)..
هذه نماذج من لغة سمية تعبر فيها عن الألم بألطف الكلمات وأجملها وارقها وأكثرها تعبيرا عن لغة الألم الجميلة لان الأنثى بحكم طبيعتها الوجدانية لاستخدم التعبيرات الحادة والقاطعة إنما تعبر عن الألم بدموع السماء أو جدار الروح و تتوضأ من دموعها وغيرها من الألفاظ ذات الأفق الجمالي والرؤية التعبيرية المميزة وهكذا تؤكد نصوص الألفي أنها تنبثق من أدب أنثوي بلغة أنثى يعبر بها عن الأفكارا والمعاناة والعواطف فعلى الرغم من شيوع الحزن والألم والمنبثق عن لحظة اكتشاف الأمل الموؤد ولا جدوى الحياة بعد أن سرق الأمل إلا أنها تستخدم أساليب لغوية جميلة وشفافة مع ذلك فأنها كخيط الحرير قوية وقاطعة في الوقت نفسه ...
غير أن هذه الجمل ربما كانت بداية السرد الحكائي لنصوصها ولا يكاد السرد يتصاعد حتى تظهر الخيبة ويتجلى الألم...فقد اعتمدت القاصة القصة القصيرة جدا أسلوبا في كتاباتها فقد دأبت على اقتناص لحظة من الحياة وهي بكل الحياة من خلال تكيف العبارة وتفعيل الرمز تحاول أن تعبر .. تقول .. تصرخ ....من ظلم الزمن والحياة والرجل ربما الذي توجته على قلبها يوما فمنع عنها حتى قلبها.. الخ ومن خلال المفارقة تكشف سوءة الحياة وتناقضاتها بلغة حليمة الرؤى والتعبير -لغة لحب الأنثوي _ واستطاعت أن تجسد أللاشعور الأنثوي المجروح والعاشق لجرحه في آن واحد...
3
تبدأ قصة ( زهرة البنفسج ) بعنوان يشير إلى الجمال والأمل والحب فالزهور هي تعبير عن هذا كله ولون البنفسج على الرغم مما يحمله من غموض لوني غير انه ينطوي على الحساسية والشاعرية في آن ولعل هذه القصة بهذه اللون
تحمل الحب والأمل غير انه موءود فعلى الرغم من الزهور والمطر الذي يحمل في ثناياه الحب والجمال والخير فإن الرؤية الحكائية سرعان ما تتحول إلى حزن وألم فرقصت الزهرة في كاس من الحزن وتحولت قطرات المطر إلى دموع حزن والطفل الأمل إلى جثة هامدة وهكذا تعبر الألفي عن الحزن بتحويل الألفاظ الجميلة إلى صور حزينة
أما قصة افتنان القصيرة جدا فتحاول أن تعري نزعة الامتلاك عند الرجل الذي يحاول امتلاك الأنثى صورة وشكلا روحا وجسدا وعندما لايجد للامتلاك سبيلاً فهو يخرب ويهين ويضع كل شئ تحت قدمه ويرحل متبخترا ولعلها صرخة أنثى ضد الزمن00 المجتمع .. الرجل الذي ينظر إلى الأنثى إما ملك يمين أو وسيلة للعبث والتخريب
ختاما اقول إن القاصة سمية ألألفي قاصة جسدت معاناة الإنسانة المرأة الإنسان ... بلغة جميلة وسرد مميز وأسلوب جميل
[/align][/frame]
تعليق