الثور العجوز

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. حسين علي محمد
    عضو أساسي
    • 14-10-2007
    • 867

    الثور العجوز

    الثور العجوز

    قصة شعرية للأطفال، بقلم: د. حسين علي محمد
    .................................................. ..........

    كانً السلطانُ حبيبَ الشعبْ
    يفتحُ بابَهْ
    في كلِّ صباحٍ للفقراءْ
    كيْ يسمعَ شكوى كلِّ ضعيفٍ مظلومٍ منهمْ
    ولينصِفَهمْ
    لمْ يُنشِئْ قصْراً فخْماً يجلسُ فيهْ
    لمْ يجعلْ أسواراً عاليةً
    تحجبُ صوْتَ الشعبَ الهادرَ عنْه
    لمْ يجعلْ بينَ الحاكمِ والمحكومِ وسيطاً
    بلْ علَّقَ جرساً ضخماً
    تتدلَّى منهُ حِبالْ
    لوْ أحدُ الأفرادِ أرادْ
    أنْ يلْقى السُّلطانْ
    دقَّ الجرسَ وقابَلَهُ في الحالْ
    ***
    في يومٍ دَقَّ الجرسُ،
    ولمَّا خرَجَ الحُرَّاسْ
    وجدوا ثوْراً أضناهُ المرضُ على البابْ
    يتهالكُ في إعياءْ
    حاولَ أن يدخُلْ
    لكنَّ الحرَّاسَ تَصَدَّوْا لهْ
    وقفوا في وجْهِهْ

    نظرَ السُّلطانُ من الشُّرفهْ
    وجدَ الثَّورَ ووجدَ الحرَّاسَ يصدُّونَهْ
    خرجَ السلطانُ إلى البابْ
    يسألُ حاجبَهُ عثمانْ
    عنْ سببِ مجيءِ الثَّوْرِ إليْهْ
    ***
    قالَ الحاجبُ: يا موْلانا السُّلطانْ
    هذا الثورُ ضعيفٌ
    ذَهَبَتْ صحتُهُ
    خارتْ قوتُهُ
    وتحيَّر عُثمانُ لبُرههْ
    ثمَّ أضافْ:
    هذا الحيوانْ
    يطلبُ منكَ الرَّحمةَ والإنصافْ!
    كانَ صغيراً
    لمّا جاءَ إليْكَ من السوقْ
    لحظيرتِكَ العامرةِ، وأخذَ يُشاركُ في أعمالِ الحقلْ
    عملَ كثيراَ عندكَ حتى أضنتْهُ الأيامْ
    لكنَّ كبير الخدمِ، وأعني "محروساً" ذا القلبِ الصَّخريّْ
    يطردُهُ اليومْ
    ليهيمَ على وجههْ!
    ***
    ابتسَمَ السُّلطانُ وقالَ لعُثمانْ:
    أنتَ أمينٌ وشُجاعْ
    لمْ تخدعْني بالأقوالِ البرَّاقَهْ
    أحضِرْ لي محروسا
    ***
    في الحالْ
    حضرَ كبيرُ الخدمِ أمامَ السُّلطانْ
    ـ هلْ هذا الثورُ لنا؟
    قال كبيرُ الخدمِ: نعمْ
    لكنْ يا موْلايْ
    أصبحَ لا يقدرُ أنْ يفعلَ شيئاً فطردْتُهْ
    وهنا، لم يصبرْ عثمانُ الحاجبْ
    قالَ: اسمحْ لي يا موْلايَ السُّلطانْ
    أنْ أسألَ محروسا:
    اصدُقْني يا محروسْ
    هلْ لوْ مرِضَتْ زوجُكْ
    أو أحدُ الأطفالْ
    تطردُهُ من بيتِكْ؟
    وأجابَ كبيرُ الخدمِ لتوِّهْ:
    لا .. يا عثمانْ
    كيف بربكَ أطردُ فرداً من أفرادِ الأُسرهْ؟
    فأجاب الحاجبُ: يا محروسْ
    هذا العملُ الأحمقُ لا يُرضي مولانا السلطانْ
    لا يحسُنُ أن تطردَ هذا الثَّورْ
    قدْ خَدَمَكَ طولَ العُمْرْ
    والآنْ ..
    وَجَبَ عليكَ الشُّكْرْ
    هلْ نغدرُ بالحيوانْ؟
    ضحك السُّلطانُ، وقالْ:
    هذا قولٌ طيِّبْ
    والآنْ ..
    خُذْ ثورَكَ يا محروسُ، وإيَّاكْ
    أنْ تتركَهُ في الطُّرقاتْ
    يبحثُ عنْ مأْوى أوْ مأْكَلْ
    هذا الثورُ ضعيفْ
    لا يُمكنُهُ أن يتكلَّمَ ويُدافعَ عنْ نفسِهْ
    هلْ تسمعُ ما قلتْ؟
    ***
    أخذَ الرَّجلُ الثورَ وعادْ
    لحظيرتِهِ
    صوتُ السلطانِ يرنُّ بأُذنيْ محروسْ:
    يا محروسُ تعلَّمْ أن تحترمَ الطَّاعنَ في السنّْ
    وتُوفِّرُ سُبُلَ الراحةِ لهْ
    وخصوصاً لوْ كانَ من الحيوانِ الأعجمْ
    لا يعرِفُ أنْ يتكلَّمْ
    كمْ من جاهلْ
    نُبصرُهُ يضرب تلك الحيواناتِ بلا رحمهْ
    معْ أنَّ الحيوان َ يؤدِّي أعمالاً صعبهْ
    لا يطْلُبُ أُجْرَهْ
    لوْ نَطَقَ لكشَفَ لنا
    ظلمَ الإنسانِ وشَرَّهْ
  • عبلة محمد زقزوق
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 1819

    #2
    جميل الحرف والسرد بكريم النصيحة والموعظة
    سلمت لأدب الطفل برقيق الدعوة بالحكي
    شكرا لك أخينا الأديب والشاعر
    د. حسين علي محمد
    ياهلا

    تعليق

    • د. حسين علي محمد
      عضو أساسي
      • 14-10-2007
      • 867

      #3
      شكراً للأديبة المبدعة الأستاذة
      عبلة محمد زقزوق،
      مع موداتي ونقديري.

      تعليق

      • د. جمال مرسي
        شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
        • 16-05-2007
        • 4938

        #4
        الشاعر و الأديب الرائع د. حسين
        أسعد الله مساءك
        و أعتذر لتأخري في الرد على هذه الرائعة التي كتبت بأسلوب بسيط سهل
        قصة فيها من الحكمة و العظة ما يتعلم منه الكبار قبل الصغار
        بارك الله فيك
        و لك خالص الود
        sigpic

        تعليق

        • د. حسين علي محمد
          عضو أساسي
          • 14-10-2007
          • 867

          #5
          شُكراً للشاعر المبدع الدكتور جمال مرسي على تعليقه،
          مع موداتي.

          تعليق

          يعمل...
          X