دروب ذابلة
رأسُ السنة
أشدّ الليالي
حُلكة و ضبابا
و غيابُكَ
وحش مفترس
هنالك
حيث تغمرك الأضواء
و تطفئ روحَك المعجباتُ
هناك
حيث يَنحَتن من جسمك
و قلبك
الذي كان لي
حتى صار
كحبّة الجوز
لا بُدّ
أن ترى
شبحَ شمعة في الظلام
شمعة صغيرة ملوّنة
تحاول دوما
أن تكون بادية لك
إنّه اُبنُنا الذي
لم تَشهد
يوم ميلاده
و لا اُولى خطواته
و لا اُولى كلماته
إنه يعرف ساعي البريد
أكثر مما يعرفك
و يناديه
"صديق بابا"
لمجرد أن يقول
تلك الكلمة
التي لا يهمّكَ كثيرا
أن تَسمعها
و حين تُسأل عنه
لا تعرف إن كان
في الصف الثالث
أو الرابع
و لا تبدو متأكدا
من لون شعره و عينيه
أو لون بشرته
لكنه يُشبهك تماما
في كل شيء
إلا أن قلبهُ
الذي بحجم الجوز
أكبر بكثير
من هذا العالم
و كلّما أثلجَ
رأسُ السنة
يظل الصوتَ الوحيد
الذي يغطي
على دقات الساعة
و الوعدَ الوحيد
الذي وفيتَ به
كوثر خليل
2ماي2010
تعليق