بقول المثل- 4
صور تراثيه شعبية من وحي الأمثال الشعبية
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
1-كبير الراس للراي ، وطويل الساق جَرّاي ، وكبير القفا (خرّ.....!!!)
هذا المثل يدل على الفراسه ، فكبير الرأس كبير الدماغ ، فهو للرأي والمشورة ، وطويل الساق للجري والعَدو ، وكبير (القفا) المؤخرة ، كلمة على وزن (جرّاي) أشرنا إلى نصفها الأول ،واللبيب من الإشارة يفهم !!!!!!!!!!!!!!!!!
2- لو المرجله بالشوارب ، كان الجرذون أكبر محارب
أي الرجولة ليست بالشوارب المبرومة كذيل العقرب ، والتي قد يقف عليها الصقر، فالرجوله تكمن في النفوس الأبية العالية ، الكريمة القوية ، ولو كانت بالشوارب وطولها وضخامتها ، لكان الجرذ أولى باللقب لكبر شواربه.....!!!!!!!!!!!!!!!!
3-لو بدي أصرف من كيسي ما ساويتك عريسي
هكذا تجيب المرأة زوجها الذي يطمع بمالها ليعيش على (قفاها) ، وانه هو المسؤول عن الإنفاق وليست هي ، فلو كان الأمر كما يشتهي لكانت بقيت بلا زواج وأنفقت على نفسها وارتاحت من (قرفه)!!!
والمثل له جذوره الشرعية وهي أن مال المرأة حقها الخاص ، وأن الزوج هو الملزم بالأنفاق على بيته ، سيما لو كانت لا تعمل خارج المنزل وتقوم بواجبها كربة منزل خير قيام ، فإن أنفقت من نفسها فبها وأنعِم ، وإن لم تشأ فذلك من حقها ، لا يزاحمها أحد على ذلك الحق المطلق ، وهي تخاطبه : إنها لو أرادت أن تصرف من كيسها ، لما جعلت (حضرته) عريسها..
أما عندما خلطت العولمة الأوراق ، وصارت المرأة (الجوكر الفرار) ، فصارت المسألة (طعه وقايمه)...................!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
4- نيال القط ، عَ الفرش بنط ، لا حراثه بحرث ، ولا جمرك بحط
هذا الإنسان البائس القانط المثقل بالهموم والضرائب والتعب والشقاء ، قدره يعيش لأجل الآخرين الذين لا يتعبون ولا يدفعون ... بل يأخذون كل شيْ ...!!
وقد شبههم المثل بالقط ، الذي يأكل ويشرب ويلعب على الفراش ... ومع ذلك فهو لا يعمل ، ولا يحرُث ولا يدفع ضرائب ....!!!!
5- إتأملنا الباشا يبشبشنا ، أخذ اللي معنا وقشقشنا
الباشا هو الإقطاعي ، هو السيد الذي يملك كل شيء ، ويعمل الآخرون تحت قدميه أجراء أشبه بالعبيد، إنه جزء من النظام الإقطاعي الذي قد يتغير بالاسم والأسلوب والطريقة، ولكن الجوهر لا يمسه شيء أبدا....!!!
فتأملوا من الباشا أن (يبشبشهم) أي يغيّر وضعهم للأفضل ويفتح لهم كيسه وينفحهم منه ، وهو عصارة دمهم وعرقهم وكدهم وتعبهم ، ولكن الباشا (قشقشهم) أي كنسهم وأخذ ما كانوا يأملون بأخذه وأكثر، و(القش) الكناسة و(المقشة) هي المكنسة........!!!!
6- واحد جوّز بنته ، والثاني قال لها :يا بنيتي أشتريتلك حمار :
هذا المثل قد يمتد إلى معاني كثيرة ، إن دخلنا تفاصيله لا ننتهي ، أترك فهمه وتفاصيله لكم وأقول : أعان الله الرجال إذا كان الزوج بكل مهابته لا يختلف عن الحمار....!!!!
7- واحد مصارينه طالعه ، والثاني بقول له : أعطينا لبستنا شقفه :
هذا المثل يعني تفاصيل هائلة ، ويقاس على مقاييس كثيرة جدا ، وعلينا دون أن نقيس على شيء أن نأخذ المثل على ظاهره ...!!
تصوّر أن أحدهم مصاب ببقر في بطنه، وأمعاؤه خارج بطنه، وهو بحاجة لمن يسعفه ، ويحمله على وجه السرعة إلى المستشفى ، فيأتي فلان ويقول (أعطوني من مصارينه شقفه للبسه) ، فهو يريد إطعام قطته ، وهذا ما يهمه فقط من هذا المشهد ...و(عليها قيسوا)
8 – يا للي بتزّكي ، حالتك بتبكي :
قد يقصد المظاهر والتخفي تحت القشرة اللماعة ...فهو فقير معدم ...حالته تبكي الحجر ، ويتظاهر بدفع الزكاة عن أمواله الموهومة للمحافظة على المظهر الكاذب ....!!
فكم من دولة فقيرة معدمة تحت قشرة هذا المثل........!!!!
9ــ ربيت كلبي ، عقر جنبي ، تحرم عليّ تربية الكلاب :
يضرب هذا المثل لمن تحسن إليه أشد الإحسان ، فيقابلك بأشد الإساءة ، وخصوصا الابن العاق ، الذي يضر بوالديه ويعقهما ويسبب لهما الأذى ، فالكلب الحقيقي لا يمكن أن يعض بمن تربى عنده ، بل يخلص له ، ويهر له ، ويبصبص له كلما رآه ، ولكن البشر خلاف ذلك ، وقد كان أحد الأثرياء ينفق على رجل فقير وأسرته ، ويتعهدهم بالخير دائما ، وذات يوم دعا الرجل الله أن يمحق النعمة عن ذلك الثري الكريم ، ولا يبقي لديه ولا يذر ، ولو كان هو أول الخاسرين ، وسمعه إبليس واستدعى جنده وأتباعه وقال لهم : إذا أردتم معرفة من هو أسوأ مني ، فانظروا إلى ذلك الرجل ...!!!
10ــ الرجل تدب مطرح ما تحب :
والمعنى أن القدم تخطو إلى المكان الذي فيه من يحب الإنسان ، فالأماكن لها تأثيرها الكبير ، حيث يتعلق القلب بها لأجل من يسكنها ويجاورها ، فأحدهم يرى الشمس على حيط محبوبته أجمل منها على الحيطان الأخرى، وآخر أحب جارية سوداء، فأحب لأجلها سود الكلاب، وتجول معاني أخرى لا حصر لها في رحاب هذا المثل ..!!