مملكة السماء بين النظرية والمؤامرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد ثلجي
    أديب وكاتب
    • 01-04-2008
    • 1607

    مملكة السماء بين النظرية والمؤامرة

    مملكة السماء بين النظرية والمؤامرة

    قبل أيام, كنت على موعد لمتابعة فيلم أثيرت حوله ضجة إعلامية كبرى , ألا وهو ( مملكة السماء ) , مع العلم أن هنالك ثمة ما يجعل المشاهد العربي على وجه الخصوص يتوق بشوق لتتبع أحداث الفيلم , لو اتفقنا على وجود ممثل عربي بحجم ( غسان مسعود ) مجسِّداً شخصية القائد العربي (صلاح الدين الأيوبي) , أو ما حزمة المشاعر التي تتلبس كينونة المواطن العربي والمسلم من قلق حول حقبة تاريخية كانت فاصلة ولها جل الأثر في تكوين المجتمع الإسلامي وهي فترة استعادة القدس وتحريرها من أيدي الصليبيين.


    الحقيقة كانت الصدمة كبيرة, وأنا أتابع أحداث الفيلم ومدى غباش الرؤى حين تتجه عدسة الكاميرا نحو الجندي المسلم وتصويره للمشاهد على أنه إنسان همجي يتصرف عن غريزة وليس بفطرة إنسانية. خاصة في نهايات الفيلم حين همّ المسلمون باجتياز الثغرة في سور الحصن وكيف استبسل الجندي الآخر في الدفاع والتصدي كأن يقتل مثلا أربعة أو خمسة من جنود المسلمين قبل أن يسقط أخيرا بسهمٍ من الخلف .

    المخرج (ريدلي سكوت ) هو مخرج فلم ( المصارع ) للمثل الأمريكي ( راسل كرو) ومن تابع أحداث الفيلم يلاحظ كيف عمل المخرج على تشويه صورة العرب وتصويرهم على أنهم متخلفين في طريقة عيشهم ولبساهم, ناهيك عن أسلوبهم في تجارة العبيد بحيث صوّر مدى تخلف وبربرية تدعو إلى التقزز ..

    نظرة للمخرج البريطاني من زاوية واحدة عززتها شركة ( فوكس ) المنتجة لفلم ( مملكة السماء ) وهي شركة يهودية , أضف إلى ذلك دور البطولة الذي اسند للممثل الصاعد (اورلاندو بلوم) , والذي لعب دورًا رئيساً في الفيلم المشهور ( سيد الخواتم ) وهو فيلم لا تخفى نواياه على أحد عندما جعل الرجل الغربي ذو العيون الزرقاء هو من سوف منقذ العالم ورجل الخير , أما الرجل الملثم بالعيون السوداء والملامح السمراء فهو الرجل الشرقي المغتصب الوحشي والمدفوع بغريزة التسلط والقتل والتدمير.

    يناقش فلم ( مملكة السماء ) باختصار كيف واجه الصليبيون المسلمين بقيادة صلاح الدين لكن الفيلم لم يعرض كيف خطط المسلمون لمواجهة الصليبيين مكتفياً ببعض اللقطات التي لا تعطي انطباعاً حقيقياً ولا تفي بالغرض، بحيث أوهم المشاهد أن صلاح الدين هاجم الصليبيين وقرر دك حصونهم لأنهم نكثوا الهدنة عندما تعدى بعض الجند على مجموعة من الجالية المسلمة في الديار المقدسة.

    عمل المخرج بحنكة وذكاء على تضليل المشاهد العربي وانتزاع رفضه للفيلم حين أظهر بعض اللقطات للقائد ( صلاح الدين ) في عزة وشموخ وبوجه سمح تتواشج مع شخصية الممثل غسان مسعود لكن... على ظهر فرسه, بينما القائد ( باليون ) في خضم المعركة يدافع ويقاتل بشراسة وإصرار.

    أيضًا عمل المخرج على تصوير مدى براعة القائد ( باليون ) وإفشاله بعضاً من محاولات اجتياز الحصن وكيف تساقط عدد كبير من الجنود المسلمين بين قتيل وجريح, وبطريقة فوضوية لا تنم عن خبرة عسكرية أو تدبير مسبق للقائد ( صلاح الدين ) , فهم أشبه بحشود وزمر هائلة من الجنود يتدافعون إلى الأسوار مثل كالجراد على الحقول . وهذا في النهاية السبب الرئيسي وراء انتصار المسلمين بين قوسين( الكثرة غلبت الشجاعة)

    الفيلم رغم ذلك يعتبر نقلة نوعية في التفكير السينمائي الغربي لنقل التاريخ بدون تزييف وعلى الأقل بأقل قدر من الكذب رغم ما يشكله ذلك من نقد لاذع للمخرج والكاتب معا

    الفيلم للذي فاته يشير إلى أن المسلمين ليس لهم أدنى حق بالأراضي المقدسة ولم يكن لهم ثمة وجود من قبل ويطرح كذلك على لسان (أورلندو) أن هذه الحروب يجب أن لا تكون دفاعا عن كنيسة مسيحية أو كنيس يهودي أو مسجد، ولكن عن المواطن المسيحي فكأنه يعمل على تحفيز الانتماء الديني في القلوب، هكذا كان يشحذ (أورلندو) همم جنوده بينما لم نتلق أية شيء في الطرف الآخر سوى منظر للحشود الكبيرة المتدافعة نحو الأسوار
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد ثلجي; الساعة 05-05-2010, 13:03.
    ***
    إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
    يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
    كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
    أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
    وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
    قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
    يساوى قتيلاً بقابرهِ
  • جلاديولس المنسي
    أديب وكاتب
    • 01-01-2010
    • 3432

    #2
    هي الحرب الناعمة أستاذي
    دس السم بالعسل
    تكاد تكون تفاصيل بسيطة دقيقة ولكنها رسائل موجهة كالسهام الصائبه
    هي رساله الفن ولا نستطيع إنكار مدى تأثيرها وقوته
    مثله كمثل " ماي نيم إذ خانو"
    بمجمل الفيلم فيلم رائع رسالة دفاع عن الإسلام ولكن تحمل بطياتها السم
    فلن تكون نصرة الإسلام من خارجة ولنعيها جيداً

    تعليق

    • سحر الخطيب
      أديب وكاتب
      • 09-03-2010
      • 3645

      #3
      قبل كل ذالك من هوأورلندو اليس يهودي الجنسيه
      ومن يمول الافلام ومن وراء جميع الافلام الامريكيه اليس هم اليهود
      رغم انى لم اشاهد الفلم لكن فى اي فلم يعرض العربي كما قلت همجي مهمش او ارهابي باي شكل منفر المهم ان لا يصل العربي الى مستواه الحقيقي
      العيب ليس فيهم بل العيب فينا نحن العرب فقد روجت للافلام التافهه لمزيد من الاموال فى الجيوب ولم يفكر احد ان يصل الى مستوى هذة الافلام الامريكيه لنشر الحقيقه
      اسرائيل غزت كل شى على الارض بتزيف الحقيقه بما فيهم عقول البشر لما لا يصلون بافلامهم المزيفه
      وعندما يحاول العرب انتاج اي فلم يقفون ليشحتوا على افلاسهم
      استاذ محمد العربي لا يعرف الا نفسه فقط ان ملئت جيوبه انتهى الامر ربما يسافر الى امريكا ليحمل جوازهم ويصبح مثلهم
      العيب فينا دائما ولا نتعجب ان في يوم ثارت الكره الارضيه علينا وقالوا اخرجوا جميعكم من فللسطين فهي ليست لكم
      فالرصاصه التى لا تصيب تثير الغبار ونحن داخل غبار
      التعديل الأخير تم بواسطة سحر الخطيب; الساعة 05-05-2010, 13:44.
      الجرح عميق لا يستكين
      والماضى شرود لا يعود
      والعمر يسرى للثرى والقبور

      تعليق

      • إيهاب فاروق حسني
        أديب ومفكر
        عضو اتحاد كتاب مصر
        • 23-06-2009
        • 946

        #4
        المبدع القدير
        محمد ثلجي
        شكراً على إثارة مثل هذه القضية
        وما من أحد ينكر مدى خطورة لغة الصورة والحركة
        على الجذب والتأثير في الأجيال المتعاقبة
        والسينما كوسيلة آسرة جاذبة صارت من أقوى وسائل التأثير التي يستغلها الآخر للدخول بها خلسة عبر جدار العقيدة الراسخة لدينا وهدمها شيئاً فشيئاً
        لقد أصبحت من أخطر الوسائل المستخدمة لهذا الغرض
        ولا شك أن صلاح الدين - النموذج الثابت لدينا - يعتبر من أهم المناطق التي يهتم الغرب بهدم تمثالها؛ ذلك الرمز الذي يشيد بها المسلمون في حروبه ضد الصليبييين ( أو الغرب )، وبالتالي كان حقيق بهم هدم ذلك الكيان الرمزي العريق... ولكن ليس ذلك هو المهم .. وإنما الذي يهمني هنا هو : أين نحن من كل ذلك ؟ ولماذا لا نحارب الفكر بالفكر... كنت قد اعلنت في مقال لي منذ فترة عن ضرورة إعلان الحرب ضد العدو... وأعني هنا حرب الفكر وليست حرب النووي والكيماوي وغير ذلك... يجب أن نغزوهم بفكرنا كما يغزونا هم بفكرهم.. لكن الفارق بيننا وبينهم كبير... إذ أن رأس المال لدينا يتمتع بجهلٍ لا نهائي.. ورأس المال لديهم يتمتع بوعي وثقافة وتوجه... المنتج العربي لا يعنيه سوى الدنانير مهما كانت وسيلته في تحقيقها... والغرب يجلبون الدولارات بحنكة وخبرة ووعي ودراسة...
        لهذا أرى أن الظلمة تحيط بنا من كل جانب
        وماهي إلا بعض الجهود الفردية التي تسعى إلى تحسين الموقف هنا أو هناك
        للأسف أستاذي
        لا أملك هنا سوى أن أحييك على جهودك ...
        إيهاب فاروق حسني

        تعليق

        • محمد ثلجي
          أديب وكاتب
          • 01-04-2008
          • 1607

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة جلاديولس المنسي مشاهدة المشاركة
          هي الحرب الناعمة أستاذي
          دس السم بالعسل
          تكاد تكون تفاصيل بسيطة دقيقة ولكنها رسائل موجهة كالسهام الصائبه
          هي رساله الفن ولا نستطيع إنكار مدى تأثيرها وقوته
          مثله كمثل " ماي نيم إذ خانو"
          بمجمل الفيلم فيلم رائع رسالة دفاع عن الإسلام ولكن تحمل بطياتها السم
          فلن تكون نصرة الإسلام من خارجة ولنعيها جيداً
          الأستاذة القديرة جلاديولس المنسي مساء الخير

          نعم وكما أشرت أنت العمل جميل وفيه تجسيد لحقبة زمنية مهمة في تاريخنا الاسلامي ولكن مع كل أسف لاحظت وهذا ما دفعني للكتابة كم حاولوا طمس صورة الجندي المسلم والتلاعب بأصالته وعزيمته وحكمته

          لك التحية والتفدير
          ***
          إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
          يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
          كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
          أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
          وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
          قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
          يساوى قتيلاً بقابرهِ

          تعليق

          • محمد ثلجي
            أديب وكاتب
            • 01-04-2008
            • 1607

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة سحر الخطيب مشاهدة المشاركة
            قبل كل ذالك من هوأورلندو اليس يهودي الجنسيه
            ومن يمول الافلام ومن وراء جميع الافلام الامريكيه اليس هم اليهود
            رغم انى لم اشاهد الفلم لكن فى اي فلم يعرض العربي كما قلت همجي مهمش او ارهابي باي شكل منفر المهم ان لا يصل العربي الى مستواه الحقيقي
            العيب ليس فيهم بل العيب فينا نحن العرب فقد روجت للافلام التافهه لمزيد من الاموال فى الجيوب ولم يفكر احد ان يصل الى مستوى هذة الافلام الامريكيه لنشر الحقيقه
            اسرائيل غزت كل شى على الارض بتزيف الحقيقه بما فيهم عقول البشر لما لا يصلون بافلامهم المزيفه
            وعندما يحاول العرب انتاج اي فلم يقفون ليشحتوا على افلاسهم
            استاذ محمد العربي لا يعرف الا نفسه فقط ان ملئت جيوبه انتهى الامر ربما يسافر الى امريكا ليحمل جوازهم ويصبح مثلهم
            العيب فينا دائما ولا نتعجب ان في يوم ثارت الكره الارضيه علينا وقالوا اخرجوا جميعكم من فللسطين فهي ليست لكم
            فالرصاصه التى لا تصيب تثير الغبار ونحن داخل غبار
            أهلا بالأستاذة سحر الخطيب جميل وجودك وتعقيبك كان مهماً جداً
            وكما قلت اللوبي الصهيوني هو من يدر 90% من شبكات الإعلام ويأثر على شركات الغنتاج في هوليود ويوجهها بما يخدم قضيته بالإشارة للمسلم العربي بإشارات تهمش من دوره وتحد من كيانه وانطلاقه..
            ***
            إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
            يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
            كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
            أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
            وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
            قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
            يساوى قتيلاً بقابرهِ

            تعليق

            يعمل...
            X