عتاب الجراح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الناصر أبو رميلة
    عضو الملتقى
    • 09-08-2009
    • 21

    عتاب الجراح

    عتاب الجراح

    أخمراً ما شِربت من العتاب
    فإني منك أغرق في انتحابي
    ألفت غرامها حتى استقرت
    سطوري فوق أجنحة الكتاب
    يقود الشوق أشرعتي إليها
    على موج يدوم به شبابي
    تحبك في قصائديَ القوافي
    ويبدأ باسمك الدافي خطابي
    فترسمها النجوم على الثريا
    تداعبها فتبتسم الروابي
    وتقرؤني عيونك في ابتهال
    فيكتبني هواك على السحاب
    فما غير الخيال لنا عناق
    ولا غير الحديث لنا تصاب
    فأغبط من يقبلك احتسابا
    وأحسد من يراك بلا حساب
    أغار عليك من قلمي وقلبي
    ومن جسد الأسرَّة والثياب
    أحبك تلبسين قميص روحي
    وتقتحمين ما بي من عصاب
    ويمنعني الجدار من التلاقي
    وأمك لا يسوغ لها اقترابي
    يكفرني أبوك وليس ذنبي
    سوى عشق يتمتم في الخوابي
    وإني فيك من غضبي وحبي
    أجاج يستبيح صدى انسكابي
    أتيت أصيد لؤلؤة الأماني
    فصادتني العشيرة بالسباب
    يشق على خيول الشوق سجن
    من الأوهام يفقدني صوابي
    وزاد الظلم أوردتي اغترابا
    كنقص الماء في شجر اغترابي
    زهور الشر في صحراء ليلي
    يسيج عطرُها دربَ انسحابي
    مطبات الجراح تعيق سيري
    وأنات الرياح تدق بابي
    سرايا أخطبوط المحل حولي
    وفي يدها معاجم عن عذابي
    فأسئلتي بأذن الغيم حيرى
    وأجوبتي تغيب مع الضباب
    ولي قمر لدفء الشمس يحبو
    وفي فمه ينابيع اكتئاب
    تقبلني المصائب عابسات
    وترضعني شرابا من خراب
    فأمضغ مرّة رمل القوافي
    وأشرب تارةً ماءَ التهابي
    أتنفعني المنية دون قبر
    وهل يجدي السؤال بلا جواب
    ومن يك فاقدا وطنا وقبرا
    يعش ظلاً لأعشاب السراب
    يعاتبني الخيال على رحيلي
    ظلالا تستغيث من الغياب
    فكم من زورق أغراه بحر
    فأغرق طيفه نزق العباب
    فنبه قلبه شوق قديم
    فأجبره الحنين على الإياب
    فهل في عودة المشتاق إلا
    جراح تختبي تحت الإهاب
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الناصر أبو رميلة; الساعة 06-05-2010, 18:24.
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    تحياتى البيضاء

    أحبك تلبسين قميصروحي
    وتقتحمين ما بي من عصاب

    كمتلق أجد أن التخييل الذى تزخر به هذه اللوحة يستحق التأمل والتحليل، خاصة وأن هذه اللوحة يسبقها سياق عام من التعبير الغزلى عن الصد والجفاء ، ثم تتجلى هذه اللوحة العذبة الذكية الخيال ، هنا نحن أمام التعبير الكنائى الذى يتكىء على الاستعارة المكنية البليغة فيبصر الوجدان الروح قميصا هفهافا من الشوق يحتوى روح الحبيبة وتستكين فى بهاه ، هذه السكون السكينة هو الذى يهيىء للكناية التالية " وتقتحمين .... والتى تعتد على دلالة المضارعة لتجلو لنا هذه المكابدة الوجدانية التى يكابدها المحب فلا يطيق إلا أن يدوم هذا الاقتحام العذب النبيل

    تعليق

    • توفيق الخطيب
      نائب رئيس ملتقى الديوان
      • 02-01-2009
      • 826

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة عبد الناصر أبو رميلة مشاهدة المشاركة
      عتاب الجراح


      أخمراً ما شِربت من العتاب
      فإني منك أغرق في انتحابي
      ألفت غرامها حتى استقرت
      سطوري فوق أجنحة الكتاب
      يقود الشوق أشرعتي إليها
      على موج يدوم به شبابي
      تحبك في قصائديَ القوافي
      ويبدأ باسمك الدافي خطابي
      فترسمها النجوم على الثريا
      تداعبها فتبتسم الروابي
      وتقرؤني عيونك في ابتهال
      فيكتبني هواك على السحاب
      فما غير الخيال لنا عناق
      ولا غير الحديث لنا تصاب
      فأغبط من يقبلك احتسابا
      وأحسد من يراك بلا حساب
      أغار عليك من قلمي وقلبي
      ومن جسد الأسرَّة والثياب
      أحبك تلبسين قميص روحي
      وتقتحمين ما بي من عصاب
      ويمنعني الجدار من التلاقي
      وأمك لا يسوغ لها اقترابي
      يكفرني أبوك وليس ذنبي
      سوى عشق يتمتم في الخوابي
      وإني فيك من غضبي وحبي
      أجاج يستبيح صدى انسكابي
      أتيت أصيد لؤلؤة الأماني
      فصادتني العشيرة بالسباب
      يشق على خيول الشوق سجن
      من الأوهام يفقدني صوابي
      وزاد الظلم أوردتي اغترابا
      كنقص الماء في شجر اغترابي
      زهور الشر في صحراء ليلي
      يسيج عطرُها دربَ انسحابي
      مطبات الجراح تعيق سيري
      وأنات الرياح تدق بابي
      سرايا أخطبوط المحل حولي
      وفي يدها معاجم عن عذابي
      فأسئلتي بأذن الغيم حيرى
      وأجوبتي تغيب مع الضباب
      ولي قمر لدفء الشمس يحبو
      وفي فمه ينابيع اكتئاب
      تقبلني المصائب عابسات
      وترضعني شرابا من خراب
      فأمضغ مرّة رمل القوافي
      وأشرب تارةً ماءَ التهابي
      أتنفعني المنية دون قبر
      وهل يجدي السؤال بلا جواب
      ومن يك فاقدا وطنا وقبرا
      يعش ظلاً لأعشاب السراب
      يعاتبني الخيال على رحيلي
      ظلالا تستغيث من الغياب
      فكم من زورق أغراه بحر
      فأغرق طيفه نزق العباب
      فنبه قلبه شوق قديم
      فأجبره الحنين على الإياب
      فهل في عودة المشتاق إلا

      جراح تختبي تحت الإهاب
      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      الشاعر عبد الناصر أبو رميلة
      شاعرية وجمال وصدق عاطفة أدت أحيانا إلى خفوت الشاعرية وخاصة في القسم الذي شكوت فيه من ظلم والدي محبوبتك .
      كأنني شعرت أن المقطوعة تنقسم إلى قسمين , قسم تصف فيه مشاعرك الحميمة وشوقك الملتهب إلى محبوبتك وماتعانيه من مصاعب تعترض حبك , وقد تجاوزت هذه الأبيات العتاب الذي نوهت عنه في بداية الأبيات إلى وصف الحب العاصف الرقيق في آن معاً , وقد جاءت بعض أبياتك فيه غاية في الروعة كقولك :
      يقود الشوق أشرعتي إليها
      على موج يدوم به شبابي
      وقولك :
      أحبك تلبسين قميص روحي
      وتقتحمين ما بي من عصاب
      وأما القسم الثاني من القصيدة الذي بدأ بهذا البيت الرائع
      يشق على خيول الشوق سجن
      من الأوهام يفقدني صوابي
      فقد بدا كأنه قصيدة منفصلة حفلت بالمشاعر والصور المتفوقة وأختار منها
      مطبات الجراح تعيق سيري
      وأنات الرياح تدق بابي
      سرايا أخطبوط المحل حولي
      وفي يدها معاجم عن عذابي
      فأسئلتي بأذن الغيم حيرى
      وأجوبتي تغيب مع الضباب
      ولي قمر لدفء الشمس يحبو
      وفي فمه ينابيع اكتئاب
      أما هذان البيتان فلم أجد المعنى فيهما ملائما للقصيدة وكانا يصلحان أكثر لقصيدة وطنية
      أتنفعني المنية دون قبر
      وهل يجدي السؤال بلا جواب
      ومن يك فاقدا وطنا وقبرا
      يعش ظلاً لأعشاب السراب
      إن استعمالك للإستعارات كان رائعا خدم جمالية القصيدة وأختار منها ( أجنحة الكتاب - ترسمها النجوم - تبتسم الروابي - يكتبني هواك - خيول الشوق - مطبات الجراح - أنات الرياح - اخطبوط المحل - أذن الغيم )
      جاءت القصيدة بلغة سهلة بلا تكلف لتصل بسهولة إلى وجدان المتلقي مزينة بصور بديعة .
      سأكتفي بهذا وأثبت قصيدتك لكي يصطاد غيري ماتبقى فيها من اللآلئ .

      توفيق الخطيب

      تعليق

      • خالد شوملي
        أديب وكاتب
        • 24-07-2009
        • 3142

        #4
        الشاعر المبدع عبد الناصر

        أسجل إعجابي بهذه القصيدة الرائعة.

        دمت متألقا!

        مودتي وتقديري

        خالد شوملي
        متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
        www.khaledshomali.org

        تعليق

        يعمل...
        X