تويت
[align=center]رسالة من امرئ القيس الى السيدة الجميلة
حبيبتي شقاء وتطواف الى الآفاق..يأويني الليل ويلفظني النهار لألاقي من العذاب أهوالاً فوق أهوال...
أستنهض القبائل عسى أن تحميني وترد عني عاديات الزمان التي أشقتني..
فتنصرني على الأعداء الذين انتزعوا مني ملك أبي وحالوا بيني وبينه..وصاروا يهددونني بالقتل ويتحرشون بي..
أستنصر هذا فيوعدني مكرما ومعززا، وما هي الا ليلة او ليلتان ، ثم يخلف وعده وينكث عهده..
فأضطر الى الاستراع لالتماس النجدة من اهل النجدة..واين هم؟
كانوا سرابا والويل لمن يخدع بالسراب..وخلال شقائي هذا كانت صورتك بل كان طيفك هي احلى عزاء وأجمل عزاء
فكان سلواي كلما ضاقت عليّ دائرة القسوة التي حاصرتني والعنت الذي ابتليت به...
ويستعيد خيالي طيفك فتفسح أمام عيني آمال الحياة ..أراك في خيالي كما كنت أشهدك وأنت مع
ني أراك يا أميرة الجمال:
مهفهفة بيضاء غير مفاضة
ترائبها مصقولة كالسجنجل
كبكر مقلتاه البياض بصفرة
غذاها نمير الماء غير المحلل
تصد وبتدي عن أسيل وتتقي
بناظرة من وحش وجرة مطقل
وجيد كجيد الرئم ليس بفاحش
اذا هي نضته ولا بمعطل
وفرع يغشى المتن أسود فاحم
أثيث كقنو النخلة المتعثكل
غدائره مستشزرات الى العلا
تضل المدارى في مثنى ومرسل
وكشح لطيف كالجديل محضر
وساق كأنبوب السقى المذلل....
حبيبتي :
وساقتني الاقدار الى بيت علىنهر صغير على مقربة من مدينة بأرض الروم ..فطلبت من صاحبه وكان شيخا بدويا يبدو
على محياه الوقار وولاطيبة والسماحة ، طلبت منه أن يؤويني فقال لي: انتسب يا فتى ، فمن أنت؟
فقلت:
أنا امرؤ من خير كندة لست من اشرارها
من خيرها نسبا إذا تنمـــــى الى أخيارها
من خيرها خبرا إذا صارت الى اخبارها
فقال :
إذن انت الملك ابن الملك ، انت امرؤ القيس..ثم رحب بي أيما ترحيب..ثم قدم لي من الطعام والشراب
ما فتح شهيتي للأكل والشرب..
وبعدها دار بيننا حديث طويل، وكان عجبي من حديثه الشيق الرقيق أضعاف عجبي من كرمه وجوده وجميل احتائه بضيفه..
فكان مما قاله لي – ودهشت كثيرا مما قال – يا سيدي الملك ، انت هنا بمأمن من كل عدو ، فلا تخشى شيئا
ولا ترهبك ايامك القادمة..خبرني يا سيدي الملك : أين ذهب اصدقاؤك؟ بل أين ذهب أصدقاء ابيك؟
هكذا بمثل هذه السهولة ينفضون من حولك؟! فأدركت أن الرجل يحاول في لباقة وحذر أن يلمح لي
بأنني قد أكون قد قصرت في حق اصدقائي، أو أنني غير وفي للناس..
.فقلت له:
يا سيدي الشيخ الجليل ، إنني أعيش بالناس وللناس، أعيش بحبهم ولحبهم..
أحيا حياتي بإرادة الله والاباء والعزة والفخار، بغير استكبار:
وإني مقيم للصديق صداقتي
عزوف إذا ما المرأ ولاني القفا
وأصدق أهل الود مالم يبدلوا
وصالي وأطوي الكشح من دون من طوى
وإذا اختار صرمي صاحب لم أقل له
هلم الى وصلي وإن كان قد أبى
أقل اعتذار من أراد مساءتي
من الناس أو أهدى لي الجهل والخنا
وأعرف غش المرء في لحن قوله
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا
خذ العفو واصفح عن امور كثيرة
ودع كدر الاخلاق واعمد لما صفا
حبيبتي :
أو تدرين ماذا قال لي بعد أن انشدته عقيدتي في الحب والصداقة والناس؟
قال:
أما وقد ذكرت الوصال والود ن فما أحراني أن أسألك عن أمور بلغتنا عنك وطارت بها الينا اخبارك ...
بلغنا يا سيدي المليك أن الحب هو حياتك..فهل هذا صحيح؟
قلت :
نعم هو صحيح..فعجب من صراحتي ، واتسعت حدقتا عينيه..وكأنما كان يتوقع أنني حريص على إخفاء أسراري وتكتم أخباري..
وما درى أن الهوى فضحني وشهر بمن احببتها في العالمين.
وهنا فطنت الىانني وقعت في مأزق حرج ففكرت في أن احتال للتخلص منه. ولكني خشيت أن يسيء الرجل الظن بي،
فلم اجد مناصا من الاعتراف له بما سمع
عني وتصحيح ما بلغه من الاخبار عن غراميات حبي إن كانت قد بلغته على غير وجهها.
ولا سيما ان الناس مغرمون بالتهويل في شئون المحبين من ابناء الجن والشياطين.
فأومأت اليه برأسي :
إسأل عما تشاء..وق اجتهدت أن أضع على وجي قناعا من ابتسامة رضى لاستحثه على أن يفضي بما في نفسه...
فقال لي: مولاي الملك ..ألست القائل:
أشاقك من آل ليلى الطلل
فقلبك من ذكرها مختبل؟
قلت :
بلى،
قال:
ما كان شأنك معها؟ هلا وصفتها ، فإننا لصورتها مشوقين، وعلى طلعتها متلهفين...
فقلت له:
وأرجوك يا حبيبتي ألا تغاري فذلك تاريخ أرويه وحسب التاريخ أنه ذكريات مضت- المهم أنني قلت لشيخنا ويبدو أنه من المتيمين بالجمال:
[color=0000FF]رقود الضحا ساجيا طرفها
يميلها حين تمشي الكسل
عظيمة حلمإذا استنطقت
تطيل السكون إذا لم تسل
لها العين والجيد من ظبية
وفرع على متنها منسدل
وخد لها كحسام صقيل
جلته الصياقل حتى خضل
وكيف يزين أعلامها
بنان كهدب الدمقس انفتل
ومعصمها حسن جدله
اتم فناظره ما يمل
ونغر أغر شتيت النبات
لذيذ المذاق عذب القبل
كأن المدام بأنيابها
وصوب الغمام بماء غلل
وطعم السفرجل والزنجبيل
عل به وبصافي العسل[/color]
فما أتممت عليه انشادي حتى قال لي:
لا لوم عليك يا بني لو أنك جننب بحبها،
قلت:
صدقت يا سيدي والله لانت بأدواء العاشقين خبير..
ثم قال:
ولكنك كنت مدلها في حب فاطمة حتى لانت ارادتك فلم تكن قوي العزم مالكا لامر نفسك ..كيف تذل فتقول لها:
[B]أفاطم مهلا بعض هذا التدلل
وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
أغرك مني أن حبك قاتلي
وأنك مهما تأمري القلب يفعل
وما ذرفت عيناك إلا لتقدحي
بسهميك أعشار قلب مقتل..[/B]
وتضاحكنا / ثم خضنا في أحاديث السياسة والحكم فسألته عن الامبراطور جستنيان لانني أوي مقابلته في أنقرة فلعله
يتعاطف معي وينصرني على من انتزعوا السلطان مني فيعود التاج الى راسي..
حبيبتي هذه رسالتي اليك جعلتها أمانة في يد شيخنا البدوي الكريم وما اشك في أنه سيوصلها اليك..
فإذا بلغتك فتمنى لي الخير ولا تضني على بدعواتك ..فإن دعوة الحب مستجابة...
ألا حي ابنة الغنوى ميا
وإن بعدت نواها من نويا
لعمرك انني لاحب ميا
كحب محلاء ظمآن ريا
ولو أني أخير بين مي
وليلة ناعم لاخترت ميا
ألا يا أمي إنك أنت ميا
أعز الناس كلهم عليا[/align]
من بحث لي في شاعر وقصائد ..
لميس الامام
حبيبتي شقاء وتطواف الى الآفاق..يأويني الليل ويلفظني النهار لألاقي من العذاب أهوالاً فوق أهوال...
أستنهض القبائل عسى أن تحميني وترد عني عاديات الزمان التي أشقتني..
فتنصرني على الأعداء الذين انتزعوا مني ملك أبي وحالوا بيني وبينه..وصاروا يهددونني بالقتل ويتحرشون بي..
أستنصر هذا فيوعدني مكرما ومعززا، وما هي الا ليلة او ليلتان ، ثم يخلف وعده وينكث عهده..
فأضطر الى الاستراع لالتماس النجدة من اهل النجدة..واين هم؟
كانوا سرابا والويل لمن يخدع بالسراب..وخلال شقائي هذا كانت صورتك بل كان طيفك هي احلى عزاء وأجمل عزاء
فكان سلواي كلما ضاقت عليّ دائرة القسوة التي حاصرتني والعنت الذي ابتليت به...
ويستعيد خيالي طيفك فتفسح أمام عيني آمال الحياة ..أراك في خيالي كما كنت أشهدك وأنت مع
ني أراك يا أميرة الجمال:
مهفهفة بيضاء غير مفاضة
ترائبها مصقولة كالسجنجل
كبكر مقلتاه البياض بصفرة
غذاها نمير الماء غير المحلل
تصد وبتدي عن أسيل وتتقي
بناظرة من وحش وجرة مطقل
وجيد كجيد الرئم ليس بفاحش
اذا هي نضته ولا بمعطل
وفرع يغشى المتن أسود فاحم
أثيث كقنو النخلة المتعثكل
غدائره مستشزرات الى العلا
تضل المدارى في مثنى ومرسل
وكشح لطيف كالجديل محضر
وساق كأنبوب السقى المذلل....
حبيبتي :
وساقتني الاقدار الى بيت علىنهر صغير على مقربة من مدينة بأرض الروم ..فطلبت من صاحبه وكان شيخا بدويا يبدو
على محياه الوقار وولاطيبة والسماحة ، طلبت منه أن يؤويني فقال لي: انتسب يا فتى ، فمن أنت؟
فقلت:
أنا امرؤ من خير كندة لست من اشرارها
من خيرها نسبا إذا تنمـــــى الى أخيارها
من خيرها خبرا إذا صارت الى اخبارها
فقال :
إذن انت الملك ابن الملك ، انت امرؤ القيس..ثم رحب بي أيما ترحيب..ثم قدم لي من الطعام والشراب
ما فتح شهيتي للأكل والشرب..
وبعدها دار بيننا حديث طويل، وكان عجبي من حديثه الشيق الرقيق أضعاف عجبي من كرمه وجوده وجميل احتائه بضيفه..
فكان مما قاله لي – ودهشت كثيرا مما قال – يا سيدي الملك ، انت هنا بمأمن من كل عدو ، فلا تخشى شيئا
ولا ترهبك ايامك القادمة..خبرني يا سيدي الملك : أين ذهب اصدقاؤك؟ بل أين ذهب أصدقاء ابيك؟
هكذا بمثل هذه السهولة ينفضون من حولك؟! فأدركت أن الرجل يحاول في لباقة وحذر أن يلمح لي
بأنني قد أكون قد قصرت في حق اصدقائي، أو أنني غير وفي للناس..
.فقلت له:
يا سيدي الشيخ الجليل ، إنني أعيش بالناس وللناس، أعيش بحبهم ولحبهم..
أحيا حياتي بإرادة الله والاباء والعزة والفخار، بغير استكبار:
وإني مقيم للصديق صداقتي
عزوف إذا ما المرأ ولاني القفا
وأصدق أهل الود مالم يبدلوا
وصالي وأطوي الكشح من دون من طوى
وإذا اختار صرمي صاحب لم أقل له
هلم الى وصلي وإن كان قد أبى
أقل اعتذار من أراد مساءتي
من الناس أو أهدى لي الجهل والخنا
وأعرف غش المرء في لحن قوله
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا
خذ العفو واصفح عن امور كثيرة
ودع كدر الاخلاق واعمد لما صفا
حبيبتي :
أو تدرين ماذا قال لي بعد أن انشدته عقيدتي في الحب والصداقة والناس؟
قال:
أما وقد ذكرت الوصال والود ن فما أحراني أن أسألك عن أمور بلغتنا عنك وطارت بها الينا اخبارك ...
بلغنا يا سيدي المليك أن الحب هو حياتك..فهل هذا صحيح؟
قلت :
نعم هو صحيح..فعجب من صراحتي ، واتسعت حدقتا عينيه..وكأنما كان يتوقع أنني حريص على إخفاء أسراري وتكتم أخباري..
وما درى أن الهوى فضحني وشهر بمن احببتها في العالمين.
وهنا فطنت الىانني وقعت في مأزق حرج ففكرت في أن احتال للتخلص منه. ولكني خشيت أن يسيء الرجل الظن بي،
فلم اجد مناصا من الاعتراف له بما سمع
عني وتصحيح ما بلغه من الاخبار عن غراميات حبي إن كانت قد بلغته على غير وجهها.
ولا سيما ان الناس مغرمون بالتهويل في شئون المحبين من ابناء الجن والشياطين.
فأومأت اليه برأسي :
إسأل عما تشاء..وق اجتهدت أن أضع على وجي قناعا من ابتسامة رضى لاستحثه على أن يفضي بما في نفسه...
فقال لي: مولاي الملك ..ألست القائل:
أشاقك من آل ليلى الطلل
فقلبك من ذكرها مختبل؟
قلت :
بلى،
قال:
ما كان شأنك معها؟ هلا وصفتها ، فإننا لصورتها مشوقين، وعلى طلعتها متلهفين...
فقلت له:
وأرجوك يا حبيبتي ألا تغاري فذلك تاريخ أرويه وحسب التاريخ أنه ذكريات مضت- المهم أنني قلت لشيخنا ويبدو أنه من المتيمين بالجمال:
[color=0000FF]رقود الضحا ساجيا طرفها
يميلها حين تمشي الكسل
عظيمة حلمإذا استنطقت
تطيل السكون إذا لم تسل
لها العين والجيد من ظبية
وفرع على متنها منسدل
وخد لها كحسام صقيل
جلته الصياقل حتى خضل
وكيف يزين أعلامها
بنان كهدب الدمقس انفتل
ومعصمها حسن جدله
اتم فناظره ما يمل
ونغر أغر شتيت النبات
لذيذ المذاق عذب القبل
كأن المدام بأنيابها
وصوب الغمام بماء غلل
وطعم السفرجل والزنجبيل
عل به وبصافي العسل[/color]
فما أتممت عليه انشادي حتى قال لي:
لا لوم عليك يا بني لو أنك جننب بحبها،
قلت:
صدقت يا سيدي والله لانت بأدواء العاشقين خبير..
ثم قال:
ولكنك كنت مدلها في حب فاطمة حتى لانت ارادتك فلم تكن قوي العزم مالكا لامر نفسك ..كيف تذل فتقول لها:
[B]أفاطم مهلا بعض هذا التدلل
وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
أغرك مني أن حبك قاتلي
وأنك مهما تأمري القلب يفعل
وما ذرفت عيناك إلا لتقدحي
بسهميك أعشار قلب مقتل..[/B]
وتضاحكنا / ثم خضنا في أحاديث السياسة والحكم فسألته عن الامبراطور جستنيان لانني أوي مقابلته في أنقرة فلعله
يتعاطف معي وينصرني على من انتزعوا السلطان مني فيعود التاج الى راسي..
حبيبتي هذه رسالتي اليك جعلتها أمانة في يد شيخنا البدوي الكريم وما اشك في أنه سيوصلها اليك..
فإذا بلغتك فتمنى لي الخير ولا تضني على بدعواتك ..فإن دعوة الحب مستجابة...
ألا حي ابنة الغنوى ميا
وإن بعدت نواها من نويا
لعمرك انني لاحب ميا
كحب محلاء ظمآن ريا
ولو أني أخير بين مي
وليلة ناعم لاخترت ميا
ألا يا أمي إنك أنت ميا
أعز الناس كلهم عليا[/align]
من بحث لي في شاعر وقصائد ..
لميس الامام
تعليق