يا غالـي يا ابن الـ ..غالـي .. قصة قصيرة .. فاطمة أحمـد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فاطمة أحمـد
    أديبة وشاعرة
    • 29-11-2009
    • 344

    يا غالـي يا ابن الـ ..غالـي .. قصة قصيرة .. فاطمة أحمـد



    يا غالـي يا ابن الـ ..غالـي



    * سمعت الأم جرس الباب .. جرَّت ساقيها المصابين بالروماتيزم وأخذت تبرطم

    بكلمات اعتادت أن تكررها كلما سمعت جرس الباب .. ميييين .. مين اللي

    بيضرب الجرس ؟!! آآهـ ـ قطيعة تقطع الروماتيزم وسنينه ..أيوه.. أيوه هو

    مافيش صبر...

    قال يا قاعدين يكفيكوا شر الجايين .. وتفتح باب الشقة ..

    وإذا بها وجها ً لوجه أمام ابنتهاـ التي تقف وتضع بجانبها حقيبتي سفر كبيرتين..

    وتمسك بيدها ابنها الذي لم يتعد الثالثة من عمره.. ما أن رأت الأم نظرات

    الحزن في عيني ابنتها .. حتى انطلق لسانها بما تكتمه في قلبها وهي تحتضنها ..

    وتقول : أنا قلبي كان حاسس ـ وقلبي عمره ما يكذب أبدا ً.. أنا قلت لأبوكي ـ

    البنت خسارة فيه ـ وخصوصا ً لماعرفت إنه هايخدك معاه في بلاد الغربة ..

    يجي أبوكي يشوف ..!! تبتلع الابنة بقايا دموعها ـ ولم تنبس بكلمة.. وتسترسل

    الأم في كلماتها المأثورة التي تندب بها حظ ابنتها.. تنظر الى ابنتها التي تضع

    يدها على خدها وتقول: يا عيني على حظك يا بنتي ـ كانت جوازة الندامة ـ

    جوازة الشوم واللوم.. وتنظر إلى حفيدها بامتعاض .. وتقول لابنتها : إرم له

    ابنه وأنا بكرة أجوزك سيد سيده .. كده يا بنتي ياخدك لحم ويرميك عضم !! .. لم

    تتحمل الابنة هذه الكلمات القاسية وتغمض عينيها فتنزل دموعها تجري بغزارة

    تبلل شعر صغيرها ... لم تتحمل الأم رؤية دموع ابنتها.. وبكل ما لديها من قوة

    تصرخ في وجهها قائلة: أيوة إرميله ابنه..و.. !! وبفؤاد جريح تصرخ الابنة بعد

    ان ضغطت الأم عليه بقوة.. تصرخ من أعماقها : كفاية يا ماما.. كفاية..(عبد

    الحميد) مات.. مات!!
    تخبط الأم على صدرها بقوة ـ وهي تقول بذهول : مات ؟! يا خبر أسود ..!! وتطلق صرخة قوية مدوية.. يتجمع عليها الجيران .. لم

    يمهله القدر إلي أن يشتري الفاخرة الشقة والسيارة كما وعدها عند عودتهم ..!

    تسألها جارة ممن تجمعن - عن سبب وفاته المفاجئة .. فتصغي كل الآذان التي

    يقتلها الفضول في معرفة الحكاية..!! ومن خلال دموعها تحكي لهن باقتضاب

    شديد حكاية موته المفاجئ ـ بسبب إصابته الشديدة أثناء عمله في أحد حقول

    البترول ـ حيث أنه يعمل مهندس بترول.. واستطردت تقول: حَسِبَت الشركة التي

    كان يعمل بها أن التعويض الذي دفعته لي يستطيع أن يعوضني عنه.. وانفجرت

    في بكاءٍ شديد وهي تحتضن صغيرها .. وتتسلل ابتسامة الى شفتيها وإن كان

    يغلفها الحزن .. حين سمعت أمها تقول لمجموعة النسوة اللائي يتجمعن حولها :

    ده كان مهنيها .. كان مستتها .. عمره ما زعلها بكلمة ـ كل جوابتها بتقول كده ..

    وتستطرد الأم حديثها : كان ها يشتري لها شقة في مصر الجديدة ـ وعربية آخر

    موديل .. وفلوسهم كانت جاهزة .. وتنظر الى ابنتها وتسألها في خبث: هل قمتِ

    بتحويل رصيدكم هناك الى رصيدكم هنا في مصر؟؟ فتهز الابنة رأسها

    بالإيجاب ..!! فتخفي الأم سعادتها ـ وتواصل حكيها للجيران : المرحوم كان

    غالي عندي .. كأنه ابني .. وتختلس نظرة الى حفيدها ـ فتجده ينظر إليها في

    براءة وهويمد لها يده الصغيرة.. وتمسك الجدة يد حفيدها وهي تقول له : تعالى ..

    تعالى يا غالي .. يا ابن الـ ...غالي ...!!!


    ******************
    التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة أحمـد; الساعة 07-05-2010, 10:01.
  • محمد سلطان
    أديب وكاتب
    • 18-01-2009
    • 4442

    #2
    هههههه والله هم يبكي وهم يضحك .. قطيعة تقطع الفلوس واللي دقها .. نص تهكمي ساخر مائة بالمائة .. رغم لسعة الحزن ولدغة العقربة ههههه
    يا أستاذة فاطمة أقول لك عن خبرة سابقة هناك نوعية من الحموات لو بيدي لعلقتهن من شعورهن في أعلى نخلة في جنينة الحاج محمود عطالله وتركتهن للغربان يأدبنهن أجمل تأديب ..
    ربنا ياخووووووودهم .... قولي انشاالله
    صفحتي على فيس بوك
    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

    تعليق

    • فواز أبوخالد
      أديب وكاتب
      • 14-03-2010
      • 974

      #3
      قصة رائعة تحكي واقع مؤسف

      تحياااااتي لك أستاذة فاطمة أحمد
      [align=center]

      ما إن رآني حتى هاجمني , ضربته بقدمي على فمه , عوى من شدة
      الألم , حرك ذيله وولى هاربا , بعد أن ترك نجاسته على باب سيده .
      http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=67924

      ..............
      [/align]

      تعليق

      • فاطمة أحمـد
        أديبة وشاعرة
        • 29-11-2009
        • 344

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
        هههههه والله هم يبكي وهم يضحك .. قطيعة تقطع الفلوس واللي دقها .. نص تهكمي ساخر مائة بالمائة .. رغم لسعة الحزن ولدغة العقربة ههههه
        يا أستاذة فاطمة أقول لك عن خبرة سابقة هناك نوعية من الحموات لو بيدي لعلقتهن من شعورهن في أعلى نخلة في جنينة الحاج محمود عطالله وتركتهن للغربان يأدبنهن أجمل تأديب ..
        ربنا ياخووووووودهم .... قولي انشاالله

        الأستاذ الكبير محمد إبراهيم سلطان
        تشرفت بقراءتك قصتي .. وعلي ما يبدو
        أنها قلبت عليك مواجع كنت تريد نسيانها ..!
        بس والله أعرف حموات فضليات بمثابة الأم ..
        وعموماً التعامل مع الحماة محتاج إلي ذكاء شديد..
        وممكن ( تبلفها ) بكلمتين حلوين وهدية ..
        ولو منفعش معاها .. إعمل أي حاجة
        إلاِّ الطرق التي فيها قسوة .. ونخلة الحاج
        محمود عطاالله .. والغربان ..

        تحياتي لك وودي

        فاطمة أحمـد
        التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة أحمـد; الساعة 07-05-2010, 01:21.

        تعليق

        • فاطمة أحمـد
          أديبة وشاعرة
          • 29-11-2009
          • 344

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة فواز أبوخالد مشاهدة المشاركة
          قصة رائعة تحكي واقع مؤسف

          تحياااااتي لك أستاذة فاطمة أحمد

          أستاذ فواز أبوخالد .. تشرفت بمرورك في قصتي
          وكل الشكر لردك الراقي الرائع ..

          تحياتي لك وودي

          فاطمة أحمـد

          تعليق

          • د.إميل صابر
            عضو أساسي
            • 26-09-2009
            • 551

            #6
            في الحقيقة يبدأ السرد كما أي فيلم مصري قديم

            ولكن قبل أن تصل لمرحلة الملل من تكرار الصورة
            إذا بها تصفعك، بمفاجأة، فلا تفيق من هول الذهول وتبدل الموقف

            سرد عفوي يستحق الإشادة بعد تمام القراءة
            [frame="11 98"]
            [FONT=Tahoma][SIZE=6][FONT=Tahoma][FONT=Tahoma][SIZE=6][FONT=Simplified Arabic][COLOR=blue][SIZE=5][SIZE=6][FONT=Tahoma][COLOR=#000000]"[/COLOR][/FONT][/SIZE][FONT=Simplified Arabic][COLOR=navy][FONT=Simplified Arabic][COLOR=#000000][FONT=Tahoma]28-9-2010[/FONT][/COLOR][/FONT][/COLOR][/FONT]
            [FONT=Simplified Arabic][COLOR=navy]
            [FONT=Tahoma][SIZE=5][COLOR=#333333][FONT=Simplified Arabic]هناك أناس لو لم يجدوا جنازة تُشبع شغفهم باللطم، قتلوا قتيلا وساروا في جنازته[/FONT][/COLOR][COLOR=#333333][FONT=Simplified Arabic]لاطمون.[/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
            [COLOR=#333333][FONT=Simplified Arabic][FONT=Tahoma][SIZE=5]لدينا الكثير منهم في مصر.[/SIZE][/FONT][/FONT][/COLOR][/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR][/FONT][/SIZE][/FONT][SIZE=6]" [/SIZE]
            [SIZE=4]د.إميل صابر[/SIZE]
            [/FONT][/SIZE][/FONT]
            [CENTER][FONT=Tahoma][COLOR=navy][B]أفكار من الفرن[/B][/COLOR][/FONT][/CENTER]
            [CENTER][U][COLOR=#000066][URL]http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?p=484272[/URL][/COLOR][/U][/CENTER]
            [/frame]

            تعليق

            • مها عزوز
              أديب وكاتب
              • 20-12-2008
              • 282

              #7
              و لم تخطئ الحماة لانها
              عبرت عن حقيقة موقفها
              الغالي ابن الغالي
              و الغالي عندها
              الفلوس
              شكرا لسخريتك اللاذعة من انهيار القيم في مجتمعنا الذي
              لن ننكر بعد الان ان يكون مقعدا ينخرو الروماتيزم بعدما ما تت فيه القيم
              سيدتي احسنت رسم الشخصية
              تقديري

              تعليق

              • مها عزوز
                أديب وكاتب
                • 20-12-2008
                • 282

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
                هههههه والله هم يبكي وهم يضحك .. قطيعة تقطع الفلوس واللي دقها .. نص تهكمي ساخر مائة بالمائة .. رغم لسعة الحزن ولدغة العقربة ههههه
                يا أستاذة فاطمة أقول لك عن خبرة سابقة هناك نوعية من الحموات لو بيدي لعلقتهن من شعورهن في أعلى نخلة في جنينة الحاج محمود عطالله وتركتهن للغربان يأدبنهن أجمل تأديب ..
                ربنا ياخووووووودهم .... قولي انشاالله

                سلطان
                هذه قصة على القصة
                اضحك لها كثيرا
                و احبك

                تعليق

                • العربي الثابت
                  أديب وكاتب
                  • 19-09-2009
                  • 815

                  #9
                  [align=center]الأستاذة الرائعة فاطمة..
                  لولا احترامي للأمهات لبصقت على وجه هذه اللئيمة...هي حرباء محترفة تغير لونها كلما تغير المبلغ...هههه.
                  قصة تستحق القراءة أكثر من مرة..
                  تحاياي لقلمك النابض..
                  كوني بخير فاطمة..[/align]
                  اذا كان العبور الزاميا ....
                  فمن الاجمل ان تعبر باسما....

                  تعليق

                  • عائده محمد نادر
                    عضو الملتقى
                    • 18-10-2008
                    • 12843

                    #10
                    الزميلة القديرة
                    فاطمة أحمد
                    هلا وغلا بك بعد غيبة
                    أراك بدأت تحاولين التكثيف في نصوصك وهذه ميزة أرجو أن تشددي عليها
                    حاولي دائما أن تكتبي وتقرأي كي تمسكي بزمانم النصوص أكثر
                    ودي ومحبتي لك
                    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                    تعليق

                    • فاطمة أحمـد
                      أديبة وشاعرة
                      • 29-11-2009
                      • 344

                      #11
                      دكتور إميـل صابر .. تشرفت بمرورك في قصتي
                      وكل الشكر لردك الراقي وتحليلك ..

                      تحياتي لك وودي

                      فاطمة أحمـد

                      تعليق

                      • فاطمة أحمـد
                        أديبة وشاعرة
                        • 29-11-2009
                        • 344

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة مها عزوز مشاهدة المشاركة
                        و لم تخطئ الحماة لانها
                        عبرت عن حقيقة موقفها
                        الغالي ابن الغالي
                        و الغالي عندها
                        الفلوس
                        شكرا لسخريتك اللاذعة من انهيار القيم في مجتمعنا الذي
                        لن ننكر بعد الان ان يكون مقعدا ينخرو الروماتيزم بعدما ما تت فيه القيم
                        سيدتي احسنت رسم الشخصية
                        تقديري
                        الأديبة الرقيقة مهـا عزوز
                        تشرفت بك في متصفحي المتواضع ..
                        أشكر لك ِ ردك الجميل الراقي

                        تحياتي وودي

                        فاطمة أحمـد

                        تعليق

                        • فاطمة أحمـد
                          أديبة وشاعرة
                          • 29-11-2009
                          • 344

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة العربي الثابت مشاهدة المشاركة
                          [align=center]الأستاذة الرائعة فاطمة..[/align][align=center]
                          لولا احترامي للأمهات لبصقت على وجه هذه اللئيمة...هي حرباء محترفة تغير لونها كلما تغير المبلغ...هههه.
                          قصة تستحق القراءة أكثر من مرة..
                          تحاياي لقلمك النابض..
                          كوني بخير فاطمة..[/align]

                          الأديب الكبير الأستاذ / العربي الثابت

                          يشرفني تواجدك الجميل دائماً في أعمالي المتواضعة

                          ويسعدني جداً ردك الراقي .. الذي يزيد من قيمة

                          القصة ..فكل الشكر .. والتقدير والإحترام

                          فاطمة أحمـد

                          تعليق

                          • إيمان الدرع
                            نائب ملتقى القصة
                            • 09-02-2010
                            • 3576

                            #14
                            الأستاذة الغالية فاطمة :
                            صور حلوة ، ملوّنة .
                            ومفارقات أظهرتها بطريقة مدهشة..
                            يا الهي..أي أقنعة تغلّف وجه هذه الحرباء..؟؟
                            نصّ سلسٌ ..يدخل القلب بعفويّة ..
                            ومفردات التقطتِها بنجاحٍ ، مناسبة للموضوع وحواريّته..
                            لا نملّ من نصوصك أكثري منها...
                            سلمي لي على بنّوتّك إيمااااااااان الغالية كأمها
                            دُمتِ بسعادةٍ....تحيّاتي....

                            تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                            تعليق

                            • فاطمة أحمـد
                              أديبة وشاعرة
                              • 29-11-2009
                              • 344

                              #15

                              الأديبة القديرة عائدة محمد نادر
                              تشرفت جداً بمرورك في قصتي
                              وكل الشكر لردك الجميل وملاحظاتك الراقية ..

                              تحياتي لكِ وودي عزيزتي

                              تعليق

                              يعمل...
                              X