أطفالنا شياطين.. تيمة أفلام رعب تغزو السينما الأمريكية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمد عيسى
    أديب وكاتب
    • 30-05-2008
    • 1359

    أطفالنا شياطين.. تيمة أفلام رعب تغزو السينما الأمريكية

    تابعت اليوم فيلماً يدعى " case 39 " يحكي قصة مرشدة اجتماعية تنقذ طفلة من والديها الذين يسيئا معاملتها وتتبناها هي ، لتكتشف بعد ذلك أن ابنتها هي الشيطان ذاته ، فتحاول التخلص منها الى أن تفلح باغراقها في النهر في النهاية .
    هذه التيمة - الطفل الشيطان - استخدمت في السينما الأمريكية في غير مرة منها سلسلة أفلام الرعب الشهيرة The Omen التي تحكي عن تجسد الشيطان في طفل يولد بتاريخ ما ..
    هناك فيلم The Orphan أو اليتيم الذي يدور في نفس الفلك ، غير أن النهاية تكون بتفسير غير معتاد هذه المرة ، اذ تكتشف العائلة أن الطفلة اليتيمة التي تم تبنيها هي في الحقيقة شابة يافعة تتجاوز الثلاثين من العمر لكنها مصابة بمرض هرموني يجعلها تبدو بهذا العمر ، اذن فهي طفلة بعمر الثلاثين وقاتلة ..

    حري بنا أن نتساءل ، كيف سيكون تأثير هذه الأفلام على العائلات المضطربة أو التي تعاني من مشاكل أسرية ، هل ستؤثر في بعض النفوس المريضة ، فنجد عائلة تقتل طفلها بحجة أن الشيطان يتلبسه .. هذا يحدث بالفعل ، وفي عالمنا العربي أيضاً بعض الحوادث المشابهة ..
    فكيف ان اختلط الواقع بالدراما التي تسوقها السينما الأمريكية ..
    تلك مشكلة ولا شك .. يجب أن نتنبه لها ..
    مفهوم الطفل الشيطان ، يجب ألا نتبناه في دور عرضنا العربية ..يكفينا ما نحن فيه أصلاً ..




    ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
    [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]
  • أحمد عيسى
    أديب وكاتب
    • 30-05-2008
    • 1359

    #2

    فيلم Case 39 أو بداية أفول عصر "الطفل – الملك" (قراءة نفسانيّة)[align=right] مارون صالحاني ، الثلاثاء 5 كانون الثاني 2010
    [/align]





    [align=right]
    أفلام كثيرة عالجت موضوع "الطفل – الشيطان" أو الممسوس. يلتقي النقاد على اعتبار فيلم أواخر الستينات Rosemary’s baby للمخرج Roman Polanski بداية العصر الذهبي لهذه التيمة (أو sous-genre) من أفلام الرعب... وهي تألّقت لاحقاً في السبعينات مع ثلاثيّة (زائد واحد لاحقا) فيلم The Omen المقتبس عن رواية الكاتب David Seltzer والذي وضع سيناريو الجزء الأول من السلسلة.

    الممثّلة René Zellweger (أوسكار - فيلم Cold Mountain) بدور "اميلي" المرشدة الإجتماعيّة، تبذل ما في وسعها لإنقاذ Lily، ابنة العشر سنوات، من أبوين يسيئان معاملتها ويهدّدان حياتها (...) حيث تنجح في آخر لحظة بانقاذها من مصير محتوم: الموت حرقاً في فرن (طبّاخ) المنزل، حيث أدخلاها عنوة بعد تكبيلها وكمّ فمها.
    يُسجن الوالدان. تتبنّى René Zellweger الطفلة Lily. تباعاً، يتبيّن أنّ Lily طفلة ممسوسة... تقمصت فيها قوى الشرّ (الشيطان).
    (ملاحظة: نعرض تباعاً – لضرورات المقالة – تطوّر حبكة وأحداث الفيلم).
    تمثيل René Zellweger جاء مقنعاً. المؤثّرات السمعيّة – البصريّة مثل العادة، ناجحة... ولكن الفيلم ككلّ جاء محبطاً. ترى لماذا؟
    تعالوا نتوقّف عند المشهد المركزي في الفيلم، لحظة مواجهة "اميلي" (René Zellweger) مع "Lily" – الشيطان – وقد كشف عن هويّته، مهدّداً أمّه الجديدة بالتبنّي. بصوت ظلامي وبهيئة من الجحيم، نرى "الشيطان" يفرض شروطه: "من الآن وصاعداً، ممنوع أن تصرخي بوجهي... أريد أن أسهر حتّى ساعة متأخّرة من الليل، وكما يحلو لي... أن أشاهد برامجي المفضّلة على التلفزيون من دون أي ممانعة... أن آكل البوظة عندما أشاء... كما أريدك أن تحبّيني دائماً وأن "تغنّجيني" عندما أطلب منك ذلك".

    بمعنى آخر، فإن نزوات الشيطان في الفيلم، ليست أكثر من "نزوات طفلة"، تعاني من مشاكل نفسيّة مع "السلطة" الأبويّة... وبالرغم من معالجة للفيلم أرادها المخرج الألماني Christian Alvart من نوع أفلام الرعب، في أوّل تجربة أميركيّة له، إلاّ أنّ القالب يبقى استعارة Métaphore، والقراءة ما بين السطور تفضح دراما نفسانيّة بامتياز.

    ماذا يجري بالتحديد؟
    لنعد إلى حيثيّات القصّة. المحاولة الفاشلة لحرق الطفلة في مطبخ العائلة، ثم إنتقامها من أمّها بنفس الطريقة (الحريق) عندما استحالت جدران غرفتها في المستشفى محرقة هي الأخرى... ألا يذكّركم هذا السيناريو بقصّة شهيرة مماثلة؟
    إنّها القصّة الخرافيّة Hänsel and Gretel وقد نظّر لها العالم النفسي الشهير Bruno Betelheim في كتابه المرجع في هذا الموضوع La Psychanalyse des contes de fées
    باختصار شديد، الطفلان Hänsel and Gretel يتخلى عنهما والدهما في الغابة بسبب الفقر الشديد، وقد تُركا لمصيرهما. يلجآن إلى منزل مصنوع من الحلوى يخصّ ساحرة شرّيرة... يبدآن بأكله... تحاول الساحرة حرقهما ، ليعودا فيحرقانها هي في مرجل مطبخها.
    القصّة نفسها تحدث مع "الطفلة – الشيطان" Lily في الفيلم. (انظر آنفاً). ويبقى المحور الوحيد (ونعتذر عن التبسيط) الأدوار والشخصيّات، سواء في الفيلم أو في الحكاية الخياليّة – : الطفل - الملك الذي يذهب بعيداً في تحقيق نزواته... وأمام قلقه الشديد، وحالة الحرمان التي تتأتّى من استحالة تحقيق جميع رغباته والتي لا يحدّها أي قانون (انظر الجوع مثلا كإستعارة)... يظهر عنده عنف ونزعة تدميريّة لا تردعهما أيّة سلطة... وكأنّنا أمام حالة "مسّ شيطاني".
    وللتبيان، أنظر اللائحة التالية:

    - Lily "تغادر" منزلها الأوّل – منزل ابويها - الفقير المظلم.
    - تذهب إلى منزل "Emily" الجديد (نوع من منزل الحلوى، اذا ما اعتبرنا قصة Hänsel et Gretel).
    - عندما تحاول Emily فرض "القانون" تنتفض Lily – الشيطان.
    - تقتل Lily الطبيب النفسي (انظر لاحقاً).
    - كذلك تقتل ضابط الشرطة (رمزيّة القانون، ولعبة السلطة).
    - تغرق السيارة في الماء. تقضي Lily نحبها. رمزيّة أخرى نجدها في قصّة Hänsel and Gretel عندما يجبر النهر الأخوة على الإنفصال (رمزيّة الإنفصال العاطفي...) لمواجهة الحياة بنضوج. الأمر نفسه يحصل مع Emily ، وفي الفيلم غمز آخر عن علاقتها بأمّها هي التي كانت انتحرت وماتت بحادث سيارة وكانت مدمنة في الوقت عينه (جدلية الـ Mauvaise mère او الام السيئة)... فتكون Lily تعبير بنوع ما عن طفولة Emily.

    هل بدأ عصر الطفل – الملك بالإفول؟
    بالأمس كان فيلم The Orphan للمخرج Jaume Collet-Serra واليوم Case 39. الأم بالتبني. وفي الحالتين تنجحان بالتخلّص كلٌ منهما من ابنتهامن الممسوسة عقليّاً.

    يصادف اليوم يوبيل المئة عام على ولادة المحلّلة النفسيّة الشهيرة الفرنسية Françoise Dolto... وعلى ما يبدو "علقت المشانق" على هامش الإحتفالات والطاولات المستديرة والأفلام الوثائقيّة والندوات والمحاضرات التي عقدت بالمناسبة... وكل ذلك لمحاسبتها وانتقادها لما سبّبته نظرية مقولتها الشهيرة "الطفل – الملك" من مشاكل نفسية عند جيل بكامله، عندما نصحت بمعاملة الطفل كشخص ناضج، مع اعتماد تربية متساهلة ومتسامحة جدا معه؛ تربية تتجنب كبته او حرمانه مثلا، فيستحيل الطفل، من طفل ملك الى طفل مستبد (في الفيلم تقمص للشيطان).

    وعلى ما يبدو فإن هذه "الرخاوة" في التربية يتحمل مسؤولية انتشارها كمذهب – الى جانب المحللة الفرنسية Dolto – الدكتور الاميركي الشهير Benjamin SPOCK (كتابه The Common Sense Book of Baby and Child Care، والذي بيع منه 50 مليون نسخة بعد صدوره العام 1946)... وايضا، المحلل النفسي الانكليزي WINNICOTT، وجميعهم نادوا "بالتعاطي مع الاطفال كرجال ناضجين" - Adultes.
    اليوم يبدو النزعة السائدة هي للعودة الى التربية التقليدية "القاسية" مجددا، والسعي لإعادة الاعتبار الى السلطة (التي لم تعد واضحة او لم تعد تؤدي دورها في مجتمعاتنا)...للعودة حتى في النظام المدرسي الى الطريقة القديمة (القاسية) في التعليم والتربية...للانتهاء من أرث "ايار 68"، وللانتهاء من مذهب الـ Pédagosime بالتربية...

    نختم. الطبيب النفسي في الفيلم كان لينادي بنفس مباديء الثلاثي Dolto-Spock-Winnicott، ويستفيض اثناء معالجته LILY بنظريات وتشخيصات تصب في المذهب عينه، مكرسا ابدا مقولة "الطفل-الملك".
    هل عرفتم الان لماذا اختار سيناريو الفيلم التخلص من الطبيب النفسي ؟؟!!

    [/align]
    ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
    [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

    تعليق

    • إيهاب فاروق حسني
      أديب ومفكر
      عضو اتحاد كتاب مصر
      • 23-06-2009
      • 946

      #3
      الأخ والزميل
      أحمد عيسى
      تعجبني مواضيعك دائماً
      فهي تثير النقاش والجدل
      ولكن بغض النظر عمَا تحدثه السينما الأمريكية من خلل فكري
      مستخدمة في ذلك لغة السينما الجاذبة
      لكن المأساة فينا نحن وفي السينما العربية
      بكل ما تحمله من مضامين تافهه - باستثناء بعض المحاولات -
      وأحياناً مضامين ساذجة تكاد أن تصيب المتلقى بالعته
      تلك هي قضيتنا الأهم
      نحن يجب أان نحارب الخلل الفكري بفكر إيجابي بناء
      ولكن يبقى السؤال : أين رأس المال الذي يستطيع أن يبني بدلاً من أن يهدم
      تلك هي قضيتنا الحقيقية
      تحيتي وتقديري
      إيهاب فاروق حسني

      تعليق

      • أحمد عيسى
        أديب وكاتب
        • 30-05-2008
        • 1359

        #4
        أشكرك أيها الزميل العزيز على هذا الرد القيم

        مودتي لك أيها الرائع
        ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
        [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

        تعليق

        يعمل...
        X