خزينة المدخرات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هادي زاهر
    أديب وكاتب
    • 30-08-2008
    • 824

    خزينة المدخرات

    خزينة المدخرات؟!
    كانت سكان الغابة ينتظرون بفارغ الصبر موت الأسد، الذي كان مثلاً يحتذى به في الشجاعة والعنفوان، وكان بعض السكان من المقربين جداً من الأسد يسيل لعابهم لكثرة الخيرات التي تمتلئ بها خزنة المدخرات ،التي كان يجود بها الكثيرون تبرعاً لأماكن عزيزة عليهم .
    وما أن فارق الأسد الحياة حتى أنقض على موقعه شبل متخم، وقد قيل للمعارضين إن هذا الشبل يتولى الموقع لفترة محددة ريثما يتم إيجاد أسد يسد الفراغ وهنا طلب منه سكان الغابة المجاورة البقاء في الموقع وتعهدوا له بتأمين الحماية شريطة أن يحافظ على مصالحهم داخل غابته؟!! كما سطا المقربون على خزنة المدخرات ونهبوا كل ما فيها ، وبدؤوا يلتهمون بشراهة، أخذ كل منهم حصة له ولأسرته، وحتى يكتنف المؤامرة شيء من المنطق، وهبوا للعاطلين عن العمل والتفكير مناصب تقربهم من كل ما لذ وطاب من خيرات، فلكل من هب ودب داخل العرين أن يلتهم حتى التخمة كل ما طالته يده! وكي يتم الإجهاز كلياً على الخيرات قسموا العرين إلى مناطق نفوذ متعددة ، وكلٌ منهم أستلم زاوية "يرعى شؤونها"، وكانت لمن يحضر الشراب حصة تكفيه للعيش الرغيد، أما من كان يقدم الشراب فكانت منزلته عالية، يتقاضى بموجبها ما تتقاضاه مجموعة مجتمعة! وكان لا بد من وجود مدير يشرف على توزيع وتنفيذ المهمات، فهذا حصته غير محدودة لان مهمته بحاجة إلى قدر عال من المسؤولية، أما من كان يعمل بواباً، ليرحب بالزائرين فكان يتقاضى لقاء" تعبه" محفزات عالية ، ولكني لست أدري كم كان يتقاضى من يسوق العربة، مع أني أدرك كم كانت حصة مسؤولي الإعلام والموزعين في إنحاء الغابة فهؤلاء كانوا يختتمون حديثهم حول من سيطر على العرين بعد ممات الأسد بعبارة " نفعنا الله ببركاته" وكان من حقهم أن يحصلوا على الوجبات الشهرية الدسمة تقديراً لمواهبهم في جعل الأّسود أبيض.
    لم يكتف الثعلب بنصيبه وقاده فكره الخبيث إلى إنشاء عدة خزائن زعم إنها أقيمت لخدمة الصالح العام وأهمها دعم الفقراء، أطلق على أحدى هذه الزوايا أسم الأسد كي يوهم الأحياء بأنهم عندما يملؤون هذه الخزائن من تبرعاتهم، فأنهم يكفرون عن ذنوبهم ليزيدهم الله أجراً
    وهكذا أخذت الخزائن تمتلئ بتبرعات السذج، وتدفق الحليب وانهالت الخيرات من بينها الفراء الفاخر فاستحسن المقربون الفكرة وأخذ كل منهم يقيم خزائن مدخرات خاصة به تحت شعار الصالح العام.
    لنا وللمرحوم "الصالح العام" فائض الرحمة!!
    التعديل الأخير تم بواسطة هادي زاهر; الساعة 19-05-2010, 15:48.
    " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "
  • محمد سلطان
    أديب وكاتب
    • 18-01-2009
    • 4442

    #2
    لنا وللمرحوم الصالح العام فائض الرحمة .. !!
    قص ساخر .. أنيق .. يتهكم من أمور الدنيا العجيبة .. والممتلئة بما فاض من معكوسات ومنعكسات .. لكنها الحقيقة الأكيدة .. إن مات الأسد كثرت ثعالبه .. وضباعه .. وفي حياته لم يكن أحداً يجرؤ على القر من العرين ..
    رمزية جميلة أستاذ هادي .. وكعادتك توظف النطاق الحيواني توظيف سليم , فيخرج بطابع إنساني صميم ..

    تحياتي لك و كل المحبة
    صفحتي على فيس بوك
    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

    تعليق

    • د. نديم حسين
      شاعر وناقد
      رئيس ملتقى الديوان
      • 17-11-2009
      • 1298

      #3
      كاتبنا المبدع هادي زاهر
      ما يميز كتاباتك هو هذا النَفَسُ النقديُّ الطازج ، وعدم التزام الحياد السلبي في كل ما يخص مستقبلنا كشعب وكأمة .
      قصتك تتميز بحُسن السبكِ ، وسهولة الطرح الممتنعة .
      دمت مبدعًا !

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        الزميل القدير
        هادي زاهر
        نص برمزية الحيوان!!
        هل أصبحنا نعيش في غابات زميلي .. نعم أقولها جازمة أننا بتنا نعيش نظام الغابة
        نص مفعم بعبثية البعض بمقدرات الناس وقوت أيامهم ورفع الشعارات الكاذبة
        ودي ومحبتي لك
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • هادي زاهر
          أديب وكاتب
          • 30-08-2008
          • 824

          #5
          أخي الكاتب محمد ابراهيم سلطان
          نحول قدر الامكان تجنيد الرمز في سبيل التطرق أو الإشارة إلى وقع محدد
          محبتي
          هادي زاهر
          " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "

          تعليق

          • هادي زاهر
            أديب وكاتب
            • 30-08-2008
            • 824

            #6
            د.نديم
            شرف كبير لي.. ان تأتي الشهادة من قامة شعرية باسقة كقامتك

            محبتي
            " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "

            تعليق

            • إيمان الدرع
              نائب ملتقى القصة
              • 09-02-2010
              • 3576

              #7
              الأستاذ الفاضل: هادي زاهر...
              قصّة عميقة...عميقة..
              سنتّخذها...خزائن مدّخرات لملتقانا..
              ولكن ككنزٍ لكاتبٍ صادق الكلمة..
              نجح إلى حدّ بعيدٍ باستخدام الرموز ..
              . والالتقاطات الذكيّة التي خدمت النص..
              دُمتَ بسعادةٍ أخي الغالي: تحيّاتي..

              تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

              تعليق

              • هادي زاهر
                أديب وكاتب
                • 30-08-2008
                • 824

                #8
                أختي عائدة
                لقد أصاب سهمك كبد ما كنت أقصده
                محبتي
                هادي زاهر
                " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "

                تعليق

                • هادي زاهر
                  أديب وكاتب
                  • 30-08-2008
                  • 824

                  #9
                  اختي الكاتبة العزيزة إيمان الدرع
                  لقد سعدت جداً بردك الجميل الذي أشعل حماسي؟!!
                  محبتي
                  هادي زاهر
                  " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "

                  تعليق

                  يعمل...
                  X