السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أول مشاركة لي في قسم القصة القصيرة
أتمنى أن تنال إعجابكم
بسم الله نبدأ
هذه أول مشاركة لي في قسم القصة القصيرة
أتمنى أن تنال إعجابكم
بسم الله نبدأ
عزمت النية على الذهاب، ركبت سيارتي وبدأت الرحلة..
رغم مشاق الرحلة وطول الطريق .. مر الوقت سريعاً ووجدت نفسي أمام مدخل الشارع القديم .. شارعي القديم
أخذت شهيقا عميقاً .. إنه النسيم ذاته بجماله وروعته منذ أن كنت صغيراً .. تغيرت ملامح الشارع قليلا مع مرور الوقت .. ولكنه مازال يبدو في أزهى صوره .. تركت سيارتي على مدخل الشارع .. وبدأت أسير بداخله رويداً رويداً .. وأتنفس ببطء شديد .. باحثاً عن الذكريات .. عن الماضي ، وفجأة .. اصطدم بي صبيّ صغير .. اعتذر ببراءة ثم ذهب وتبعته عيناي .. رأيته يلعب الكرة ..توقفت عن السير .. خفق قلبي بشدة .. إنه نفس المكان .. هنا كنت ألهو وألعب.. ويلعب معي أخي والأصدقاء .. وكأنني أرى نفسي .. نعم أنا هذا الطفل .. الذي يعلو وجهه ابتسامة بريئة صافية صادقة لا تعرف معنى الكذب .. أكبر همومه اللعب .. أسبح عائدا للوراء بعيداً .. كم كانت الدنيا جميلة وأنا طفل .. لم يكن هناك معنى للهموم .. كنت إذا انتهيت من اللعب .. وحان وقت الصلاة .. أجري مسرعا وراء أبي وهو في طريقه إلى المسجد إلى أن ألحق به .. وأمسك يده فينتبه لي وينظر لي بابتسامة دافئة كانت هي الأمان .. ونذهب سويا للصلاة .. وبعد الصلاة أجري مسرعاً .. ويلحق بي أبي ضاحكاً .. سأسبقك أيها الفتى .. فأزيد من سرعتي .. وهو يبطئ ليجعلني أنا الفائز .. أقول بابتسامة أنا الفائز .. ويغمرنا الضحك الشديد إلى أن نصل إلى المنزل.
عند هذه اللحظة انهمرت عيناي بالدموع .. "ياليتني لم أكبر يوماً" هكذا كنت أرددها وأكملت السير.
كنت كلما مررت بمكان ما .. رأيته بصورته القديمة .. شكل الشجر، الورود، البيوت .. والذكرى المرتبطة بالمكان .. إلى أن وصلت إلى بيتنا القديم أحسست بأني أريد أن أعانق بابه لأفرغ أشواقي .. فتحت الباب ورأيت الذكريات القديمة .. يعلوها التراب .. مددت يدي إلى الطاولة ورفعت من عليها ورقةً لم أدر ما هي إلا عندما أزلت عنها التراب .. إنها صورة لأبي! .. بكيت مرة أخرى وبشدة
أتذكر أبي وهو ذاهب إلى عمله .. يرفعني بكلتا يديه ويقول "ماذا تريد اليوم ياصغيري؟" فأقول له بصوت خافت وببراءة شديدة "أريد سلامتك وبضعا من الحلوى" .. فيطبع على خدي قبلة دافئة .. ثم يذهب
وأجلس طوال اليوم قرب الباب .. منتظراً والدي آملاً أن يأتي بأسرع وقت .. وبعد ساعات أسمع طرق الباب .. أهرول مسرعا وأفتح الباب .. فأجده باسماً ويمد يده إليّ بالحلوى ويعانقني عناقا شديداً ما أجمله. يا الله لم أشعر أبداً بالأمان إلا في أحضانه .. أجفف دمعي ثم أفتش عن باقي الذكريات ..
وسمعت صوتا غريبا داخل البيت .. تتبعت الصوت إلى أن وصلت إلى المطبخ .. مجرد فأر صغير .. وقفت متصلباً!! .. تذكرت أمي .. كأنها أمامي لم تكن تكل أو تشكي من أي شيء .. كانت هي معلمتي ومربيتي ودنيتي .. وكأني أراها الآن وهي تعد لنا الطعام .. وأنا وإخوتي نلهو ونلعب سوياً .. إلى أن تفرغ هي من إعداد الطعام .. فتنادي هيا ياأولاد .. فنتجمع سوياً حول المائدة ونأكل .. وأياً كان الطعام .. كان دائماً جميلاً .. ولمرة ثالثة غمرني البكاء الشديد .. "ألا ليت الزمان يعود .. ألا ليت الزمان يعود" .. هكذا رددت ..
ولم أقدر أن أتحمل .. فخرجت مسرعاً .. وأغلقت الباب .. وذهبت مهرولاً إلى سيارتي .. هارباً من الذكريات .. وكانت رحلة العودة أقسى ما يكون فكل خلية من جسدي تستحلفني بالله ألا أرحل .. ولم تتوقف عيناي عن البكاء .. وأنا مصمم على الرحيل .. فأنا لا أقدر على تحمل المزيد .. فالبرغم من أن الذكريات من أجمل ما تكون .. فهي في نفس الوقت أقسى مايكون لأن من فيها رحل ..
عدت نعم عدت .. وأحسست مرة أخرى أني أريد العودة لبيتي القديم .. ولكن أعود صغيراً وأجد بداخل البيت أبي وأمي .. وأزيح كتلة الهموم من على كتفيّ
أعود لألهو وألعب وأنام بين أحضان أبي وأمي .. ولكن هيهات هيهات .. لن تعود الذكريات.
رغم مشاق الرحلة وطول الطريق .. مر الوقت سريعاً ووجدت نفسي أمام مدخل الشارع القديم .. شارعي القديم
أخذت شهيقا عميقاً .. إنه النسيم ذاته بجماله وروعته منذ أن كنت صغيراً .. تغيرت ملامح الشارع قليلا مع مرور الوقت .. ولكنه مازال يبدو في أزهى صوره .. تركت سيارتي على مدخل الشارع .. وبدأت أسير بداخله رويداً رويداً .. وأتنفس ببطء شديد .. باحثاً عن الذكريات .. عن الماضي ، وفجأة .. اصطدم بي صبيّ صغير .. اعتذر ببراءة ثم ذهب وتبعته عيناي .. رأيته يلعب الكرة ..توقفت عن السير .. خفق قلبي بشدة .. إنه نفس المكان .. هنا كنت ألهو وألعب.. ويلعب معي أخي والأصدقاء .. وكأنني أرى نفسي .. نعم أنا هذا الطفل .. الذي يعلو وجهه ابتسامة بريئة صافية صادقة لا تعرف معنى الكذب .. أكبر همومه اللعب .. أسبح عائدا للوراء بعيداً .. كم كانت الدنيا جميلة وأنا طفل .. لم يكن هناك معنى للهموم .. كنت إذا انتهيت من اللعب .. وحان وقت الصلاة .. أجري مسرعا وراء أبي وهو في طريقه إلى المسجد إلى أن ألحق به .. وأمسك يده فينتبه لي وينظر لي بابتسامة دافئة كانت هي الأمان .. ونذهب سويا للصلاة .. وبعد الصلاة أجري مسرعاً .. ويلحق بي أبي ضاحكاً .. سأسبقك أيها الفتى .. فأزيد من سرعتي .. وهو يبطئ ليجعلني أنا الفائز .. أقول بابتسامة أنا الفائز .. ويغمرنا الضحك الشديد إلى أن نصل إلى المنزل.
عند هذه اللحظة انهمرت عيناي بالدموع .. "ياليتني لم أكبر يوماً" هكذا كنت أرددها وأكملت السير.
كنت كلما مررت بمكان ما .. رأيته بصورته القديمة .. شكل الشجر، الورود، البيوت .. والذكرى المرتبطة بالمكان .. إلى أن وصلت إلى بيتنا القديم أحسست بأني أريد أن أعانق بابه لأفرغ أشواقي .. فتحت الباب ورأيت الذكريات القديمة .. يعلوها التراب .. مددت يدي إلى الطاولة ورفعت من عليها ورقةً لم أدر ما هي إلا عندما أزلت عنها التراب .. إنها صورة لأبي! .. بكيت مرة أخرى وبشدة
أتذكر أبي وهو ذاهب إلى عمله .. يرفعني بكلتا يديه ويقول "ماذا تريد اليوم ياصغيري؟" فأقول له بصوت خافت وببراءة شديدة "أريد سلامتك وبضعا من الحلوى" .. فيطبع على خدي قبلة دافئة .. ثم يذهب
وأجلس طوال اليوم قرب الباب .. منتظراً والدي آملاً أن يأتي بأسرع وقت .. وبعد ساعات أسمع طرق الباب .. أهرول مسرعا وأفتح الباب .. فأجده باسماً ويمد يده إليّ بالحلوى ويعانقني عناقا شديداً ما أجمله. يا الله لم أشعر أبداً بالأمان إلا في أحضانه .. أجفف دمعي ثم أفتش عن باقي الذكريات ..
وسمعت صوتا غريبا داخل البيت .. تتبعت الصوت إلى أن وصلت إلى المطبخ .. مجرد فأر صغير .. وقفت متصلباً!! .. تذكرت أمي .. كأنها أمامي لم تكن تكل أو تشكي من أي شيء .. كانت هي معلمتي ومربيتي ودنيتي .. وكأني أراها الآن وهي تعد لنا الطعام .. وأنا وإخوتي نلهو ونلعب سوياً .. إلى أن تفرغ هي من إعداد الطعام .. فتنادي هيا ياأولاد .. فنتجمع سوياً حول المائدة ونأكل .. وأياً كان الطعام .. كان دائماً جميلاً .. ولمرة ثالثة غمرني البكاء الشديد .. "ألا ليت الزمان يعود .. ألا ليت الزمان يعود" .. هكذا رددت ..
ولم أقدر أن أتحمل .. فخرجت مسرعاً .. وأغلقت الباب .. وذهبت مهرولاً إلى سيارتي .. هارباً من الذكريات .. وكانت رحلة العودة أقسى ما يكون فكل خلية من جسدي تستحلفني بالله ألا أرحل .. ولم تتوقف عيناي عن البكاء .. وأنا مصمم على الرحيل .. فأنا لا أقدر على تحمل المزيد .. فالبرغم من أن الذكريات من أجمل ما تكون .. فهي في نفس الوقت أقسى مايكون لأن من فيها رحل ..
عدت نعم عدت .. وأحسست مرة أخرى أني أريد العودة لبيتي القديم .. ولكن أعود صغيراً وأجد بداخل البيت أبي وأمي .. وأزيح كتلة الهموم من على كتفيّ
أعود لألهو وألعب وأنام بين أحضان أبي وأمي .. ولكن هيهات هيهات .. لن تعود الذكريات.
تعليق