اليوم سنأكل توتا / محمد ابراهيم سلطان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صادق حمزة منذر
    الأخطل الأخير
    مدير لجنة التنظيم والإدارة
    • 12-11-2009
    • 2944

    اليوم سنأكل توتا / محمد ابراهيم سلطان

    [align=center]
    اليوم سنأكل توتا / محمد ابراهيم سلطان
    [/align]
    الأفرع الخضراء

    الخميس ..
    وأخيراً دق الجرس، وغداً سنستريح من (خرزانة) الأستاذ نعيم وحصة التسميع .. اليوم سنأكل توتاً .. أخبرني بذلك المعلم شعبان .. خلعت حذائي البلاستيك ودسسته فى الحقيبة، وأرسلتها مع سعاد كيْ ترميها بالدار ..
    سعاد لن ترفض، فهي تحبني كثيراً وسأتزوجها لما أكبر، وسأشتري لها سريرَ نحاس عالياً كالذي اشتراه جدي لجدتي فطومة في عرسها، وستذهب أمي إلى رشيد مع خالتي أمونة كي تشتريَ لها قرطاً وحلقاً مخرطة ولبّة و خلخال ذهب، كما سمعت أمي تقول لأمونة، البنت سعاد مثل البطة ونظيفة وتطبخ وتخبز ولا تمشي حافية .
    أخذت سعاد الحقيبة وفرِحت كثيراً، فهي تعشق التوت عشقاً وتأكله أكلاً مثل الدبة، أما شعبان فلم يجد صعوبة فى التخلص من حقيبته ورماها بجانب سور المدرسة، فألف بني آدم سيعيدها لأمه، ومن سيطمع فى حقيبة مطبوع عليها بخطٍّ آليّ :
    شركة مطاحن وسط وغرب الدلتا
    شيكارة دقيق فاخر
    الوزن الصافى : 25 كيلو جرام
    ومرسوم عليها كلاب خضراء وقطط بلا ذيول، ولافتة متسخة :
    شنطة المعلم شعبان
    فصل : 2/1
    توكلت على الله مع المعلم شعبان، لكن بشروط أبرمها و ألزمني إياها :
    ـ أنا هتكتك وأخطط وانت تسمع كلامي .
    ـ وأنا تحت أمرك يا معلم شعبان .
    الولد شعبان تكتيكه عالٍ ويتقن المكر .. اليوم فلت من حصة التسميع، فأصابعه معقوفة مثل الصنارة، وتصل سبابته بسهولة إلى الحلقوم .. بدأت حصة التسميع وراحت ((خرزانة)) الأستاذ نعيم تغني فوق الأطراف وأخمص القدم، وتطبق قانون الثواب و العقاب .. وجدت شعبان يرتعش ولمحته يحشر إصبعه فى حلقه، ولما استقاء راح يتأوه و يبكي، وفجأة استلقى على الأرض مقلداً شهداء الحرب .. لحظات وكان الفصل يعج بالإداريين الذين أمروا عم أمين فراش المدرسة باصطحابه إلى غرفة الإسعافات الأولية .. حمله الرجل على كتفه كجِوَال البطاطس متأففاً ويود لو يرميه فى أقرب صندوق قمامة .
    ذهب عم أمين بجِوَال البطاطس، واستكملت ((الخرزانة)) وصلة الغناء، وثلة ممن فشلوا في التسميع كانت تتراقص أقدامهم على أنغامها الصدّاحة .. دق الجرس ورحت أبحث عن شعبان، فوجدته معززاً مكرماً يجلس بين هيئة التدريس، وأمامه أكواب الحلبة والينسون وتشكيلة فاخرة من البسكويت الغالي، وكل من يدخل و يخرج يرميه بالطبطبة و الهدهدة.. حتى المدرسات كنّ يمددْنه بالحلوى وقطع الشيكولاتة والبسمات الحانية .
    صعد المعلم شعبان شجرة التوت، ومثل القرد كان يتسلق الفروع برشاقة، وتركني بالأسفل أعاني قلة خبرتي وأتلوى من الجوع .. ظل يتنقل من فرعٍ إلى فرعٍ .. يقطف الثمار الناضجة ويلتهمها بثقة، وأنا أتدحرج هنا وهناك وراء الثمار القليلة الهاربة منه .. أزيل عنها التراب وأرميها في فمي بسرعة استعداداً لواحدةٍ أخرى، لكن كثيراً ما كانت تنزلق الحبّات فى الترعة وتكون من نصيب البط .. أهشه وأقذفه بالحصى كيْ يترك لي ولو واحدة، لكن كان يتسابق مع الإوز ويمسح صفحة الماء بمنقاره ويلتهم الثمار، فشعرت باليأس وجلست على حافة الترعة أحقد عليه وأحسده، وأتمنى لو كنت بطة أو دجاجة أو حتى كتكوتاً ؛ كنت سألف كل الترع والقنوات وأملأ حويصلتي بالتوت المتساقط من الأشجار وأحضر لبطتي سعاد ما يملأ حويصلتها .
    نضجت الشمس وتوهجت خيوطها، وألهبت بطن شعبان المنتفخة .. نزل القرد بسرعة يبحث عن مكانٍ رطب يريح فيه مصرانه الغليظ من تقلصات التوت وخلطة البسكويت .. لم يصطبر حتى يعثر على ركن يستر عورته، بل تخلص من سرواله فوراً وقرفص أسفل الشجرة .. ينثني وينفرد كأنه في حالة وضع متعسرة، ثم انتزع من داخله آهة خرجت كالقنبلة .. جعلت البط يتطاير نحو البر .
    ظل شعبان يتأوه ويشكو المخاض حتى سمعته يدندن بنشيد كان فى كتاب القراءة، فتأكدت أنه فى الطلق الأخير ونتعه الله، ثم جلست أنتظره وأنبش في رأسي عن وسيلة أجمع بها حبات التوت التي زادت وغطت سطح الماء كلما اهتزت الفروع أو أزعجتها الريح بنفخة خفيفة .. اكتست الترعة بالمحصول، وأنا في هذا الجانب أفرك رأسي، والبط في الجانب الآخر يتسحب ويحاول العودة، وما يكاد يقترب من الحافة حتى يباغته القرد بقذيفة مدوّية عابرة للترع والقنوات آتية من الضفة الشرقية ..
    تصدّعَ رأسي من كثرة الفرك وأصوات القذائف اللا متناهية، واستنهضت شعبان الذي أتى بسلام من أرض المعارك يتقافز
    ويتراقص بساقين لامعتين وحبات البطاطس الطازجة ..
    رأى شعبان حبات التوت وقد كست وجه الماء، فسألته عن الحل الأنسب فأشارلي أن أنزل الترعة وهو سينتظر على البر يراقب الفلاحين .. كنت فى البداية أشعر بالقلق و الخوف ؛ فلو رآني أحدهم لشج رأسي وفلقه نصفين، فأقسم إنهم الآن يستريحون وهذا موعد القيلولة .. ذهب قلقي وبسرعة خلعت ملابسي و قفزت في الماء ، وكانت فرصتي أن أصبح علجوماً يافعاً أشق الماء شقاً وأضربه بجناحي وأنقر الثمار اللذيذة بمنقاري المشقوق .. أغطس وأطفو مستمتعاً برطابة الماء من حر الظهيرة .
    تذكرت بطتي سعاد، وافترشت الحافة بالحشائش الخضراء وكوّمت التوت كالأهرامات .. زاغت أعين البط نحو الأهرامات الثلاثة، فغطست مرة ثانية وخرجت بزلطة سمراء .. أغمضت عينى اليمنى .. ونشنت جيداً على ذكر البط، وأطلقت رصاصتي فـرنّت الطلقة فى رأس دجاجة حمراء كانت تعرج طول الوقت، فصرخت وقفزت قيمة باع لأعلى ثم طارت ووقعت صريعة فى المصرف المجاور .
    ناديت شعبان كي يسعفني بالملابس ؛ فلو أتى أحد واكتشف الجريمة لألحقني بالدجاجة فى المصرف المقابل ولصرت عبرة لمن يعتبر .
    لم يرد شعبان، فكررت النداء وبحثت عنه بين الأفرع والشجر، لكنه اختفى ووجدتني وحيداً وسط الحقول .. دب الفزع والخوف بمفاصلي العارية، ولم يتطرق إلى ذهني أنني سأبحث عن ملابسي ولا أجدها، فانزلقت دمعتي وجلست تحت الشجرة أسب القرد ابن القردة، وأرجوه أن يرجع و يعيد إليّ ملابسي، ثم لمحت فلاحاً مقبلاً وفى جهامةِ وجهه غضب الدنيا .. في إحدى يديه منجل مسنون تبرق أسنانه فى شمس الظهيرة، وبيده الأخرى جِوَال خشن .. سقط قلبي وارتجف وأجهشت بالبكاء .. اقترب مني .. تكوّرت .. حملني ثم تأبطني كالبطيخة .. صرخت .. رفست .. ذهب بي إلى حجرة مظلمة مبنية من الطمي ومسقوفة بأجذاع النخيل .. فتحها ورماني بقوة .. فسقطت البطيخة وتحطمت جوانبها المتكورة .. أشهر منجله المسنون وأطاح رقبة الجِوَال الخشن ثم أفرغه، فسقطت ملابسي، ونهرني بعنف :
    ـ يلة البس هدومك و خد صاحبك ومش عايز أشوفكم هنا تانى .
    فلملمت ملابسي واحتضنتها، ثم انطلقت كالدبور مع شعبان الذي وجدته ينعق فى ركن الحجرة بالداخل ...!!
    ............

    القصة شيقة جدا .. وتسجل كل هذا الكم من شقاوة الأطفال وأحوالهم الشديدة الحركة والتسرع ولكنها أيضا تحمل هموما ..
    وذكريات إحباطات ومغامرات فاشلة
    مع أن الفكرة بسيطة إلا أنها كانت تعرض حالة من التوق الإنساني لتحقيق نصر
    متوقع في غزوة لا تخلو من الخطورة في قضية صغيرة ولكنها تمثل رغبة شديدة بل حلما منتظرا لأبطال القصة الصغار ..
    وهي الحصول على توت مجاني ..
    من المهم أن نشير إلى هذا الحوار السلس والشيق والسرد البسيط
    البعيد عن التكلف ..
    وقد خدم هذا الأسلوب الفكرة البسيطة ..
    كما كانت لغة السرد
    خفيفة الظل وقريبة من البيئة الحيوية للنص
    وكذلك كانت المشاهد شديدة القرب من الشخصيات ترسم كل تفاصيلها الكاريكاتورية بمهارة
    وإبداع لافت وكان التركيز على الشخصيات لتكون محور الحدث وكل ما يجري يدور حولها
    مما ساعد على خلق جو من الطرافة المطلوبة في أي حديث عن مغامرات الطفولة

    الأستاذ القاص محمد سلطان

    قصة جميلة أعادتنا إلى أيام الشقاوة بحلوها ومرها و بكل مفارقاتها

    تحيتي وتقديري لك

    (مجلس النقد )




  • سمية الألفي
    كتابة لا تُعيدني للحياة
    • 29-10-2009
    • 1948

    #2
    الأستاذ / محمد سلطان

    قصة رائعة سلسلة عشت معها طفولة صافية


    القدير / صادق منذر

    أنت كريم ومحمد سلطان يستاهل

    باقات الجوري


    لكما كل الود

    إحترامي

    تعليق

    • عائده محمد نادر
      عضو الملتقى
      • 18-10-2008
      • 12843

      #3
      الزميل الرائع
      صادق حمزة منذر
      كنت أتمنى عليك أن تظهر بعض الجوانب التي يمكن أن تكون ضعيفة في أي نص تفتح ملفه كي يعرف الكاتب أين كان قويا وأين مكمن الضعف لديه كي يتلافاه مستقبلا
      جهود رائعة منك وإسلوب سلس
      حفظك الله ورعاك
      محبتي وودي وباقة ورد جوري
      الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

      تعليق

      • أحمد عيسى
        أديب وكاتب
        • 30-05-2008
        • 1359

        #4
        كي يستحق هذا النقد أن يفرد في موضوع مستقل ، كنت أتوقه له أن يكون شاملاً كاملاً يتناول جوانب القصة بايجابياتها وسلبياتها وكم الابداع فيها ..
        مع كامل احترامي للأستاذ لكن نقده كان يمكن أن يكون رداً عادياً كأي رد ..
        كم نتمنى أن تفجروا طاقاتكم النقدية فينا .. أن تتناولونا .. أن تشرِّحونا ..
        أن تعملوا خناجركم في نصوصنا ، فتحركوا الابداعات في كل الاتجاهات ..
        اعتبروا ردي نداء من محب ..
        نريد أكثر ..

        ودي
        ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
        [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

        تعليق

        • صادق حمزة منذر
          الأخطل الأخير
          مدير لجنة التنظيم والإدارة
          • 12-11-2009
          • 2944

          #5
          الزميلة عائدة محمد نادر
          أولا أشكرك على التحية والتقدير وإنما نقوم بالواجب الذي تفرضه علينا أمانتنا
          التي نحملها معا ..
          ثانيا من الواضح أن الأسلوب غير المألوف الذي نتعامل به مع النصوص
          قد خلق جوا متضاربا من المؤيدين والمعارضين وهذا طبيعي وربما كان مطلوبا أيضا ومن المهم أن أوضح لك وللأخوة القراء بعض الأمور
          لفهم ما نقدمه هنا :

          1- يجب التخلص من الفكرة الطفولية حول النقد الأدبي والتي قد يحملها البعض
          لأنها أخطاء فكرية وأدبية في فكرتهم عن النقد وسأوجزها في نقاط محددة :

          - الشمولية : الشمولية هي مفهوم فارغ يمكن أن نضع فيه كل ما نريد ولكن سرعان ما نكتشف المزيد من النواقص ولذلك فلا شيء كامل أو شامل إلا كلام الله ولهذا فالمطالبة بالشمولية هو كلام مثالي محض بعيد عن الواقع الإبداعي تماما ولا يمت له بصلة ..

          - التعليمية المدرسية : هناك الكثير ممن يعتقد أن النقد هو مدرسة تعلم الإبداع بإيضاح الخطأ والصواب في العمل الإبداعي وهذا هو الأسلوب المدرسي التعليمي الشاذ والمتخلف الذي يجتاح مدارسنا وفق قاعدة ( اعرب ما تحته خط واشرح الفكرة من النص ) فالنقد ليس شرحا للنصوص الأدبية وليس تعليما لكيفية الإبداع

          ومن المهم أن نفهم أن الإبداع لايمكن تعلمه ومن الصعوبة بمكان تعريفه فهو بأفضل الحالات يمكن وصفه على أنه استعداد فطري فكري عبقري لقراءة واستنباط الجمال من مكامنه الذاتية والموضوعية ..

          - التسلطية ورهاب النقد : هناك الكثير ممن يعتقد ان الناقد هو هذا الجزار الذي يأتي حاملا ساطوره ليمزق العمل الإبداعي ويظهر عيوبه ويعريه وكثيرا ما تنتقل هذه التعرية لكاتب النص الإبداعي وهذه الصورة لا تبتعد كثيرا عن صورة معلم المدرسة الذي يضع علامات نجاح ورسوب للنصوص في أسلوب التعليمية المدرسية المتخلف .. ولا يختلف عنه من يكيل المديح للنصوص بلا مبرر إبداعي ..

          2- التحديد : إن الإبداع لا يمكن قياسه أو تحديده ( فهو ليس بطاطا ) وإنما يتم مقاربته كرؤية شخصية للناقد ووفقا لسمات جمالية قد تجمع النص الإبداعي مع نصوص أخرى لتشكل انتماء جماليا وفنيا في قالب ما و لمدرسة جمالية ما ولكن رغم ذلك فالإبداع يظل أكبر من كل القوالب والمحددات وإلا لما تطور الأدب والفن ولارأينا هذه الأنواع والقوالب الفنية و المدارس الجمالية المستحدثة والجديدة والتي تمثلها نصوص خرجت على قوالب ومحددات سابقة أكثر قدما ..

          ولذلك ليس من مهمة الناقد وضع القوالب المسبقة المعروفة ومقاربة النصوص وفق هذه القوالب .. فهذا لا يعلم الإبداع ولا يرعاه ولا يطوره بل يقزمه ويقتل أي أمل في نشوءه ويدعو إلى عبودية الفكر وانقياده و تقييده وجره إلى حجرات جاهزة ليتقولب فيها وهذا اغتيال فعلي للإبداع .. وهذا ليس نقدا على الإطلاق ..
          و عموما لكل من يرغب في معرفة هذه القوالب الموضوعة حول القصة القصيرة ..
          للاطلاع أقترح بحثين مبسطين :


          القصة القصيرة سماتها وخصائصها ( من هنا ) ( وهنا )

          القصة القصيرة - التقنيات الفنية والجمالية ( من هنا )


          3- لذلك ما نفعله هنا هو تقديم رؤية إبداعية ملاصقة للنص الإبداعي ومرافقة له ( النص الإبداعي مع النص النقدي يشكل وحدة فكرية إبداعية ) بحيث تلقي الضوء على مفاتيح الإبداع فيه التي يراها الناقد ويضعها أمام الكاتب المبدع وأمام المبدعين الذين وحدهم لديهم القدرة على رؤيتها وفهمها مما يفتح أمامهم فهم أعمق للتجربة المطروحة و أفقا أوسع لتطوير أدواتهم الإبداعية و أما غير المبدعين فسيرونها كلاما عاديا وربما كلاما فارغا ..

          ولذلك لا يقدم الناقد رؤية قيمية قياسية بمعنى ( جيد و سيء ) و توجيهية بمعنى ( خطأ و صح ) و أخلاقية بمعنى ( مقبول و مرفوض )

          فالعمل الإبداعي هو تجربة فكرية تضيف شيئا للجسد الفكري الإنساني و الخطأ والصواب والجيد والسيء والمقبول والمرفوض هي أحكام تسلطية نسبية يمكن أن تكون ارتجالية وشخصية و تتناول كل شيء في الحياة وليس النتاج الفكري الإبداعي فقط ..

          والنقد الإبداعي كما العمل الإبداعي هو مجرد مقاربة عبقرية لمهاوي الأفكار ومساراتها .. وعلى هذا تبنى الرؤية النقدية

          - وكذلك إضافة رؤى جديدة سوف يقدم زخما إبداعيا يساهم في بناء وتجسيد فضاء فكري حر حول النص يحقق ذاتية للمبدع ( كل مبدع وليس كاتب النص فقط ) و موضوعية للنص .. ولهذا فلن تكون الرؤية النقدية الموضوعة هنا إلا محرضا جديدا على العمل النقدي الإبداعي والمزيد من الطرحات الفكرية انطلاقا من النص ..

          - كما يمكن لمن يريد من الأخوة تقديم أفكاره حول اللغة والألفاظ والقالب الفني القصي للنص وكل هذه المحددات المعروفة والتي يتم اتباعها في جميع أنواع القوالب الفنية الأدبية وليس القصة القصيرة فقط ..

          هذا باختصار شديد

          و بالنسبة للأستاذ سلطان فأنا أعرفه ككاتب من خلال النصوص الكثيرة التي قرأتها له وهو كاتب مبدع وفقا لرؤيتي ولديه تجربة ناضجة وتستحق المتابعة ويمتلك أدوات متطورة في فهم مهاوي ومسارات الفكر وتجسيدها وفي هذا النص تحديدا أنا لم أفعل أكثر ولا أقل مما أفعله عادة بأن أضع إصبعا على مفاتيح الإبداع في النص وهي إشارات يفهمها كاتب النص المبدع وكل كاتب مبدع يقرأ الرؤية النقدية انطلاقا من النص الأصلي محتضنة في جنباته .. وربما أحتاج أحيانا أن اضخم التصور في ناحية أو أضيّق في زاوية أو أختصر فهذا تبعا لرؤيتي الشخصية للمقتضيات الإبداعية في ما يعرضه النص ..

          تحياتي وتقديري لك ولجميع الأخوة المداخلين





          تعليق

          • فاطمة أحمـد
            أديبة وشاعرة
            • 29-11-2009
            • 344

            #6
            الناقد المبدع الأستاذ / صادق حمزة منذر
            هذا هو النقد البنِّاء .. الذي آراه يسلط الضوء
            علي النص الأدبي ويظهر موطن
            الإبداع فيه ..للكاتب وللقارئ معاً ..
            النقد الذي لا يؤذي مشاعر الكاتب ..
            ويشعره أنه تلميذ بليد .. يقف أمام معلمه
            وهو يكيل له الإتهامات لغباءه وفشله في كتابة موضوع
            تعبير مثلاً .. والأدهي أن زميلاً ينتقد زميله ويهلهل
            له نصه وهو لا يعرف شيئاً عن تقنيات النقد الأدبي ..
            شئ مؤلم حقاً آراه في بعض المنتديات ..
            في حين لو أن ناقداً هو الذي قال نقد هذا
            الزميل .. سيتقبل منه ..!
            أنا تقريباً لم أتعرض لهذا النقد الذي من الممكن
            أن يسبب إحباطاً للكاتب.. ويفقده الحماس للكتابة
            والتواصل ..!!

            شكراً لمجهودات حضرتك وأسلوبك الراقي

            دمت بكل خير

            فاطمة أحمـد
            التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة أحمـد; الساعة 10-05-2010, 04:09.

            تعليق

            • محمد سلطان
              أديب وكاتب
              • 18-01-2009
              • 4442

              #7
              الشاعر والناقد الجميل

              صادق حمزة منذر

              ممتن أنا لهذا الجهد الذي فرغت نفسك وأجهدتها من أجل نصوصنا .. وهذا جميل منك ويحتسب لك حتى وإن ألقيت الضوء على جزئية في الأسلوب أو تقنيات الكاتب ..

              حقيقة سعدت بروحك الطيبة هذه وحضورك الأدبي الراقي بيننا ..

              شكرا جزيلا أستاذ صادق ولعلك تبقى هكذا من آن لآخر وكل مدة تتناول أحد النصوص تشجيعا وتحفيزا لكتابنا الأعزاء ..
              وتحياتي
              صفحتي على فيس بوك
              https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

              تعليق

              • محمد الصاوى السيد حسين
                أديب وكاتب
                • 25-09-2008
                • 2803

                #8
                تحياتى البيضاء

                من جماليات هذا النص هى قدرته على أن يرتحل بالسرد عميقا إلى حيث الطفولة مكنونة فى الوجدان ، إننا أمام لغة سردية تحفز لدى المتلقى ذكريات طفولته وبرائتها ، يمكن القول إننا لسنا أمام لغة سردية تقتطع مقاطع بيضاء نقية من أيام الطفولة تقع عليها زاوية الالتقاط بل نحن هنا أمام الطفولة كما هى بأفراحها وأتراحها بأحلامها الخضر وانكساراتها التى تترك ندوبا على صفحة الروح

                - " وأتمنى لو كنت بطةأو دجاجة أو حتى كتكوتاً ؛ كنت سألف كل الترع والقنوات وأملأ حويصلتي بالتوتالمتساقط من الأشجار وأحضر لبطتي سعاد ما يملأ حويصلتها "

                ربما يمكن اعتبار هذها المونولج االآسر فى براءته ، وفى تجلياته الجمالية على مجمل السرد يمكن اعتباره أحدى الذرى الجمالية لهذا النص ، هنا نحن أمام فنية واعية بتكوين البطل العمرى خاصة وبخصوبة الخيال لديه فى هذه السن بما يجعل السرد يقتنص فى براعة هذا المونولج الذكى البارع التخييل


                - ورحت أبحث عن شعبان،فوجدته معززاً مكرماً يجلس بين هيئة التدريس، وأمامه أكواب الحلبة والينسون وتشكيلةفاخرة من البسكويت الغالي، وكل من يدخل و يخرج يرميه بالطبطبة و الهدهدة.. حتىالمدرسات كنّ يمددْنه بالحلوى وقطع الشيكولاتة والبسمات الحانية .


                ربما أجد أن هذا السياق لم يكن موفقا حيث نجد السياق العام للحدث مدرسة ريفية طلابها والعاملون فيها فقراء ككل طلاب الريف ، كيف يتناغم هذا الوضع مع أكواب وليس كوب المشروبات والبسكويت الفاخر ، ربما لو كان المشهد لاستقبال مسئول كبير قد فاجأ المدرسة لكان المشهد أكثر اتساقا من مجرد ولد تكررت خدعه وحياله كما هو ظاهر من السياق العام مما يجعل من مشهد تدليله مشهدا يتعذر تلقيه بسلاسة

                تعليق

                يعمل...
                X