[align=justify]
تنقسم القصة إلى نوعين رئيسيين
1- القصة القولية الروائية المقروءة
2- القصة الفعلية الدرامية المشاهدة
جوهر الفرق بينهما الفعل
قلنا أن القصة نوعان ، قصة قولية روائية حدثت وما حدث لا يعود إلا قولايحكى بالأخبار والتعريف , لما حدث عن طريق السمع أى الحكى المسموع ، أو بالقص المكتوب ، وهنا نصل إلى النوع الثانى من القص وهو القصة الفعلية ، والفعل من طبيعته أن يكون مشاهدا من قبل مجموعة من الناس , لأن القائم بالفعل لا يعيش بمفرده بل فى وسط أناس آخرين على الأقل المقربين منه يشاهدونه ويعرفون عنه الكثير ، والفعل من طبيعته أنه لا يحدث إلا فى الحاضر وأداة تحقيقه العمل ، والفعل فى أبسط معانيه وتعريفه هو كل ما يقوم به الشخص من عمل ومن طبيعة الإنسان أنه لا يعيش بمفرده لأنه كائن اجتماعي بطبعه ، ومن طبيعة الإنسان أن يعمل فى وسط آخرين فيصبح عمله مشاهدا من قبلهم ، أما فيما ينصرف على بعض العبادات والتى يختلى فيها المرء بربه بعيدا عن الأعين ابتغاء مرضاة الله وعبادته وحده دون رياء ولا إفصاح فإن الله تبارك وتعالى يراه ، إذن حتى العبادة الخالصة لله بعيدا عن أعين الناس فإنها مشاهدة ومرئية من الله، ومن قبل الملائكة الذين يكتبون ويسجلون هذه الأفعال التى سيعاد عرضها على الشخص نفسه يوم القيامة ساعة الحساب من الله حتى تكون الحجة والدليل عليه الذى لا يستطيع المغالطة فيهولا الكذب ولا النكران.
أدوات تحقيق الفعل الحقيقى
1-اشخصية ذات واعية (إنسان)
2-افكر مشبع بعقيدة سماوية
3-الفكرة قضية : من حال الناس الذين نريد تناولهم ؟
حال المجتمع ؟ حال الدنيا ؟ حال العالم ؟ من الأفعال المثيرة المفزعة الفاسدة التي تحدث من الناس وبهم وتكون سببا لفكرة القصة.
4- اللغة المعبرة للحوار
5-المكان الذى تدور فيه المشاهد والأحداث
6-الزمان
7- الطول المستغرق للفعل
لابد للفعل المتدفق المتطور من طول معين يتحقق فيه أشياء كثيرة وحتمية للقائم به ؛ لأن ذلك من طبيعته ، فليس هنالك فعل بدون فاعل وليس به حركة وإلا ما صار فعلا وما صار القائم به ذات واعية أو حتى غير ذلك وهذا الطول تحدده سبع وحدات ، سبعة أطوار لابد أن يمر بها الفعل حتى يكون تاما وكاملا , ويحقق ثماره المطلوبة من تغيير حتمى للقائم به تمكنه من تغيير حظ حياته من الشقاء إلى السعادة ، مما يحقق لنا إمتاعا وتعلما وعظة . والأطوار السبعة تؤثر فيه تأثيرا كبيرا ، تغير من طبيعته ومن طبيعة القائم به ، إذ لا بد أن يتسم النصف الأول من الفعل بالصعوبة البالغة والتى تجهد البطل الفاعل إجهادا كبيرا , مما تجعل حياته فى شقاء وعناء وأحزان وآلام ، ثم النصف الثانى من الفعل والذي يتسم باليسر ويبدأ بالانفراجة حيث يحدث فيه التغلب على الصعاب والأزمات والموانع والمعارضات التى حتما تقابله وتوضع فى طريقه ، ويتغلب فيه القائم بالفعل على مصارعيه ويتفوق عليهم ويحالفه الحظ من خلال بذله وجهاده غير العاديين ، مما يحيل حظ حياته إلى السعادة المتصاعدة ، حتى يصل فى النهاية ويتمكن من الحصول على حاجته ويحقق هدفه ، وينتهى بسعادة ويسر ونجاح ، عكس البداية التى تكون غالبا محزنة وصعبة وبها شىء من الفشل.
8-الأهداف
9- تقرر حقيقة عامة
10- العظة
ما الفعل المشاهد الذى يصلح لأن يكون فعلا قصصيا دراميا يشاهد ؟!
القصة لها خصوصيتها وعالمها وعلمها الذى لا يتحقق إلا من خلال ، أسس ، وقواعد، وأصول ومكونات ، وقوانين ، وشروط ، وأهداف ، وعندما يخضع الفعل المشاهد للشروط والقوانين والأسس - التى سنوضحها ونشرحها ونفندها فى موضعها بإذن الله حينها يصبح الفعل الواحد مجرد مشهد واحد أو حتى مجموعة من المشاهد للقصة الدرامية.
فهل يصلح الفعل الواحد المكون من مجموعة معدودة من المشاهد يحكمها ويحددها هذا الفعل الواحد تصلح لأن تكون قصة فعلية درامية تصنع ويحولها مخرج إلى قصة فنية تشاهد ؟ بالطبع .. لا 0 ولو قصدنا بكلمة فعل وحملناه على أنه جمع أى جملة ما يقوم به الشخص منذ مولده ، عندما يصرخ الصرخة الأولى إبان خروجه من بطن أمه إلى براح الدنيا المشاهدةحتى مماته ، يكون فعلا تاما كاملا يصلح لأن يكون قصة فعلية درامية بالطبع لا أيضا؛ لأن القصة الفعلية الدرامية لها خصوصيتها وطبيعتها والفعل فيها لا يتحقق إلا عندما تكون الشخصية ذات واعية تملك الاختيار والتفضيل، ولها حاجة تريد الحصول عليها ، ولها هدف تريد تحقيقه وتحدده من البداية ، حينها يكون ذلك بداية الفعل الدرامى ، وآية ذلك ما يستحق أن يكون فعلا حقيقيا من نقطة بداية ينطلق منها البطل على تحقيق ما يريده وما يهدف إليه ثم يسير فى طريق يقطع فيه سبع محطات لابد أن يقطعها حتى يصل إلى تحقيق ما كان يصبو إليه من حاجة وهدف وتكون تلك النهاية .
طبيعة الفعل المشاهد الدرامى أن يكون قضية أو إشكالية أو تأزما من شأنه أن يشدنا بمجموعة الروابط التى سبق تناولها , والتى تعتمد على العواطف والمشاعر والأحاسيس والغرائز وغيرها ، التى تربطنا بما نشاهده ويؤثر فينا تأثيرا كبيرا .
والعنوان الظاهر بوضوح وجلاء لما نهدف إليه من تعريف الفعل الواحد المشاهد والذي لا يكفى ملء مساحة القصة المفروض لها طول معين معقول , يحقق الإمتاع والتسلية والتسرية على النفس ويعالج الضمائر ويطهر القلوب ويكون عبرة وعظة للعقول ،
آية ذلك هذا المشهد من الأمر الرباني من الله يخص الزانية والزانى هذا هو الفعل الدرامي الواحد - سواء كان مشهدا واحدا أو مجموعة من المشاهد - المطلوب لبناء القصة الفعلية المشاهدة ، هذا مشهد كامل تام وله بداية وعقدة وحل ، ولكنه لا يكفى أن يكون قصة لها طول تحقق الإمتاع منه ،ولو وضعناه فى مشاهد القصة سيكون مشهدا من أهم مشاهدها، وهذا الفعل تنفذه دولة مثل السعودية وربما غيرها.
ولو أردنا الوقوف على حقيقة هذا المشهد ووضعناه فى سياق قصة درامية فعلية لا يكون إلا مشهد النهاية لقصة مأساة سوداء بطلها من أصحاب النفس الأمارة بالسوء ارتكبا الزلة وهما قاصدان وعامدان ومتعمدان , فلذلك حق عليهما العقاب ، كما قطعا بداخلنا نحن المشاهدين أى عطف أو شفقة أو خوف أو رحمة أو رأفة أو تضرع لله من أجليهما ؛ لأنهما ارتكبا الزلة بإرادتهما الحرة فاستحقا العقاب ، وهى نهاية مأساة مؤلمة محزنة مفجعة لهما ، مفرحة سارة لنا نحن المشاهدين ؛ لأن الظالمين والمعتدين والمستبدين والخارجين عن طاعة الله والفاسدين للمجتمع وللناس ، قد تحقق فيهما عدل الله ، وأخذا عقابهما الذى يستحقون. ويكون عبرة وعظة لنا نحن المشاهدين بإثارة الخوف والترهيب لنا حتى نتجنب الوقوع فى مثل هذا الفعل المشين ، وتشنيعًا وزجرًا وإهانة وعظة واعتبارًا للذين ارتكبوا الفعل نفسه. وثبت فى السنة المطهرة بحكم آخر مضاف وهو التغريب لمدة عام عن المكان الذى كانا يعيشان فيه. هذا المشهد يعتبر لبنة من لبنات بناء القصة ومشهدا من مشاهدها.
قد بينا مقصدنا من الفعل سواء حملناهعلى محمل الجمع أى أن القصة تتكون من أفعال ومن مشاهد تشاهد، أو حملناه ووضحناه على محمل الفعل المفرد الواحد حتى نبين أن الفعل الواحد مشهد واحد ولو تعداه إلى أكثر من تقطيعه فتكون البداية مشهدا ، ثم الانتقال إلى مكان آخر بمشهد آخر لا يخص هذا الفعل ولكنه من مشاهد القصة ، ثم العودة لمشهد العقدة من ذلك المشهد ، ثم القطع إلى غيره ، والعودة إلي مشهد الحل فإنهم فى النهاية يسمون مشهدا واحدا تاما كاملا سواء كان متواصلا أو متقطعا.
وما سنتبعه ونسير عليه حتى نتجنب الغلظة فسنقصد بالفعل الجمع لا المفرد ويصبح تعريف القصة الدراميةأنها فعل مشاهد، تام ، وكامل وعظيم ، وواقعى ، ومتحقق.
الفعل التام
ما يتوجب عليه قطع وتخطى سبعة أطوار بعمل جاد للقائم به تمكنه من الحصول على حاجته وتحقيق هدفه الحتمى ، سر وجود ونشوء الفعل نفسه الذى يضفى عليه النبل والعظم والاحترام والتقدير والتوقير وهى : بداية ، وابتلاء ، وزلة ، وعقدة ، وانفراجة ، وتعرف ، ونهاية .
الفعل التام المكون من البداية التي لا يسبقها شيء ولكن يتبعها شىء آخر يبنى عليها أو تكون مسببة له بالضرورة ، و الابتلاء ما يسبقه شىء يكون هو نتيجة له ويعقبه شىء آخر ينتج عنه بالضرورة لا رفاهية ، والزلة تنشئ تأزما و تتولد من شىء يسبقها ، وتعقد شيئا يلحقها ، و العقدة تكون نتيجة لأحداث تسبقها بالحتمية ، ويتبعها شىء آخر بالضرورة ، وتكون الانفراجة لشيء قبلها يكسره وتسهله لما بعدها حتمى الحدوث ، ويكون التعرف ويبنى على شىء قبله مأزوم أشد تأزم ومجهول إلى شىء ميسر معلوم وعادة يكون بين الشخوص ، والنهاية التى تكون لأشياء قبلها ولا يتبعها شىء بالضرورة الحتمية ، فقد ولى زمن النهايات المفتوحة ، فإن لم يكن المؤلف بارعا فى وضع النهايات وحل ما يطرحه من مشكلات ، فمن الذي سيحل أو له القدرة على الحل ؟! إذا كان المؤلف لا يعرف حل ما عقده ، فنحن لسنا بصدد فزورة ولا يجب أن تكون كذلك على الإطلاق ، وكيف يبدأ القصة إذا كان لا يعرف النهاية ، إن النهاية تكتب فى ورق منفصل ، قبل أن يبدأ فى كتابة القصة نفسها ، إذ كيف تستقل قطارا وأنت لا تعرف إلى أى الأماكن أو المدن تذهب ، هل نعرف نحن؟
الفعل الكامل
ما يستوفى قوانينه الملزمة بسبعة أطوار تسمح بتغير حال القائم به من حال إلى حال ، من الضعف إلى القوة ، من العسر إلى اليسر ، من الحزن إلى الفرح ، وانقلاب من حالة إلى عكسها ، من الجهل إلى العلم ، ومن الكراهية إلى الحب ، ومن الفشل إلى النجاح ، ومن الزلة إلى التوبة ، ومن الامتحان إلى النتيجة [ وهم من خصائص الفعل المأسملهاة ]
الفعل الممتع
ما له طول يستغرق عمله وقتا طويلا متغيرا مشمولا بغموض وإثارة وتشويق وإبهار ، ومجمل بمجموعة من الجماليات للشخوص القائمة به ، والأمكنة التى يجرى فيها ، من خلال مشاهد متتالية تفصح وتكشف عن مضمون القصة جزءا جزءا مما يحقق الغاية منه بإحداث الإمتاع ،الذى يراوح فيه القائم بالفعل الصعب الشاق الذى يريد أن يحصل على حاجته ويحقق هدفه ، من البداية التى تكون نية ومقصدا القائم بالفعل ومن أجله يفعل ويعمل ، إلى الحد الذى يحول فيه هذه النية إلى حقيقة بحصوله على حاجته وتحقيق هدفه وتكون النهاية ، وما بين النية والتحقيق يقطع البطل رحلة شاقة وطريقا صعبا غير ممهد على الإطلاق ، يراوح فيه ويتقلب ما بين الحزن والفرح ، ومن العسر إلى اليسر ، ومن الغموض إلى الوضوح ، ومن المستحيل إلى الممكن ، ومن غير المتوقع إلى المتوقع ، ومن التمهيد إلى المواجهة ، ومن اللين إلى الشدة ، ومن العجز إلى المقدرة ، ومن الشقاء إلى السعادة 0 فى فترات زمنية تسمح بكل هذه المراوحة بين الأفعال ونتيجتها الحتمية أوالمحتملة ، وهو مبعث الإقناع والإمتاع والتصديق والتعليم ، مع المحافظة على عدم الإسراف فى الطول غير العادى حتى يستطيع العقل إدراكه وفهمه واستيعابه , ليعينه على التعلم بما جاء به من فكر وفلسفة ونصح تغلفه الأفعال المتواصلة ، ويحقق أكبر قدر من التسلية والتسرية والتعلم والعظة .
الفعل العظيم
هو القضية الكبرى التى يتناولها المؤلف ويريد طرحها ليفندها ويعريها ويكشف خللها ، ويصوغ حلولها من خلال عقيدته ومعتقده ، هو الرسالة التى يجب على البطل أن يحققها ، من خلال الحاجة المطلوبة له والتى يسعى لتحقيقها ويحصل عليها فى نهاية القصة ، وكذلك يحقق الهدف الذى من أجله يفعل منذ البداية ، والذي يحققه هو البطل لأنه حاجته هو وهدفه هو ، ورسالة المؤلف وفلسفته ومعتقده الذى يصوغه ويدشنه لنا فى نهاية المطاف - أى القصة لنأخذ به - إن كان حسنا ، أو ينهانا عن قبيح ويرهبنا لتركه ؛ لأن الخوف هو العامل المؤثر القوى الذى يردع عقل المخ المتحرر، الذى لا تحده حدود ، ولا تردعه قوى ، غير الضغط عليه من قبل المشاعر والأحاسيس المتولدة من القلب من جراء الخوف والتهديد ، المرسلة بقوة من عقل القلب الذى ليس له سيطرة تامة كاملة على عقل المخ ، إلا من خلال الترهيب والتخويف والتهديد التى تجبر عقل المخ على الاستجابة اتقاء العقاب المتخيل بالقياس ، فيحدث وينتج ويحقق الأمن الذى يشفى الفؤاد.
الفعل الواقعي :
يتحقق فى مكان وزمان ما بشخوصيعملون على سطح الأرض بما تشملها ، أو فى الفضاء ، شرط الإقناع والمعقولية ، بفعل حقيقى تماما يقوم به ممثلون مهرة يجيدونه تمام الإجادة ، وهو مناط الواقعية التامة ، لأن الفاعلين أناس حقيقيون ، وما داموا يستطيعون فعله فهذه هى الواقعية المرجوة التامة العظيمة ، وحتى فى مشاهد الإبهار الذى لا غنى لأى قصة عنه ، والمبنى على المستحيل الذى سيكون ممكنا لمقدرة البطل على تحققه ببذل مجهود غير عادى ، وإلا لماذا نتوجه بطلا؟ّّ!! ، وتنفيذه من مخرج لديه الإمكانية والخيال الخصب لتنفيذ المستحيل إلى ممكن ، ولا يعدو أن يكون ذلك فكرا يضاف إلى فكر المؤلف ، لأن الفكر لا يكون إلا للمؤلف فقط ، وليس من حق المخرج ولا المنتج ولا الممثل أن يتدخل فى فكر المؤلف ماداموا قبلوا واختاروا قصته التى هى فكرته الخالصة ، وهبوا يصنعونها بحرفية ويحولون المستحيل إلى ممكن مقنع 0 ومشهد الإبهار لابد منه لأنه فرض على المؤلف ليحملنا نحن على الصلاة على الأنبياء ، وهذا ليس رفاهية من المؤلف أو المخرج أو أى واحد آخر بل هو شرط من شروط القصة ؛ لأنه يجعلنا نؤدي نوعا من العبادة نثاب عليها ونحن نشاهد عملهم مما يشعرنا بنوع من الراحة المخلصة من تأنيب الضمير أننا نضيع وقتنا وننصرف عن العبادة .
الفعل المتحقق :
يأتي من خلال المخرج والمنتج والممثلين والفنيين الذين يقومون بالفعل بتنفيذ عملى لمشاهد القصة، سواء كان بعرض مباشر مثل المسرح، أوعرضغير مباشر مثل السينما والتليفزيون، شرط المشاهدة من قبل مجموعة منا نحن المشاهدين.
تعريف القصة الفعلية الدرامية المشاهدة
هوعمل فعلى جاد عظيم تام مشاهد من مجموعة من الناس ، لفعل حقيقى يرى رؤيا العين وسمع الأذن بأدوات من مشاعر وأحاسيس وعواطف وغرائز وفطرة تربط بين القائم بالفعل والمشاهد له ، سواء كانت المشاهدة مباشرة ( مسرحا ) أو غير مباشرة ( سينما وتليفزيون )والفعل يقوم به شخص عظيم ونبيل ، يعمل عملا بديعا طيبا مؤثرا مشوقا مثيرا مقنعا ، أو مرعبا مفزعا مخيفا ، له حاجة جليلة عظيمة يريد الحصول عليها،وهدف سام كبير يريد تحقيقه ، ويحدده من البداية ، بفكر من عقيدة سماوية رفيعة، وبلغة بديعة ، ويكشف عن فكرة رائعة من فساد وضلال وانحراف فى أحوال الناس ودنياهم ؛ ليعالجها ويحذر منها ويوضحها ، ويرغب إلى خير وإيمان وصلاح ، ليغير حال الناس من الشقاء إلى السعادة ، ومن الفساد إلى الصلاح 0 وبما أن الشيطان للإنسان عدو مبين ؛ فإنه لابد أن يواجهه نوع من الصراع ، إن لم يكن من الشيطان فإنه من أعوانه من الإنس ، ومن آخرين لهم حاجاتهم وأهدافهم ورسالتهم الوضيعة من فكر مضلل فاسد ، من الممكن أن يوقع به أو يعطله عن طريقه ويضع أمامه العراقيل والعقد التى تصعب عليه عمله0 فيكذبونه ويضطهدونه ويتصادمون معه ، و يقفون له بالمرصاد ويحاربونه بكل أنواع الحيل ، ويصمم على توصيل رسالته والحصول على حاجته ، وتحقيق هدفه ، فيلجأ إلى التحذير والتنبيه بترهيب وترغيب، ولكنه يلقى المواجهة والمصارعة القوية ، وهو يواجههم بقوة وبسالة 0 ويحاول تلمس طريقه الذى لا يحيد عنه ، ويمتحن فى قوته وإيمانه وتمسكه بفكرته وهدفه فيختبر ويكون الابتلاء عظيما ، فيوقعون به فعلا و يجبرونه على تغيير مسار خط سيره الصحيح الذي حدده من البداية إلى اتجاه آخر مرغم عليه0 وبصبره وعزيمته وإيمانه واحتماله يحاول أن ينجح فى دحر الابتلاء0 ويواصل طريقه بقوة فيقفون له بالمرصاد ويهددون حياته بالقتل , فنخاف عليه ويسدون أمامه كل الطرق ويحاربونه بكل الأدوات والوسائل فى نفسه وشخصه ، أو فى عرضه وشرفه ، وأقرب الناس إليه - فنشفق عليه - ليمنعوه حاجته ويقضون على هدفه ، وتتأزم أمامه الحلول ، ويصعب أمامه الطرق إلى أعقد وأصعب درجة ، تجعله لا يعرف لها مخرجا ولا حلا ويغيم الطريق أمامه ، أو يتسرع ولا يحسب حساباته جيدا ، أو يأخذ برأي بطانته أو معارفه أو أصدقائه ، فيأتي بزلة غير مقصودة منه ، أو تكون من واحد من المقربين له ، لا بنية سيئة ولا بمعصية سواء منه أو من المقربين ، بل لحرصه على حاجته وتحقيق هدفه ، فتحيق به معاناة شديدة وآلام عظيمة يرزح تحت وطأتها فترة من الزمن - فنعطف عليه ونأسى له - وهو يحاول أن يتجاوز هذه الزلة ويتوب إلى الله ويستغفره ، ولكنهم يشددون عليه الحصار ويسدون أمامه كل الطرق0 ويوقعون به ويضعونه فى أزمة أخرى أشد وأقوى ، ويحاول التغلب عليها والخروج منها منتصرا فينازعهم وينازلهم ويحاول دفع الأذى عن نفسه ولكن بدون فائدة ولا جدوى ، ويُحكمون عليه الحصار ويسدون أمامه كل الطرق ، فتتعقد أمامه كل الحلول وتكون العقدة فيجد أمامه عقبة كبرى مستحكمة ما لها من قرار ولا حل ، يحاول التغلب عليها والخروج منها ، فيستعمل كل أدواته وما يملك من علم وخبرة وحيلة ودهاء ومكر، يحاول التغلب عليها ، ويرفع عن نفسه الآلام والمعاناة ، ويسبر أغوار تلك العقدة فلا يستطيع سبر أغوارها بمفرده ، فيلجأ إلى الله ويتضرع ويتذلل له ويرجع الفضل إليه الذي بيده كل شىء - فنشاركه حيرته ونتضرع لله له ، ويذكر الأنبياء – فنصلى عليهم - فيستجيب الله له وتحدث الانفراجة يفرج عنه ويهيئ له الأسباب ، التى تسوق له قبسا من انفراجة ، بفعل مبهر يقع فجأة بعيدا عنه يكون له دخل و أمل فيه – فنستبشر خيرا- فيستغله ؛ لأن حله يتوقف على مشاركته ، فلا يتقاعس ويبذل كل ما فى وسعه وينجح ، ويذكر الأنبياء – فنصلى عليهم - ويكون سببا يعود به إلى تلمس خط سيره الصحيح ، فيبدأ يجابه ويحاول التغلب على الصعاب ويفك خيوط العقدة ، ويسبر الكثير من أغوارها ويحصل على حاجته ، وييسر الله له بتعرف على شخص أو شخوص يعاونونه جل المعاونة ، فيحقق هدفه ، ويقر رأيا صالحا عاما فنتعظ منه ونتعلم ، ويبين حقيقة عامة ، وتكون النهاية كذلك سعيدة فتفرحنا .
[/align]
تنقسم القصة إلى نوعين رئيسيين
1- القصة القولية الروائية المقروءة
2- القصة الفعلية الدرامية المشاهدة
جوهر الفرق بينهما الفعل
قلنا أن القصة نوعان ، قصة قولية روائية حدثت وما حدث لا يعود إلا قولايحكى بالأخبار والتعريف , لما حدث عن طريق السمع أى الحكى المسموع ، أو بالقص المكتوب ، وهنا نصل إلى النوع الثانى من القص وهو القصة الفعلية ، والفعل من طبيعته أن يكون مشاهدا من قبل مجموعة من الناس , لأن القائم بالفعل لا يعيش بمفرده بل فى وسط أناس آخرين على الأقل المقربين منه يشاهدونه ويعرفون عنه الكثير ، والفعل من طبيعته أنه لا يحدث إلا فى الحاضر وأداة تحقيقه العمل ، والفعل فى أبسط معانيه وتعريفه هو كل ما يقوم به الشخص من عمل ومن طبيعة الإنسان أنه لا يعيش بمفرده لأنه كائن اجتماعي بطبعه ، ومن طبيعة الإنسان أن يعمل فى وسط آخرين فيصبح عمله مشاهدا من قبلهم ، أما فيما ينصرف على بعض العبادات والتى يختلى فيها المرء بربه بعيدا عن الأعين ابتغاء مرضاة الله وعبادته وحده دون رياء ولا إفصاح فإن الله تبارك وتعالى يراه ، إذن حتى العبادة الخالصة لله بعيدا عن أعين الناس فإنها مشاهدة ومرئية من الله، ومن قبل الملائكة الذين يكتبون ويسجلون هذه الأفعال التى سيعاد عرضها على الشخص نفسه يوم القيامة ساعة الحساب من الله حتى تكون الحجة والدليل عليه الذى لا يستطيع المغالطة فيهولا الكذب ولا النكران.
أدوات تحقيق الفعل الحقيقى
1-اشخصية ذات واعية (إنسان)
2-افكر مشبع بعقيدة سماوية
3-الفكرة قضية : من حال الناس الذين نريد تناولهم ؟
حال المجتمع ؟ حال الدنيا ؟ حال العالم ؟ من الأفعال المثيرة المفزعة الفاسدة التي تحدث من الناس وبهم وتكون سببا لفكرة القصة.
4- اللغة المعبرة للحوار
5-المكان الذى تدور فيه المشاهد والأحداث
6-الزمان
7- الطول المستغرق للفعل
لابد للفعل المتدفق المتطور من طول معين يتحقق فيه أشياء كثيرة وحتمية للقائم به ؛ لأن ذلك من طبيعته ، فليس هنالك فعل بدون فاعل وليس به حركة وإلا ما صار فعلا وما صار القائم به ذات واعية أو حتى غير ذلك وهذا الطول تحدده سبع وحدات ، سبعة أطوار لابد أن يمر بها الفعل حتى يكون تاما وكاملا , ويحقق ثماره المطلوبة من تغيير حتمى للقائم به تمكنه من تغيير حظ حياته من الشقاء إلى السعادة ، مما يحقق لنا إمتاعا وتعلما وعظة . والأطوار السبعة تؤثر فيه تأثيرا كبيرا ، تغير من طبيعته ومن طبيعة القائم به ، إذ لا بد أن يتسم النصف الأول من الفعل بالصعوبة البالغة والتى تجهد البطل الفاعل إجهادا كبيرا , مما تجعل حياته فى شقاء وعناء وأحزان وآلام ، ثم النصف الثانى من الفعل والذي يتسم باليسر ويبدأ بالانفراجة حيث يحدث فيه التغلب على الصعاب والأزمات والموانع والمعارضات التى حتما تقابله وتوضع فى طريقه ، ويتغلب فيه القائم بالفعل على مصارعيه ويتفوق عليهم ويحالفه الحظ من خلال بذله وجهاده غير العاديين ، مما يحيل حظ حياته إلى السعادة المتصاعدة ، حتى يصل فى النهاية ويتمكن من الحصول على حاجته ويحقق هدفه ، وينتهى بسعادة ويسر ونجاح ، عكس البداية التى تكون غالبا محزنة وصعبة وبها شىء من الفشل.
8-الأهداف
9- تقرر حقيقة عامة
10- العظة
ما الفعل المشاهد الذى يصلح لأن يكون فعلا قصصيا دراميا يشاهد ؟!
القصة لها خصوصيتها وعالمها وعلمها الذى لا يتحقق إلا من خلال ، أسس ، وقواعد، وأصول ومكونات ، وقوانين ، وشروط ، وأهداف ، وعندما يخضع الفعل المشاهد للشروط والقوانين والأسس - التى سنوضحها ونشرحها ونفندها فى موضعها بإذن الله حينها يصبح الفعل الواحد مجرد مشهد واحد أو حتى مجموعة من المشاهد للقصة الدرامية.
فهل يصلح الفعل الواحد المكون من مجموعة معدودة من المشاهد يحكمها ويحددها هذا الفعل الواحد تصلح لأن تكون قصة فعلية درامية تصنع ويحولها مخرج إلى قصة فنية تشاهد ؟ بالطبع .. لا 0 ولو قصدنا بكلمة فعل وحملناه على أنه جمع أى جملة ما يقوم به الشخص منذ مولده ، عندما يصرخ الصرخة الأولى إبان خروجه من بطن أمه إلى براح الدنيا المشاهدةحتى مماته ، يكون فعلا تاما كاملا يصلح لأن يكون قصة فعلية درامية بالطبع لا أيضا؛ لأن القصة الفعلية الدرامية لها خصوصيتها وطبيعتها والفعل فيها لا يتحقق إلا عندما تكون الشخصية ذات واعية تملك الاختيار والتفضيل، ولها حاجة تريد الحصول عليها ، ولها هدف تريد تحقيقه وتحدده من البداية ، حينها يكون ذلك بداية الفعل الدرامى ، وآية ذلك ما يستحق أن يكون فعلا حقيقيا من نقطة بداية ينطلق منها البطل على تحقيق ما يريده وما يهدف إليه ثم يسير فى طريق يقطع فيه سبع محطات لابد أن يقطعها حتى يصل إلى تحقيق ما كان يصبو إليه من حاجة وهدف وتكون تلك النهاية .
طبيعة الفعل المشاهد الدرامى أن يكون قضية أو إشكالية أو تأزما من شأنه أن يشدنا بمجموعة الروابط التى سبق تناولها , والتى تعتمد على العواطف والمشاعر والأحاسيس والغرائز وغيرها ، التى تربطنا بما نشاهده ويؤثر فينا تأثيرا كبيرا .
والعنوان الظاهر بوضوح وجلاء لما نهدف إليه من تعريف الفعل الواحد المشاهد والذي لا يكفى ملء مساحة القصة المفروض لها طول معين معقول , يحقق الإمتاع والتسلية والتسرية على النفس ويعالج الضمائر ويطهر القلوب ويكون عبرة وعظة للعقول ،
آية ذلك هذا المشهد من الأمر الرباني من الله يخص الزانية والزانى هذا هو الفعل الدرامي الواحد - سواء كان مشهدا واحدا أو مجموعة من المشاهد - المطلوب لبناء القصة الفعلية المشاهدة ، هذا مشهد كامل تام وله بداية وعقدة وحل ، ولكنه لا يكفى أن يكون قصة لها طول تحقق الإمتاع منه ،ولو وضعناه فى مشاهد القصة سيكون مشهدا من أهم مشاهدها، وهذا الفعل تنفذه دولة مثل السعودية وربما غيرها.
ولو أردنا الوقوف على حقيقة هذا المشهد ووضعناه فى سياق قصة درامية فعلية لا يكون إلا مشهد النهاية لقصة مأساة سوداء بطلها من أصحاب النفس الأمارة بالسوء ارتكبا الزلة وهما قاصدان وعامدان ومتعمدان , فلذلك حق عليهما العقاب ، كما قطعا بداخلنا نحن المشاهدين أى عطف أو شفقة أو خوف أو رحمة أو رأفة أو تضرع لله من أجليهما ؛ لأنهما ارتكبا الزلة بإرادتهما الحرة فاستحقا العقاب ، وهى نهاية مأساة مؤلمة محزنة مفجعة لهما ، مفرحة سارة لنا نحن المشاهدين ؛ لأن الظالمين والمعتدين والمستبدين والخارجين عن طاعة الله والفاسدين للمجتمع وللناس ، قد تحقق فيهما عدل الله ، وأخذا عقابهما الذى يستحقون. ويكون عبرة وعظة لنا نحن المشاهدين بإثارة الخوف والترهيب لنا حتى نتجنب الوقوع فى مثل هذا الفعل المشين ، وتشنيعًا وزجرًا وإهانة وعظة واعتبارًا للذين ارتكبوا الفعل نفسه. وثبت فى السنة المطهرة بحكم آخر مضاف وهو التغريب لمدة عام عن المكان الذى كانا يعيشان فيه. هذا المشهد يعتبر لبنة من لبنات بناء القصة ومشهدا من مشاهدها.
قد بينا مقصدنا من الفعل سواء حملناهعلى محمل الجمع أى أن القصة تتكون من أفعال ومن مشاهد تشاهد، أو حملناه ووضحناه على محمل الفعل المفرد الواحد حتى نبين أن الفعل الواحد مشهد واحد ولو تعداه إلى أكثر من تقطيعه فتكون البداية مشهدا ، ثم الانتقال إلى مكان آخر بمشهد آخر لا يخص هذا الفعل ولكنه من مشاهد القصة ، ثم العودة لمشهد العقدة من ذلك المشهد ، ثم القطع إلى غيره ، والعودة إلي مشهد الحل فإنهم فى النهاية يسمون مشهدا واحدا تاما كاملا سواء كان متواصلا أو متقطعا.
وما سنتبعه ونسير عليه حتى نتجنب الغلظة فسنقصد بالفعل الجمع لا المفرد ويصبح تعريف القصة الدراميةأنها فعل مشاهد، تام ، وكامل وعظيم ، وواقعى ، ومتحقق.
الفعل التام
ما يتوجب عليه قطع وتخطى سبعة أطوار بعمل جاد للقائم به تمكنه من الحصول على حاجته وتحقيق هدفه الحتمى ، سر وجود ونشوء الفعل نفسه الذى يضفى عليه النبل والعظم والاحترام والتقدير والتوقير وهى : بداية ، وابتلاء ، وزلة ، وعقدة ، وانفراجة ، وتعرف ، ونهاية .
الفعل التام المكون من البداية التي لا يسبقها شيء ولكن يتبعها شىء آخر يبنى عليها أو تكون مسببة له بالضرورة ، و الابتلاء ما يسبقه شىء يكون هو نتيجة له ويعقبه شىء آخر ينتج عنه بالضرورة لا رفاهية ، والزلة تنشئ تأزما و تتولد من شىء يسبقها ، وتعقد شيئا يلحقها ، و العقدة تكون نتيجة لأحداث تسبقها بالحتمية ، ويتبعها شىء آخر بالضرورة ، وتكون الانفراجة لشيء قبلها يكسره وتسهله لما بعدها حتمى الحدوث ، ويكون التعرف ويبنى على شىء قبله مأزوم أشد تأزم ومجهول إلى شىء ميسر معلوم وعادة يكون بين الشخوص ، والنهاية التى تكون لأشياء قبلها ولا يتبعها شىء بالضرورة الحتمية ، فقد ولى زمن النهايات المفتوحة ، فإن لم يكن المؤلف بارعا فى وضع النهايات وحل ما يطرحه من مشكلات ، فمن الذي سيحل أو له القدرة على الحل ؟! إذا كان المؤلف لا يعرف حل ما عقده ، فنحن لسنا بصدد فزورة ولا يجب أن تكون كذلك على الإطلاق ، وكيف يبدأ القصة إذا كان لا يعرف النهاية ، إن النهاية تكتب فى ورق منفصل ، قبل أن يبدأ فى كتابة القصة نفسها ، إذ كيف تستقل قطارا وأنت لا تعرف إلى أى الأماكن أو المدن تذهب ، هل نعرف نحن؟
الفعل الكامل
ما يستوفى قوانينه الملزمة بسبعة أطوار تسمح بتغير حال القائم به من حال إلى حال ، من الضعف إلى القوة ، من العسر إلى اليسر ، من الحزن إلى الفرح ، وانقلاب من حالة إلى عكسها ، من الجهل إلى العلم ، ومن الكراهية إلى الحب ، ومن الفشل إلى النجاح ، ومن الزلة إلى التوبة ، ومن الامتحان إلى النتيجة [ وهم من خصائص الفعل المأسملهاة ]
الفعل الممتع
ما له طول يستغرق عمله وقتا طويلا متغيرا مشمولا بغموض وإثارة وتشويق وإبهار ، ومجمل بمجموعة من الجماليات للشخوص القائمة به ، والأمكنة التى يجرى فيها ، من خلال مشاهد متتالية تفصح وتكشف عن مضمون القصة جزءا جزءا مما يحقق الغاية منه بإحداث الإمتاع ،الذى يراوح فيه القائم بالفعل الصعب الشاق الذى يريد أن يحصل على حاجته ويحقق هدفه ، من البداية التى تكون نية ومقصدا القائم بالفعل ومن أجله يفعل ويعمل ، إلى الحد الذى يحول فيه هذه النية إلى حقيقة بحصوله على حاجته وتحقيق هدفه وتكون النهاية ، وما بين النية والتحقيق يقطع البطل رحلة شاقة وطريقا صعبا غير ممهد على الإطلاق ، يراوح فيه ويتقلب ما بين الحزن والفرح ، ومن العسر إلى اليسر ، ومن الغموض إلى الوضوح ، ومن المستحيل إلى الممكن ، ومن غير المتوقع إلى المتوقع ، ومن التمهيد إلى المواجهة ، ومن اللين إلى الشدة ، ومن العجز إلى المقدرة ، ومن الشقاء إلى السعادة 0 فى فترات زمنية تسمح بكل هذه المراوحة بين الأفعال ونتيجتها الحتمية أوالمحتملة ، وهو مبعث الإقناع والإمتاع والتصديق والتعليم ، مع المحافظة على عدم الإسراف فى الطول غير العادى حتى يستطيع العقل إدراكه وفهمه واستيعابه , ليعينه على التعلم بما جاء به من فكر وفلسفة ونصح تغلفه الأفعال المتواصلة ، ويحقق أكبر قدر من التسلية والتسرية والتعلم والعظة .
الفعل العظيم
هو القضية الكبرى التى يتناولها المؤلف ويريد طرحها ليفندها ويعريها ويكشف خللها ، ويصوغ حلولها من خلال عقيدته ومعتقده ، هو الرسالة التى يجب على البطل أن يحققها ، من خلال الحاجة المطلوبة له والتى يسعى لتحقيقها ويحصل عليها فى نهاية القصة ، وكذلك يحقق الهدف الذى من أجله يفعل منذ البداية ، والذي يحققه هو البطل لأنه حاجته هو وهدفه هو ، ورسالة المؤلف وفلسفته ومعتقده الذى يصوغه ويدشنه لنا فى نهاية المطاف - أى القصة لنأخذ به - إن كان حسنا ، أو ينهانا عن قبيح ويرهبنا لتركه ؛ لأن الخوف هو العامل المؤثر القوى الذى يردع عقل المخ المتحرر، الذى لا تحده حدود ، ولا تردعه قوى ، غير الضغط عليه من قبل المشاعر والأحاسيس المتولدة من القلب من جراء الخوف والتهديد ، المرسلة بقوة من عقل القلب الذى ليس له سيطرة تامة كاملة على عقل المخ ، إلا من خلال الترهيب والتخويف والتهديد التى تجبر عقل المخ على الاستجابة اتقاء العقاب المتخيل بالقياس ، فيحدث وينتج ويحقق الأمن الذى يشفى الفؤاد.
الفعل الواقعي :
يتحقق فى مكان وزمان ما بشخوصيعملون على سطح الأرض بما تشملها ، أو فى الفضاء ، شرط الإقناع والمعقولية ، بفعل حقيقى تماما يقوم به ممثلون مهرة يجيدونه تمام الإجادة ، وهو مناط الواقعية التامة ، لأن الفاعلين أناس حقيقيون ، وما داموا يستطيعون فعله فهذه هى الواقعية المرجوة التامة العظيمة ، وحتى فى مشاهد الإبهار الذى لا غنى لأى قصة عنه ، والمبنى على المستحيل الذى سيكون ممكنا لمقدرة البطل على تحققه ببذل مجهود غير عادى ، وإلا لماذا نتوجه بطلا؟ّّ!! ، وتنفيذه من مخرج لديه الإمكانية والخيال الخصب لتنفيذ المستحيل إلى ممكن ، ولا يعدو أن يكون ذلك فكرا يضاف إلى فكر المؤلف ، لأن الفكر لا يكون إلا للمؤلف فقط ، وليس من حق المخرج ولا المنتج ولا الممثل أن يتدخل فى فكر المؤلف ماداموا قبلوا واختاروا قصته التى هى فكرته الخالصة ، وهبوا يصنعونها بحرفية ويحولون المستحيل إلى ممكن مقنع 0 ومشهد الإبهار لابد منه لأنه فرض على المؤلف ليحملنا نحن على الصلاة على الأنبياء ، وهذا ليس رفاهية من المؤلف أو المخرج أو أى واحد آخر بل هو شرط من شروط القصة ؛ لأنه يجعلنا نؤدي نوعا من العبادة نثاب عليها ونحن نشاهد عملهم مما يشعرنا بنوع من الراحة المخلصة من تأنيب الضمير أننا نضيع وقتنا وننصرف عن العبادة .
الفعل المتحقق :
يأتي من خلال المخرج والمنتج والممثلين والفنيين الذين يقومون بالفعل بتنفيذ عملى لمشاهد القصة، سواء كان بعرض مباشر مثل المسرح، أوعرضغير مباشر مثل السينما والتليفزيون، شرط المشاهدة من قبل مجموعة منا نحن المشاهدين.
تعريف القصة الفعلية الدرامية المشاهدة
هوعمل فعلى جاد عظيم تام مشاهد من مجموعة من الناس ، لفعل حقيقى يرى رؤيا العين وسمع الأذن بأدوات من مشاعر وأحاسيس وعواطف وغرائز وفطرة تربط بين القائم بالفعل والمشاهد له ، سواء كانت المشاهدة مباشرة ( مسرحا ) أو غير مباشرة ( سينما وتليفزيون )والفعل يقوم به شخص عظيم ونبيل ، يعمل عملا بديعا طيبا مؤثرا مشوقا مثيرا مقنعا ، أو مرعبا مفزعا مخيفا ، له حاجة جليلة عظيمة يريد الحصول عليها،وهدف سام كبير يريد تحقيقه ، ويحدده من البداية ، بفكر من عقيدة سماوية رفيعة، وبلغة بديعة ، ويكشف عن فكرة رائعة من فساد وضلال وانحراف فى أحوال الناس ودنياهم ؛ ليعالجها ويحذر منها ويوضحها ، ويرغب إلى خير وإيمان وصلاح ، ليغير حال الناس من الشقاء إلى السعادة ، ومن الفساد إلى الصلاح 0 وبما أن الشيطان للإنسان عدو مبين ؛ فإنه لابد أن يواجهه نوع من الصراع ، إن لم يكن من الشيطان فإنه من أعوانه من الإنس ، ومن آخرين لهم حاجاتهم وأهدافهم ورسالتهم الوضيعة من فكر مضلل فاسد ، من الممكن أن يوقع به أو يعطله عن طريقه ويضع أمامه العراقيل والعقد التى تصعب عليه عمله0 فيكذبونه ويضطهدونه ويتصادمون معه ، و يقفون له بالمرصاد ويحاربونه بكل أنواع الحيل ، ويصمم على توصيل رسالته والحصول على حاجته ، وتحقيق هدفه ، فيلجأ إلى التحذير والتنبيه بترهيب وترغيب، ولكنه يلقى المواجهة والمصارعة القوية ، وهو يواجههم بقوة وبسالة 0 ويحاول تلمس طريقه الذى لا يحيد عنه ، ويمتحن فى قوته وإيمانه وتمسكه بفكرته وهدفه فيختبر ويكون الابتلاء عظيما ، فيوقعون به فعلا و يجبرونه على تغيير مسار خط سيره الصحيح الذي حدده من البداية إلى اتجاه آخر مرغم عليه0 وبصبره وعزيمته وإيمانه واحتماله يحاول أن ينجح فى دحر الابتلاء0 ويواصل طريقه بقوة فيقفون له بالمرصاد ويهددون حياته بالقتل , فنخاف عليه ويسدون أمامه كل الطرق ويحاربونه بكل الأدوات والوسائل فى نفسه وشخصه ، أو فى عرضه وشرفه ، وأقرب الناس إليه - فنشفق عليه - ليمنعوه حاجته ويقضون على هدفه ، وتتأزم أمامه الحلول ، ويصعب أمامه الطرق إلى أعقد وأصعب درجة ، تجعله لا يعرف لها مخرجا ولا حلا ويغيم الطريق أمامه ، أو يتسرع ولا يحسب حساباته جيدا ، أو يأخذ برأي بطانته أو معارفه أو أصدقائه ، فيأتي بزلة غير مقصودة منه ، أو تكون من واحد من المقربين له ، لا بنية سيئة ولا بمعصية سواء منه أو من المقربين ، بل لحرصه على حاجته وتحقيق هدفه ، فتحيق به معاناة شديدة وآلام عظيمة يرزح تحت وطأتها فترة من الزمن - فنعطف عليه ونأسى له - وهو يحاول أن يتجاوز هذه الزلة ويتوب إلى الله ويستغفره ، ولكنهم يشددون عليه الحصار ويسدون أمامه كل الطرق0 ويوقعون به ويضعونه فى أزمة أخرى أشد وأقوى ، ويحاول التغلب عليها والخروج منها منتصرا فينازعهم وينازلهم ويحاول دفع الأذى عن نفسه ولكن بدون فائدة ولا جدوى ، ويُحكمون عليه الحصار ويسدون أمامه كل الطرق ، فتتعقد أمامه كل الحلول وتكون العقدة فيجد أمامه عقبة كبرى مستحكمة ما لها من قرار ولا حل ، يحاول التغلب عليها والخروج منها ، فيستعمل كل أدواته وما يملك من علم وخبرة وحيلة ودهاء ومكر، يحاول التغلب عليها ، ويرفع عن نفسه الآلام والمعاناة ، ويسبر أغوار تلك العقدة فلا يستطيع سبر أغوارها بمفرده ، فيلجأ إلى الله ويتضرع ويتذلل له ويرجع الفضل إليه الذي بيده كل شىء - فنشاركه حيرته ونتضرع لله له ، ويذكر الأنبياء – فنصلى عليهم - فيستجيب الله له وتحدث الانفراجة يفرج عنه ويهيئ له الأسباب ، التى تسوق له قبسا من انفراجة ، بفعل مبهر يقع فجأة بعيدا عنه يكون له دخل و أمل فيه – فنستبشر خيرا- فيستغله ؛ لأن حله يتوقف على مشاركته ، فلا يتقاعس ويبذل كل ما فى وسعه وينجح ، ويذكر الأنبياء – فنصلى عليهم - ويكون سببا يعود به إلى تلمس خط سيره الصحيح ، فيبدأ يجابه ويحاول التغلب على الصعاب ويفك خيوط العقدة ، ويسبر الكثير من أغوارها ويحصل على حاجته ، وييسر الله له بتعرف على شخص أو شخوص يعاونونه جل المعاونة ، فيحقق هدفه ، ويقر رأيا صالحا عاما فنتعظ منه ونتعلم ، ويبين حقيقة عامة ، وتكون النهاية كذلك سعيدة فتفرحنا .
[/align]
تعليق