[align=center]كي لا ننسى حبّا لازال ينبض..
غرس خطواته حثيثا..والعزم يملأ مهجته...والتكبير يعلو شفته
ترك وصيّة "أن لا تنسوا أنّي عبرت يوما من هنا"
تُطلّ النظرات من شرفات المنازل المتهالكة..مشفقة
لكنّه هو من يُشفق عليها في أعماقه...
لأنه يدري...مسيرته...ومدرك تمام الإدراك إلى أين ارتحالُه؟
ودّعه الجميع ببُرودة معهودة -لأنّه كان صاحب مواقف شديدة..مشهوده-...
ظنّا منهم أنه يقصد "درسا"..!!
لو دروا حقيقة الأمر..لما أطلقوا له ثوبا
فقد كان قاصدا...حتفاً..
ولكن ليس كأيّ حتف...إنّها الجبهة كانت تناديه
ما تزال العوالم شاهدة...ولو نطقت الأرض...لقالت: :"مرحبا بالشهيد"
يالبسمة تعلو ذاك المُحيا..
يالعزّة تفرّد بها من دون قوم "آخرين"..!!
بين أب متهالك...لايكاد يطيق كلاما...أو حراكا...أو وداعا.
و دمع ساخن..وعويل صامت..وطول يكاد يتهاوى
تهوي عليه الأمّ..مناشدةً..
"رفقا بقلب أمّك يا ولدي..ألا رأفةً بكبدي"!!
يُبادرُها:"ورفقا بالأم التي أنجبتنا كلينا يا أمّي"
لا صوتَ يعلو على صوت الوطن.."هو الأذان يا أمّي يملؤني
فلا أرى أمامي إلاّ المسجد...وقد مُدت إليه الأيادي النّجسة
نداء الدين يا أمّي...أرادوا له إلغاء من مُقرّرنا
ولكن عوالم النور في الخفاء...لا تُخفي شيئا..!!
هو الجهاد يا أمّي...أرادوا له طمسا..
ولكن يأبى الله إلاّ (أن يُتمّ نوره و لو كره الكافرون)
ولو كره المنافقون...ولو كره..المرجفون.."
لا تملك الأم خطابا آخر...سوى الدعاء له بالسّداد من ربّ العباد
"اذهب يا ولدي فليحمكم الإله...وإذا ما بلغت مقصدك
فاثبُث على ثغرك...عين المولى ترعاك.
ولا رأك عدوّ إلاّ هابك..وفرّ فزعا من لقاك..
أيّدكم الله بنصره...وفي الفردوس الأعلى جعلَ مثواك."
قبلّ يديها بحنو...قبّل ما بين حاجبيها بخضوع...
وارتشف زادا من دفء ذراعيها..
"أمّاه...أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه
إلى الّلقاء...أو إلى لقاء..." دمعة, دمعتان...
لا بدّ منها في مشهد مُماثل..!!
....................................
ومرّت الرحلة بسلام...وفي أوّل يوم
يتلقىّّ...من مركز القيادة أمرا بالهجوم..مع كتيبته
"الويلُ لكم منّا يا أنذل الأقوام...إن كنتم أقواما..!؟"
كمن يرمي نفسه...في حضن...مضى...
الله أكبر...ستّة "خنازير"...
.مرّة واحدة...ومرّة ليست كأيّة مرّة..
(ما أروع الموت حين يوجع الأعداء.!.)
كانت الأولى و كانت الأخيرة...وكان يَطلُبها بشغف..
وكانت الشهادة...ومن رفاته انبعثت ريح الحياة..
ريح مسك و جنّات...للأرض بحياته ضحّى..
فأسدى أعظم "قربان"...
وكتبت له بعد الحياة...أحلى حياة..
ما تزالُ في الأرجاء أنفاسه..
ما يزالُ الحبُ يتدفّق من بين تلك الجنبات..
للأم...للأرض...للدّين...لله ربّ السماوات..
استُشهد...ولا زالت أشلاؤه تنبضُ حبّا.[/align]
غرس خطواته حثيثا..والعزم يملأ مهجته...والتكبير يعلو شفته
ترك وصيّة "أن لا تنسوا أنّي عبرت يوما من هنا"
تُطلّ النظرات من شرفات المنازل المتهالكة..مشفقة
لكنّه هو من يُشفق عليها في أعماقه...
لأنه يدري...مسيرته...ومدرك تمام الإدراك إلى أين ارتحالُه؟
ودّعه الجميع ببُرودة معهودة -لأنّه كان صاحب مواقف شديدة..مشهوده-...
ظنّا منهم أنه يقصد "درسا"..!!
لو دروا حقيقة الأمر..لما أطلقوا له ثوبا
فقد كان قاصدا...حتفاً..
ولكن ليس كأيّ حتف...إنّها الجبهة كانت تناديه
ما تزال العوالم شاهدة...ولو نطقت الأرض...لقالت: :"مرحبا بالشهيد"
يالبسمة تعلو ذاك المُحيا..
يالعزّة تفرّد بها من دون قوم "آخرين"..!!
بين أب متهالك...لايكاد يطيق كلاما...أو حراكا...أو وداعا.
و دمع ساخن..وعويل صامت..وطول يكاد يتهاوى
تهوي عليه الأمّ..مناشدةً..
"رفقا بقلب أمّك يا ولدي..ألا رأفةً بكبدي"!!
يُبادرُها:"ورفقا بالأم التي أنجبتنا كلينا يا أمّي"
لا صوتَ يعلو على صوت الوطن.."هو الأذان يا أمّي يملؤني
فلا أرى أمامي إلاّ المسجد...وقد مُدت إليه الأيادي النّجسة
نداء الدين يا أمّي...أرادوا له إلغاء من مُقرّرنا
ولكن عوالم النور في الخفاء...لا تُخفي شيئا..!!
هو الجهاد يا أمّي...أرادوا له طمسا..
ولكن يأبى الله إلاّ (أن يُتمّ نوره و لو كره الكافرون)
ولو كره المنافقون...ولو كره..المرجفون.."
لا تملك الأم خطابا آخر...سوى الدعاء له بالسّداد من ربّ العباد
"اذهب يا ولدي فليحمكم الإله...وإذا ما بلغت مقصدك
فاثبُث على ثغرك...عين المولى ترعاك.
ولا رأك عدوّ إلاّ هابك..وفرّ فزعا من لقاك..
أيّدكم الله بنصره...وفي الفردوس الأعلى جعلَ مثواك."
قبلّ يديها بحنو...قبّل ما بين حاجبيها بخضوع...
وارتشف زادا من دفء ذراعيها..
"أمّاه...أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه
إلى الّلقاء...أو إلى لقاء..." دمعة, دمعتان...
لا بدّ منها في مشهد مُماثل..!!
....................................
ومرّت الرحلة بسلام...وفي أوّل يوم
يتلقىّّ...من مركز القيادة أمرا بالهجوم..مع كتيبته
"الويلُ لكم منّا يا أنذل الأقوام...إن كنتم أقواما..!؟"
كمن يرمي نفسه...في حضن...مضى...
الله أكبر...ستّة "خنازير"...
.مرّة واحدة...ومرّة ليست كأيّة مرّة..
(ما أروع الموت حين يوجع الأعداء.!.)
كانت الأولى و كانت الأخيرة...وكان يَطلُبها بشغف..
وكانت الشهادة...ومن رفاته انبعثت ريح الحياة..
ريح مسك و جنّات...للأرض بحياته ضحّى..
فأسدى أعظم "قربان"...
وكتبت له بعد الحياة...أحلى حياة..
ما تزالُ في الأرجاء أنفاسه..
ما يزالُ الحبُ يتدفّق من بين تلك الجنبات..
للأم...للأرض...للدّين...لله ربّ السماوات..
استُشهد...ولا زالت أشلاؤه تنبضُ حبّا.[/align]
تعليق