غرف وغرفة الشاعر
غرف
-1
غرف لنزع التعب،لعمليات الاستمرار البيولوجي،
للرمادي العابر/المستمر،لمرور الأجيال في روتين
قانون يسمى حياة.
غرف للتمطط و للنوم التاريخــــــــــــــــــــي.
غرف ،أقليتها سعيدة في جلدتها الطبقية وفرِحَة.
وأغلبيتها، عيونها دوما يابسة، متألمة وأحيانا غاضبة.
-2
غرف لإعادة ترتيب وتوزيع الخرائط وفق متطلبات
النفط والطاقة والندرة واقتصاد العولمة.
غرف لمجالس أمم الحرب ، لثقافة الكوبوي، لتدميرالحضارات العريقة
وسرقة دجلة والفرات و التراث.
غرف لابتلاع فلسطين، لتأليب القوميات وصنع
الهويات والأقليات وتعليب تيارات وعي التحريروالرفض
في مداخن وعرائض حقوق الإنسان، وتأجيج النعرات
للحروب القادمة بالنابالم والفوسفور والأنجم الثاقبة.
هي غرف متوحشة، سامة وعفنة
علمت وجود غرف تحت الأرض وفي الحفر
في مشروعها ل "ولادة شرق أوسط جديد" فانكسرت
في الفزع.
تحية إجلال لرجال عشقوا الله والزيتون والمقاومة
في الغرف التحتية.
-3
غرف للشات ،لبائعات فحيح الصوت، وللعري
المتأوّه في بلادة الفجاءة واحتلال الوعي الفج.
غرف للإنصات ،للتصنت و للتجسس في الياهو
والماسنجر،وفي العملاق جـــــــــــــــــــوجــــــل
والأنيقة ميكروسوفت.
لاتتعبوا! نحن لانكتب إلا تشققات وفرقعات الذات
و رومانسية بوجه أغبروبصدى أعرج واصطخاب
مفاتيح صدئة.
غرف كلها غرفة واحدة.
زائفة ،غادرة ومضحكة.
غرفة الشاعر
وحدها غرفة الشاعر بلا جدران ولا نوافذ.
في أسئلة، ومن ذاكرة التاريخ ،
في ذاته ، في أنفاسه،
غرفتُهُ،
يرسم فيها الخطى وإيقاعات الزمن
والتوقعات والتنبؤات ،
ينصت للصمت
وينحت بخيط من مطرمنحوتات الجمال
غرفته غيمة يستقرفيها..
يفرشها بالحلم
يجنحها بأجنحة الهلام ولهب المعنى
ليحلق دوما جهة
الفجرالطلق
ووحدها غرفته تعلم أن "الشاعر الكبير كالمفكر
الكبير، كالمخترع الكبير ،وأن كل هؤلاء نادري
الوجود!"
سالم رزقي
تعليق