رؤية لقصص تتمة وجع للفخراني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الشربيني المهندس
    أديب وكاتب
    • 22-01-2009
    • 436

    رؤية لقصص تتمة وجع للفخراني

    تجليات ابتسامة وجع
    وقصص تتمة وجع
    للأديب والفنان التشكيلي محمد الفخراني

    رؤية الشربيني المهندس
    تتسع الابتسامة تشاركنا الفرح مع الإنسان والحدث وتزداد مع صرخة ميلاد ، وتختفي تاركة للدموع مساحة أكبر مع الحزن العميق وصرخات حول الراحل الجديد والأسطورة ، لكن المراوحة بينهما تبدو صعبة المراس إذا أخذتني نشوة العارف بدروب سفر الخروج والتكوين ، حينها يثقل لساني عن الحيثيات والتفاصيل ، فمع ريشة الكون متعددة الكثافة ودرجات الالوان نجد الريح تدور بلا انقطاع وهي تعود من جديد حسب مداراتها ، الانهار تصب في البحر ، ومع ذلك فالبحر لا يمتلئ والأنهار تعود لتصب من جديد ..
    رمزية السرد هنا وتأثرها بزمن الحدث تمثل اشكالية تستحق التوقف عندها طويلا مع قاص كان جدّ حريص على رصد طائفة من الأزمات المتنوعة التي أخذت بتلابيب أبطاله وشخوصه بشكل وأسلوب يحاول أن يكون متميزا سواء أكان هو أحدهم ، أم كان راويا لها وهو صاحب رؤية ثقافية وفلسفية خاصة ..
    وهو يهدي قصصه إلي أصحاب الرقيم مستدعيا التاريخ والاسطورة والتراث .. والتي جاءت بعد روايته بساط من قلوب حائرة وحصلت علي جائزة تستحقها ..
    وهل تستطيع القصص القصيرة تناول الأزمات العامة كما تناولت أزمات الفرد المتنوعة ، والتي انفجرت من مواقف متباينة ذاتية داخلية وغيرية خارجية ، عاطفية وسياسية واجتماعية ، وغيرها ، ومع قول الإمام النفّري رحمه الله :" كلما ضاقت العبارة اتّسع المعنى." لتبدأ في رأي اشكاليات عتبات النص المتعددة ولوحة من رسم الفنان التشكيلي الراوي وفلسفة الشرنقة لظاهرة الجنس المحاصرة بالتقاليد والموروثات ممارسة ونتيجة ، وخيوط رفيعة التحامها باللذة والعشق لا يكاد يخمد أوارها حتي تعاود طيور الحنين انطلاقها الذي لا ينسي تنهيدة قلب نحتاج لاستكشافه بدءا من العنوان ، ومع ميلاد كل قصة .. فمع ذكاء الكاتب في تنكير الوجع الا ان تتمته جعلت العنوان مخاتل تتعدد وجهاته من الفقد والخوف وغيرها من مسببات الوجع لنرصدها مع كل قصة من قصص المجموعة والتي بلغت أربعة عشرة قصة مختلفة الحجم ، ويأتي الاهداء ليوضح أننا سنلهث خلف أسئلة داخل وخارج الكهف مع البون الشاسع للتأويل وهي تنسج من نزيف ثوب المساءات ..
    هل الفن إرضاء للذاكرة أم الروح والفكر كما يري هيجل وفلاسفة الألمان ..؟ .. فمع التتمة هل نرصد حديث ذكريات مع النخلة التي تصدرت قصص المجموعة والحكي من شرنقة الأساطير ، وتظهر درجة من الفضفضة تعلو سعف النخل ، أم سنلمس دموع علي جدران القلب مع البلح المتساقط في قصته الثانية وتشعب الدروب ، أم ستتراوح الأمور وعلينا إعمال الفكر مع ذبذبات الفقد ودوائر القهر والضباب ..
    ومع ميلاد وخيوط خفية تأتي تجليات ابتسامة تتمة وجع وخطاب سردي بطبيعته التكثيفية والإيحائية يأتي في غالب الأحيان غامضا في دلالاته المشكلة لمساحات كثيفة من الخفاء ، الذي يستدعي بروتوكولا تأويلياً رمزياً لنتناول هذه القصص من بعض زواياها ..
    .. تأثير الروح والفكر يتجلي الروح بعد اختيار عناوين فرعية لها دلالاتها وياتي الاستهلال فهو مع الذاكرة يأتي بالفعل الماض وقال عنه خصومة ،وقالت أم حنجل الداية ، وتذكرت النسوة نبوءة مثبتة كما قالت العرافة لإمه والحلق الهلالي يضوي في صهد الشمس ، ومفردات استدعاء اسطورة أو أكثر لتشكيل أسطورة جديدة تتجاوز السطور تجعلنا نتعايش مع الوجع ، ونهاية بفن التلقي وقد حدثنا المذيع اللامع نقلا عن فقيه الجامع أنه رأي بلحظ الغيب قبل انكسار النخيل الصهيل جسدا عاريا يهوي الي قاع الذاكرة ، لتبدأ ذاكرة المتلقي في نشاطها المحموم مع اعادة القراءة والتأويل الخاص .. وتتمة القصة في قصة أخري ومقابلة بين الحدث والبطل والأسرة ومأدبة عيد الأضحي من يبكي ومن يأكل ..؟
    وكما كان الفعل بطل ذاكرة النخيل ورمزية حدث معاصر تفرقنا حوله ، فقد تصدر الوصف بطولة دموع علي جدران القلب وغرفة وحيدة متفردة ذات نافذة واحدة ومقعد واحد غاصت في قلب الظلام ، لتندفع التساؤلات وسرية الاجتماع وشبح الميراث ونهاية تقول كل شئ الحي ابقي من الميت .. هي أحداث نعرفها لكن أسلوب العرض وتوظيف المفردات ولغتها وسؤال يولد تساؤلات الم يكن المرحوم مؤمن عليه يا حاج في قصة ذبذبات الفقد .. ذلك يجعلنا نتابع السطور وهي نافذة مرسم صغير مرتفعة مع خفوت الضوء وقصة الارتحال الي صابرة .. وتبحث كثيرا عن البسمة ونحن نحترم مشاعره وهو يردد وأنا ياصابرة لن ألين فأنا بدونك بلا حكاية ..
    واذا كانت ذاكرة البطل لا تعي سوي الخوف توأم الوجع فإن الأمنيات تختلف مع نباح كلب وعواء آخر الليل وماذا يفعل علي كواري قصير القامة وقد تم القبض علي حمادة استريو تاجر الممنوعات وحاميه من بلوظة المفتري وتجليات ابتسامة مع عبث اصابع الشيطان الخفية ودلالات الاسماء والحدث الذي يشبه احداث الشرق الاوسط وخارطة الطريق كما يقول الراوي السارد العليم ، لتقف السخرية البعيدة عن السواد في الحلق وخلطة الأدب والسياسة وليس في الحجرة الا قفا مصقولا ممتدا غليظا يغري بالضرب ..
    ومع التنوع المطلوب تاتي قصة العنوان وقد انتقل الاحساس بالصدمة من يد زوجة الكاتب المتوترة إلي أكداس كتب الأديب الفائز بجائزة القصة وعناوين ذات معاني تقول الكثير من جلد الأحزان ، والمعني التراجيدي للحياة إلي العربدة الأمبريالية وحياة يسوع المجهولة لتختفي الابتسامة التي ينكرها علينا الراوي مع الحديث عن نصر اكتسب صفة الوهم والابن الذي ارتدي حلة في بياض الثلج محمولا فوق غمائم المكان والزمان ..
    هكذا رغم التكثيف جاءت المفردات وتنوع الاستهلال ورمزية النهايات ولغة شفيفة مع غلبة الصدمات لتتمة وجع وهو هنا أوجاع متناثرة من المهد إلي اللحد كما يقال والمثل المعروف هي ناقصة ، واسئلة حائرة لواقع لا نصدقه وخيال لا يتركنا نبتسم كثيرا وهو يبعث برسالة مع المراة التي تقوم بتعميد حفيدها ومع اسئلة لا تتوقف وتحية لصاحب بساط من قلوب حائرة الذي ينوح علي ظهر الغلاف وبصدق .
يعمل...
X