الوقف على السكون ــــــــــــــــــــــــــــــ يبدأ العرب في نطقهم، النثري والفني والخطابي، بالحركة، ويقفون على السكون، وبذلك يقرؤون النصوص الدينية كلها، ولم يخرج عن هذا النسق العام، إلا الشعر العربي، فالشعراء العرب يخالفون الأساس المعتمد في الوقف، فيقفون على المتحرك الموصول، إلا قليلا، فهم كالغاويين، الذين ليست لهم ركائز ساكنة متفق عليها، ومع ذلك يزينون الهوى، فكأنه يجوز لهم ما يجوز لغيرهم، في الخروج عن الضوابط المرعية، غير أن الوقف على السكون في نظم الشعر، يساعد على النظم كثيرا، لأن فيه تخلصا من أعباء مراعاة ضوابط الإعراب، في زحمة الموازنة بين الوزن والمعاني، ولأجل ذلك هذه متابعة لأسلوب الوقف على المجزوم بالسكون الظاهر، في الشعر العربي، دون التعرض إلى الضوابط العلمية، لأن متطلبات الدراسة والمتابعة والاطلاع، تقتضي البحث عن كل لطيف وشريف، فاللطف: ملاحظة جزء، من أحوال الروي في الشعر العربي، والشرف: حث المتعلمين على تعلم النظم، عن طريق البداية بالسهل الميسر، ومن ذلك جعل القوافي ساكنة، في كل بيت من القصيدة، لينصرف الذهن والفكر إلى ضبط الوزن، وصحة المعنى، اعتمادا على طوائف لا...
أكثر...
أكثر...