المعجزة ... (بقلم سعد المصراتى)
كل ذلك حدث وهو يسمعه ولا يستطيع الرد عليه لكنه غير ممنوع من التخيل والتصور والتفكير فيما حدث .. كان كعادته في شهر رمضان وقبل المغرب وبعد تلاوة بعض ايات من القرآن الكريم ينتظر صوت الاذان لاكمال صوم يومه .. عندها اخبرته زوجته المنشغلة دوماًَ بالطهي وارضاع ابنتها حديث الولادة ان ثمة طرق شديد على الباب ففرح بذلك لانه يعني ان ضيفاً سيحل عليه هذا اليوم ويشاركة مائدة الافطار لذلك هرول ناحية الخبط وما ان فتح باب السور حتى فوجئ بسيارة تقف بمؤخرتها وبها ثلاثة رؤوس عدا السائق حاملين بنادق صيد وبدون سابق انذار سألوه في نفس واحدة : هل انت فلان .. ؟
وعندما اجاب بنعم انهال عليه البارود من كل مكان .. الاذان يرتفع والجيران يرفعونة في صندوق احدى المركبات .. والان .. بعدما ما سمع مادار حولة من حديث بجميع اللغات تأكد بأن الاصابة تركزت في منطقة فقد معها النطق .. رغم هذا الخبر المؤلم وهذه النتيجة الطبية الشفهية المترجمة من خامس لغة حتى اذنية فان ذلك كله ليس بذي اهمية بالنسبة لما يود معرفتة والتكهن به وهو لماذا قام المعتدون بضربة على هذه الشاكلة .. ومادام لا احد يسمعه فليتكلم مع باطنه ..
ليس له اعداء .. فقد يكون هؤلاء مدسوسين من قبل مدينة الجزار او الخضار حيث مضى زمن لم يمر قبالة دكانيهما لكنه ابعد هذا التصور لمبررين لطيبة قلب التاجر والجزار ولان المبالغ المستحقة عليه لا تبرر الاعتداء وفكرة اخرى انه ليس هو السبب في هذا التأخير انها المهيه وهو رجل كسول ينتظرها كل نهاية شهر وربما بداية الشهر الاخر اذن لا يعقل ان يفعلانها .. ربما شهادة الحق التي ادليت بها امام المجلس العرفي عندما استشهد به الحاضرون على من قام بسب الاخر ذلك النهار في غداء الفرح الذي حضره حتى انه بعدها اضرب عن حضور الافراح والمعازي لانها اصبحت مدعاة للخصام والفجور ... لكنه استبعد ذلك لان شهادته ايدت باعتراف المعتدي وتوجت بالتسامح وتقبيل الرؤوس .. بل ربما بجريرة الدعوى التي بينه وبين احد ابناء عمومته والذي جار على ارضه التي تركها حين مغادرته للمدينة بسبب مواصلة تعليمه الذي هو سبب همه ..
لكن هذا ايضاً استبعده لاعتبار ان الخصومه بين يدي العدالة ولم تبث فيها المحاكم وان ابن عمه استاذ في القانون وهو يصارعه بشتى ما درس وما عرف من القانون ... اذا لماذا ضربت بالبارود ؟ واحس بالرغبه في هرش راسه لكنة لاحظ ان يديه مكبلتين باربطة طبيه ووسائل التغذية وامر اخر وهو حتى لايكذب التقرير الطبي الذي وصل الى سمعة ولذلك اخر الفكرة وصار الى متابعة تخيلة وتصورة فيما حدث له... يقين ان هذه القوة الهجومية كان مخطط لها تخطيط رهيب وان اسبابها جد قوية بالتأكيد ان منفذيها ما هم الا جنود يقومون بتنفيذ الاوامر وانها حدثت ليلة غزوة بدر فهل من قبيل الصدفة ام انها ضمن تخطيط مسبق اذا لن يسعفة تصورة مهما تصور الى الاسباب وراء هذه الغزوة لان السبب وراء المسبب الذي اختار زمن ومكان الموقعة اما هو فليس لديه يقين بذلك ولا يعرف عناصرها واشخاصها ولماذا قاموا بذلك ولماذا اختاروه هو بالذات طاف على ما بقي عنده من فصوص مخه التي لم تستكملها الضربه وعبر كل الاسباب والمبررات وعقد مشابه فيما حدث في شهر رمضان ربما يلقى الاجابة ولكن ذلك لينتظر المعجزة لانة لا يستطيع احصاء ماحدث في سبعة عشر ليلة من شهر رمضان ولكن ليجرب .
سمع ان شخصا طعن بموس ظهر اليوم الاول من شهر رمضان بسبب مشادة لسانية بينه واخر عند الكوشة .
وسمع في اليوم الخامس بعد صلاة التراويح تراشقت فئتان بالحجارة عقبها تراشق بالبارود بسبب دوري رمضان ولكن الله سلم في هاتين الحادثتين .
سمع في اليوم العاشر ان شخصاً نقل الى المستشفى الذي هو فيه الان اثر ضربه بليغة بواسطة سيف قبل اذان المغرب بعشرة دقائق وهو ذات التوقيت الذي غدر فيه بسبب تزاحم سيارتين عند الاشارات الضوئية غير المحترمة وقد يكون هو مرافقة في حجرة العناية .
وفي اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر ...
اما في اليوم السابع عشر فقد انفرد هو بالبطولة ولكنة لا يعرف نتيجة لذلك قرر الضحك داخل نفسة والاكتفاء بأنه بطل ليلة السابع عشر ولا يكلف نفسة العناء بمتابعة بقية الشهر فكم من ابطال وضحايا ينتظرون ادوارهم ليلعبوها .
غدا العيد او بعد غد والناس بدأو يبعثون تأسفهم بما حدث واعترافهم بذنب اولادهم قال احد اقاربه .. فرد عليه الاخر : نحن عاقلة يجب ان نقبل اعتذارهم والتسوية معهم ولكن كيف نحصل على تنازل من رجل فاقد الذاكرة ... ؟
يتابع هو .. ليس هذا المهم .. لكنه لم يذكر السبب ويبدو انه استعجل الاجابة فما ان اكمل احدهم كلامه حتى همس في اذن الاخر بقوله : هل تعرف بأن الاولاد اخطاؤا ابننا .. انهم كانوا يريدون ضرب جاره المسمى بأسمه لان ابنه ضرب ابنهم وفجأة يصرخ صرخة قوية وكأنه يسمع من في القبور ... الحمد لله الحمد لله .. عرفت السبب كما انه ليس لي ابن انا لي ابنه عمرها ثلاثة اشهر ... وايام ...
تعليق