[align=justify]
السلام عليكم ,,
المتابع لما ورد في النونيات من علوم سهلة الصياغة وأسلوبها بسيط للتناول كنونية بن القيم أو نونية القحطاني يجد بعض الأمور الغامضة التي قام بتفسيرها اللغوي أو المنطقي الظاهري ما يجعلنا نقف وقفة تأمل , ومن ذلك ما تراءى للقحطاني حول كروية الأرض ونفى ذلك عنها وقال بأن الأرض مسطحه ممهده وتلمحت من أبياته إستدلاله بآية البقرة " الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً " ( البقرة - 22 ) وممن إستدلوا معه في ذلك بأن الأرض مدت - وإلى الأرض كيف سطحت " أهذه الآيات دليلًا على سطحية الأرض ... بدايةً من الناحية اللغوية ( فراشاً - مدت - سطحت ) .
كذب المهندس والمنجم مثله ... فهما لعلم الله مدعيان
الأرض عند كليهما كروية ... وهما بهذا القول مقترنان
والأرض عند أولي النهى لسطيحة ... بدليل صدق واضح القرآن
والله صيرها فراشا للورى ...وبنى السماء بأحسن البنيان
والله أخبر أنها مسطوحة ... وأبان ذلك أيما تبيان
ثم إن الدليل والإجماع على كروية الأرض واضح وهو المتعارف لدينا جميعاً والثابت ..
قالِ شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمهُ الله - : " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ مِنْ السَّلَفِ : فِي فَلْكَةٍ مِثْلِ فَلْكَةِ الْمِغْزَلِ ، وَهَذَا صَرِيحٌ بِالاسْتِدَارَةِ وَالدَّوَرَانِ وَأَصْلُ ذَلِكَ : أَنَّ " الْفَلَكَ فِي اللُّغَةِ " هُوَ الشَّيْءُ الْمُسْتَدِيرُ يُقَالُ تَفَلَّكَ ثَدْيُ الْجَارِيَةِ إذَا اسْتَدَارَ وَيُقَالُ لِفَلْكَةِ الْمِغْزَلِ الْمُسْتَدِيرَةِ فَلْكَةٌ ; لاسْتِدَارَتِهَا .
فَقَدْ اتَّفَقَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ وَاللُّغَةِ عَلَى أَنَّ " الْفَلَكَ " هُوَ الْمُسْتَدِيرُ وَالْمَعْرِفَةُ لِمَعَانِي كِتَابِ اللَّهِ إنَّمَا تُؤْخَذُ مِنْ هَذَيْنِ الطَّرِيقَيْنِ : مِنْ أَهْلِ التَّفْسِيرِ الْمَوْثُوقِ بِهِمْ مِنْ السَّلَفِ وَمِنْ اللُّغَةِ : الَّتِي نَزَلَ الْقُرْآنُ بِهَا وَهِيَ لُغَةُ الْعَرَبِ .
هل لأهل اللغة هنا إضافة ....
والتفسير العقلي هو ما جاء لسيد قطب رحمه الله :" عن قولهِ تعالى ( يكورُ الليل على النهار ويكورُ النهار على الليل) : "
وهو تعبير عجيب يقسر الناظر فيه قسراً على الالتفات إلى ما كشف حديثاً عن كروية الأرض ومع أنني في هذه الظلال حريص على ألا أحمل القرآن على النظريات التي يكشفها الإنسان ، لأنها نظريات تخطئ وتصيب ، وتثبت اليوم وتبطل غداً . والقرآن حق ثابت يحمل آية صدقه في ذاته ، ولا يستمدها من موافقة أو مخالفة لما يكشفه البشر الضعاف المهازيل!
مع هذا الحرص فإن هذا التعبير يقسرني قسراً على النظر في موضوع كروية الأرض . فهو يصور حقيقة مادية ملحوظة على وجه الأرض . فالأرض الكروية تدور حول نفسها في مواجهة الشمس؛ فالجزء الذي يواجه الشمس من سطحها المكور يغمره الضوء ويكون نهاراً . ولكن هذا الجزء لا يثبت لأن الأرض تدور . وكلما تحركت بدأ الليل يغمر السطح الذي كان عليه النهار . وهذا السطح مكور فالنهار كان عليه مكوراً والليل يتبعه مكوراً كذلك . وبعد فترة يبدأ النهار من الناحية الأخرى يتكور على الليل . وهكذا في حركة دائبة : { يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل } . . واللفظ يرسم الشكل ، ويحدد الوضع ، ويعين نوع طبيعة الأرض وحركتها .وكروية الأرض ودورانها يفسران هذا التعبير تفسيراً أدق من أي تفسير آخر لا يستصحب هذه النظرية .
[/align]
السلام عليكم ,,
المتابع لما ورد في النونيات من علوم سهلة الصياغة وأسلوبها بسيط للتناول كنونية بن القيم أو نونية القحطاني يجد بعض الأمور الغامضة التي قام بتفسيرها اللغوي أو المنطقي الظاهري ما يجعلنا نقف وقفة تأمل , ومن ذلك ما تراءى للقحطاني حول كروية الأرض ونفى ذلك عنها وقال بأن الأرض مسطحه ممهده وتلمحت من أبياته إستدلاله بآية البقرة " الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً " ( البقرة - 22 ) وممن إستدلوا معه في ذلك بأن الأرض مدت - وإلى الأرض كيف سطحت " أهذه الآيات دليلًا على سطحية الأرض ... بدايةً من الناحية اللغوية ( فراشاً - مدت - سطحت ) .
كذب المهندس والمنجم مثله ... فهما لعلم الله مدعيان
الأرض عند كليهما كروية ... وهما بهذا القول مقترنان
والأرض عند أولي النهى لسطيحة ... بدليل صدق واضح القرآن
والله صيرها فراشا للورى ...وبنى السماء بأحسن البنيان
والله أخبر أنها مسطوحة ... وأبان ذلك أيما تبيان
ثم إن الدليل والإجماع على كروية الأرض واضح وهو المتعارف لدينا جميعاً والثابت ..
قالِ شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمهُ الله - : " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ مِنْ السَّلَفِ : فِي فَلْكَةٍ مِثْلِ فَلْكَةِ الْمِغْزَلِ ، وَهَذَا صَرِيحٌ بِالاسْتِدَارَةِ وَالدَّوَرَانِ وَأَصْلُ ذَلِكَ : أَنَّ " الْفَلَكَ فِي اللُّغَةِ " هُوَ الشَّيْءُ الْمُسْتَدِيرُ يُقَالُ تَفَلَّكَ ثَدْيُ الْجَارِيَةِ إذَا اسْتَدَارَ وَيُقَالُ لِفَلْكَةِ الْمِغْزَلِ الْمُسْتَدِيرَةِ فَلْكَةٌ ; لاسْتِدَارَتِهَا .
فَقَدْ اتَّفَقَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ وَاللُّغَةِ عَلَى أَنَّ " الْفَلَكَ " هُوَ الْمُسْتَدِيرُ وَالْمَعْرِفَةُ لِمَعَانِي كِتَابِ اللَّهِ إنَّمَا تُؤْخَذُ مِنْ هَذَيْنِ الطَّرِيقَيْنِ : مِنْ أَهْلِ التَّفْسِيرِ الْمَوْثُوقِ بِهِمْ مِنْ السَّلَفِ وَمِنْ اللُّغَةِ : الَّتِي نَزَلَ الْقُرْآنُ بِهَا وَهِيَ لُغَةُ الْعَرَبِ .
هل لأهل اللغة هنا إضافة ....
والتفسير العقلي هو ما جاء لسيد قطب رحمه الله :" عن قولهِ تعالى ( يكورُ الليل على النهار ويكورُ النهار على الليل) : "
وهو تعبير عجيب يقسر الناظر فيه قسراً على الالتفات إلى ما كشف حديثاً عن كروية الأرض ومع أنني في هذه الظلال حريص على ألا أحمل القرآن على النظريات التي يكشفها الإنسان ، لأنها نظريات تخطئ وتصيب ، وتثبت اليوم وتبطل غداً . والقرآن حق ثابت يحمل آية صدقه في ذاته ، ولا يستمدها من موافقة أو مخالفة لما يكشفه البشر الضعاف المهازيل!
مع هذا الحرص فإن هذا التعبير يقسرني قسراً على النظر في موضوع كروية الأرض . فهو يصور حقيقة مادية ملحوظة على وجه الأرض . فالأرض الكروية تدور حول نفسها في مواجهة الشمس؛ فالجزء الذي يواجه الشمس من سطحها المكور يغمره الضوء ويكون نهاراً . ولكن هذا الجزء لا يثبت لأن الأرض تدور . وكلما تحركت بدأ الليل يغمر السطح الذي كان عليه النهار . وهذا السطح مكور فالنهار كان عليه مكوراً والليل يتبعه مكوراً كذلك . وبعد فترة يبدأ النهار من الناحية الأخرى يتكور على الليل . وهكذا في حركة دائبة : { يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل } . . واللفظ يرسم الشكل ، ويحدد الوضع ، ويعين نوع طبيعة الأرض وحركتها .وكروية الأرض ودورانها يفسران هذا التعبير تفسيراً أدق من أي تفسير آخر لا يستصحب هذه النظرية .
[/align]
تعليق