القوة شكل من أشكال النفوذ ، وفي زمن المصالح تختل المعادلة وتتقلب الأحوال ويضيع منطق المبادئ ولا يؤخذ بما هو واجب أو أن يزاح ما هو خاطئ .. والأسوأ حين يصبح كل شيء خاضع للفوقية وأنانية الملكية وديكتاتورية القرار وإرادة الكبار وصانعي الحدث .
ليس عيبا أو مستحيلاً أن تزاحم الأقوياء في أماكنهم وتزعزع قراراتهم وتحالفاتهم ، ولكن في نفس الوقت يجب أن تضع نصب عينيك أنك قد لا تحقق كل أهدافك مجتمعة ، ولربما لا تحصل إلا على التعب والإرهاق والقلق والسهر ، وما إلى ذلك من المنغصات النفسية والشعور بالمهانة والنفور وأعراض الانسحاب .
في كل هذا التزاحم عليك أن تكون مغامرا حذرا ذكيا صادقا مع نفسك واثق من قدراتك وإمكانياتك وأن تعلم بأنه ليس في دنيا المؤمن صُدف,إن كل شيء يجري بقدر ومن اجل هذا اعمل على أن تخرج من كل هذه " المعمعة " مرتاح البال عظيم الشأن محبوب الطلّة ، لا تحقد على أحد ولا تحمِّل نفسك فوق طاقتها أو أن تدخل في نفق مظلم من الإحباط والتناقضات ..
إن منطق القوة الأعمى في زمن العدالة الغائبة أو المغيبة يتحول إلى قانون " البقاء للأقوى " .. وهنا تفقد الإنسانية أهم أسباب وجودها وبقائها .. ومهما تلونت نتائج الظلم والجور أو زخرفت فسرعان ما تنكشف العورات ويسود الشعور بالاحتقان والضجر والفوضى ..
دائما أطمح وأعمل على اختيار قوة المنطلق تاركا منطق القوة وفي هذا انتصار لانسانيتك و حضورك الأخلاقي .
ان قلنا مثلا أن 1+1=3 فإننا بمنطق القوة لربما نغلق الأفواه التي تقول غير ذلك مع تأكدنا أن ما يودون قوله هو الصواب .. ولذلك علينا أن نعمل مع الجميع على ايجابية حلول لكل المعادلات البديهية والخلافية على ارضية القبول المنطقي وفي هذا ايضا تجنيب الجميع عوامل القلق ربما تسيطر عليهم وتحرمهم من المشاركة الفاعلة في عمليات الانماء المجتمعي .. وعلينا أن نفصل بين عواطفنا وتفكيرنا وان نستخلص الحقائق المجردة بطريقة حيادية وألا نحيل حياتنا بأيدينا الى سعير ..والانسان اذا بذل شيئا من وقته للحصول على الحقائق المجردة ، فإن قلقه غالبا ما يتبخر على ضوء المعرفة التي يجنيها .
لهذا هناك علاقة وثيقة بين منطق القوة وقوة المنطق والقلق واستخلاص الحقائق ، وعلى كل منا ان يعمل على عدم خلط الأوراق في سبيل الفوز بما يريده هو فقط كمصالح شخصية ضيقة وان كان على حساب المصالح العامة ..