رياح الحقد تعصف وراء أشرعة النجاح
هناك نوع من الناس كثيرا ما تقابلهم في حياتك اليومية إنه نوع يكره الإبداع ويناهض التميز وينصب العداء للتفوق نوع لا يروقه أن يرى شخصا يتمتع بموهبة لامعة وإنما يفرحه أن يكون الناس قاتمين كلون قلبه المظلم هذا النوع من النفسيات منظر الضعف والدمار يعجبه ويجعله مطمئنا واثقا من نفسه أوراق الخريف الصفراء الباهته بالنسبة إليه أجمل وأروع من زهور الربيع اليانعه الشذيه
إنّ هذه الفئة من الناس تعادي التميز والإبداع بجميع صوره وأشكاله لأن عناصر هذه الفئه أشخاص رسبوا في مدرسة الحياة وأخفقوا في حقول المعرفة والإبداع هؤلاء الفارغون ملأ النقص أقطار قلوبهم حيث جعلهم يشعرون بالقلق والتوتر ولا يجدون مخرجا من عقدة النقص إلا عندما يفرشون الشوك في في طريق المبدعين إنهم لا يملكون صفات جميلة تميزهم عن غيرهم فهو لا يجدّون ولا يجتهدون وانما يشقون لخدمة أجسادهم على حساب عقولهم
إنّ كل ما يهم هؤلاء الحاقدون الفاشلون هو تشريح جثّة الإبداع وتشويه وجه التفوق والتميز فلا تخبو نار الحقد في قلوبهم ولا تتوقف عقارب البغضاء عن العمل حتى ينهار المبدعون أو يفشلوا في حياتهم لكن ما يزيد الطين بلة أنّ هؤلاء المبدعين يتيحون الفرصة للحاقدين ان ينالوا منهم أو أن يوقعوهم في فخاخ حقدهم لأن المبدعين العاملين مشغولون ببناء صروح المجد وإقامة هياكل النجاح ولأنهم مشغولون بالامور النفيسة الجوهرية وليس لديهم متسع من الوقت كي يلتفتو الى توافه الأمور التي يشغل بها الفارغون أنفسهم فهؤلاء الفارغون يرتكبون جناية بحق أنفسهم وحق غيرهم كذلك, فهم لايفيدون البشرية بشيء ولا حتى يفيدو أنفسهم وناهيك عن ذلك لا يسمحون للاخرين أن يستفيدوا من تجارب غيرهم
هذا النموذج البشري من الناس موتى في حياتهم إنهم يحكمون على أنفسهم بالإعدام رميا برصاص الجهل, يعيشون على هامش الحياة, يقتاتون على تفوق الموهوبين, لا يحس أحد بوجودهم, يشوهون وجه الحقيقة المشرق ليثبتوا ذاتهم او ليشعرو الناس انهم موجودون, وإنما مثلهم كمن يثير الغبار ليشوه وجه السماء الباسم ولكنهم يجهلون إنّ السماء سوف تبقى ضاحكة السن بسّامة المحيّا فلن تستطيع الذبابة أن تحجب بجناحيها نور الشمس الساطع ولن يضير السحاب نباح الكلاب أيّها الكاشحون لقد ألجم الشاعر أفواهكم بقوله :
يا نافخا في الشمس تطفىء نورها أتعبت فاك بنفخة الإطفاء
الشمس في كبد السماء عزيزة من أن تنال بريحك الهوجاء
الشمس في كبد السماء عزيزة من أن تنال بريحك الهوجاء