رحلة العمر 1

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • م. زياد صيدم
    كاتب وقاص
    • 16-05-2007
    • 3505

    رحلة العمر 1

    حلقة 1
    هو: فكر في صنع آلة لغرض ما في نفسه؟ مرت عليه سنوات وما يزال عاكفا على تنفيذ فكرته بصبر وأناة وإرادة.. عبقرية منقطعة النظير وان كانت غريبة الأطوار سيذكرها التاريخ على مر الأجيال.. انحدرت من دراسات معمقة وأبحاث افني جل شبابه على وضعها وبلورتها عمليا.. كان كلما مر عليه نفر سأله: لمَ هذا الشيء المهول الذي تصنع؟ لغرض ما في نفسي..كانت إجابته ويضيف: ستعلمون لاحقا عند انتهائي من بنائها!

    هم: يتبادلون الحديث عنه ليلا ونهارا.. حتى أصبح شغلهم الشاغل ..لقد أصاب عقله هوس من جنون.. لم يستبينوا طبيعته بعد؟ لكنهم تأكدوا وبالغوا الثرثرة عنه في مجالسهم.. حتى غزا حديثه عقر قلاعهم الحصينة، داخل جدرانهم المغلقة وعلى أسرة نومهم!.

    هي: كانت تضحك مرة، وتبكى عشرات المرات.. لكن ما باليد حيلة..جملتها التي تكررها على نفسها.. فقد صدقت كلامه من كثرة ما كان يقنعها بمنطق لا يحتمل الهزل ..حتى أنهم تهامسوا عليها بالجنون تماما كزوجها.. لولا اعتراض النسوة على اتهاماتهم لها.. لأصبحت مضغة يعلكونها بألسنتهم التي تشبه المنشار.. كانت زوجته تحتمل الغمز واللمز والسخرية صابرة.. فلا غير الصبر لها.. قبل أيام زف إليها بشرى سعيدة.. عندما عاد من مزرعته حيث نصب فيها ورشته: الحفار يوشك أن يجهز لرحلة العمر!.. وسيكون حديث الأجيال لعدة قرون..قالها مزهوا بما أنجزه.. متفائلا بتحقيق أمنياته؟ واثقا من قدراته وعلمه وأبحاثه التي أمضى سنين طويلة عاكفا عليها لا يكل ولا يمل .

    نحن: لا يسعنا إلا الانتظار.. حتى يحين الميعاد المرتقب.. فنحكم على الأمور من حيث صدقها من عدمه.. وحتى نقيم مدى ما ذهب إليه عقله المجنون !أحقيقة أم خيال ما يفعله ؟ أوهى مجرد أوهام عصفت بعقله؟ فاردته في غياهب مظلمة من عبقرية العظمة المفقودة !.

    هو: يستمر في آخر أيامه بالعمل ليل نهار..وقد ضاعف من جهده.. واستقدم صبية ورجالا من أصحاب الحرف المختلفة.. كان يدفع بسخاء أجورهم ليساعدونه في تركيب تلك القطع الثقيلة العجيبة.. لقد شارف على الانتهاء.. و حدد يوما معلوما لبدء رحلة المستحيل.

    هم: يتجمعون .. يتنادون فيما بينهم.. يزحفون من كل الأعمار.. تزدحم الطرق المؤدية لمزرعته .. حيث يصادف اليوم ميعاد التجربة المنتظرة من سنين أمام عيون الجميع.. وستكون الحقيقة ماثلة أمام عيون الأشهاد من أهل بلدته والبلدات المجاورة، فقد ذاع صيته وانتشرت أخباره..

    هو: انتهى من آخر استعداداته.. دخل إلى كبينة القيادة، بعد أن لبس ملابس خاصة، صممها بنفسه ،فكل شيء من تفكيره وعلمه ودراساته عبر سنوات مرت متباطئة..نظر إليها مستبشرا.. وسط ذهول من الجميع .. كان فرحا، منتشيا، واثقا من صنع يديه وابتكار عقله .

    هي: بادلته نظرات حائرة ، وقد اغرورقت عيناها بدموع غزيرة..لم تتبين طبيعتها فى تلك اللحظات.. أهي دموع الفرح أم دموع الفراق.. عبرات تنهمر على صحن خدها الذي تيبس.. لقد نسيت أنوثتها منذ أن بدأ في انجاز تلك الآلة اللعينة..دموع حجبت تساؤلات كبيرة، كانت من حقها عليه.. لكنها استطاعت إخفاؤها طيلة تلك السنوات.. فقد كانت تحبه وما تزال على عهدها ووفائها له.. وسط تكذيب عقلها عن التصديق بان لحظات كهذه قد تكون يوما ما حقيقة واقعية!..وها قد جاء اليوم المحتوم ..

    جففت دمعها وابتسمت له، ثم أشاحت بوجهها إلى حيث الجموع الغفيرة المحتشدة ونادت: اليوم تكون الحقيقة.. فانتظروا معي ما كنتم تكذبون زوجي.. أرادت أن تعطى أملا وثقة بقربها من زوجها حتى آخر اللحظات الحرجة..وإيصال رسالتها لزوجها المغادر إلى حيث المجهول؟ بأنها كانت وما تزال، مثال الزوجة المحبة والمخلصة والصابرة..

    هم : هللوا.. تعالت أصواتهم.. تحول المكان إلى صخب وضجيج، وبدأت همهمات الرجال وتعالت زغاريد النساء ؟ همس احدهم متسائلا: على ماذا تزغرد نساؤنا الحمقاوات ؟ ثم انفجروا يقهقهون بأصوات عالية..تاهت في غبار الرمال، وهدير الجموع، وزغاريد النسوة .

    هو: أغلق كبينة القيادة بإحكام على نفسه، وأدار مفتاح التشغيل للحفار !!...
    - يتبع -

    إلى اللقاء في الحلقة القادمة.
    أقدارنا لنا مكتوبة ! ومنها ما نصنعه بأيدينا ؟
    http://zsaidam.maktoobblog.com
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الزميل القدير
    م. زياد صيدم
    لا أدري ما خطب هذا النص
    هل كنت نمطيا فيه أكثر من اللازم أم أني لم أمسك بتلابيب النص جيدا
    أرجوك لا يزعجك ردي وملاحظتي
    محبتي الأكيدة لك
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • إيمان الدرع
      نائب ملتقى القصة
      • 09-02-2010
      • 3576

      #3
      الأخ الغالي: م. زياد صيدم..
      هو أغلق كبينة القيادة بإحكامٍ على نفسه..
      وأدار مفتاح التشغيل..
      ونحن ننتظر بلهفةٍ إلى جانب زوجته المخلصة.
      عودته سالماً غانماً بعد هذا العناء..
      عُد معه بخير ..أديبنا المبدع..
      دُمتَ بسعادةٍ...تحيّاتي...

      تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

      تعليق

      • محمد سلطان
        أديب وكاتب
        • 18-01-2009
        • 4442

        #4
        نعم شوقتني م . زياد .. كما الأطفال حينما تنفصل عنهم رحلة من رحلات السندباد دون أن تتكتمل ..

        عموما سنصبر للحلقة القادمة .. يا مهندس الحلقات .

        وي وخالص تحياتي
        صفحتي على فيس بوك
        https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

        تعليق

        • العربي الثابت
          أديب وكاتب
          • 19-09-2009
          • 815

          #5
          [align=center]ونحن جميعا معك أخي زياد،ننتظر بلهفة هذه الأعجوبة التي أججت الفضول،
          وإذا كان بطلك غزاويا فإني أنضم إلى يقين زوجته الذي لا يحتمل الريبة،بأن شيئا مدهشا سيطل علينا...كما عودتنا غزة الصامدة..
          لا نملك غيرأن ننتظر بشوق ودهشة..
          تحايا بعبق الزعتر ...
          مع توكيدات محبتي وتقديري..[/align]
          اذا كان العبور الزاميا ....
          فمن الاجمل ان تعبر باسما....

          تعليق

          • م. زياد صيدم
            كاتب وقاص
            • 16-05-2007
            • 3505

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
            الزميل القدير
            م. زياد صيدم
            لا أدري ما خطب هذا النص
            هل كنت نمطيا فيه أكثر من اللازم أم أني لم أمسك بتلابيب النص جيدا
            أرجوك لا يزعجك ردي وملاحظتي
            محبتي الأكيدة لك
            ===========================

            ** الاديبة التميزة عائدة..........

            هو نص من السرد يكاد يكون حقيقيا وواقعيا على لسان المتحاورين من القرى (البسطاء) امام عقل وعالم ومفكر ومخترع ..! على الرغم من كون الرحلة خرافية وخيالية كما سيكون لاحقا.. هى مقدمة وسط حقيقة لشىء خيالى وغير واقعى !!!

            تحايا عبقة بالرياحين.............
            أقدارنا لنا مكتوبة ! ومنها ما نصنعه بأيدينا ؟
            http://zsaidam.maktoobblog.com

            تعليق

            • م. زياد صيدم
              كاتب وقاص
              • 16-05-2007
              • 3505

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
              الأخ الغالي: م. زياد صيدم..
              هو أغلق كبينة القيادة بإحكامٍ على نفسه..
              وأدار مفتاح التشغيل..
              ونحن ننتظر بلهفةٍ إلى جانب زوجته المخلصة.
              عودته سالماً غانماً بعد هذا العناء..
              عُد معه بخير ..أديبنا المبدع..
              دُمتَ بسعادةٍ...تحيّاتي...
              ============================

              ** الاديبة والشاعرة ايمان.........

              سيعود يا راقية لكن !؟!

              شاكر لك المتابعة وحسن القراءة لقص خيالى غريب من نوعه..

              تحايا عبقة بالرياحين..............
              أقدارنا لنا مكتوبة ! ومنها ما نصنعه بأيدينا ؟
              http://zsaidam.maktoobblog.com

              تعليق

              • م. زياد صيدم
                كاتب وقاص
                • 16-05-2007
                • 3505

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
                نعم شوقتني م . زياد .. كما الأطفال حينما تنفصل عنهم رحلة من رحلات السندباد دون أن تتكتمل ..

                عموما سنصبر للحلقة القادمة .. يا مهندس الحلقات .

                وي وخالص تحياتي
                =============================

                ** الاديب الراقى محمد سلطان........

                شاكر لك قراءتك.. ومتابعتك لهذا القص المختلف من حيث الواقعية والخيال وغرابة الرحلة حيث بواطن الارض السحيقة وسكانها وما سيكون من احداث لن تطول لحساسية الوصف وطبيعة الكائنات طبعا حتى لا نقع فى المحظور فالامر ليس سهلا هههه

                تحايا عبقة بالزعتر.....................
                أقدارنا لنا مكتوبة ! ومنها ما نصنعه بأيدينا ؟
                http://zsaidam.maktoobblog.com

                تعليق

                • م. زياد صيدم
                  كاتب وقاص
                  • 16-05-2007
                  • 3505

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة العربي الثابت مشاهدة المشاركة
                  [align=center]ونحن جميعا معك أخي زياد،ننتظر بلهفة هذه الأعجوبة التي أججت الفضول،
                  وإذا كان بطلك غزاويا فإني أنضم إلى يقين زوجته الذي لا يحتمل الريبة،بأن شيئا مدهشا سيطل علينا...كما عودتنا غزة الصامدة..
                  لا نملك غيرأن ننتظر بشوق ودهشة..
                  تحايا بعبق الزعتر ...
                  مع توكيدات محبتي وتقديري..[/align]
                  ==============================

                  ** الاديب الراقى العربى..........

                  شاكر لك قراءتك ومتابعتك لنوع غريب يكاد ينقرض من الوجود..ههههه سنرى لاحقا يا راقى..

                  تحايا عبقة بالزعتر................
                  التعديل الأخير تم بواسطة م. زياد صيدم; الساعة 15-05-2010, 23:10.
                  أقدارنا لنا مكتوبة ! ومنها ما نصنعه بأيدينا ؟
                  http://zsaidam.maktoobblog.com

                  تعليق

                  • ربيع عقب الباب
                    مستشار أدبي
                    طائر النورس
                    • 29-07-2008
                    • 25792

                    #10
                    أتدرى زياد .. أتمني أن يكون ما يفعل محض عبث ، كما أتمنى لو كانت زوجه تدرى هذا .. و تؤمن بعبقرية زوجها ، لأن ايمانها هنا يعد حبًّا ، لا عقلانية فيه
                    تذكرت معك جنرال أوريليانو بوين ديا فى رائعة ماركيز مائة عام من العزلة ، و كيف تحملت أورسولا ، عبث الكولونيل ، فكانت تمشط له شعره و شاربه ، و تهتم به ، فى حال انهماكه بهذا العبث ، ربما القائم على العلم الوافد مع من وراء البحار ، و بلاد اليونان هناك ، مع ملكيادس الغجري اللئيم ، الذى يمثل الكثير الكثير فى الملحمة النثرية الخطيرة !
                    الحالة قد تكون مشابهة ، فى حال هذا الرجل ، وإيمان زوجه ، ووقوفها بجانبه ، أمام سخرية الناس به !!
                    المواقف دائما يحكمها التكرارية و المشهدية ، حتى مع مرور السنين ، و توغلها ، و انتصار العلم ، على توهمات و قضايا ما وراء الطبيعة ، مع ذلك نرى نفس الصورة .. و بنفس الأفراد و الحالة هى هى .. أتذكر عباس بن فرناس العالم الجليل ، و غيره و غيره ، و ادعاء رؤوس القوم حول نقطة ضوء فى ظلمة الليل ، لشمعة فى طريق ، ماهو فى نظرهم سوى تعدى على الطبيعة و الإرادة الالهية !!

                    معك أخى الجميل ، و الحفار الذى يتهيأ للاقلاع فى رحلته الأخيرة !

                    محبتى
                    sigpic

                    تعليق

                    • م. زياد صيدم
                      كاتب وقاص
                      • 16-05-2007
                      • 3505

                      #11
                      ** الاديب المتميز ربيع المنبر.......

                      شاكر لك هذا الاثراء بهذا الاسقاط الجميل ..ينم عن تعمق فى القراءة ..

                      تحايا عبقة بالزعتر...................
                      أقدارنا لنا مكتوبة ! ومنها ما نصنعه بأيدينا ؟
                      http://zsaidam.maktoobblog.com

                      تعليق

                      يعمل...
                      X