إلا قليلاً.......جديد يوسف أبوسالم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يوسف أبوسالم
    أديب وكاتب
    • 08-06-2009
    • 2490

    إلا قليلاً.......جديد يوسف أبوسالم

    [frame="13 95"]


    إلا قليلاً



    إلا قليلاً هِجْتِ في أَبْعـــــــــــادي
    فلتصخبي في شرفة الآمــــــــــادِ



    رُشّي على جُرحي الذي أثخنتِه
    ما شِئْتِ مِنْ مِلْحٍ ومن حُسّــــاد


    وتغنْدري بدمي وعطْرِ مواجعي
    وتزيّيني بالماسِ من أصفــادي


    وتكَحّلي بسواد ليلــي كلمـــــا
    شَهَقَتْ شموعي لحظة الميـلاد


    وعِمي صباحاً فالخزامى أينعت
    وتكلل الميعــــــــاد بالميعــــــاد


    والياسمين يلوب فيه مــــداره
    ويلفُّه بغشـــــــاوة الأضـــــداد


    يا أقحوانة قد تعودتُ (الظمـا)
    وغدوتُ مرهوناً على استبداد


    وغدت تخض دمي شوارد نبضه
    فتعــــزُّ فيـــــه براءة الأعيــــــاد


    من أين جئتِ بكل أسباب المنى
    ونصبتها شَرَكاً شهـــيَّ الـــزَّادِ


    وغويتِني بضحوك لحظك والومى
    إن الغوايةَ حِرفةُ الصيّــــــــــــــاد


    من أين جئتِ بكل هاتيك الـرؤى
    ومن الصهيل ملأتني وجــوادي


    صدّقتُ أني فارسٌ فرأيتُنـــي
    سيفاً بلا نصلٍ ولا شــَــــــدّادِ


    ورأيتني بـارودة وهميـــــــة
    يلهو بها طفلٌ بغير زنـــــــاد


    زينتِ لي كوناً طرياً أخضـــراً
    وسقيتني وأنا الظميُّ الصادي


    حتى إذا فجَّ الحجيج ذبحْتِني
    كالكبش في باكورة الأعيـــاد


    فبأي طُعــمِ ضلالـــــةٍ فخّخْتِني
    وغدوتِ أنت تميمةِ استشهادي


    ويْلي فما أنا بالمحبــةِ سارقٌ
    حظي ولا أنا طارق بن زيــاد


    ويحي ولا ماهيتي شاميــــــةٌ
    أبداً ولا بردى عليّ ينـــــادي


    أنا إربديٌّ طاعنٌ في ريفـــــــهِ
    حورانُ في أهلي وفي أحفادي


    يالأقحوانةُ ياالتي سكنَتْ دمـــي
    أنتِ الهوى والشوقُ من أولادي


    أنتِ الحبيبةُ والذي رفعَ ( السما )
    والغصنُ والظلُّ الظليلِ النــــادي


    أنتِ التي بسْملتُ حين عرفتُها
    ونقشتُ آياتـــــي على أوْرادي


    وطفقتُ أخصف من غصون محبتي
    ورق الهــــــــوى وأبُلّهُ بسهـــــادي


    وأفيء فوق جفونك المـــــا كُحّـلتْ
    إلا بنبض حشاشتي وفـــــــــــؤادي


    ما جئتُ أروي بالشجون حكايتي
    إلا ولحنك في فيوض مِـــــــدادي


    فإذا عصفتُ بأحــرفي وعجنتها
    بتمرُّدِي فهــــواكِ ظِلُّ عنــــادي


    وإذا فردتِ الهدبَ متكأً غـــدتْ
    وطناً وصارتْ عِزوتي وبلادي


    فذري المساء يلوّنُ الشفق الذي
    يحْكــــي وِدادَك مَــــــرَّةً وودادي


    يا أقحوانةُ هكذا طبْــــــعُ الهوى
    أشواكُ وردٍ وابتســــامُ رِنـــــــادِ


    يوسف أبوسالم
    11-5-2010
    [/frame]
  • مرام عبد الوهاب
    محظور
    • 16-05-2007
    • 64

    #2
    من أين جئتِ بكل أسباب المنى
    وغويتِني بضحوك لحظك والومى
    إن الغوايةَ حِرفةُ الصيّــــــــــــــاد


    فبأي طُعــمِ ضلالـــــةٍ فخّخْتِني

    وغدوتِ أنت تميمةِ استشهادي



    قسما برب الكعبة ما قرأت اصدق ولا اروع
    من هذه القصيدة منذ مدة طويله
    لا تغضب ولا تثور
    ايها العصفور المغرد فى سماء الشعر
    دائما الصياد ماكر والعصفور حسن النية

    شكرا على هذه الرائعه والله رائعه بدون مجامله
    على فكرة انا لا اجيد المجاملة وهذه المشكله تتعبنى وتتعب من حولى
    التعديل الأخير تم بواسطة مرام عبد الوهاب; الساعة 15-05-2010, 15:32.

    تعليق

    • نديم آل حسن
      عضو الملتقى
      • 05-05-2010
      • 27

      #3
      قصيدة من ذهب

      شكرا لك يا شاعر امتعتني

      تعليق

      • محمد ابوحفص السماحي
        نائب رئيس ملتقى الترجمة
        • 27-12-2008
        • 1678

        #4
        تحياتي

        تحياتي إليك أيها الشاعر المقتدر
        الأستاذ يوسف أبوسالم.
        قصيدة كلها انبهار يأخذ بالألباب ، أعرف مقدرتك فيما سبق لي أن قرأته لك ، ومن نافلة القول أن أطريك وأنت فوق الإطراء.
        تحياتي وإجلالي لك مرة ثانية.
        [gdwl]من فيضكم هذا القصيد أنا
        قلم وانتم كاتب الشعــــــــر[/gdwl]

        تعليق

        • زياد بنجر
          مستشار أدبي
          شاعر
          • 07-04-2008
          • 3671

          #5
          شاعرنا المبدع الأستاذ " يوسف أبو سالم "
          قد أبدعتها قصيدة ساحرة بارعة المعاني و الخيال و الصور
          و ما ذلك بغريب على روعتك و شاعريَّتك
          إلَّا قليلاً .. استهلال رائع وفِقت فيه و لويت به الأعناق إعجاباً
          ثمَّ جاء الفعل " تصخَّبي " لينال قليلاً من رقَّة الصورة بعد أن كان هياجها في أبعادك غامضاً و مثيراً
          ثم توالت الصور البديعة في قولك :
          رُشّي على جُرحي الذي أثخنتِه
          ما شِئْتِ مِنْ مِلْحٍ ومن حُسّــــاد
          وتغنْدري بدمي وعطْرِ مواجعي
          وتزيَّني بالماسِ من أصفــادي
          وتكَحّلي بسواد ليلــي كلمــــا
          شَهَقَتْ شموعي لحظة الميـلاد
          و اللفظ تغندر يا شاعرنا من مفضَّلاتك و قاموسك المحبَّب إليك
          و الغندرة عند العوامّ من الرفاهية بينما أصلها في اللغة السمنة و الغلظة
          ومن الأبيات التي أشعرتني باللوعة و الأسى في القصيدة قولك :

          ويْلي فما أنا بالمحبــةِ سارقٌ
          حظي ولا أنا طارق بن زيــاد
          ويحي ولا ماهيتي شاميــــــةٌ
          أبداً ولا بردى عليّ ينـــــادي
          أنا إربديٌّ طاعنٌ في ريفـــــــهِ
          حورانُ في أهلي وفي أحفادي
          يالأقحوانةُ ياالتي سكنَتْ دمـــي
          أنتِ الهوى والشوقُ من أولادي
          ياله من تضادٍّ جميل و عجيب جمع السارق اللئيم بالفاتح النبيل طارق بن زياد
          ثمَّ بلغت ذروة الشجو في قولك أنا أربديٌّ ...
          يا أخي قد شجوت بهذا البيت
          أمَّا صدر البيت الذي يليه فهو لديّ
          يا أقحوانتيَ الَّتي سكنت دمي
          فذلك أرقّ و أسلم
          أغويتِني بضحوك لحظك والومى
          إن الغوايةَ حِرفةُ الصيّــــــــــــــاد
          هذا البيت الجميل أيضاً من أجمل أبيات القصيدة
          و المرء غوى و غَوِيَ و أغواهُ غيره
          و الأمور بخواتيمها يا شاعرنا فقد جاءت الأبيات الأخيرة بالروعة و الجمال خاصة البيت الذي ذكرت فيه التمرُّد الشعريّ
          و هدبها المفرود متكأً في دقَّة و لا أروع
          سلمت يا شاعرنا الكبير و طبت ودامت إبداعاتك
          تثبَّت
          لا إلهَ إلاَّ الله

          تعليق

          • محمد العرافي
            شاعروناقد
            • 05-03-2008
            • 799

            #6
            من أجمل ما قرأت لك أخي الشاعر الجميل يوسف أبو سالم..

            القصيدة بعاطفتها وسبكها وصورها ..روضة غناء ومتنزه لعشاق الشعر ..



            دمت بهذا البهاء
            [poem=font=",6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/28.gif" border="groove,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]


            كلَّ حرفٍ ذريه ينزف مني=كلَّ بوح ٍ مدادُهُ خفقاتي
            [/poem]

            تعليق

            • خالد شوملي
              أديب وكاتب
              • 24-07-2009
              • 3142

              #7
              الشاعر المبدع الأستاذ يوسف أبو سالم

              قصيدة غزلية من الدرجة الأولى. صور شعرية رائعة. لغة متينة ومتحركة. موسيقى عذبة.

              دام لك هذا الألق.

              مودتي وتقديري

              خالد شوملي
              متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
              www.khaledshomali.org

              تعليق

              • يوسف أبوسالم
                أديب وكاتب
                • 08-06-2009
                • 2490

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة مرام عبد الوهاب مشاهدة المشاركة
                من أين جئتِ بكل أسباب المنى

                وغويتِني بضحوك لحظك والومى
                إن الغوايةَ حِرفةُ الصيّــــــــــــــاد


                فبأي طُعــمِ ضلالـــــةٍ فخّخْتِني

                وغدوتِ أنت تميمةِ استشهادي



                قسما برب الكعبة ما قرأت اصدق ولا اروع

                من هذه القصيدة منذ مدة طويله
                لا تغضب ولا تثور
                ايها العصفور المغرد فى سماء الشعر
                دائما الصياد ماكر والعصفور حسن النية



                شكرا على هذه الرائعه والله رائعه بدون مجامله
                على فكرة انا لا اجيد المجاملة وهذه المشكله تتعبنى وتتعب من حولى
                الأخت مرام عبد الوهاب
                مساء الورد

                أحلى ما في كلماتك
                هي تلك العفوية التي انطلقت بها
                والشعراء كل الشعراء
                يتمنون أن يستطيعوا كتابة أشعارهم
                بمثل هذه العفوية
                بارك بك وبقلمك
                وبكلماتك الجميلة

                وتحياتي

                تعليق

                • يوسف أبوسالم
                  أديب وكاتب
                  • 08-06-2009
                  • 2490

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة نديم آل حسن مشاهدة المشاركة
                  قصيدة من ذهب

                  شكرا لك يا شاعر امتعتني

                  المبدع نديم آل حسن
                  مساء الخيرات

                  وشكرا كل الشكر
                  لمرورك
                  وكلماتك الموجزة المعبرة

                  وتحياتي

                  تعليق

                  • يوسف أبوسالم
                    أديب وكاتب
                    • 08-06-2009
                    • 2490

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابوحفص السماحي مشاهدة المشاركة
                    تحياتي إليك أيها الشاعر المقتدر

                    الأستاذ يوسف أبوسالم.
                    قصيدة كلها انبهار يأخذ بالألباب ، أعرف مقدرتك فيما سبق لي أن قرأته لك ، ومن نافلة القول أن أطريك وأنت فوق الإطراء.

                    تحياتي وإجلالي لك مرة ثانية.
                    المبدع
                    محمد أبوحفص السماحي
                    مساء الورود

                    كثير علي ما أغدقته أخي
                    من محبة ومودة
                    ومن أصالة وكرم
                    وأكثر منه كلمات الإطراء فوق العادية
                    ليتني أكون دوما عند حسن ظنك
                    وظن الزميلات والزملاء جميعا
                    بارك الله بك

                    وتحياتي

                    تعليق

                    • ياسر طويش
                      رئيس الجمعية الدولية الحرة للمترجمين اللغويين العرب
                      • 07-08-2009
                      • 919

                      #11


                      إلا قليلاً



                      إلا قليلاً هِجْتِ في أَبْعـــــــــــادي
                      فلتصخبي في شرفة الآمــــــــــادِ


                      رُشّي على جُرحي الذي أثخنتِه
                      ما شِئْتِ مِنْ مِلْحٍ ومن حُسّــــاد


                      وتغنْدري بدمي وعطْرِ مواجعي
                      وتزيّيني بالماسِ من أصفــادي


                      وتكَحّلي بسواد ليلــي كلمـــــا
                      شَهَقَتْ شموعي لحظة الميـلاد


                      وعِمي صباحاً فالخزامى أينعت
                      وتكلل الميعــــــــاد بالميعــــــاد


                      والياسمين يلوب فيه مــــداره
                      ويلفُّه بغشـــــــاوة الأضـــــداد


                      يا أقحوانة قد تعودتُ (الظمـا)
                      وغدوتُ مرهوناً على استبداد


                      وغدت تخض دمي شوارد نبضه
                      فتعــــزُّ فيـــــه براءة الأعيــــــاد


                      من أين جئتِ بكل أسباب المنى
                      ونصبتها شَرَكاً شهـــيَّ الـــزَّادِ


                      وغويتِني بضحوك لحظك والومى
                      إن الغوايةَ حِرفةُ الصيّــــــــــــــاد


                      من أين جئتِ بكل هاتيك الـرؤى
                      ومن الصهيل ملأتني وجــوادي


                      صدّقتُ أني فارسٌ فرأيتُنـــي
                      سيفاً بلا نصلٍ ولا شــَــــــدّادِ


                      ورأيتني بـارودة وهميـــــــة
                      يلهو بها طفلٌ بغير زنـــــــاد


                      زينتِ لي كوناً طرياً أخضـــراً
                      وسقيتني وأنا الظميُّ الصادي


                      حتى إذا فجَّ الحجيج ذبحْتِني
                      كالكبش في باكورة الأعيـــاد


                      فبأي طُعــمِ ضلالـــــةٍ فخّخْتِني
                      وغدوتِ أنت تميمةِ استشهادي


                      ويْلي فما أنا بالمحبــةِ سارقٌ
                      حظي ولا أنا طارق بن زيــاد


                      ويحي ولا ماهيتي شاميــــــةٌ
                      أبداً ولا بردى عليّ ينـــــادي


                      أنا إربديٌّ طاعنٌ في ريفـــــــهِ
                      حورانُ في أهلي وفي أحفادي


                      يالأقحوانةُ ياالتي سكنَتْ دمـــي
                      أنتِ الهوى والشوقُ من أولادي


                      أنتِ الحبيبةُ والذي رفعَ ( السما )
                      والغصنُ والظلُّ الظليلِ النــــادي


                      أنتِ التي بسْملتُ حين عرفتُها
                      ونقشتُ آياتـــــي على أوْرادي


                      وطفقتُ أخصف من غصون محبتي
                      ورق الهــــــــوى وأبُلّهُ بسهـــــادي


                      وأفيء فوق جفونك المـــــا كُحّـلتْ
                      إلا بنبض حشاشتي وفـــــــــــؤادي


                      ما جئتُ أروي بالشجون حكايتي
                      إلا ولحنك في فيوض مِـــــــدادي


                      فإذا عصفتُ بأحــرفي وعجنتها
                      بتمرُّدِي فهــــواكِ ظِلُّ عنــــادي


                      وإذا فردتِ الهدبَ متكأً غـــدتْ
                      وطناً وصارتْ عِزوتي وبلادي


                      }



                      يا أقحوانةُ هكذا طبْــــــعُ الهوى
                      أشواكُ وردٍ وابتســــامُ رِنـــــــادِ


                      يوسف أبوسالم
                      11-5-2010


                      على هامش قصيدة " إلا قليلا " للشاعر الباسق يوسف أبو سالم
                      لله درك من نديم شاعر
                      شعر ياسر طويش

                      [poem=font=",6,black,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
                      كرمى لعينك ايها الخل الوفي = حتى البلابل سلطنت ببلادي
                      كرمى ليوسف يابديع زمانه = اقبلت أعزف للوفا إنشادي
                      بردى يهرمس بالممودة تنتشي = شام العروبة والفرات ينادي
                      حوران تعشقها ليالي اربد = يامن تعبر عن هوى الأجداد
                      إنا لنفخر أن نراك ونلتقي = في يوم عيد وفرحة الأولاد
                      نهديك من فل الشآم ووردها = الجوري أحلم أن أراك قصادي
                      لله درك من نديمٍ شاعر = ابدعت في وصف وفي استشهاد
                      [/poem]
                      مع خالص المودة
                      ياسر طويش
                      التعديل الأخير تم بواسطة ياسر طويش; الساعة 16-05-2010, 18:25.
                      تبا لحروفٍ تخذلنا= سحقا للهو وللنغم ِ
                      تبَّا للقادة إن صبأوا = وأحلُّوا للغرباء دمي
                      مانفع جميع قصائدنا= ماجدوى وجودي من عدمي
                      إن لم ْ تتوحد أمتنا = وتلبي زحف المعتصم ْ
                      إن لم نتحرر من جيفٍ = ونحطم راسك ياصنمي
                      ياعلمي رفرف بسمائك = إخفق بسمائك ياعلمي
                      ياقلمي طوبى لحروفك= طوبى لرصاصك ياقلمي


                      http://wata1.com/vb

                      تعليق

                      • توفيق الخطيب
                        نائب رئيس ملتقى الديوان
                        • 02-01-2009
                        • 826

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة يوسف أبوسالم مشاهدة المشاركة
                        [frame="13 95"]


                        إلا قليلاً



                        إلا قليلاً هِجْتِ في أَبْعـــــــــــادي
                        فلتصخبي في شرفة الآمــــــــــادِ



                        رُشّي على جُرحي الذي أثخنتِه
                        ما شِئْتِ مِنْ مِلْحٍ ومن حُسّــــاد



                        وتغنْدري بدمي وعطْرِ مواجعي
                        وتزيّيني بالماسِ من أصفــادي


                        وتكَحّلي بسواد ليلــي كلمـــــا
                        شَهَقَتْ شموعي لحظة الميـلاد


                        وعِمي صباحاً فالخزامى أينعت
                        وتكلل الميعــــــــاد بالميعــــــاد


                        والياسمين يلوب فيه مــــداره
                        ويلفُّه بغشـــــــاوة الأضـــــداد


                        يا أقحوانة قد تعودتُ (الظمـا)
                        وغدوتُ مرهوناً على استبداد


                        وغدت تخض دمي شوارد نبضه
                        فتعــــزُّ فيـــــه براءة الأعيــــــاد


                        من أين جئتِ بكل أسباب المنى
                        ونصبتها شَرَكاً شهـــيَّ الـــزَّادِ


                        وغويتِني بضحوك لحظك والومى
                        إن الغوايةَ حِرفةُ الصيّــــــــــــــاد


                        من أين جئتِ بكل هاتيك الـرؤى
                        ومن الصهيل ملأتني وجــوادي


                        صدّقتُ أني فارسٌ فرأيتُنـــي
                        سيفاً بلا نصلٍ ولا شــَــــــدّادِ


                        ورأيتني بـارودة وهميـــــــة
                        يلهو بها طفلٌ بغير زنـــــــاد


                        زينتِ لي كوناً طرياً أخضـــراً
                        وسقيتني وأنا الظميُّ الصادي


                        حتى إذا فجَّ الحجيج ذبحْتِني
                        كالكبش في باكورة الأعيـــاد


                        فبأي طُعــمِ ضلالـــــةٍ فخّخْتِني
                        وغدوتِ أنت تميمةِ استشهادي


                        ويْلي فما أنا بالمحبــةِ سارقٌ
                        حظي ولا أنا طارق بن زيــاد


                        ويحي ولا ماهيتي شاميــــــةٌ
                        أبداً ولا بردى عليّ ينـــــادي


                        أنا إربديٌّ طاعنٌ في ريفـــــــهِ
                        حورانُ في أهلي وفي أحفادي


                        يالأقحوانةُ ياالتي سكنَتْ دمـــي
                        أنتِ الهوى والشوقُ من أولادي


                        أنتِ الحبيبةُ والذي رفعَ ( السما )
                        والغصنُ والظلُّ الظليلِ النــــادي


                        أنتِ التي بسْملتُ حين عرفتُها
                        ونقشتُ آياتـــــي على أوْرادي


                        وطفقتُ أخصف من غصون محبتي
                        ورق الهــــــــوى وأبُلّهُ بسهـــــادي


                        وأفيء فوق جفونك المـــــا كُحّـلتْ
                        إلا بنبض حشاشتي وفـــــــــــؤادي


                        ما جئتُ أروي بالشجون حكايتي
                        إلا ولحنك في فيوض مِـــــــدادي


                        فإذا عصفتُ بأحــرفي وعجنتها
                        بتمرُّدِي فهــــواكِ ظِلُّ عنــــادي


                        وإذا فردتِ الهدبَ متكأً غـــدتْ
                        وطناً وصارتْ عِزوتي وبلادي


                        فذري المساء يلوّنُ الشفق الذي
                        يحْكــــي وِدادَك مَــــــرَّةً وودادي


                        يا أقحوانةُ هكذا طبْــــــعُ الهوى
                        أشواكُ وردٍ وابتســــامُ رِنـــــــادِ


                        يوسف أبوسالم
                        11-5-2010
                        [/frame]
                        بسم الله الرحمن الرحيم
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        الأستاذ يوسف أبوسالم
                        هذه القصيدة صورة ملونة بالأبعاد الثلاثية عن شعر الحداثة الذي يمثله الشاعر الموهوب يوسف أبو سالم .
                        بداية مباشرة بديعة دخلت إلى صلب الموضوع من دون مقدمات لتبين لنا تأثير الحبيبة في قلب الحبيب في أول بيت
                        إلا قليلاً هِجْتِ في أَبْعـــــــــــادي
                        فلتصخبي في شرفة الآمــــــــــادِ

                        لتتبعها أبيات تشرح لنا هذا التأثير ومداه باستخدام صور حداثية جديدة وبعبارات وألفاظ تدل على العصر الذي يعيش فيه الشاعر , بحيث لانخطئ أبدا في الزمن الذي نُظمت فيه القصيدة , ومن ذلك
                        تغندري بدمي وعطر مواجعي - شهقت شموعي لحظة الميلاد - ويلفه بغشاوة الأضداد - وغدوت مرهونا - وغدت تخض دمي شوارد نبضه - ورأيتني بارودة وهمية .
                        ولاننسى الصور المرافقة الفريدة الجديدة التي رافقت هذه التعابير المعاصرة وأختار منها
                        وغدت تخض دمي شوارد نبضه
                        فتعــــزُّ فيـــــه براءة الأعيــــــاد
                        وكذلك
                        ورأيتني بـارودة وهميـــــــة
                        يلهو بها طفلٌ بغير زنـــــــاد
                        كما جاءت بعض الصور التقليدية ولكن مع التحديث المناسب ,وربما كان هذان البيتان من أروع أبيات القصيدة
                        من أين جئتِ بكل أسباب المنى
                        ونصبتها شَرَكاً شهـــيَّ الـــزَّادِ

                        وغويتِني بضحوك لحظك والومى
                        إن الغوايةَ حِرفةُ الصيّــــــــــــــاد
                        ومع ذلك فلم تأت القصيدة في بيان موحد بل فاجأتنا في كثير من الأحيان باختلاف الخطاب الشعري من التقرير إلى الاستفهام فبعد قول الشاعر :
                        زينتِ لي كوناً طرياً أخضـــراً
                        وسقيتني وأنا الظميُّ الصادي

                        حتى إذا فجَّ الحجيج ذبحْتِني
                        كالكبش في باكورة الأعيـــاد
                        انتقل الى الإستفهام متسائلا
                        فبأي طُعــمِ ضلالـــــةٍ فخّخْتِني
                        وغدوتِ أنت تميمةِ استشهادي
                        مما أعطى النص حركية وجمالاً .
                        ولي عتب على الشاعر الذي فرق في الحال والمعيشة والنشأة بين أهل الشام وأهل حوران , كأنه يقول لنا أن أهل الشام أنعم عيشا وأقل خشونة من أهل حوران , ونسي الشاعر الإربدي الجميل أننا شعب واحد لنا نفس العادات والتقاليد ولو فرقت بيننا الحدود الوهمية وتسميات الاستعمار , في زمن أصبح العالم فيه قرية واحدة كبيرة .
                        ويحي ولا ماهيتي شاميــــــةٌ
                        أبداً ولا بردى عليّ ينـــــادي

                        أنا إربديٌّ طاعنٌ في ريفـــــــهِ
                        حورانُ في أهلي وفي أحفادي

                        وأنا أرى أن من يستطيع أن ينظم مثل هذه القصيدة الساحرة الرقيقة يستحق لقب الشامي الأول الذي تنادي عليه النسائم العليلة من بردى .
                        ثم ينتقل الشاعر إلى مخاطبة حبيبته برقة في تغيير آخر للخطاب الشعري ليحرك القصيدة مرة أخرى ويزيدها رقة وعذوبة
                        يالأقحوانةُ ياالتي سكنَتْ دمـــي
                        أنتِ الهوى والشوقُ من أولادي


                        أنتِ الحبيبةُ والذي رفعَ ( السما )
                        والغصنُ والظلُّ الظليلِ النــــادي


                        أنتِ التي بسْملتُ حين عرفتُها
                        ونقشتُ آياتـــــي على أوْرادي


                        وطفقتُ أخصف من غصون محبتي
                        ورق الهــــــــوى وأبُلّهُ بسهـــــادي


                        وأفيء فوق جفونك المـــــا كُحّـلتْ
                        إلا بنبض حشاشتي وفـــــــــــؤادي


                        ما جئتُ أروي بالشجون حكايتي
                        إلا ولحنك في فيوض مِـــــــدادي
                        إلى بيتين بديعين بصورتين جديدتين من ريشة فنان بارع تنهل من خيال خصب
                        فإذا عصفتُ بأحــرفي وعجنتها
                        بتمرُّدِي فهــــواكِ ظِلُّ عنــــادي

                        وإذا فردتِ الهدبَ متكأً غـــدتْ
                        وطناً وصارتْ عِزوتي وبلادي
                        مع أن الهدب أرق من أن تكون متكأً.
                        وماأجمل هذا البيت
                        فذري المساء يلوّنُ الشفق الذي
                        يحْكــــي وِدادَك مَــــــرَّةً وودادي
                        وهذه النهاية
                        يا أقحوانةُ هكذا طبْــــــعُ الهوى
                        أشواكُ وردٍ وابتســــامُ رِنـــــــادِ
                        قصيدة تدل بلا شك على موهبة الشاعر يوسف أبوسالم ,الذي حافظ على أسلوبه المميز الذي امتزج بشعره ليصبح أكثر وضوحا ولتصبح القصيدة عفوية صادقة المشاعر عميقة التأثير .
                        توجد بعض الملاحظات اللغوية التي أشار إليها بلطف الشاعر زياد بنجر ولاأحب أن أكررها , ولكن كقاعدة عامة لايجوز أن تدخل ياء النداء على ال التعريف , ويجب أن يفصل بينها وبين المنادى أيها للاسم المذكر وأيتها للاسم المؤنث , ويستثنى من ذلك لفظ الجلالة فيقال ياالله ,وكذلك
                        الضرورة الشعرية قد تجيز أن تدخل الياء على ال التعريف
                        والشاهد في ذلك قول الشاعر
                        فيا الغلامان اللذان فرّا == إياكما أن تعقبانا شرّا
                        أما دخول ال التعريف على ما الموصولة فهو غير جائز , لأن الموصول معرفة والمعرفة لاتعرّف .
                        وأما استعمال كلمة عامية مثل تغندر في هذا النص فهو جائز في الشعر بشرط الإشارة إليه بوضع الكلمة ضمن قوسين للدلالة على المعنى العامي المتداول للكلمة .
                        إن روعة هذه القصيدة تغفر للشاعر الكبير هذه الملاحظات البسيطة القابلة للإصلاح .
                        دمت شاعرا مبدعا

                        توفيق الخطيب

                        تعليق

                        • محمد الصاوى السيد حسين
                          أديب وكاتب
                          • 25-09-2008
                          • 2803

                          #13
                          تحياتى البيضاء

                          ورأيتني بـارودةوهميـــــــة
                          يلهو بها طفلٌ بغير زنـــــــاد

                          ربما أجد أن هذا البيت من أجمل أبيات هذا النص ، هذا البيت يحمل بجلاء قدرة على كسر حاجز اللغة وابتداع الصورة الجديدة المغايرة ، هنا نحن أمام تشبيه بليغ منقلب عن الجملة الاسمية لكنه ليس أى تشبيه نحن أمام صورة بديعة تضاف للخبرة الجمالية الشعرية بحق ، تضاف إلى جوهر الشعر الحقيقى النقى الذى لا ينبض ضوءه إلا بلألاء الدهشة والتفرد .

                          - ربما أجد أن المفتتح الذى يجب أن يكون بوابة وسيعة براحا جاء شديد التكثيف والإيغال فى غرابة التخييل بما قد يضر بالسلاسة التى يحتاجها دوما بنية المفتتح

                          - ربما أجد أن فى النص ما يمكن اعتباره سياقا دلاليا خاصا وهو السياق الذى يقوم على تغاير طبيعة الأقاليم الشامية وما ينجم عن هذا التغاير ، هذا سياق دلالى خاص يتلقاه فحسب من لديه دراية بهذا السياق ، بينما الأجمل أن يكون السياق الدلالى للنص سياقا عاما ، فإذا كان خاصا فلابد من إطار دلالى مضيى شارح فى رهافو جلاء دلالته التى قد تخفى على المتلقى


                          - ربما أجد أن الكناية " والماس من أصفادى " أحدة ذرى التخييل فى هذا النص الغزلى الجميل كذلك علاقة العطف " ما شئت من ملح ومن حساد " والتى تفاجىء المتلقى عبرعلاقة العطف بتخييل فذ بديع

                          - ربما أجد أن اتصال ما بال التعريف " جفونك الما كحلت " لا تجيزه اللغة لأن الاسم الموصول ما لا يتصل فيما أعرف بحرفى التعريف

                          تعليق

                          • يوسف أبوسالم
                            أديب وكاتب
                            • 08-06-2009
                            • 2490

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة زياد بنجر مشاهدة المشاركة
                            شاعرنا المبدع الأستاذ " يوسف أبو سالم "

                            قد أبدعتها قصيدة ساحرة بارعة المعاني و الخيال و الصور
                            و ما ذلك بغريب على روعتك و شاعريَّتك
                            إلَّا قليلاً .. استهلال رائع وفِقت فيه و لويت به الأعناق إعجاباً
                            ثمَّ جاء الفعل " تصخَّبي " لينال قليلاً من رقَّة الصورة بعد أن كان هياجها في أبعادك غامضاً و مثيراً
                            ثم توالت الصور البديعة في قولك :
                            رُشّي على جُرحي الذي أثخنتِه
                            ما شِئْتِ مِنْ مِلْحٍ ومن حُسّــــاد
                            وتغنْدري بدمي وعطْرِ مواجعي
                            وتزيَّني بالماسِ من أصفــادي
                            وتكَحّلي بسواد ليلــي كلمــــا
                            شَهَقَتْ شموعي لحظة الميـلاد
                            و اللفظ تغندر يا شاعرنا من مفضَّلاتك و قاموسك المحبَّب إليك
                            و الغندرة عند العوامّ من الرفاهية بينما أصلها في اللغة السمنة و الغلظة
                            ومن الأبيات التي أشعرتني باللوعة و الأسى في القصيدة قولك :

                            ويْلي فما أنا بالمحبــةِ سارقٌ
                            حظي ولا أنا طارق بن زيــاد
                            ويحي ولا ماهيتي شاميــــــةٌ
                            أبداً ولا بردى عليّ ينـــــادي
                            أنا إربديٌّ طاعنٌ في ريفـــــــهِ
                            حورانُ في أهلي وفي أحفادي
                            يالأقحوانةُ ياالتي سكنَتْ دمـــي
                            أنتِ الهوى والشوقُ من أولادي
                            ياله من تضادٍّ جميل و عجيب جمع السارق اللئيم بالفاتح النبيل طارق بن زياد
                            ثمَّ بلغت ذروة الشجو في قولك أنا أربديٌّ ...
                            يا أخي قد شجوت بهذا البيت
                            أمَّا صدر البيت الذي يليه فهو لديّ
                            يا أقحوانتيَ الَّتي سكنت دمي
                            فذلك أرقّ و أسلم
                            أغويتِني بضحوك لحظك والومى
                            إن الغوايةَ حِرفةُ الصيّــــــــــــــاد
                            هذا البيت الجميل أيضاً من أجمل أبيات القصيدة
                            و المرء غوى و غَوِيَ و أغواهُ غيره
                            و الأمور بخواتيمها يا شاعرنا فقد جاءت الأبيات الأخيرة بالروعة و الجمال خاصة البيت الذي ذكرت فيه التمرُّد الشعريّ
                            و هدبها المفرود متكأً في دقَّة و لا أروع
                            سلمت يا شاعرنا الكبير و طبت ودامت إبداعاتك

                            تثبَّت
                            أخي الشاعر المبدع
                            زياد بنجر

                            هذه واحدة من قراءتك النادرة التي أهديتنا إياها اليوم
                            وأحمد الله أنها كانت من حظ قصيدتي
                            ذلك أنني شعرت أنك تتجول في القصيدة بفرح وحبور ومتعة
                            وهو أمر أسعدني حقا
                            من أروع ما يمكن أن يضاف إلى أي نص شعري
                            هو تعدد القراءات
                            وهو الأمر الذي يثري النص حقا
                            ذلك أنه في كثير من المرات يضيء المتلقي الذواقة
                            كثيرا من الزوايا التي لم تخطر على بال الشاعر
                            ويأتي متذوق آخر ليكشف جوانب إبداعية أو نقدية
                            فيصبح النص ثريا حقا
                            وهذا ما أضافته قراءتك الجميلة أخي زياد
                            ولا أحسب شاعرا لا تسعده مثل هذه القراءات لنصوصه
                            على أني استعملت كلمة (تغندري) بمفهومها السائد الذي يعني تجملي
                            رغم أن قواميس اللغة تعطي معنيين لكلمة الغندرة
                            واحد السمين الغليظ وآخر الناعم اللطيف
                            واستنادا للمعنى الثاني يمكن أن نستعمل تغندري بالمعنى السائد
                            في كل الأحوال يبقى الأمر اجتهادا
                            وتبقى القصيدة دوما بين يدي المتلقين
                            فقد أصبحت من حقهم الآن
                            أخي الشاعر زياد
                            حقا أمتعتني بقراءتك ووقفاتك الذكية عند بعض الصور والمفاصل
                            فلا أملك إلا أن أشكرك كل الشكر

                            وتحياتي

                            تعليق

                            • سحر الشربينى
                              أديب وكاتب
                              • 23-09-2008
                              • 1189

                              #15
                              يالك من أسطورةٍ رائعة فى عالم الشعر
                              يالك من نبضٍ حساس
                              قرأتها أمس فى إحدى المنتديات وكتبتُ من وحيها قصيدتين واحدة عمودية والأخرى تفعيلة ( تدفع كام وتقرأهم ) ههههه
                              شاعرنا المبدع يوسف أبو سالم
                              لا تكفيك الأبجديات
                              إنَّ قلبي
                              مثل نجماتِ السماءِ
                              هل يطولُ الإنسُ نجماً
                              (بقلمي)​

                              تعليق

                              يعمل...
                              X