تويت
صدور كتاب " صورة الآخر في التراث العربيّ " للدكتورة ماجدة حمود
صدر حديثاً عن " الدار العربيّة للعلوم ناشرون " وعن " منشورات الإختلاف " كتاب " صورة الآخر في التراث العربيّ " للكاتبة والناقدة السورية ماجدة حمود. وتعتقد الكاتبة أن هذا الإصدار أحد أنواع الحوار مع الذات الذي نحن اليوم أحوج ما نكون إليه لأن الحوار مع الآخر لا بد من أن تسبقه معرفة بالذات أولاً كي نقف على أرض صلبة في مواجهة سوء الفهم والعداء رفيقا الجهل غالباً.
وتطمح المؤلفة من خلال هذه الدراسة لصورة الآخر في التراث العربي أن تكون نوعاً من حوار الذات بعيداً عن أوهام تقديس الذات أو مجاملتها علماً أن أجدادنا سبقونا إلى ذلك فقد سعوا إلى النظر إلى الآخر المختلف بعين العدل والمحبة مثلما ينظرون إلى أنفسهم تماماً. كذلك تحاول المؤلفة ألا تكون هذه الدراسة علمية تغفل خصوصية الأدب وروحه لذا لجأت إلى مشاهد نقدية تدرس اللغة باعتبارها أحد أهم ملامح الصورة من دون أن تغفل الاستفادة من العلوم الإنسانية ( علم التاريخ - علم النفس - علم الاجتماع ). وحاولت المؤلفة في هذه الدراسة توسيع مفهوم الآخر فهو المختلف عرقياً ودينياً الذي كان شريكاً في الحضارة الإسلامية ولم يكن عدواً صليبياً فحسب. لذا درست أيضاً الآخر الشرقي ( الهندي و الفارسي.... )، وقد اهتمت دراسات مقارنة كثيرة سابقة بدراسة صورة الآخر الغربي وأهملت ذلك الآخر الشرقي.
كذلك تري المؤلفة أن صورة الآخر تأثرت بالمعتقد الديني فكلما كان الآخر قريباً من قيم الإسلام كانت صورته إيجابية لذلك كان التشويه من نصيب الكافر سواء أكان إنسياً أو جنياً فبدا لنا في " ألف ليلة وليلة " عالم الجن المسلم أقرب إلى عالم الإنس. كذلك نلمس تشويهاً لصورة الآخر الزنجي ينمّ عن نظرة استعلائية ألحقت به الصفات السيئة كافة الجسدية منها والمعنوية. ونلاحظ أيضاً وجود ملامح صورة موضوعية للمرأة لم تبق في ذاكرة المتلقي فقد طغت الملامح السلبية ( خائنة - عبدة لشهواتها - محتالة... ) على الإيجابية التي جسدتها " شهرزاد " وغيرها من نساء " الليالي " ( مخلصة - حكيمة - شجاعة... ). [/align]