رواية .. ممرات الانتظار .. شوق حارق 1-23

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ازدهار الانصارى
    عضو أساسي
    • 17-07-2009
    • 504

    رواية .. ممرات الانتظار .. شوق حارق 1-23



    رواية

    ممرات الانتظار .. شوق حارق

    ازدهار سلمان

    بغداد - 2010 / مؤسسة مصر مرتضى للكتاب العراقي

    الإهداء


    إليك..

    خذ كل شيء..

    واجعلني أشعر ثانية بأنك معي..

    حتى ساعتي الأخيرة....


    ازدهار


    تداعيات عند عتبة الكلام..

    في روايتها ممرات الانتظار.. شوق حارق.. تقف ازدهار الأنصاري طويلا أمام مراياها الداخلية, تناجي المرأة الأخرى الساكنة فيها, وتمارس البوح في ذروة النزف, لا تملك غير الصدق الصافي دونما رتوش أو أصباغ.. عارية أمام ذاتها مع بطلة روايتها أحلام/ الراوي العليم تارة, والمحايد الراصد تارة أخرى.. تتداعى بعفوية محسوبة, وتقف عند بوابات البوح, حذرة مثل قطة تكتشف الظلام من حولها مرة, متدفقة مرات مثل شل الهادر, متماهية مع واقعها في مدينتها بغداد المدمرة.. تعيش الموت تلو الموت, تحترق وتنهض من رمادها كما العنقاء وتطير نحو الشمس.. تقتفي اثر حبيب لاح في حياتها عند هجعة موت وأخذها إلى الحياة من جديد, فتحيا به, ولأجله وتعيد اكتشاف ذاتها على مرايا من فضة خالصة!!
    ازدهار الأنصاري المرأة/الشاعرة, تلوذ بلغة هامسة, وتعترف بجرأة حارقة مثل دموعها التي تفيض على جوانب التجربة مثل نهر متدفق, فتنطلي الحالة على القارئ بين ثلاثة نساء يمارسن الشهيق والزفير في آن واحد, وتضفر من التجربة الشخصية والألم الجمعي وتوترات السياسي الضاغط جديلة تحيل الواقع المعاش إلى واقع فني, وذلك من خلال تداعيات هي الأقرب إلى إنثيالات وتدفقات الخواطر, تعبر بها إلى الحلم بغد آتٍ مع حبيب ظهر فجأة قبل رجفة موت, وهي التي عاشت رحلة طويلة مع مرض عضال ضاعف عمرها ألما وعذابا.. فنراها تهرب من حالها إلى حال مدينتها التي طالها الخراب والموت والاقتتال واضطراب المعايير وتدمي القيم الراسخة التي أسستها حضارات ما بين النهرين..
    الحكاية في الرواية ربما تحدث كل يوم وفي أكثر من مكان, ولكن الفن يجعل من العادي اليومي نافذة للوصول إلى أعماق البطلة, فيبدو صدفة صادمة..فالبطلة أحلام وبأعراف المجتمع تتزوج وهي طفلة, قبل أن تعتريها دهشة نضج الأنثى, وقبل أن يمور فيها صهيل الشهوات وضجيج الرغبات.. وعندما تصل إلى ذروة ريعان اليقظة تصبح جدة ولها أحفاد, فتقف أمام ذهول الخسارة والفقد مع جسد عليل أكله المرض وسحب منه بعض أعضاءه, وقذف بها لفترات طويلة على أسرة المشافي, وانتظار نتائج التشخيص والتحليل ووصايا الأطباء, وقرارات العلم الصارمة التي لا تعطي أملا حتى في التداخل الجراحي, في حال حدوثه خارج البلاد وتوفر جمعية إنسانية تتحمل تكاليفه الباهظة!!
    هل يتوقف الأمر عند ذلك والأبواب موصدة, والموت يقف على مرمى شهقة غيبوبة طارئة؟؟
    لكن أمرا ما يحدث!
    كالصدفة يأتي أو الشهاب في ليل مغمس بالعتمة والدموع.. حبيب يتواصل معها من خلال ما تكتب, يلتقط نبضها وينتمي إلى وجعها.. يختزل الجغرافيا ويقبض على الزمن على شاشة الحاسوب أو على أثير الهاتف النقال, ويشحن نبضها بطاقة جديدة, يعطي لحياتها مذاقا آخر..
    ذلك الأحمد الذي يقرأها فيقرأ ذاته المنفية داخل وطنه, على بعد آلاف الأميال يعثر على قرينة روحه, بعقله المتوقد, والمحقون في ذات الوقت بأمراض غيرة الرجل الشرقي وشهوة الاستحواذ غير المبرر..
    تتداعى بطلة الرواية أحلام مع حالاتها اليومية عاشقة مذعورة من نهاية مؤكدة, ولكنها تؤجل الغياب من اجل حبيبها الذي يحلم بلقاء على ارض الواقع, وهنا يلح السؤال حول الوقت العربي الراهن:
    هل للحلم مكان على أرض العرب؟ وكيف يحصل العشاق على فسحة من فرح, في واقع خُربَ بفعل أكثر من فاعل مما كرس القتل من أجل القتل كظاهرة يومية, وكرس الفقد قدرا يتربص..
    فهل الغياب بشهوة القتل يوازي الغياب بفعل التداخل الجراحي,, وهل تعكس حالة البطلة أحلام حال المدينة بغداد التي فقدت معالم جمالها..
    هل هذا سؤال المؤلفة بعد وشائج ربطت بين حبيبين على بعد, كما يبدو في روايتها الهامسة المراوغة بين السكون والصراخ, أم هو العري أمام مرايا حزينة ترصد جفاف الدموع في المآقي, كما ترصد الذهول لدرجة الغياب عن الوعي!!
    في اعتقادي أن ازدهار الأنصاري, تهرب بكامل الوعي لاكتشاف طاقة مخبوءة في القلوب, ترضع من وهج الحب الإنساني السامي, أملا في صياغة الحياة من جديد, وجسر هوة الفراق, وجعل المستحيل ممكن التحقيق...
    وهذا ما جعل البطلة أحلام تستجيب لنداء القلب, وترفض مغامرة التداخل الجراحي المحكومة بالفشل, لتعيش حلمها بطاقة جديدة..
    فهل في ذلك بعض أمل؟
    ربما المخبوء بين ثنايا الرواية التي تبدأ بالنزف وتنتهي بالنزف, ما يفتح بوابات أسئلة أخرى!!
    غريب عسقلاني
    غزة- فلسطين
    1/2/2010


    مدخل

    في دنيا أحلام متاهات ودوامات.. أوجاع وآلام.. بعضها قدر, وبعضها من صنع البشر..! في خضم حياتها تاهت في دروب كثيرة باحثة عن الحب، والأمان، والحنان..
    طفلة كانت حين أصبحت أما.. وامرأة في الخريف حين تنبهت إلى ضياع العمر واستنزافه لكل طاقاتها..!
    وأحلام بطلة هذه الحكاية كان حلمها دوما حبٍ يملك عليها جوانحها.. ولم تكن تدري أن نهاية البحث المستميت الذي وسم مسيرتها, قد رسا في ذلك المرفأ, الساكن بهدوء العطاء طورا, وطورا آخر المجنون باحتراق تجارب مرت عليه, فبات ملتهبا كبركان لا يهمد!!
    تبدأ الحكاية من هنا.. وستظل مفتوحة في سرد متواصل وعلى أسلوب الخاطرة لتعلن أنها الرواية الثانية للكاتبة..
    كان اختيار العنوان محض صدفة تكامل مع مقياس العطاء المبذول في تلك الممرات المتعرجة تارة، والمستقيمة تارة أخرى في انتظار مرير لأشياء كثيرة أولها الحب وأخرها الأمان..!!
    ازدهار سلمان الأنصاري
    7 – 1 – 2010


    -1-


    في انتظاره المعتاد راحت تبحث بين رسائله, عن ذلك الرجل الذي استطاع أن يغزو قلبها ويخرجها من عزلة فرضتها عليها الأقدار..وفي عزلتها شيء من الاختيار..
    في أول لقاء لهما كانا مرتبكين, لا يعرف أحدهما الأخر إلا من خلال حروف رسمها كلاهما على الورق.. وتكررت اللقاءات.
    في تلك الليلة لم تنم.. كيف تنام؟ وهي تتهيأ إلى من كان سبب انتظارها الدائم.. تعيد كل مفردات اللقاء وتعوم في فيض من الإعجاب وشيء من الحب..
    - أحلام.. لماذا تحبيني وكيف..؟
    هكذا فاجأها ذات مرة بسؤال اعتبرته غريبا, ولأنها توّخت الصدق سبيلا في حياتها, ردت ببساطة..
    - أحببتك من خلال حروفك قرأت سطورك وعرفتك..
    تساءل مستغربا:
    - وماذا عرفت..؟
    -عرفت أنك الرجل الذي ابحث عنه.. عرفت أنك القيمة التي أصر على تواجدها في الكون.. شعرتك مختلفا جدا.. وهذا ما بهرني بك..
    ألقت ما في يديها من رسائل ووسدت خدها على يديها وأخذت تحادث نفسها:
    "هنا قبلني أول مرة..!! "
    تمسد خدها تتلذذ بعبق تحسه ممتدا من خلال الذكرى.. منذ متى يعرفان بعضهما؟
    هاهما يدخلان على عام جديد ..سنة بدأت في يوم سعيد.. تغمض عينها تفتحها تنظر إلى الساعة, مازال هناك وقت لمجيئه.. لن يأتي قبل ساعة أخرى..
    كم هو ممتد وطويل وقت الانتظار حين يزحف فيه الشوق واللهفة كلهيب يشتعل في الروح باحثا عن وليجة يخرج من خلالها فيعبق الأجواء بالجوري والياسمين..
    كان اليوم نهارا سعيدا للجميع.. فقد تمت خطبة ابنة أحلام لقريب لها.. وعاشت أحلام فرحة مستبشرة أنها أتمت رسالتها أخيرا, وأنه حان الوقت لتلتفت إلى نفسها, رغم مشاعر الحزن والشجن فالطفلة كبرت وستنتقل إلى أحضان غير أحضانها.. كم كان شوقها الأحضان لأحمد غامرا..!! كانت بحاجة إليه ليسد أبواب تهجم من خلالها عليها الوحدة والوحشة..
    كيف تقضي وقت الانتظار؟
    جلست أمام حاسوبها وراحت تكتب.. وتكتب:
    " بي شوق يأخذني إليك
    وبي لهفة أن أجثو بين يديك
    بي عشق يغمرني قلقا عليك "
    تنظر إلى الساعة تخاطبها:
    متى يحين الوقت متى..؟
    الشوق أضناني إليك
    تقبل الكلمات التي كتبتها وتقرر إرسالها له في رسالة عابقة بالعشق والشوق والوله والوجد والغرام.. تسمع دقات قلبه تتخيله وهو يبتسم حين يمسك بالرسالة كي يقرأها تحسه يقول:
    - أيا حبيبتي ومهجة روحي وحبي الكبير, كم أعشقك أنا كوني بخير كي أكون بخير..كلانا باحث عن الحب والأمان.. كلانا يكمل الأخر..
    تغمض عينها على ابتسامته وتطبق جفنيها كي لا يغادرها..
    وتستمر في الانتظار..!!
    التعديل الأخير تم بواسطة ازدهار الانصارى; الساعة 16-05-2010, 06:13.
    [CENTER][COLOR=purple]صرت لا أملك إلا أن أستنطق بقاياكِ [/COLOR][/CENTER]
    [CENTER][COLOR=purple][/COLOR] [/CENTER]
    [CENTER][COLOR=purple]لعلها تعيد إليّ بعض روحي [/COLOR][/CENTER]
    [CENTER][COLOR=purple][/COLOR] [/CENTER]
    [CENTER][COLOR=purple]التي هاجرت معك ..[/COLOR][/CENTER]
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    جميل ما طرح هنا .. من وجهات نظر سبقت قراءتنا للعمل الروائى
    لكن بعض لمساتك هنا أعطت بعض الرؤية لأحلام بطلة العمل !
    أعجبني حديث أخي العزيز غريب عسقلاني ، لأنه حمل وجهة نظر ،
    و صيغ بشكل أقرب إلى روح العمل !

    أشكرك أختي العزيزة ازدهار .. و ألف مبروك على الرواية الثانية
    و أنتظر قراءتها بحول الله
    فكوني قريبة لنتعلم منك

    محبتي
    sigpic

    تعليق

    • ازدهار الانصارى
      عضو أساسي
      • 17-07-2009
      • 504

      #3
      [align=center]
      الاستاذ الفاضل ربيع عقب الباب

      عذرا لتأخري في الرد والنشر لاني كنت في رحلة الى بيت الله الحرام لاداء مناسك العمرة ..

      أسعدتني قراءتك ومرورك وانا من يتعلم منكم سيدي

      دمت بخير

      احترامي وتقديري
      [/align]
      [CENTER][COLOR=purple]صرت لا أملك إلا أن أستنطق بقاياكِ [/COLOR][/CENTER]
      [CENTER][COLOR=purple][/COLOR] [/CENTER]
      [CENTER][COLOR=purple]لعلها تعيد إليّ بعض روحي [/COLOR][/CENTER]
      [CENTER][COLOR=purple][/COLOR] [/CENTER]
      [CENTER][COLOR=purple]التي هاجرت معك ..[/COLOR][/CENTER]

      تعليق

      يعمل...
      X