حوار مع الأديب العراقي الكبير جاسم محمد صالح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رزق فــــرج رزق
    أديب وكاتب
    • 26-04-2009
    • 48

    حوار مع الأديب العراقي الكبير جاسم محمد صالح

    الكتابة للطفولة لا يقدر عليها أي كان

    جاسم محمد صالح:
    أنا الباحث الوحيد الذي فضح جرائم الاحتلال ضد الأطفال
    [BIMG]431p.rar - RAR archive, unpacked size 35,162 bytes[/BIMG]

    لابد لنا في كل مناسبة أن نأخذ بعين الاعتبار دور الأجيال في رفد الثقافة العراقية في ترسيخ معالم النهضة الفكرية لمن أعطوا ما لا يمكن إعطاءه في الوقت الحاضر من الجانب التربوي والثقافي والأدبي لديمومة الأفكار الناضجة لإعطاء الدور الريادي في الأدب والفكر والتحاور المنهجي لإعطاء الكلمة دورها الحقيقي والوصول إلى الهدف السامي و الرسالة الإنسانية للأجيال القادمة.. نلتقي عبر هذه الفسحة بالباحث والمؤرخ العراقي الأستاذ جاسم محمد صالح.

    كتب جاسم محمد صالح القصة القصيرة في بداياته وله ثلاثة مجاميع "طقوس في مدن النساء، 1975" و"وجوه تغني للفرح، 1978" و"قصصي القصيرة، 2005" وله مسرحيات للكبار منها "سقوط ملك شهريار،1997" و"مملكة الذهب" وأيضا له "هموم عالم الطفولة" وكتب لهم "السمكة الملونة، 2007" و"الشجرة الطيبة، 1978" و"عروس البستان، 2006" وروايات للأطفال أهمها الخاتم -الليرات العشرة - الحصار - حميد البلام - الصفعة - السيف – الفأس – صالح الخراشي – مملكة الشمس – منقذ اليعربي.
    أديبنا من مواليد بغداد 1949 تخرج في كلية التربية/ قسم اللغة العربية عمل مدرسا في المدارس الإعدادية ومشرفا علميا في وزارة التربية في مجال تأليف المناهج وتنقيحها وحاليا اختصاصي تربوي في اللغة العربية أسس "الملتقى الأدبي الشبابي" في بغداد وانتخب رئيسا له عام 1990، عمل في الصيانة والإذاعة والتلفزيون وعمل مدير تحرير جريدة المواطن العراقي ومدير تحرير جريدة نبض العراق ومدير تحرير جريدة الحماية ويعتبر الأستاذ جاسم محمد صالح موسوعة عراقية له بصمات في كل المجالات الأدبية ، وله إسهام في المسرح العراقي وله رؤية خاصة لكتابة السيناريو وعمق وجداني في كتابة الرواية وأيضا له دراسات وبحوث في التعليم والفلسفة التربوية والتعليم الإ لكتروني وصدر له كتاب بعنوان "أراء ومفاهيم في التربية والتعليم " وحصل على كتاب شكر من وزير التربية العراقي في مجال البحث التربوي "2005".


    نلتقي ونحاول تسليط الضوء على حياته لإثراء الساحة الثقافية بما ينفع من أدب موجه للأطفال.. ولما لهذا اللون من ندرة وخصوصية، وصعوبة أيضا في التناول والتأليف.

    * من خلال إطلاعنا على سيرتك الذاتية الحافلة والمشرفة، أرى أن أدب الأطفال يحتل حيزا كبيرا منها.. ما هو الدافع الحقيقي الذي دعاك لخوض تجربة الكتابة للأطفال؟
    - وجدت أن أطفال أمتنا العربية يعانون وبشكل ملح من عدم وجود أدب بناء موجه إليهم، يعزز انتماءهم إلى أمتهم عموما ويعمق من ارتباطهم بوطنهم خصوصا، وان جلّ ما يُقدم إليهم كان أدبا باهتا لا يغني شيئا من حاجاتهم وتطلعاتهم إلى أفنان المعرفة والثقافة، سيما وأننا نعيش قرنا متصارعا في الثقافات وفي الرؤيا وفي الاستلاب الثقافي والمعرفي، وهناك هجمات منظمة شرسة في اندفاعها، خبيثة في رؤاها مدمرة في تحليلها ونتائجها، كلها تستهدف ارتباط وانتماء الطفل العربي لجعله بلا هوية، بلا ثقافة، بلا معرفة حقيقية بعالمه العربي الواسع...

    العالم الذي لعب دورا مهما في بناء الحضارة الإنسانية، كل هذا دفعني لأن أتفرغ لثقافة الطفل... الثقافة التي ترصد وتبني وتوجه، ومن الجدير بالذكر أنني عانيت من توجهي هذا كثيرا من التصغير وعدم الاحترام لمسلكي هذا من قبل البعض... أفرادا ومؤسسات على أساس أن أدب الطفل يأتي بالدرجة الثانية أو الثالثة بعد أدب الكبار، وأمسوا يطلقون على من يكتب للطفل بأنه كاتب أطفال استصغارا وربما تقليلا للقيمة، لكن ذلك لن يفت في عضدي وواصلت المسيرة باعتزاز وأتشرف بأن أكون كاتبا لأطفال أمتنا العربية.

    * بخبرتك الكبيرة والتخصصية التي تتمتع بها في مجال أدب الأطفال، كيف لك أن تلخص لنا ماهية ثقافة الطفل؟
    - في عموميات المعرفة والثقافة والرؤيا فان أطفال امتنا العربية يشكلون حيزا معرفيا واحدا من حيث الجذور والتطلع لمستقبل واعد، ولكن لا ننكر أن هنالك فروقات جزئية من قطر إلى قطر وهي فروقات غير ذات أهمية لكونها مرتبطة بالخصوصيات البحتة... لا بالعموميات، فبيئة أطفال جزر القمر ربما تختلف عن بيئة أطفال نجد والحجاز وبيئة أطفال الجبل الأخضر في ليبيا ربما تختلف عن أطفال جزيرة البحرين...

    لكن جميع أطفال أمتنا العربية في عموميات الأشياء يربطهم هم واحد ومصير واحد ومستقبل واحد في أنهم يتعرضون إلى هجمة شرسة من الثقافة الاستعمارية المشبوهة سواء أكانت صهيونية أو غربية، ثقافة همجية تريد أن تستلبهم ثقافيا من حيث المضمون وتدميرهم كأصحاب تاريخ وهوية من حيث النتيجة،فالحفاظ على ارثها وتأريخها ومستقبلها المتميز الواعد... لهذا فإن الطفل العربي طفل واحد وإن تعددت ألوانه وأشكاله ولهجاته التي يتحاور بها.

    * كيف لكم كل هذا التميز في كتاباتك الموجهة للأطفال في البلدان العربية في ظل اختلاف بيئاتها ؟
    - "الكاتب" فكرا وبناء، و"النص" وسيلة و"الغاية" هي الطفل بناء وترسيخا، هذه هي الثلاثية المترابطة، حالها حال ثالثة الأثافي التي توضع تحت القدر، الكاتب يمثل الأصالة والتوجه والمصداقية ونكران الذات والتضحية والإيثار والرؤيا الصادقة والوطنية لأرثه وتأريخه وجذوره، فأن أمتلك كل هذه الأشياء فانه يكون مؤهلا عن صدق وأصالة لأن يكتب للطفل، و"النص" قصة ومسرحية ورؤية وقصيدة هو الوعاء الذي تصب فيه آراؤه وتوجهاته، ورؤيا "الكاتب" وهي الوسيلة الناجحة التي تشد الطفل إليها وتتدخل في تفكيره وسلوكه وفي غرس القيم والمبادىء والمفاهيم القومية والإنسانية التي تشكل الغاية النهائية من أي عمل، بغض النظر عن شكله ولونه، الماء هو الماء وإن وضع في أوان مستطرقة، لا يتغير شي من جوهره وأن تغير شكله حسب الإناء الذي يوضع فيه.

    * برأيك أي القوالب الأدبية أكثر تأثيرا في الأطفال وأقرب إلى عقولهم؟
    -كل الأشكال الأدبية الموجهة للطفل تؤثر فيه، فالأغنية تؤثر والقصة تؤثر والرواية تؤثر وكذا المسرحية و الأوبريت، المهم هو الطريقة التي تطرح واللغة التي تستوعب والمسار الدرامي الذي يشدّ ويجذب، الطفل متلق جيد وذكي وحساس كل ذلك جعل المسؤولية كبيرة وخطرة على عاتق كاتب الأطفال، فهو كي يحقق ما يريد عليه أن يعرف المزيد، المزيد من تناسب اللغة التي يفهمها الطفل والمزيد من المواضيع التي تبهر الطفل وتشده والمزيد من الإمتاع والخيال والتصور والمزيد من التفكير، فالطفل يريد أن يحقق رغباته ويلبي احتياجاته ...

    لنقتنص ذلك ونضخ له ما يريد وفق ما نريد، حتى يتحقق لنا المزيد من التواصل والتوجه، معرفة الكاتب لاحتياجات الأطفال يخلق بينه وبينهم مزيدا من التواصل وهو البوابة السحرية التي تمكننا من أن نقدم لأطفالنا كل الهدايا الثمينة الهدايا التي يعتز بها ويشدها إلى صدرها ويحلم، على كاتب الأطفال أن يكون ذكيا في معرفة الوسائل والقوالب والصيغ التي تقربه من الطفل، عليه أن يستفيد من كل الوسائل المتاحة للوصول إلى النتائج.

    * ما هي الأداة التي استخدمتها في تقديم التاريخ للطفل بروح الأدب الممتعة و بعيدا عن الجمود ؟
    - في إحدى مقالاتي كتبت "لأحداث التأريخ أهمية كبيرة في حياتنا كأفراد وكمجتمع، لما فيه من مأثورات وعبر نستقي منها الدروس ونضع بها خططا ومفاهيم وتوجهات مستقبلية اعتمادا على قراءتنا لأحداث التأريخ وما استنبطناه منها من تجارب تعيننا في استشراف المستقبل الذي ربما يكون في أكثر الأحيان هلاميا وغامضا بالنسبة لكثير من الشعوب ولا سيما الشعوب النامية، فمن أحداثه التي مرت، وعبره المستقاة يمكننا أن نتوجه إلى بناء المستقبل التربوي والاجتماعي والسياسي بخطى ثابتة وأكثر وضوحا، ولما كان الطفل بحاجة إلى أن نقدم له مائدة معرفية متكاملة من المفاهيم والقيم والمعارف، فان التأريخ يشكل جزءا كبيرا جدا في احتياجات الطفل المعرفية، وهذه الحاجة تزداد كلما كبر الطفل وتقدم الطفل في مساره الدراسي نحو آفاق أكثر وضوحاوأكثر جذبا، وهو في طفولته المبكرة يتجه نحو الاحتياجات الترفيهية ...

    اللونية والحركية وحتى التعليمية التي تسد في نفسه كثيرا من الفراغات التي هو بحاجة ملحة إلى معرفتها والاستزادة الكبيرة من هذه المعرفة في بناء تكوينه الثقافي وقبلها تشكل تلبية لاحتياجاته النفسية والترويجية باعتبار أن الترويج يشكل حاجة كبيرة لديه ويسعى إلى الحصول عليها بشتى الوسائل الممكنة وغير الممكنة، المقبولة منها وغير المقبولة ...

    هنا تدخل خطورة العرض الخاطئ أو السلبي الذي يُقدم له وآثاره الجسيمة على بنائه النفسي والسلوكي والاجتماعي والتربوي مما يقربه من ولوج مسارات الانحراف والخطأ وممارسة الأعمال المضرة وغير المقبولة اجتماعيا وهو غير عارف بذلك، بل ويعتبرها من الأمور المسلم بها، ويعتبر قناعته الناتجة من حاجته إليها أساسا للمصداقية وللتقبل بل وحتى للتمسك الأعمى به، لهذا فان الطفل تبدأ حاجته إلى التاريخ عندما يترك مرحلة الطفولة المبكرة ويدخل مرحلة الطفولة المتقدمة أو ما نسميه بمرحلة اليفاعة، فيبدأ سلوكه يتأثر بالفعل ورد الفعل وبالحافز وبالمثير وبالنتيجة والتي يمكن الحصول عليها من ذلك.

    فهو في الصف الرابع الابتدائي يبدأ في فهم أحداث التأريخ التي تُقدم إليه كأحداث يقرأها ليس إلا، وكذا الحال بالنسبة للصفين الخامس والسادس الابتدائيين، فشخصيته بدأت تنضج وتتكامل ومشاعره أخذت تنمو وتتوضح تجاه المفاهيم المحسوسة كالدين والوطن واللغة والقومية والصهيونية والقضية الفلسطينية والتحرر والاستقلال والاستعمار.

    وهي مفاهيم كان في طفولته لا يستوعبها استيعابا كبيرا وواضحا لأنها غير واضحة الأفق والدلالة لديه، لاسيما وانه غارق في فهم واستيعاب الملموسات التي يراها أمام عينيه وتمكنه من أن يمسكها ويغير شكلها وبناءها وحتى معناها ومدلولها، وحال هذه الملموسات فكرا ومعنى ومدلولا وغاية وتعبيرا ودلالة حال الطين الاصطناعي ذي الألوان المتعددة"، وهو وسيلتي لإيصال رؤيتي للطفل مع مراعاة كل عناصر النص الأدبي من تشويق وشد وربط وأحداث يستوعبها الطفل ويتفاعل معها، جربت كل هذا في رواياتي المصورة: حميد البلام – بغداد 1982، وروايات: السيف، الحصار، الفأس، الليرات العشر، صالح الخراشي، الصفعة.

    حيث قدمت التاريخ الوطني للشعب العربي في العراق ونضالاته المتميزة ضد الاستعمار والصهيونية في قوالب جميلة ومشوقة أحبها الطفل وتعلق بها، كان الطرح في كل رواياتي التاريخية للطفل شفافا واللغة بسيطة والدراما واضحة ومقنعة ومتسلسلة وكانت النصيحة غير مباشرة مما أوجد تواصلا وثيقا بيني وبين الأطفال، الشعارات المباشرة لا يقبلها الطفل ولا يستسيغها أبدا والنصح المباشر مرفوض عنده وكذلك التنازل المباشر للتاريخ باعتباره تاريخا وأحداثا مجردة لا يشكل شيئا مهما عند الطفل إلا من خلال ربط تلك الأحداث باهتماماته لكي يشد إليها ويشعر برغبة في التواصل معها ومن ثم استيعابها...

    * ماذا تقول للذين يكتبون للطفل؟
    "الثالثة" تربية الجيل أمانة في أعناقكم والتواصل معهم حسبة لله تعالى وفرض شرعي، وكونوا بمستوى المسؤولية الملقاة على عاتقكم وفكروا بذكاء وإبداع و ابحثوا عن كل السبل التي تدخل السعادة والبهجة إلى الأطفال من خلال ما تكتبون.

    * ما سر فوز روايتك "الخاتم" بالجائزة الأولى للملتقى الثقافي الأول 2005؟
    - السر الكامن في الإبداع المتحقق في رواية "الخاتم" هو أنني تعاملت مع التراث العربي الأصيل باعتباره كائنا حيا متجددا واستطعت من خلال هذا التعامل أن أقدم للطفل العربي أنموذجا عصريا للأحداث المتجددة التي لا تنتمي إلى مكان أو زمان من حيث الفحوى، وبذلك استطعت من خلال عملي هذا أن أؤكد على عالمية التراث العربي وإنسانيته، وان العرب هم أكثر شعوب العالم عمقا وثراء بأعمالهم الأدبية الراقية ذات الفحوى والمضمون الإنساني، حيث كان تركيزي في رواية الخاتم على الصراع الأبدي بين الخير والشر... الخير والتضحية والإيثار التي كونت جزءا من شخصية "إبراهيم" الرجل العربي الشهم.

    أما الشر فقد تمثل في شخصية التاجر الغريب الذي كان يتمثل الأطماع الصهيونية والاستعمارية في خيرات امتنا العربية المجيدة ... التاجر الذي كانت له نفس صفات التاجر شايلوك اليهودي، هنا حدث تعارض كبير بين إبراهيم والتاجر الغريب، تعارض وصل إلى حد قيام التاجر الغريب باختطاف الطفل لبيب بن إبراهيم وسجنه في قبو مظلم، "لبيب" كان عندي يمثل الجيل الناشئ من أطفال امتنا العربية، جيل كله ذكاء وموهبة ومعرفة من خلال فوزه في المسابقة التي أجريت في المدينة.... وكيف أن هذا الطفل الذكي تمكن بعقله أن يتخلص من السجن؟

    وكيف أن عملية الاختطاف هذه مثلت لؤم وحقارة المستعمر الغريب الذي لا يفكر إلا بالجشع والطمع والاستيلاء على ما عند الآخرين، وكان انتصارا للخير وهزيمة للشر، المعرفة الذكية بالتراث والمهارة في استخدام أدواته والنجاح في طريقة العرض والتناول كانت وراء النجاح في التعامل مع التراث العربي الأصيل وكان الفوز تعبيرا عن ذلك، دعوة مني لأخوتي الأدباء لإعادة النظر في القيم التربوية والدلالات المعرفية الموجودة في إعادة التعامل العصري معها وتقديمها للطفل من اجل ترسيخ الهوية التي يريد الآخرون مسحها ... الهوية التي تجعلنا معروفين ومحترمين لدى الآخرين.

    * انتصار الخير وهزيمة الشر هدف يسعى دائما الأديب إلى تحقيقه .. أيهما أقرب إلى عقلية الطفل للوصول لهذا الهدف ... استعمال البطل الأسطوري أم استعمال البطل ذا الشخصية الحقيقية؟
    - هو صراع أبدي بدأ منذ فجر الخليقة وما زال هذا الصراع متجذرا في النفس البشرية وتحول بشكل وبآخر إلى صراع بين الحضارات وبين الأفكار والمعتقدات وأحيانا ينتصر الشر وأحيانا أخرى ينتصر الخير لكثير من الأسباب والظروف، وكاتب الأطفال أصلا مصطف في شاطئ الخير محاربا الشر أينما كان وحيثما وجد وسلاحه في هذا الصراع الأزلي هو النص الأدبي الذي يقدمه للأطفال والذي يبعدهم عن خندق الشر، وللوصول إلى تحقيق ذلك لابد من خلق بطل مؤثر يكون أنموذجا لدى الأطفال يتقبلون سلوكه ويقلدون أفعاله وتوجهاته، في تاريخنا العربي قديما وحديثا أبطال يمكن التعامل معهم لتقديم التيمة المطلوبة.

    علما أن الأبطال المعاصرين هم اقرب إلى ذهنية الطفل العربي من غيره، فمن الشيخ المجاهد الشهيد عمر المختار إلى عبد الكريم الخطابي إلى عز الدين القسام وجول جمال وجميلة بوحيرد وانتهاء بالشيخ البطل ضاري ونجم البقال وعبد علي الأخرس وآخرين غيرهم من الأبطال الذين حاربوا المحتل الأجنبي وأصبحوا رموزا ومنارات مضيئة في مخيلة الطفل العربي، نحن لا نحتاج الى خلق أبطال أسطوريين أو استعارتهم استعارة غير موفقة من التاريخ مثل البطل السومري كلكامش او البابلي نبوخذ نصر او الآشوري أشوربانيبال، فهؤلاء لهم طعم خاص وموقف خاص من الصعوبة بمكان استثماره بكفاءة في واقعنا المعاصر.

    * "حب الوطن" من أهم المفاهيم التي يسعى الكاتب إلى ترسيخها.. كيف له أن يقدمها في ثوب يليق وعقلية الطفل؟
    - الوطن أولا والوطن آخرا هذا شعاري ومبدئي الذي أسير عليه ولما كانت الكتابة للأطفال تشغل حيزا كبيرا في توجهاتي كان لزاما علي أن أتصدى لهذه الشيمة، وأصبح تناولي لها مرتبطا بالمرحلة العمرية، فللطفولة المبكرة كانت صورة الوطن في قصصي المبسطة على ألسنة الحيوانات متمثلة في البحيرة التي لا نفارقها والشجرة التي نسكنها والأرض التي تطعمنا.

    وكانت أكثر وضوحا ومغزى ودلالة مع الطفولة المتقدمة حيث كانت قصصي التي كتبتها عن الاحتلال الأمريكي للعراق وما رافق ذلك الاحتلال من مآس وجرائم مخزية يندى لها جبين البشرية وكشفت وبشكل واضح زيف الاستعمار وكذب شعاراته وإنهم هم صناع الإرهاب وهم مصدروه إلى أصقاع العالم وكانت قصص : الطفلة المجنونة، الطفلة الشهيدة، الحقل الأخضر، شجرة التفاح، الأشجار تورق من جديد، أماه أين وطني؟، حسام والشهادة، الفدائي الصغير، الدورية الشجاعة، وللتاريخ أقولها ولي الشرف في ما أقول هو أنني الكاتب العراقي الوحيد الذي فضح جرائم المحتلين الأمريكان وندد علنا بانتهاكاتهم لحقوق الطفولة والاعتداء على الأطفال في مدارسهم ونشرت ما اكتب وباسمي الصريح في صحف عربية وعراقية وفي معظم المواقع الالكترونية التي تهتم بالطفولة.

    نشر في
    العرب أونلاين- الملحق الثقافي، العدد الأسبوعي/8ـ5 ـ 2010م
    التعديل الأخير تم بواسطة رزق فــــرج رزق; الساعة 26-12-2011, 19:29.
    [align=center]رزق فرج رزق
    ليبيا / طبرق
    ص ب / 1169 بريد طبرق المركزي

    riziq2007@gmail.com
    http://dartobruk.blogspot.com/
    دار طبرق للنشر و التوزيع و الإعلان
    http://riziq2007.blogspot.com/ مدونتي الخاصة شرفونا بالزيارة[/align][align=center][/align][align=center][/align]
  • د. سعد العتابي
    عضو أساسي
    • 24-04-2009
    • 665

    #2
    تحية من القلب للمبدع العراقي
    ابن الرافدين الاصيل
    ومعا لفضح جرائم الا حتلال بالميادين كلها لاسيما فيما يخص الطفولة
    لكما الود
    التعديل الأخير تم بواسطة د. سعد العتابي; الساعة 16-05-2010, 16:36.
    الله اكبر وعاشت العروبة
    [url]http://www.facebook.com/home.php?sk=group_164791896910336&ap=1[/url]

    تعليق

    • رزق فــــرج رزق
      أديب وكاتب
      • 26-04-2009
      • 48

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة د. سعد العتابي مشاهدة المشاركة
      تحية من القلب للمبدع العراقي
      ابن الرافدين الاصيل
      ومعا لفضح جرائم الا حتلال بالميادين كلها لاسيما فيما يخص الطفولة
      لكما الود
      تحياتي لك دكتور / سعد العتابي
      أستاذنا الفاضل / محمد جاسم صالح يستحق منا أكثر من هذا فهو المناضل بالكلمة الهادفة في وجه المستعمر، المستعمر الذي يجب أن نقف في وجهعلى كل الأصعدة ..بالحرف والكلمة و الروح والدم ..
      تحياتي لك مرة أخرى وجزيل شكري لمرورك هنا
      [align=center]رزق فرج رزق
      ليبيا / طبرق
      ص ب / 1169 بريد طبرق المركزي

      riziq2007@gmail.com
      http://dartobruk.blogspot.com/
      دار طبرق للنشر و التوزيع و الإعلان
      http://riziq2007.blogspot.com/ مدونتي الخاصة شرفونا بالزيارة[/align][align=center][/align][align=center][/align]

      تعليق

      يعمل...
      X