الدايه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صالح صلاح شبانة
    عضو الملتقى
    • 10-02-2010
    • 133

    الدايه

    الدايه
    صورة تراثية شعبية عايشها وعاصرها
    الداعي بالخير: صالح صلاح شبانة
    Shabanah2007@yahoo.com
    بقت الدايه دكتورة نسوان خبيره ،
    بتعرف مشاكلهن وأمراضهن ،
    وشو جوه نفوسهن من الخبايا
    وتلاقيها وين ما حلّت أهلاً وسهلآً ،
    مستشاره مؤتمنه ، عندها أسرارهن ،
    إولادها كل الشباب والصبايا
    وكل من سب على من سحب رجل فلان ،
    تيجي المسبه براس الدايه مليانه ،
    وقديش بتفشخ راسها هوايا
    وبقت الدايه تحمل شنته وِلاَّ صندوق ،
    عِدِّتها ع راسها ،جاهزه غُبّ الطلب ،
    والطيب يملا نفسها والحنايا
    إتّوَلِدّ نسوان ، إتدُّق أبر في الشرش والقفا ،
    وتداوي للحَبَل ، وتراعي الحبلى ،
    وبتعالج كثير من القضايا
    بحِكِم وظيفتها الفريده ، ونُدرِة مهنتها ،
    تلاقيها مشغوله ع مدار السنه ،
    إبقريتها واللي حواليها من القرايا
    بقت الدايه في القريه عنوان ، محظوظه قريتها ،
    يا ما أسهل تندهها، تلاقيها فُرّيرَه ،
    تقول : يا سعدي يا هَنَّايا

    بقت الدايه مُسّتشاره في كِلّ القضايا ،
    يسألها الفلاّح عن الموسم والمطر ،
    وشو رايها بِ لِحّراث الكّراب والثنايه
    وتسألها سَتّ الدار عن حال الغنمات ،
    عن ألقرعه وأم قرون ، عن الرايب واللبن ،
    والزبده والسمنه في القلاّيه
    ويسألها الإسكافي عن نوع النعل والكعبيه
    عن حال الرقعه والتشريبه
    والمسامير ع داير المشَّايه
    ويسألها العازب عن العروس ،
    بيضا وطويله وعيونها غُزلانيه
    وكسمها ع رسمها وتبقى من الجمال آيه
    وتسألها أم العروس عن العريس ،
    غني ومليان ، وإيده مبسوطه ،
    وما يبقى جلده ، وأحوال المال عنده زفتايه
    ويسألها المختار عن أحوال ألرعيه
    عن لِمّلاح والعاطلين ، عن اللي معه واللي ضدّه ،
    وعن اللي أخبَث من الحيايا
    وبقت كل أسرار الناس جوّاها ،
    فايته طالعه ، مثل الصقر قانصه ،
    كل الناس بحاجتها ، ماخذه الإكراميه والعطايا

    بقت الدايه جندي منذور للوطن والناس ،
    والشهاده لله بقي واجبها كبير ،
    وخدمتها جليله ،وصيتها بالعلا لي
    عُمرها ما توانت ولا تقاعست
    لو يبقى وين ما يبقى المشوار
    تلاقيها هبت بشهامه ، لو مشوارها فيه المنايا
    لو ضبع ولاّ ذيب لابدلها في الطريق ،
    يوكلها ويوكل حمارها،
    ما دشرت مَرَه بنصرخ وبتقول أخّايا
    قدومها قدوم خير ، وبشاير محمله أمل ،
    بقدوم صبي ولاّ بنت ،
    وتقوم الأم للمفرعين والحفايا
    للعيله اللي بدها صبر أيوب ،
    إشي مفرِّع واشي بطاقيه ،
    وهي ايد الدار ورجلها ، يحميها من العيوب والرزايا
    وشغلها بإيمان وقلب نقي ،
    أي نعم المهنه مرات بتحكم ع القيل والقال ،
    ونقل الأخبار ، بس الله أعلم ب لِقلوب والنوايا
    وقلب الدايه ع الناس ونواياها خير ،
    ومشاويرها معرفه بالتاريخ والجغرافيا ،
    وعادات وقيم الناس ، والأفعال والسوا يا

    بقت الدايه مربط فرس ،
    فرس منذوره للخير ، حتى لو على هالخير أجر ،
    وحلاوتها فوق الأجر جايه
    غير عن البيطري اللي بداوي الدواب،
    الدواب بتظلها أموال ، و الأموال معوضه ،
    حتى لو أنها خيول الحكومة والسرايا
    بس البشر إنسان ،لا بعوضه ذهب ولا مال،
    وحياته مش للتجريب والتمرين ،
    كل من اجا يورد فيه الهوا يا
    بقى اخو لأهل الدار ،
    بتلاقي كل أولادهم وبناتهم من توليد أمه ،
    سحبت رجليهم وأعطتهم من أنفاسها الدفايا
    وملحت عينهم ومرجتهم بالزيت والملح ،
    وصدرها أول صدر لامسهم الحنان ،
    وانعكس عليهم مثل المرايا
    هي اللي سحبتهم ، وقطعت سرتهم وبشرت فيهم ،
    هي ألي حممتهم وملحتهم ومرجتهم ،
    وبتتلقى عنهم المسببات والبلايا.
    تُقرأ بلهجة أهل سنجل
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    جميل أستاذى صلاح
    وممتع ما كتبت هنا

    الداية .. يالها تلك ، و ما تمثل فى حياتنا و يومياتنا


    محبتي
    sigpic

    تعليق

    • سحر الشربينى
      أديب وكاتب
      • 23-09-2008
      • 1189

      #3
      أيعقل أن يكون فى زماننا هذا داية
      أم لأن حكاياتك من التراث
      دائماً تمتعنا
      كل التقدير
      إنَّ قلبي
      مثل نجماتِ السماءِ
      هل يطولُ الإنسُ نجماً
      (بقلمي)​

      تعليق

      • صالح صلاح شبانة
        عضو الملتقى
        • 10-02-2010
        • 133

        #4
        كانت الداية صورة من الماضي الجميل ومهنة غير شائعة الإنتشار ، فكانت كل عدة قرى تخدمها داية واحدة ، وقبل سنة ماتت داية من قريتنا ، لا بل من أقاربي كانت أكثر داية في فلسطين أنجبت النساء على يديها ، واسمها ام جودة ، رحمها الله تعالى ، وعندما كتبت هده الصورة كانت البطلة التي في مخيلتي هي الداية مونيكا ، وهي من اسبانيا ، أحضرها كزوجة أحد أعمامي ، وعندما لم تنجب له إلا البنات طلقها وتزوج من أخرى رزقه الله منها الصبيان ، وكانت تتحدث العربية المكسرة ، وكانت محبوبة من كل الناس ، عاشت وماتت بيننا على الإسلام ، رحمها الله برحمته الواسعة .
        فشكرا لك شاعرتنا المحبوبة سحر الشربيني على مرورك الكريم ، واستفزازك >اكرتي ..

        تعليق

        يعمل...
        X