من ملفاتي (3) شيطاني ، والشيخ الإمام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد العزيز عيد
    أديب وكاتب
    • 07-05-2010
    • 1005

    من ملفاتي (3) شيطاني ، والشيخ الإمام

    الشيخ الإمام وشيطاني
    فرغ الشيخ الإمام من صلاة العشاء بعد أن روح عنا وأراحنا بركعات خاشعات ، تزينها قراءة متقنة مرتلة بصوت قوي واضح وندي ، لا تجد أمامه إلا أن تندفع إلى الخشوع والتدبر اندفاعا ، ثم التفت إلى المصلين وأشار إليهم بيده أن امكثوا ، فمكث البعض وانصرف آخرون ، ثم ألقى في نصف ساعة تقريبا درسا في الفقه اعتاد إلقاءه عقب عشاء كل خميس ، وبعد أن فرغ من درسه المفيد هممت بالانصراف ، فسمعته يناديني ويشير إلى بالحضور، فذهبت إليه وجلست بين يديه متوقعا تنبيها لي لخطأ في الصلاة وقعت فيه ، وما أكثر الأخطاء التي ينبه إليها المصلين في هذا الصدد ، أو تخصيصي بموعظة كما اعتاد أن يفعل أحيانا مع بعض المصلين انفرادا ، أو ربما يريد مني استشارة قانونية سريعة مثلما أراد غيره غير مرة .
    وكانت الأخيرة فعلا ،
    وكانت عن قضية يريد رفعها لواحدة من الأخوات الفضليات ضد زوجها الذي حسب رواية شيخنا الإمام أذاقها الهوان ، فحددت له موعدا لتأتيني بالمكتب
    لتعرض علي موضوعها ووعدته ببذل قصارى جهدي ، ووعدته أيضا بمراعاة ظروفها المادية السيئة للغاية – كما طلب مني وأكد علي - .
    وفي الموعد المحدد جاءت سيدة منقبة ، بدا لي من ملامح عينيها أنها في أواخر الثلاثين من عمرها ، وجلست برهة هادئة ترد على تحيتي بشيء من الحذر والهدوء ، فبدأت زمام المبادرة بالكلام ، ثم سألتها عن موضوعها وماهي القضية التي ترغب في رفعها ،
    فسردت على مسامعي قصة مجملها ، أنها وصلت مع زوجها الذي أنجبت منه ثلاثة من الأطفال خلال زيجة استمرت عشر سنوات ، إلى مرحلة اللاعودة ، نظرا لأنه يسيء معاملتها ولا يحسن عشرتها ، وتريد أن ترفع عليه قضية خلع
    ولما كان من عادتي في مثل هذه القضايا أن أحاول الصلح والتصالح بين طرفي النزاع تحسبا للأجر والثواب من الله تعالى خاصة في حالة وجود أطفال قصر ، فقد عرضت عليها مقابلة زوجها وترتيب موعد أو لقاء بينهما بمكتبي ، فوافقت بعد تردد ، ولم أمهلها فرصة للتراجع فهاتفت زوجها وطلبت منه الحضور في التو والحال لمكتبي لتبادل النقاش وكيفية معالجة هذه المشكلة ، فوافق بعد تردد أيضا ،
    وبعد حوالي نصف ساعة حضر إلى المكتب واستمعت منه كما استمعت منها ، واشتكى منها كما اشتكت منه ، وسرد على مسامعي قصص أخرى ، مجملها أنه وصل معها أيضا إلى طريق اللاعودة .
    بيد أن سرا ما لاحظت أن الرجل يتكتمه ولا يريد أن يبوح به ، أمامها هي على الأقل ، أو ربما منعه كبرياءه وعزة نفسه من البوح به ، ولكن تحدثت به عيناه المختنقة بالدموع ، ولمحته من خلال لحظات صمت طويلة ونظرات زائغة إلى زوجته أثناء حديثها ودفاعها المستميت عن نفسها وسرد مشاكلها وأسبابها ومبرراتها لطلب الطلاق ،
    وما بين الصوت العالي والإصرار على الطلاق من المرأة ، والنظرات والصمت الرهيب والسر الدفين من الرجل ، دق رنين الموبايل الخاص بي ، فإذا به الشيخ الإمام يطلب مني المضي قدما في قضية الخلع ويعاتبني على محاولاتي الصلح بينهما .
    وأنهيت المكالمة في اللحظة التي أوحى إلي فيها شيطاني بالحقيقة ، وعرفت عندها السر الدفين الذي يأبى الزوج أن يبوح به ، وتأبى معه الزوجة إلا الطلاق مضحية بعشرة السنين وثلاثة أطفال في عمر الزهور ، أصرت على أن يأخذهم أبيهم معهم ليتولى هو تربيتهم .
    وانتهى الاجتماع إلى الطريق الذي اختاره كليهما لأنفسيهما ، أو أختاره لهما الشيخ الإمام ، ألا وهو طريق اللاعودة ، وتقرر رفع دعوى الخلع ، ومضى الزوج إلى حال سبيله بعد أن تعهد بتربية أبنائه والاهتمام بشئونهم وبعد أن تعهد أيضا بتنفيذ ما سوف يحكم به القضاء ، ومضت الزوجة إلى حال سبيلها بعد أن طلبت منها إعداد التوكيل وتجهيز المستندات المطلوبة وحددت لي الغد موعدا لإحضار المطلوب .
    وجاء الغد ولم تحضر الزوجة ، ومضي أكثر من غد ولم تحضر ، وصليت خلف الشيخ الإمام أكثر من صلاة ولم يفاتحني في الأمر ، واستحييت أو ربما رفضت أن أساله عن سبب تأخر المرأة في إحضار التوكيل والمستندات لرفع الدعوى ، علما بأنني لم أطلب منها إلا أتعابا زهيدة تنفيذا لوعدي للشيخ الإمام بمراعاة ظروفها المادية السيئة .
    ومع الأيام كدت أن أنسى الأمر برمته ، وكدت أن ألعن شيطاني على وحيه السيئ وسوء ظنه الذي أوهمني به .
    وبعد حوالي ستة أشهر رن هاتفي برقم الزوجة تستشيرني في مسألة أخرى حول حقوق الزوجة المتزوجة عرفيا ، فأجبتها ، ثم سألتها عما فعلت في قضيتها ، فتعجبت وقالت لي ألم يخبرك الشيخ الإمام ؟ فقلت لها لا .
    فضحكت ثم بكت ، أو بكت ثم ضحكت ، أو كلاهما معا ، لست أدري ،
    ثم قالت :
    تنازلت لزوجي عن كل شيء بما في ذلك الأولاد ، ورددت إليه كل شيء بما في ذلك الأولاد أيضا ، وانتهت العدة وتزوجت من آخر .
    فقلت لها : ألف مبروك المهم أنك تكوني مرتاحة ،
    فقالت : لا والله ( ما اسخم من ستي إلا سيدي ) ،
    قلت : يعني إيه ؟
    قالت : يعني الشيخ الإمام اسخم من اللي قبله ، كلهم عجينه واحدة ، هو السبب في طلاقي ، وعدني ، وفرش لي الأرض ورودا ، وقال لي ما قال ثم تزوجني عرفيا ، وظهر بعد ذلك أنه متزوج غيري ثلاثة ، واحدة فقط رسمي والباقي وأنا قطعا منهم عرفي .
    فضحكت بدوري ولكني لم أبكي ، لأن الضحك عندي كالبكاء ، وجهان لعملة واحدة ، شأنه شأن كل الأضداد والمتناقضات ، لا فرق بين الحق والباطل ، ولا بين الصدق والكذب ، ولا بين الحقيقة والوهم ، في زمن صارت فيه كل الأشياء سراب ، وكل المبادئ تحمل كل الاحتمالات .
    وانطلق أذان العشاء فأغلقت مكتبي وتركت ما في يدي وهرولت إلى المسجد ، لا يصحبني إلا شيطاني الآثم الذي يوحي إلي بكل ظن سيء ، لعلي أدرك الصف الأول فاستمع إلي الشيخ الإمام وهو يرتل أحلى الكلام بصوت قوي واضح وندي لا تجد أمامه إلا أن تندفع إلى الخشوع والتدبر اندفاعا .
    وأدركت الصف الأول فعلا ، واستمعت فعلا ، ولكني وأسفاه وأسفي على ما فرطت من عمر خلفه ، لم أخشع ولم أتدبر
    الأحرار يبكون حريتهم ، والعبيد يبكون جلاديهم
  • أسماء المنسي
    أديب وكاتب
    • 27-01-2010
    • 1545

    #2
    بداية أحب أن أعلق على الزواج العرفي الذي لاحظت من الكلام استنكارك له.
    هل تعرف إن كان زواجهما هذا العرفي مكتمل الشروط أم لا؟؟
    من دراستك أستاذي يجب عليك أن لا تحكم بالظاهر بل تتقصى الحقائق غير أن هذا ما أوجبه علينا ديننا الحنيف وهو تقصي الحقائق لا الحكم بالظواهر.
    وهناك سؤال اخر يراودني الآن
    لماذا طلبت الخُلع في حين أن الزوج موافق على الانفصال؟؟


    دمت بود أستاذ عبد العزيز
    [align=right]
    علمتني الإرادة أن أجعل حرفي يخاطب أنجما
    ويخطُ كلمات ترددها السماء تعجبا
    تأبى معاني الشعر إلا أن ترا
    حروف صاغتها الإرادة تبسما
    [/align]

    تعليق

    • عبد العزيز عيد
      أديب وكاتب
      • 07-05-2010
      • 1005

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة أسماء المنسي مشاهدة المشاركة
      بداية أحب أن أعلق على الزواج العرفي الذي لاحظت من الكلام استنكارك له.
      هل تعرف إن كان زواجهما هذا العرفي مكتمل الشروط أم لا؟؟

      كيف لا أستنكر سيدتي زواجهما العرفي هذا ، حتى وإن كان مكتمل الشروط ، وقد ضحت هي بزوجها وأولادها من أجله ( أي من أجل الزواج العرفي ) وكان ذلك بإيعاز من شيخ جليل أوعز إلى امرأة مستغلا خلاف بينها وبين زوجها ، أن تطلب الطلاق منه لأجل أن يتزوجها هو ( عرفي )،ودون أن يخبرها بأنها الزوجة الرابعة في سلسلة زيجاته .

      من دراستك أستاذي يجب عليك أن لا تحكم بالظاهر بل تتقصى الحقائق غير أن هذا ما أوجبه علينا ديننا الحنيف وهو تقصي الحقائق لا الحكم بالظواهر.

      أعيدي قراءة ما بين سطور القصة أخيتي . تجدي أنني لم أحكم بالظاهر ، فقد أوحى إلى شيطاني بثمة علاقة بين المرأة والشيخ ، هذه العلاقة - وإن كانت ليست بالضرورة سيئة - هي التي أدت بإصرار المراءة على الطلاق ، وكان زوجها على شك أو ربما علم بهذه العلاقة . ثم دل زواجهما العرفي بعد ذلك على صحة شكي بوجود هذه العلاقة .

      وهناك سؤال اخر يراودني الآن
      لماذا طلبت الخُلع في حين أن الزوج موافق على الانفصال؟؟
      هي طلبت الخلع ، ولما وجد الزوج اصرارا منها على الخلع أو الطلاق أقتنع بعد مناقشتي معه ومعها على الانفصال بالاتفاق الودي ، وقد تم ذلك فعلا بعد أن تنازلت عن كل شيء حتى أولادها .



      سعدت بمرورك وتعليقاتك القيمة الأخت العزيزة أسماء
      --------------------------------------
      التعديل الأخير تم بواسطة عبد العزيز عيد; الساعة 19-05-2010, 04:27.
      الأحرار يبكون حريتهم ، والعبيد يبكون جلاديهم

      تعليق

      • أسماء المنسي
        أديب وكاتب
        • 27-01-2010
        • 1545

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة عبد العزيز عيد مشاهدة المشاركة
        كيف لا أستنكر سيدتي زواجهما العرفي هذا ، حتى وإن كان مكتمل الشروط ، وقد ضحت هي بزوجها وأولادها من أجله ( أي من أجل الزواج العرفي ) وكان ذلك بإيعاز من شيخ جليل أوعز إلى امرأة مستغلا خلاف بينها وبين زوجها ، أن تطلب الطلاق منه لأجل أن يتزوجها هو ( عرفي )،ودون أن يخبرها بأنها الزوجة الرابعة في سلسلة زيجاته .

        أعيدي قراءة ما بين سطور القصة أخيتي . تجدي أنني لم أحكم بالظاهر ، فقد أوحى إلى شيطاني بثمة علاقة بين المرأة والشيخ ، هذه العلاقة - وإن كانت ليست بالضرورة سيئة - هي التي أدت بإصرار المراءة على الطلاق ، وكان زوجها على شك أو ربما علم بهذه العلاقة . ثم دل زواجهما العرفي بعد ذلك على صحة شكي بوجود هذه العلاقة .

        هي طلبت الخلع ، ولما وجد الزوج اصرارا منها على الخلع أو الطلاق أقتنع بعد مناقشتي معه ومعها على الانفصال بالاتفاق الودي ، وقد تم ذلك فعلا بعد أن تنازلت عن كل شيء حتى أولادها .


        --------------------------------------

        أستاذ عبد العزيز
        لا يحق أن نستنكر الزواج العرفي المكتمل للشروط ؛ فإذا قولت أنها تركت أولادها وزوجها من أجل رجل اخر فأنت لا تعلم علاقتها بزوجها وصلت إلى أي مدى.
        مِن الممكن أنها لم تعد تحبه أو لا تقوى على الحياة معه ؛ فأنت لا تعلم ما بينهم.
        لذلك لا يحق أن نستنكر فعلتها وهي تركت زوجها.

        أما بالنسبة للحكم بالظاهر فلقد فعلته بالفعل عندما قولت أنها تركت زوجها من أجل رجل اخر ؛ وعندما زعمت أن الشيخ إمام قد أستغل خلاف بينها وبين زوجها.
        فهذا حكم بالظاهر


        دمت بود أستاذي
        [align=right]
        علمتني الإرادة أن أجعل حرفي يخاطب أنجما
        ويخطُ كلمات ترددها السماء تعجبا
        تأبى معاني الشعر إلا أن ترا
        حروف صاغتها الإرادة تبسما
        [/align]

        تعليق

        • منجية بن صالح
          عضو الملتقى
          • 03-11-2009
          • 2119

          #5
          فضحكت ثم بكت ، أو بكت ثم ضحكت ، أو كلاهما معا ، لست أدري ،
          ثم قالت :
          تنازلت لزوجي عن كل شيء بما في ذلك الأولاد ، ورددت إليه كل شيء بما في ذلك الأولاد أيضا ، وانتهت العدة وتزوجت من آخر .
          فقلت لها : ألف مبروك المهم أنك تكوني مرتاحة ،
          فقالت : لا والله ( ما اسخم من ستي إلا سيدي ) ،
          قلت : يعني إيه ؟
          قالت : يعني الشيخ الإمام اسخم من اللي قبله ، كلهم عجينه واحدة ، هو السبب في طلاقي ، وعدني ، وفرش لي الأرض ورودا ، وقال لي ما قال ثم تزوجني عرفيا ، وظهر بعد ذلك أنه متزوج غيري ثلاثة ، واحدة فقط رسمي والباقي وأنا قطعا منهم عرفي .
          فضحكت بدوري ولكني لم أبكي ، لأن الضحك عندي كالبكاء ، وجهان لعملة واحدة ، شأنه شأن كل الأضداد والمتناقضات ، لا فرق بين الحق والباطل ، ولا بين الصدق والكذب ، ولا بين الحقيقة والوهم ، في زمن صارت فيه كل الأشياء سراب ، وكل المبادئ تحمل كل الاحتمالات .


          أستاذ عبد العزيز الله على هذه القصة و التي نعيشها يوميا دون أن نتعظ بما يحدث لنا و لغيرنا
          يقول المثل الفرنسي الناس لهم ذاكرة قصيرة و أقول أننا لا نملك ذاكرة حتى نتذكر ما حدث لأنه سوف يكون مثل ما سيحدث
          لك كل التحية و التقدير

          تعليق

          • عبد العزيز عيد
            أديب وكاتب
            • 07-05-2010
            • 1005

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة منجية بن صالح مشاهدة المشاركة
            فضحكت ثم بكت ، أو بكت ثم ضحكت ، أو كلاهما معا ، لست أدري ،
            ثم قالت :
            تنازلت لزوجي عن كل شيء بما في ذلك الأولاد ، ورددت إليه كل شيء بما في ذلك الأولاد أيضا ، وانتهت العدة وتزوجت من آخر .
            فقلت لها : ألف مبروك المهم أنك تكوني مرتاحة ،
            فقالت : لا والله ( ما اسخم من ستي إلا سيدي ) ،
            قلت : يعني إيه ؟
            قالت : يعني الشيخ الإمام اسخم من اللي قبله ، كلهم عجينه واحدة ، هو السبب في طلاقي ، وعدني ، وفرش لي الأرض ورودا ، وقال لي ما قال ثم تزوجني عرفيا ، وظهر بعد ذلك أنه متزوج غيري ثلاثة ، واحدة فقط رسمي والباقي وأنا قطعا منهم عرفي .
            فضحكت بدوري ولكني لم أبكي ، لأن الضحك عندي كالبكاء ، وجهان لعملة واحدة ، شأنه شأن كل الأضداد والمتناقضات ، لا فرق بين الحق والباطل ، ولا بين الصدق والكذب ، ولا بين الحقيقة والوهم ، في زمن صارت فيه كل الأشياء سراب ، وكل المبادئ تحمل كل الاحتمالات .


            أستاذ عبد العزيز الله على هذه القصة و التي نعيشها يوميا دون أن نتعظ بما يحدث لنا و لغيرنا
            يقول المثل الفرنسي الناس لهم ذاكرة قصيرة و أقول أننا لا نملك ذاكرة حتى نتذكر ما حدث لأنه سوف يكون مثل ما سيحدث
            لك كل التحية و التقدير
            انما التحية والتقدير لك أخيتي العزيزة منجية ، ووالله الحق ما قلت استاذتي القديرة ،
            فكم من قصص نعيشها يوميا وأحداث نمر بها أبدا ، فلا نتعظ ولا نستفيد من دروسها وعبرها وألامها ،
            وقد توقفت عند المثل الفرنسي الرائع الذي ذكرته ،
            فوجدت أننا أحيانا وأحيانا كثيرة نمتلك الذاكرة ورغم ذلك نقع في ذات المصيبة وذات المشكلة التي وقع فيها غيرنا ، والمثل المطروح في هذه القصة الواقعية سيدتي هو خير مثال ، فكم من بيوت خربت ، وكم من أطفال شردت بسبب شياطين الأنس الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول ، فيزين الرجل للمرأة الحرام والباطل ، بحلو الكلام ومعسول العبارات ، فتعصي زوجها وتهجر بيتها وتترك أطفالها ثم تندم من حيث لا ينفع الندم ، هذا في أبسط النتائج ، ولكن قد تتفاقم المشاكل وتتوالى المصائب ،
            والعكس بالعكس أيضا يحصل ، فكم من انثى غررت برجل حتى تمرد على زوجته وحلاله ، لتتكرر القصة بنفس الأحداث وبنفس النتائج والأثار كل يوم
            الأحرار يبكون حريتهم ، والعبيد يبكون جلاديهم

            تعليق

            • عبد العزيز عيد
              أديب وكاتب
              • 07-05-2010
              • 1005

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة أسماء المنسي مشاهدة المشاركة

              أستاذ عبد العزيز
              لا يحق أن نستنكر الزواج العرفي المكتمل للشروط ؛ فإذا قولت أنها تركت أولادها وزوجها من أجل رجل اخر فأنت لا تعلم علاقتها بزوجها وصلت إلى أي مدى.
              مِن الممكن أنها لم تعد تحبه أو لا تقوى على الحياة معه ؛ فأنت لا تعلم ما بينهم.
              لذلك لا يحق أن نستنكر فعلتها وهي تركت زوجها.

              أما بالنسبة للحكم بالظاهر فلقد فعلته بالفعل عندما قولت أنها تركت زوجها من أجل رجل اخر ؛ وعندما زعمت أن الشيخ إمام قد أستغل خلاف بينها وبين زوجها.
              فهذا حكم بالظاهر



              دمت بود أستاذي
              آسف استاذة أسماء الغالية لتأخري في الرد على مشاركتك المبينة بالمقتبس ،
              فأما عن استنكاري للزواج العرفي فهذا غير صحيح وإن بدا ذلك من القصة الماثلة ، لأن الزواج العرفي في حد ذاته بالشروط والأصول التي تفضلت أنت وبينتها بموضوعك القيم ( الزواج العرفي بين الشريعة والقانون ) لا انكار ولا استنكار له ، ولكنه في الحالة الماثلة مستهجن ومعيب :-
              فالشيخ الإمام ، الرجل الذي من المفترض أنه يعلم حدود الله ومحارمه ، أوغر صدر المرأة تجاه زوجها وأوعز إليها بطلب الطلاق ، مستغلا في ذلك بعض الخلافات التي تتكرر كل يوم وفي كل بيت ، وهي ضعفت أمام كلامه ووعوده الكاذبة بحياة لها أفضل معه ، فكان ما كان وخرب بيتها وهجرت أولادها ، وفي النهاية تزوجها عرفيا لكونه الطريق الأسهل والأوفر ...
              وأما عن الحكم بالظاهر فهذا هو الأصل في العلاقات الانسانية أن نأخذ بظواهر الأمور وظواهر الأفعال ، وفي ذلك يقول عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه " أظهروا لنا أحسن أخلاقكم والله أعلم بسرائر النفوس " وماذاك إلا لأن الله تعالى هو الأعلم بالنفوس وبواطنها ، فضلا عن أن الخبرة والتجربة يدعان للمرء فرصة أحيانا في تقدير الأمور والحكم عليها ، ولعلك قرأت بين السطوربعض الوقائع التي تعد قرائن يمكن من خلالها استخلاص نتيجة أو حكم معين .
              دمت بخير عزيزتي وأنتظر عودتك
              التعديل الأخير تم بواسطة عبد العزيز عيد; الساعة 01-12-2010, 05:03.
              الأحرار يبكون حريتهم ، والعبيد يبكون جلاديهم

              تعليق

              • منجية بن صالح
                عضو الملتقى
                • 03-11-2009
                • 2119

                #8
                [align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                الأستاذ الكريم عبد العزيز عيد
                ما يحز في نفسي ليس جهل المرأة أو الرجل و إتباعهم شياطين الجن و الإنس
                و لكن من يدعون الورع و التقى و يصلون في المساجد نجد منهم من ينفر من الدين
                فهم يقومون بدعاية مضادة وهم أخطر على الأمة من الملاحدة و العلمانيين
                تحياتي و تقديري
                [/align]

                تعليق

                • عبد العزيز عيد
                  أديب وكاتب
                  • 07-05-2010
                  • 1005

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة منجية بن صالح مشاهدة المشاركة
                  [align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  الأستاذ الكريم عبد العزيز عيد
                  ما يحز في نفسي ليس جهل المرأة أو الرجل و إتباعهم شياطين الجن و الإنس
                  و لكن من يدعون الورع و التقى و يصلون في المساجد نجد منهم من ينفر من الدين
                  فهم يقومون بدعاية مضادة وهم أخطر على الأمة من الملاحدة و العلمانيين
                  تحياتي و تقديري[/align]
                  نعم استاذة منجية ، صدقتي والله
                  وماذكرت هذه القصة إلا لأضرب بهم مثلا .
                  فكم من واحد عرفته وخالطته ، فوجدته دقيقا مخلصا في بعض شكليات التدين كاللباس واللحية _ وهي أمور لانقلل من شأنها أبدا _ ولكنه لا يتورع في ذات الوقت عن ارتكاب كبيرة من الكبائر كدفع الرشوة مثلا أو أكل المال بغير حق !!.
                  وفي السيدات أيضا تجدي هذه الشيزوفرنيا .
                  فكم من سيدة محجبة أو منتقبة ولكنها على علاقة برجل أو تغتاب الناس أو تمشي بينهم بالنميمة !!.
                  فكيف لبطل قصتنا هذه أن يلتزم بما التزم به من مظاهر تدل على صلاح وتقوى ، ثم يسعى لخراب بيت امرأة ليتزوجها هو عرفيا ؟!
                  وكيف لها هي أن تستجيب لإغواءه وتصر على الطلاق والتنازل عن بيتها وأولادها لتتزوج عرفي ؟!
                  وما أوحى به إلي شيطاني أخيتي العزيزة منجية بخصوص هذا الموضوع أشد وأنكى ،
                  شكرا لمرورك سيدتي ورفع الله منزلتك في الآخرة كما هي في الدنيا
                  الأحرار يبكون حريتهم ، والعبيد يبكون جلاديهم

                  تعليق

                  يعمل...
                  X