"حتى تنتهين " صورة أخرى
إهداء إلى سيدة القص الجميل : عائدة نادر
إهداء إلى سيدة القص الجميل : عائدة نادر
حتى أنتهي : عائدة نادر
رغم الشجرة الصغيرة والأغصان بنية اللون ليمونية الرائحة التي تعترض الطريق من شُبَّاكِهِ إلى شُبَّاكِهَا كان يلمح شيئاً ما ..
جاءته زوجته مسرعة ، تنظر إليه في ولهٍ مصطنع ..
- هه .. ها أنت قد أتيت إذن ..
تحيط عنقه بيديها في دلال ، تتغنج ، تلمس شفتيه بأصابعها الرقيقة ..
تسبل جفنيها المثيرين وتبدأ في التخلص من ملابسها .. تفك أزرار قميصها واحداً واحداً حتى تنتهي ، تقبله بعنف .. وقوفاً أمام النافذة ..يحاول التملص منها ، يبتعد عن النافذة وهي تلتصق به أمامها ..
- كفى .
صرخ بها بصوت كالحشرجة ، ضعيفاً خرج وقد أراده أن يكون مدوياً .. فكفت قليلاً عنه ..
رمت نظرة جانبية إلى النافذة/شجرة الليمون/وما خلفهما ..
سبقته إلى غرفة نومهما ، تخلصت من قميصها المفتوحة أزراره واضطجعت على السرير تنتظره ..
على السرير تأمل جسدها الأبيض الذي يعكس ألف لون ولون ..نظرة خاوية لا تعني أي شيء ..
أدار بصره عنها ..وضع يديه تحت رأسه بصمت ..
تلك الفتاة المراهقة ، على نافذة غرفتها ، أمام باب بيتها صباحاً ، في الطريق إلى مدرستها كل يوم ..
نظرة الحياء التي تغطي وجهها .. فمها الدقيق .. عيناها الواسعتان
يغوص فيهما ، يرسم معالم لم يكن يراها ، يقتحم ممالك ما كان له أن يفكر يوماً فيها .. تلك عينان خلقتا ليحبا ، ليغزلا قصائد عشق أبدية ..
- ألن تكتب الشقة باسمي كما اتفقنا ..
ينظر بالأسفل إليها ، يشعر بذئبٍ يشاركه السرير ، يرى نفسه وحيداً عارياً أمام باب بيته لا يملك حتى الحق في الدخول ..
أظافرها الطويلة تتحسس جسده بصوتٍ كفحيح ثعبان ، وصوتها باردٌ يأتيه من أعماقٍ سحيقة ..
- تريدني .. أليس كذلك ..؟
يترك أظافرها تنهش في لحمه ، يظل صامتٌ كما هو ..
- أعلم أنك تشتعل رغبة بي ، تصرخ طالبٌ من يريحك ..
يرسل نظرة واحدة قبل أن يغمض عيناه إلى هناك ..
حيث شجرة الليمون ونافذة وحيدة ساهرة كل ليلة .
- أعلميني عندما تنتهين ..
تعليق