القمني ورهان الغباء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مختار عوض
    شاعر وقاص
    • 12-05-2010
    • 2175

    القمني ورهان الغباء

    القمني ورهان الغباء


    بقلم : مختار عوض



    * في مقالته الشهيرة "كم راهنت على غبائهم" التي اعترف فيها بقصة تلفيقه لشهادة الدكتوراه المزعومة يقول سيد الأغبياء مستنكرا موقف علماء الدين منه : " طالبت الدكتور البرى على قناة المحور أن يتكرم ببيان موضع هذه النصوص فى أى من كتبى ، أو أن يأتى بنصوص أخرى تشير إلى ذلك الكفران فكان رده : أنا لا أقرأ هذه الزبالة "
    وبرغم أن هذا الاستنكار يبدو منطقيا ؛ لكنني - واللهُ شاهدٌ على ما أقول - أعترف أنني عندما حاولت قراءة ما تقيأه هذا الرجل في كتابه "حروب دولة الرسول" (على سبيل المثال) لم أستطع استكمال قراءة جزء واحد منه لأجدني بدوري لا أستطيع وصف كتابات هذا الرجل إلا بما وصفها به الدكتور البري ؛ وربما بما هو أسوأ، أقول هذا في بداية هذه الدراسة (وأنا ذلك الإنسان البسيط الذي لم يحاول قبل هذه اللحظة أن يتصدى لفكر أحد ، بلّه أن يكون فكرا دينيا) وأنا غير المطلع في هذا المجال إلا بالقدر الذي لايجوز وصفه إلا باطلاع المسلم العادي جدا ، ولهذا فقد وجدتني مضطرا لترك ما كنت عازما عليه من تصدِ لهذا الفكر المنحرف من خلال إظهار زيفه وخرفه في واحد من كتبه التي يتشدق بمجدها وآلائها هو ومن يلف لفه من صبيته إلي الاكتفاء ببعض لقطات عابرة من هنا أوهناك كيفما اتفق متأسيا في ذلك شأن كل من أُجلهم وأحترمهم من علمائنا وكتابنا الأفاضل الذين أجمعوا على أن هذا الفكر المُلَفق لا يستأهل من أحدٍ الوقوف أمامه فهو منحرف بيّن الانحراف ، ولهذا فإن الوقوف أمامه والغوص فيه لن يصيبا فاعله سوى بالغثيان والقرف ؛ ناهيك عما يحققانه لهذا الغبي مما لا يستحق من القيمة والانتشار.
    * استهل المُلفِق التأسيس لكتابه حروب دولة الرسول (بعد أن أهداه للوزير فاروق حسني والدكتور جابر عصفور والقاص جمال الغيطاني وآخرين مما لا أظن دلالته بخافية على أحد) أقول استهل التأسيس لكتابه بكلمات قرآنية .. ياله من من مسلم تقي !! ها هو لم يسلك سبيل أشياعه الماديين بمقولة لماركس وأشباهه ؛ وإن الكلمات التي استهل بها لمن سورة النور: "فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم" (24/المؤمنون)
    .. هذه هي الكلمات التي استهل بها تأسيسه لكتابه "حروب دولة الرسول" ، وهي كما نرى بعضا من الآية 24(وليست كلها كما أشار) ثم تحت عنوان "التقريش" يبدأ التأسيس لكتابه بالفقرة التالية :
    "يقول القاموس المحيط إن الملأ هم الأشراف والعلية ، وهم القوم ذوو الشارة والمظهر الحسن والشرف ، وهم في المعجم (المنجد) أشراف القوم الذين يملأون العيون أبهة ، والصدور بهجة .
    هكذا وصف رجال الحكومة القرشية ، في المرحلة القبل إسلامية ، في معاجمنا اللغوية ، تلك الحكومة الابتدائية ، التي تشكلت من كبار تجار مكة ، أثريائها وعليتها ، حيث مثل كل فرد منهم قومه في تلك الحكومة ، بقدر ما يملك من إمكانات المظهر الحسن والشرف والأبهة ، أي بقدر ما يملك من إمكانات مادية ، وهي الحكومة التي تم تكريسها في (دار الندوة) ، وعرف التاريخ أعضاءها باسم (الملأ) ."
    إلى هنا انتهى ما أردت نقله من بداية ما أسماه "التأسيس" لكتابه المذكور ؛ فلنبدأ مناقشة هادئة نتعرف من خلالها على منهج هذا المُلفِق :
    لقد اقتطع بعضا من آية من سياقها ليوهم قارئه أن هذه الآية تعبرعن المجتمع المكي في الفترة السابقة للبعثة النبوية مستخدما في ذلك أسلوبه التلفيقي الذي لا يستطيع بدونه أن يتوصل بقارئه إلى ما يريد من نتائج تعشش في خياله المريض دون أن يكون لها سند من واقع ، وحتى لا أطيل على قارئي فسأورد عدة آيات تشمل ما اقتبسه هذا المُلفِق ، يقول تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْناَ نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ* فَقَالَ المَلأُ الَّذِيْنَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيْدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَآءَ اللهُ لأَنْزَلَ مَلائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِيْنَ* إِنْ هُوَ إلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِيْنٍ* قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُون ) (المؤمنون: 23-26)
    وبالرغم من زعم بعض المؤرخين أن دار الندوة هي أول بيت بُني في مكة المكرمة بعد الكعبة المشرفة إلا أن هذه الروايات يعوزها السند التاريخي لأن الكعبة كانت تحيط بها المنازل بعد أن استحدثوها بديلا للخيام التي كانت لاتتحمل الظروف الطبيعية القاسية في وادي مكة ، غير أن بعض المؤرخين ذكر أن أهل مكة كانوا يسكنون سفوح الجبال المحيطة بالوادي ، وكانوا يقضون النهار في جوار الكعبة ،ويعودون في الليل إلى مساكنهم على سفوح الجبال إلى أن استقر قصي بن كلاب في وادي مكة فاتخذ دار الندوة مقرا لسكنه ، وقصرا لحكمه يصدر منه قوانينه التي حكم بها القبائل التي كانت ترى في مكة المركز الروحي والإداري ، وبذلك أصبحت دار الندوة المكان المقدس بعد الكعبة المشرفة ؛ تُحترم القوانين التي تصدر منها ، وتُنفذ قرارات رئيسها ، وتُدار فيها مشورات التجارة والحرب وكافة الشؤن التي تهم تلك القبائل .
    أقول برغم هذه المعلومات والحقائق هل نجد فيما تضمنته هذه الآيات ما أراد أن يوحي به هذا الـمُلفِق من حيث الزمان والـمكان اللذان يؤسس لهما أم هو التنطع والمماحكة والجهل والتلفيق والافتئات على مصادره ولي عنق نصوصها و تحميلها مالا تحتمل حتى لو كان ذلك المصدر هو القرآن الكريم الذي هو قول الله عز وجل ؟! أسأل هذا السؤال بعد أن بينت أن الجزء الذي اجتزأه من الآية الكريمة هو بعض من كلٍ يتحدث عن قوم سيدنا نوح (عليه وعلى رسولنا أفضل السلام) الذين عاشوا في زمن حددته الروايات التاريخية بعد زمن آدم أبو البشر بمائة عام (على أقل تقدير) أو ألف عام (على أقصى تقدير) ، وفي مكان اختلفت فيه الروايات لكن معظم هذه الروايات حددت عدة مواطن في العراق أقام فيها نوح وقومه وهو ما رجحه معظم المؤرخون ، فلماذا المماحكة إذن ؟
    وقد يسأل سائل : وما الذي استفاده هذا الملفق من محاولته الإيحاء بغير الحقيقة ؟ ولماذا لم يدخل في التنظير لما أراد دون اللجوء إلى الاجتزاء والإيحاء بما ليس صحيحا ؟
    والإجابة عندي أن هذا الملفق وأمثاله لايستطيعون الوصول إلى أغراضهم الدنيئة ونتائجهم الكاذبة التي اُستؤجروا لها دون استخداهم لأدوات صارت معروفة لكل ذي عقل وعينين ؛ فهم إما أن يجتزئوا نصا من سياقه على طريقة "لا تقربوا الصلاة" كما في حالتنا كي يتحقق الإيحاء اللازم ، وإما أن يلووا رقبة النص ليا عنيفا حتى يستنطقوه مالم يقله أو يلجأوا لأسلوب انتقاء النصوص التي تتفق مع أغراضهم الدنيئة غير مبالين بمدى صحة ما ينتقون ، وغير مبالين في كل هذا بما يصدعون به رؤسنا من أسس البحث العلمي الذي يدّعون انتماءهم له زورا وبهتانا(كما فعل في كتابه الأشهر "الحزب الهاشمي" حين أسس لفكرته الرئيسية بمقولة نسبها لعبد المطلب جد رسولنا الكريم وتولى الدكتور / إبراهيم عوض فضحه وكشف مخازيه في مقاله المطول بعنوان "القمني بلبوصا" الذي لم ينبس ببنت شفة ردًّا عليه ولا على غيره ممن قارعوه الحجة بالحجة) !! ولكي أؤكد لقارئي كيف استغلّ هذا الملفق ذلك الجزء من الآية السابقة في الوصول إلى ما يريد من أغراض مفضوحة سأضطر - على كره مني - إلى اصطحابه (اصطحاب القارئ وليس هذا المفضوح الذي أدعو الله ألا يجمعني به مكان أو صحبة) في رحلة غير محببة إلى النفس في صفحاته التالية من هذا التأسيس المزعوم .. فعلى مدى مايزيد عن العشر صفحات أخذ المفضوح يلفق صورة المجتمع المكي مخرجا من جعبته الكثير من المصطلحات الفضفاضة التي لايمل أمثاله من الشيوعيين استخدامها مثل : الحكومة الابتدائية/ السيطرة الأرستقراطية/ المؤسسة السياسية/ العلاقات السلطوية/ الفئات الاجتماعية/ الخضوع للاستقلال الاقتصادي/ الوجه الحقوقي الملائم للوضع التاريخي/ المجلس السلطوي/ الشكل والمحتوى/ المدى التفجيري للشكل والإطار/ التراكم الثروي/ الأدلجة ......... إلى آخر هذه القائمة من مصطلحاته ومصطلحات أمثاله الماركسيين البالية ليصل بنا في النهاية إلى أن هذا الوضع كان كفيلا بإنتاج النبي محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام ودعوته إلى الإسلام .
    وعند هذه النقطة أرى أن أعرض ما استنتجه هذا الملفق في كتابه وبأسلوبه حتى يكون هو نفسه شاهدا على تلفيقه وخرفه وقرفه ، يقول الملفق في كتابه "حروب دولة الرسول" :
    "أمسى ظاهراً رفض العربى وخاصة المكى , لكثير من أشكال المعجزات الميتافيزيقية القديمة , خاصة إذا ما كان ذلك المكى من الطبقة الثرية الأرستقراطية , المترفة والمتحققة , حتى أصبحت تلك الميتافيزيقا القديمة في مأثوره الجديد , على لسان الصفوة التى أتاحت لها الثروة التزود بالثقافة الحضارية في مدارس الامبراطوريات وجامعاتها، مجرد أساطير الأولين ، وماكان يتم استدعاؤها عن قناعة ، بل من باب التخديم على المصالح المادية ، ولم يعد الفكر الديني ومفاهيمه ، سوى أسلوب لتنسيق المكاسب ، ومطية لمنافع مادية بحتة .. ومن ثم تخبرنا صدور كتب السير والأخبار ، بتسامح مطاط في قبول أي دين وأي معتقد ، مهما بدا شاذا وغير مألوف ، شرط أن يكون نافعا لمزيد من الحضور التجاري ، أو على الأقل شرط أ لا يكون متضاريا مع المصالح التجارية ، وكان أمرا مفروغ الحدوث ، أن يبلغ ذلك التناقض مداه على كافة المستويات ."
    فبينما صدّر هذه الفقرة بتأكيد رفض العربي (وخاصة المكي من الطبقة الثرية التي أتاحت له الثروة التزود بالثقافة الحضارية في مدارس الإمبراطوريات وجامعاتها) لكثير من أشكال المعجزات الميتافيزقية القديمة دون أن يحدد لنا تلك المصادر التي استقى منها تقريره (استنتاجه) فإننا لانجد بأسا أن نقف قليلا عند حكاية مدارس الإمبراطوريات وجامعاتها هذه .. فإذا كان يقصد - وهو حتما يقصد - الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية فقد كانت أولاهما تعبد النار ، والأخرى مسيحية ، فماذا سيتعلم الثري المكي من تلك الجامعات (إن وجدت) حتي يرفض المعجزات الميتافيزيقية القديمة ؟!
    وبالمثل نجده قد ختم هذه الفقرة بأن صدور كتب السير والأخبار قد تحدثت عن تسامح العربي المكي (في فترة ما قبل البعثة المحمدية) في قبول أي دين أو معتقد دون أن يحدد لنا أيضا ما هي هذه الكتب وماذا قالت ؟ أم تراه استنتاج من استنتاجاته التي لاتنتهي ؟! ثم أين هذا التسامح وكلنا يعرف ما لاقاه النبي وصحبه في بداية الدعوة من عنت ومضايقات ومحاولات لقتله (هذا غير ما تعرض له المسلمون الأوائل من اضطرار للهجرة إلى الحبشة أولا وإلى يثرب بعد ذلك ناهيك عن التعذيب الذي وصل أحياناً لدرجة القتل فكانت سمية أم عمار أول شهيدة في الإسلام) بعد أن فشلت كل حيلهم من عرض الأموال والسلطة عليه ثم هجرته لمكة وهي أحب بقاع الأرض إليه ؟ أليس هذا هو الخرف والقرف مجتمعين (فضلا عن التلفيق طبعا) ؟!
    ثم كيف نستطيع أن نوفق بين استنتاجين على هذه الدرجة من التناقض حتى نستكمل معه رحلته الاستنتاجية البلهاء ؟!
    ثم يضيف خائب الرجاء :
    "كان الرب يمثل سيد القبيلة وسلفها ومعبودها ورمز عزتها وكبريائها ، وكان تجمع تلك الأرباب في ضيافة الكعبة المكية ، يعني مزيدا من الحضور التجاري لأتباع الأرباب ، ومزيدا من المكاسب ، فكان المحتوى الطبقي يسير نحو تفجير الشكل القبلي لصالح توحد القبائل جميعا ، بتقارب مصالح الأثرياء من قبائل مختلفة ، بحيث صار ممكنا رفض رب القبيلة وسيدها وسلفها المعبود لدى الفرد عند الشريحتين الاجتماعيتين ، الأرستقراطية والمعدمة ، فكانت الشريحة الأرستقراطية تنحو نحو التوحد المصلحي الذي احتاج أدلجة ، أفرزت اعتقادا في إله واحد يرعى تلك المصالح ، ولأنهم الساده والملأ والحكومة فقد جاء إلههم الجديد في مرتبة تتفق ومكانتهم ، ليصبح فوق آلهة الكعبة جميعا ، وسيدا مطلقا للكون الذي أمسكوا عنان تجارته بأيديهم ، وراعيا غائبا لمصالحهم . كذلك كانت فئة المضطهدين والمعدمين والعبيد ، في حالة رفض نفسي وعقلي لأرباب لا تعدل في تقسيم الأرزاق ، ومن ثم كان رفض تلك الأرباب لدى المضطهدين ، قناعة مهيأة للإعلان العملى السافر . وقد برز الاعتقاد المكي في إله واحد فوق أرباب القبائل وأسلافها المتعددين ، الواقفين في فناء الكعبة ، وأمسى معترفا به بشكل نهائي في العصر الجاهلي الأخير "
    ما هذا الهراء ؟!
    لقد بدا هذا التعيس عملية توفيقية تلفيقية ظاهرة بين النتائج (وقد أضحت معلومة للجميع) وبين الأسباب التي يعمل جاهدا على موافقتها لتلك النتائج (بأثر رجعي) ، أين المنطق فيما تدعي أيها التعيس ؟! وهل من أجل التوفيق بين سَبْقِ كل من أبي بكر الصديق وأسرة عمار بن ياسر (رضي الله عنهم) صارت الدعوة الإسلامية تستهدف طبقتي السادة والمضطهدين ؟! وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لم يُسْلم قحافة والد أبي بكر ؟ ولماذا لم يُسْلم أبو سفيان ؟ لعل خائب الرجاء يعود إلى نظريته الأخرى في كتابه "الحزب الهاشمي" ليقول إنه دين الهاشميين .. ألاترى معي عزيزي القارئ أنه إنسان مفلس تعيس لاتصمد افتراءاته أمام أبسط قواعد العقل والمنطق ؟! ثم ألا تلاحظ أن هذا الدعي لايثبت على رأي ؛ فبينما أرجع دعوة محمد عليه الصلاة والسلام في كتابه "الحزب الهاشمي" تتويجا لخطة وضعها وأسس لها وعمل على تحقيقها عبد المطلب جد الرسول نجده هنا يتحدث عن تطور في واقع مكة أدى إلى حتمية إفراز الإسلام كدين جديد يرضي طائفتي الصفوة والعبيد المضطهدين في آن ؟!
    ولكن كيف لنا نعجب من منطق إنسان يقول واصفا عمله الذي أهله للحصول على درجة الدكتوراه (المزعومة) في معرض التأريخ لرحلته العلمية الملفقة في مقال له بعنوان "كم راهنت على غبائهم" الذي سبقت الإشارة إليه :
    "أما الأستاذ الدكتور( فؤاد زكرياالمؤسس الحقيقى للتوجة الليبرالى المعاصر / أطال اللة فى عمرة ) فكان المتابع المدقق للعمل كله خطوة بخطوة وفقرة بفقرة واستنتاجا باستنتاج من حيث المنهج و المرجعية و صدق الدلالات ، ثم كان هو كاتب التقرير النهائي الذي وجد فيه مآخذ على رسالتي من قبيل عدم إلمامي الكافي باللغات الأجنبية بالمستوى اللازم لللأبحاث الاجتماعية فى التاريخ الدينى لاتساع مساحتة عبر لغات مختلفة ، و أني لجأت أحيانا إلى الاجتهاد فى الاستنتاج في مواضع لا يحسمها إلا وجود الأثر التاريخي الأركيولوجى" .
    ونحن هنا طبعا لسنا بصدد مناقشة صدق روايته من عدمه فقد كفانا هو ذلك باعترافه في هذه المقالة ومحاولة تبرير ما حدث بأنه تعرض لعملية نصب عجز وقتها عن كشفها ، ثم كفانا بعد ذلك الدكتور فؤاد زكريا (بإعلانه مؤخرا أنه لم يشرف له على أي أبحاث لا في الكويت ولا في غيرها) مشقة البحث عن مدى صحة الرواية الملفقة التي نحن بصددها والتي يفتخر فيها هذا التعيس بأنه قد أعد أول أبحاثه في جامعة تنصيرية اسمها (الجامعة اليسوعية / القديس يوسف) وكان عنوان بحثه "لماذا المسيح من إنسان إلى إله ؟" .. يا ألطاف الله !! يستكثر أن يكون الإسلام دينا سماويا فيرده مرة إلى فكرة تنظيرية أسس لها عبد المطلب جد الرسول عليه الصلاة والسلام ، ويرده مرة أخرى - في هذا الكتاب الذي نحن بصدده - إلى إفراز طبيعي لما يحدث على أرض الواقع في مكة ثم يقول إن أول أبحاثه العلمية كان "لماذا المسيح من إنسان إلى إله ؟" ثم يدعي أنه ما زال على إسلامه وإن كتاباته لاتسيء إلى الإسلام ؟!
    نعم أنت لاتسيء إلى الإسلام لأنك أقل من ذلك ؛ ولأنك باعترافك السابق "يؤخذ عليك اللجوء إلى الاجتهاد في الاستنتاج دون سند" ، ولأنك بعت دينك وكرامتك وشرفك من أجل الحصول على شهرة زائفة ومكسب مادي رخيص تعرف سلفا أن الطريق إليها جميعا هو أن تتقول على الإسلام وأنت محسوب عليه ، ولكن اللصوص المفسدين الذين كرموك بأرفع جوائز الدولة من أموال هذا الشعب الذي تدين غالبيته بالإسلام هم الذين أساؤا للإسلام ، وتلك هي مصيبتنا الكبرى في حكوماتنا !!
    * قلت في بداية هذه الدراسة غير المتأنية أنني عدلت عما سبق أن انتويته من تصدٍّ دقيق للفكر المنحرف لهذا المأفون في كتابه "حروب دولة الرسول" مكتفيا بالوقوف عند بعض (وليس كل) ما احتواه هذا الكتاب من قرف وتلفيق ؛ فلأنتقل بقارئي إلى منطقة من هذا الكتاب تتضح فيها بواعث هذا الدعي من كتاباته وإستراتيجيته في هذه الكتابات .. فعندما تعرض هذا المأفون لوقعة بدر الكبرى نجده يلجأ لأخبث الوسائل في عرض الوقائع والملابسات التي ارتبطت بهذه الوقعة مُظهرا بشتى الطرق كيف كان النبي ومن معه يمثلون الفريق المعتدي بينما كفار قريش هم الفريق الذي يميل إلى السلم وتجنب إراقة الدماء متناسيا ما أجمعت عليه كتب السيرة من أسباب وملابسات لهذه الموقعة مما أصبح معلوما بالضرورة حتى لتلميذ المرحلة الابتدائية وهو ما لا أظنني مضطرا للتذكير به هنا ، وهو في ذلك يلجأ للانتقائية المفضوحة من بين الروايات ، فيستخدم (الزوم) - بلغة السينما - ليبرز موقفا معينا ، ويبعد من (الكادر) موقفا آخر يريد متعمداً تنحيته ، حتى إذا حان أوان الاستنتاج كان له ما أراد فيستطيع بعد ذلك أن يطلع علينا ويقول : أنا لم آت بشيء من عندي ، إنه ما قالته كتب السيرة ، وهو في كل ذلك حريص على الصلاة والسلام على الرسول في كل مرة يذكر فيها اسمه بطريقة لا تخلو من لمز لا أجد له شبيها إلا في أساليب النساء السوقيات .. فأي باحث هذا ؟ وأي منهج علمي يتبع ؟! وهنا أستأذن قارئي في جولة أخرى مع فاقد كرامته وحسه الديني ورجولته في كتابه "حروب دولة الرسول" ؛ يقول في وصف موقف الفريقين المتحاربين قبل بدء الموقعة :
    "ومن ثم ؛ كان إعمال العقل والتروى , والبحث عن رأى سديد , للخروج من الفخ بأقل قدر من الخسارة , فكانت حكمة ( حكيم بن حزام ) الذى جاء ( عتبة بن ربيعة ) أحد كبار أشراف مكة وسادة الملأ المقدمين , وكان عتبة رجلاً جليلاً عجوزاً ثقيلاً , ليقول له :
    يا أبا الوليد ؛ إنك كبير قريش وسيدها , والمطاع فيها , هل لك إلى أن لا تزال تذكر فيها بخير إلى آخر الدهر ... هل لك أن تذهب بشرف هذا اليوم ما بقيت ؟ قال : وماذاك يا حكيم ؟ قال : ترجع بالناس.
    وهكذا سجلت عبارة حكيم لقريش مرة أخرى حبها للسلم , وسعيها للأمن , ذلك الحب والسعى الذى فرضه عليها تكوينها النفسى , وفرضه على نفسها تكوينها الاقتصادى والاجتماعى , وحرصا على مصالحها , ومن ثم كان من يسعى إلى الحفاظ على تلك المكاسب , بتحقيق السلم , يظل مذكوراً فى شرعها بالحكمة والسداد والشرف إلى آخر الدهر , ومن هنا قام (عتبة بن ربيعة) عاملاً بحكمة (حكيم بن حزام) ,يخطب فى أصحابه :
    يا معشر قريش , إنكم والله ما تصنعون بأن تلقوا محمداً وأصحابه شيئاً , والله لئن أصبتموهم لا يزال الرجل ينظر فى وجه رجل يكره النظر إليه , قتل ابن عمه أو ابن خاله أو رجلاً من عشيرته, فارجعوا , وخلوا بين محمد و بين سائر العرب , فإن أصابوه فذاك الذى أردتم , و إن كان غير ذلك ألقاكم ولم تعرضوا منه ما يريد .
    هكذا كان حال قريش , وتلك كانت دعوتها وحكمة حكمائها , بينما على الجانب الآخر وراء السواتر وفوق التل , كان صوت المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يجلجل فى أصحابه , حتى لا يتركوا فرصة قد لا يجود بها الزمان مرة أخرى للقضاء على رؤوس الشرك :
    - والذى نفس محمد بيده , لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً , إلا أدخله الله الجنة .
    - وهذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها .
    - وأن ما يضحك الرب من عبده غمسة يده في العدو حاسراً.
    - ومن قتل قتيلاً فله سلبه.
    - ومن أسر أسيراً فهو له.
    - ويا منصور أَمِت.
    وفى الوادى , ذهب (حكيم) بنداء (عتبة) إلى (أبى الحكم) , فكان رده غير الحكيم :
    انتفخ والله سحره حين رأى محمداً و أصحابه , كلا والله لا نرجع حتى يحكم الله بيننا وبين محمد , وما بعتبة ما قال , لكنه رأى محمداً و أصحابه أكلة جزور , وفيهم ابنه , فتخوفكم عليه .
    وكان أبو الحكم يقصد (أبا حذيفة بن عتبة) , وهو مهاجر مع أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - بعد أن فرقت الاممية الجديدة بين الأب وابنه , والأخ وأخيه , في ولاء جديد , و إيمان جديد , ويكفى مثالاً لذلك أن نعلم أن (أم أبان بنت عتبة بن ربيعة) , كان لها أربعة إخوة وعمان , كل منهم حضر بدراً , اثنان من إخواتها مسلمان , واثنان مشركان , وواحد من عميها مسلم , والآخر كافر .
    وفى شروح السيرة , نعلم ان عبارة (أبى الحكم) بشأن ( عتبة) : انتفخ والله سحره , تقال للجبان , وكان الرد الطبيعبى من الشيخ الجليل على من اتهمه بالجبن " سيعلم مصفر إسته من انتفخ سحره , أنا أم هو " , ومصفر إسته هو من يصبغ مؤخرته بالحناء , طلباً للرجال , وقد " قصد المبالغة فى الذم " , ومن ثم " رماه بالأبنة , بأنه كان يزعفر إسته " .
    وقبل الرجل الحكيم أن يرمى بالجبن حقنا للدماء , وحرصا على المصالح القرشية"
    أرأيت قارئي كيف أصبحت قريش - بجبروتها وبكل مافعلته في مسلميها - هي حاملة غصن الزيتون ، وأصبح الرسول ومن معه - الذين صبروا وأوذوا في ديارهم وأموالهم وأنفسهم ممتثلين راضين بقضاء الله وقدره - بعد أن أذن الله لهم بالجهاد هم المعتدين الظالمين في نظر هذا البلبوص !!
    أما كان يحسن برسولنا الكريم أن ينتظر مجيء هذا البلبوص فيقترح الحل الأمثل الذي يعيد الحقوق لأصحابها وينشر هذا الدين دون إراقة قطرة دم واحدة ؟!
    ألا ترى قارئي العزيز كم هو رقيق القلب وحزين (وأنا أقصد تعليقاته وتحليلاته التعقيبية على مواقف الطرفين المتحاربين) لما سيكون فيه انتصار المسلمين ؟!
    فأين هذه الرقة عندما كان يلقي أحدهم أحشاء الشاة على رسولنا الكريم وهو ساجد في صلاته حتى تأتي ابنته لترفعها عنه في صحن الكعبة ؟! ولماذا لم يتركوه لحاله يدين بما يشاء عملا بحرية العقيدة والتعبير التي تصدعون بها رؤوسنا ؟!
    طبعا مثل هذه الحوادث (وهو كثير) لاتجد له صدي في كتابات بلبوصنا مصفر إسته ؛ لأنه اعتمد الانتقاء أسلوباً في كتاباته التلفيقية ، ولأنه اعتمد تزوير التاريخ منهجاً كما احترف من قبل تزوير الشهادات العلمية ، وفوق البيعة (وهو تعبير مصري دارج يستخدم عندما يعطي البائع للمشتري شيئا إضافيا فوق ما اشتراه) احترف سرقة مجهود الآخرين بفجاجة منقطعة النظير ثم هو - مع ذلك - لايعدم المؤيدين من أمثاله الذين لايستحون ولم يضعوا في عيونهم حصوات الملح حتى الآن رغم فضحهم في أكثر من واقعة (هذا غير بيان تهافت أفكارهم من خلال العديد من الدراسات الجادة المحترمة)
    * ففي واقعة يرويها الأستاذ / حمدي عبد الرحيم الصحفي بجريدة الشروق (عدد 7 أغسطس 2009) وتحت عنوان "نطالب بمناقشة جادة لإنتاج القمني وليس لمعتقداته الدينية" يقول :
    "غاب عن المشهد متعمدا المترجم الدكتور رفعت السيد الذى كانت له مع القمنى فى بداية التسعينيات صولات وجولات ، أتصلت برفعت وسألته : هلا ذكرتنا بقصتك مع القمنى ؟
    أجابنى رفعت: قمت بترجمة كتاب «عصور فى فوضى" للكاتب "إيمانويلفلايكو فسكى" وهذا الكتاب خطير جدا لأنه عن التاريخ السياسى لليهود، المهم تحدثت عن ترجمتى مع صديقى الشاعر «محمود نسيم» وفى أحد الأيام قال لى نسيم: لقد ذكرت ترجمتك أمام سيد القمنى، وهو يريد الاطلاع عليها، وبالفعل قابلت القمنى فى محل جروبى سليمان باشا وقدمت إليه الترجمة التى كانت لا تزال مخطوطة، ورجوته أن يطلع عليها فحسب ولا ينشر منها شيئا، وعدنى القمنى بحفظ الترجمة ولكنه أخلف وعده، ففى صباح أحد الأيام أشتريت جريدة «مصر الفتاة» التى كان يرأس تحريرها الأستاذ مصطفى بكرى فوجدت ترجمتى منشورة بوصفها مقالا لسيد القمنى، اتصلت به لأعاتبه فلم يلتفت لوعده، ثم راحت المقالات المنقولة عن ترجمتى تتواصل، فأرسلت للقمنى إنذارا على يد محضر، فرد على الإنذار بطريقة عجيبة، بأن أشار إلى ترجمتى فى المقال السادس، وتوالت المقالات، فخاطبت الأستاذ بكرى الذى أوقف نشر المنقول عن ترجمتى، أيامها كان المسئول عن الصفحة الثقافية بجريدة الوفد هو الأستاذ حازم هاشم الذى تبنى قضيتى، فما كان من القمنى إلا أن شتمه وشتمنى، ثم شتمنى مرة أخرى فى جريدة الدستور فى إصدارها الأول فقمت بالرد عليه، ثم خصص فصلا كاملا فى كتابه «رب الزمان» لشتيمتى، فعرفت أن الواجب على شطبه من ذاكرتى ومن يومها لم أعد أهتم به، العجيب فى أمر القمنى وكل أمره عجيب انه قام بنشر المقالات المأخوذة عن ترجمتى فى كتاب حمل عنوان «إسرائيل..التاريخ.. التطليل.. التوراة» وقد نشره فى قبرص!! لماذا قبرص؟ لا أدرى. وفى صفحة 97 من الكتاب أشار إلى ترجمتى!! ما معنى تجاهل الإشارة حتى الصفحة الـ 97؟"
    * في نهاية دراستي التي أعرف - وعن قصد - أنها جاءت غير وافية وغير منضبطة مع قواعد النقد المنهجي أوجه سؤالا لهذا البلبوص الذي ينتقي عناوين مستفزة لكل ما يكتب : لماذا عَنْوَنَ مقاله "كم راهنت على غبائهم" الذي أشرت إليه أكثر من مرة وهو نفسه المقال الذي اعترف فيه بتزوير الدكتوراه التي ادعاها من خلال قصة ملفقة حوصر في كل تفاصيلها .. وسؤالي هو : غباء من ؟ نحن أم هو ؟
    أليست قمة الغباء أن تصف غيرك بالغباء وهو من أجبرك على التعري بلبوصا ؟!
    حقا "إذا لم تستح فاصنع ما شئت" !!

  • محمد جابري
    أديب وكاتب
    • 30-10-2008
    • 1915

    #2
    [align=right]الأستاذ مختار عوض؛

    يقول المثل السائر:

    لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم

    ولا أخفيك أخي الكريم بأنني بدوري لم أستطع إتمام قراءة ما جئت به من شدة الذي سال به قلمك.

    فما النقد بجرح المجروح، وإنما مسحة بارع تنتشي منها جملة ما هنالك في إطلالة تبدي أبسط شيء يكفي لجرح الكاتب لدى القارئ من غير إسفاف.[/align]
    http://www.mhammed-jabri.net/

    تعليق

    • مختار عوض
      شاعر وقاص
      • 12-05-2010
      • 2175

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
      [align=right]الأستاذ مختار عوض؛[/align][align=right]

      يقول المثل السائر:

      لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم

      ولا أخفيك أخي الكريم بأنني بدوري لم أستطع إتمام قراءة ما جئت به من شدة الذي سال به قلمك.

      فما النقد بجرح المجروح، وإنما مسحة بارع تنتشي منها جملة ما هنالك في إطلالة تبدي أبسط شيء يكفي لجرح الكاتب لدى القارئ من غير إسفاف.[/align]
      الفاضل / محمد الجابري

      شكرا لمداخلتك ولكني عجبت لغيرتك الشديدة على هذا الدعيّ الذي تطاول على ديننا وعلى رسولنا ، وتستكثر علينا أن نسبه وننعته بما يستحق من ألفاظ ..
      على أية حال لكم رؤياكم ولي رؤياي التي أقتنع بها ..
      دمت .

      تعليق

      • حكيم عباس
        أديب وكاتب
        • 23-07-2009
        • 1040

        #4
        لقد علّقت على هذه النوعية من المقالات و كتّابها في الموضوع الذي فتح من الإدارة على هذا الرّابط


        الموضوع ليس غيرة و نصرة للسيد القمني بقدر ما هو صراخ في وجه "الشتامون" ، "الهجّائون" ، "المهيّجون" الذين يشوّهون الحقائق ، لأهداف حزبية أو تعصبية عمياء ، لا فائدة منها سوى أن نغور أكثر في التخلّف و الظلام..
        ليس أكثر من تعبير عن القرف و التّقزّز لهذه الهبوط الذي يفتقر للموضوعية و احترام عقل القارئ.. هي مدرسة الاستبداد الديني و الاستبداد السياسي معا ، التي تمتلئ ببذاءاتهم الصحف الرسمية (أو الحزبية) اليومية .. مدرسة الأقلام الفاقدة للأمانة و الحدّ الأدنى من الأخلاق التي تدعو لها .. قواميس بذاءة مُقفلة على ذاتها كما حاويات "الزبالة" و ستظلّ هكذا .. لا شحنة فيها ، فارغة و علينا التّخلّص منها..

        تحياتي
        حكيم

        تعليق

        • محمد جابري
          أديب وكاتب
          • 30-10-2008
          • 1915

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة مختار عوض مشاهدة المشاركة
          الفاضل / محمد الجابري

          شكرا لمداخلتك ولكني عجبت لغيرتك الشديدة على هذا الدعيّ الذي تطاول على ديننا وعلى رسولنا ، وتستكثر علينا أن نسبه وننعته بما يستحق من ألفاظ ..
          على أية حال لكم رؤياكم ولي رؤياي التي أقتنع بها ..
          دمت .

          الأستاذ مختار عوض؛

          إسلامنا يمنعنا من التطرف ولو مع المتطرفين، لا بد من كلمة حق وأقل كلمة تفيد ما يجرح المخالف كافية؛ لكون حسابه على الله وما أرسلنا على الخلق حافظين؛ وإنما بعثنا لتسابق الخيرات، والسعي لهداية الخلق.

          ولنا من السبل ما يمكننا من تحويل العدو اللذود إلى صديق حميم فاقرأ قوله تعالى :

          { {عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }}الممتحنة7

          فنحن دعاة على صراط مستقيم ولسنا قضاة...
          فالأخلاق الأخلاق يا مسلمين
          {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }المائدة2

          وأخيرا أذكر نفسي وإياك بقوله تعالى:
          {{وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }}الأعراف164
          http://www.mhammed-jabri.net/

          تعليق

          • مختار عوض
            شاعر وقاص
            • 12-05-2010
            • 2175

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة حكيم عباس مشاهدة المشاركة
            لقد علّقت على هذه النوعية من المقالات و كتّابها في الموضوع الذي فتح من الإدارة على هذا الرّابط
            http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=55648

            الموضوع ليس غيرة و نصرة للسيد القمني بقدر ما هو صراخ في وجه "الشتامون" ، "الهجّائون" ، "المهيّجون" الذين يشوّهون الحقائق ، لأهداف حزبية أو تعصبية عمياء ، لا فائدة منها سوى أن نغور أكثر في التخلّف و الظلام..
            ليس أكثر من تعبير عن القرف و التّقزّز لهذه الهبوط الذي يفتقر للموضوعية و احترام عقل القارئ.. هي مدرسة الاستبداد الديني و الاستبداد السياسي معا ، التي تمتلئ ببذاءاتهم الصحف الرسمية (أو الحزبية) اليومية .. مدرسة الأقلام الفاقدة للأمانة و الحدّ الأدنى من الأخلاق التي تدعو لها .. قواميس بذاءة مُقفلة على ذاتها كما حاويات "الزبالة" و ستظلّ هكذا .. لا شحنة فيها ، فارغة و علينا التّخلّص منها..

            تحياتي
            حكيم
            تحدثت عن غيرة على الموضوعية ، ولكن فضحك قلمك حين تفوهت بأحقر الألفاظ ضد من يدافعون عن دينهم ويثورون على المتهافتين أمثال القمني ..
            وأجدني مضطرا لأن أقول لك :
            راجع ألفاظك التي تضمنتها مشاركتك واخجل من ذاتك حين تقول مثل هذا عمن يغار على دينه ورسوله .. وأربأ بنفسي أن أرد عليك بأسلوبك ليس ضعفا ولكن احتراما لذاتي .
            التعديل الأخير تم بواسطة مختار عوض; الساعة 19-05-2010, 16:02.

            تعليق

            • مختار عوض
              شاعر وقاص
              • 12-05-2010
              • 2175

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
              الأستاذ مختار عوض؛

              إسلامنا يمنعنا من التطرف ولو مع المتطرفين، لا بد من كلمة حق وأقل كلمة تفيد ما يجرح المخالف كافية؛ لكون حسابه على الله وما أرسلنا على الخلق حافظين؛ وإنما بعثنا لتسابق الخيرات، والسعي لهداية الخلق.

              ولنا من السبل ما يمكننا من تحويل العدو اللذود إلى صديق حميم فاقرأ قوله تعالى :
              { {عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }}الممتحنة7

              فنحن دعاة على صراط مستقيم ولسنا قضاة...

              فالأخلاق الأخلاق يا مسلمين
              {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }المائدة2


              وأخيرا أذكر نفسي وإياك بقوله تعالى:
              {{وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }}الأعراف164
              أشكر لك نصيحتك ، ولكن إلى متى سنظل نهان من جاهل مثل القمني ولا نرد له الصاع صاعين؟
              مودتي

              تعليق

              • حكيم عباس
                أديب وكاتب
                • 23-07-2009
                • 1040

                #8
                كلّ "القتلة" عبر التاريخ يعتبرون أنفسهم شهداء ، إذ يدافعون عن شيء يزعمون أنّه مقدّس.
                و حضرتك ، "تعتقد" ، فقط تعتقد ، أنّك تدافع عن الدّين .. فكيف يكون الدّفاع عن الدين بالشتيمة ، و بالقمامة التي تفوهت بها ، فظهر مقالك كحاوية زبالة فعلا؟؟!!
                أنا أشكرك جدا لاكتفائك بما قلت تعليقا على مشاركتي ، لأنّني أعلم بمقدرتك الفذّة في مجال الشتائم و البذاءة ، لذا فأنا محظوظ جدا بأن أنال فقط هذا القدر من "التوسيخ" فقط.. أشكرك فعلا فقد رحمتني..
                و أنصحك أن لا تزيد "العيار" أكثر كي نحافظ على مستوى هذا الملتقى و الذي هو حتما أرفع جدّا من مستوى مقالك.. ولا تتخذنّ الدين حجة .. فالدين أرفع وأسمى وليس بحاجة لأقلام.... أكتفي بهذا الآن

                تحياتي
                حكيم

                تعليق

                • محمد جابري
                  أديب وكاتب
                  • 30-10-2008
                  • 1915

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة مختار عوض مشاهدة المشاركة
                  أشكر لك نصيحتك ، ولكن إلى متى سنظل نهان من جاهل مثل القمني ولا نرد له الصاع صاعين؟
                  مودتي


                  أخي الكريم؛
                  يقول الحق سبحانه وتعالى: {{إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ }}الشعراء113

                  السخرية من الخلق يقابلها سخرية الخالق
                  {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ }البقرة 14

                  فعقب الحق جل علاه بقوله تعالى:

                  {{اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ }}البقرة15

                  فمن الأخطر؟؟؟
                  http://www.mhammed-jabri.net/

                  تعليق

                  • مختار عوض
                    شاعر وقاص
                    • 12-05-2010
                    • 2175

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة حكيم عباس مشاهدة المشاركة
                    كلّ "القتلة" عبر التاريخ يعتبرون أنفسهم شهداء ، إذ يدافعون عن شيء يزعمون أنّه مقدّس.
                    و حضرتك ، "تعتقد" ، فقط تعتقد ، أنّك تدافع عن الدّين .. فكيف يكون الدّفاع عن الدين بالشتيمة ، و بالقمامة التي تفوهت بها ، فظهر مقالك كحاوية زبالة فعلا؟؟!!
                    أنا أشكرك جدا لاكتفاءك بما قلت تعليقا على مشاركتي ، لأنّني أعلم بمقدرتك الفذّة في مجال الشتائم و البذاءة ، لذا فأنا محظوظ جدا بأن أنال فقط هذا القدر من "التوسيخ" فقط.. أشكرك فعلا فقد رحمتني..
                    و أنصحك أن لا تزيد "العيار" أكثر كي نحافظ على مستوى هذا الملتقى و الذي هو حتما أرفع جدّا من مستوى مقالك.. و لا تتخذنّ الدين حجة .. فالدين أرفع و أسمى و ليس بحاجة لأقلام.... أكتفي بهذا الآن

                    تحياتي
                    حكيم
                    لا يا أخي (غير المهذب) ..
                    أنا لست شتاما كما وصفتني بدليل ما دار بيننا من حوار ، ولكني فقط أغار على ديني ورسولي ..
                    وسأثبت لك ذلك بعدم ردي على سيل قاذوراتك في حقي وأحتسب أجري على الله .. أما ملتقاك فأعلن ندمي على دخوله وأتمنى من القائمين عليه حذف موضوعاتي ومشاركاتي به (وهي قليلة على كل حال)

                    تعليق

                    • محمد جابري
                      أديب وكاتب
                      • 30-10-2008
                      • 1915

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة مختار عوض مشاهدة المشاركة
                      لا يا أخي (غير المهذب) ..
                      أنا لست شتاما كما وصفتني بدليل ما دار بيننا من حوار ، ولكني فقط أغار على ديني ورسولي ..
                      وسأثبت لك ذلك بعدم ردي على سيل قاذوراتك في حقي وأحتسب أجري على الله .. أما ملتقاك فأعلن ندمي على دخوله وأتمنى من القائمين عليه حذف موضوعاتي ومشاركاتي به (وهي قليلة على كل حال)
                      الأستاذ مختار عوض
                      أرجوك أن لا تتخذ القرارات وقت قلق، فالملنقى نحن فيه مجرد ضيوف، وأستاذنا حكيم رجل له مكانته بيننا، أرجو أن يسود الاحترام بين كل الأعضاء فالملتقى في حاجة لكل أعضائه.

                      نصيب ونخطئ هذه هي الطبيعة البشرية، لكن لا ينبغي التمادي في الخطأ، ونحن نتعاون على البر والتقوى، طلبا لرضا الله، وليس لرضا الخلق، والذي هو غاية لا تدرك.
                      http://www.mhammed-jabri.net/

                      تعليق

                      • محمد جابري
                        أديب وكاتب
                        • 30-10-2008
                        • 1915

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة حكيم عباس مشاهدة المشاركة
                        كلّ "القتلة" عبر التاريخ يعتبرون أنفسهم شهداء ، إذ يدافعون عن شيء يزعمون أنّه مقدّس.
                        و حضرتك ، "تعتقد" ، فقط تعتقد ، أنّك تدافع عن الدّين .. فكيف يكون الدّفاع عن الدين بالشتيمة ، و بالقمامة التي تفوهت بها ، فظهر مقالك كحاوية زبالة فعلا؟؟!!
                        أنا أشكرك جدا لاكتفاءك بما قلت تعليقا على مشاركتي ، لأنّني أعلم بمقدرتك الفذّة في مجال الشتائم و البذاءة ، لذا فأنا محظوظ جدا بأن أنال فقط هذا القدر من "التوسيخ" فقط.. أشكرك فعلا فقد رحمتني..
                        و أنصحك أن لا تزيد "العيار" أكثر كي نحافظ على مستوى هذا الملتقى و الذي هو حتما أرفع جدّا من مستوى مقالك.. و لا تتخذنّ الدين حجة .. فالدين أرفع و أسمى و ليس بحاجة لأقلام.... أكتفي بهذا الآن

                        تحياتي
                        حكيم
                        أستاذي حكيم عباس؛
                        أرجوأن نلين في يد بعضنا، ولا ننه عن شيء ونأتي مثله.

                        فالملتقى في حاجة إلى كل أعضائه بعالمهم ومتعلمهم بصغيرهم وكبيرهم.
                        http://www.mhammed-jabri.net/

                        تعليق

                        • مختار عوض
                          شاعر وقاص
                          • 12-05-2010
                          • 2175

                          #13
                          الأستاذ الفاضل والأخ الكريم
                          محمد الجابري

                          أشكر لك مسعاك الطيب ، ولكني فعلا اتخذت قرارًا نهائيًا بمغادرة الملتقى وقد أرسلت للأستاذ الموجي راجيًا حذف مواضيعي ومشاركاتي ..
                          تقبل ودي وتقديري لشخصك الكريم .

                          تعليق

                          • محمد جابري
                            أديب وكاتب
                            • 30-10-2008
                            • 1915

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة مختار عوض مشاهدة المشاركة
                            الأستاذ الفاضل والأخ الكريم
                            محمد الجابري

                            أشكر لك مسعاك الطيب ، ولكني فعلا تخذت قرارًا نهائيًا بمغادرة الملتقى وقد أرسلت للأستاذ الموجي راجيًا حذف مواضيعي ومشاركاتي ..
                            تقبل ودي وتقديري لشخصك الكريم .

                            أخي الكريم
                            مهما كان الأمر، فأنا ألح عليك، بالبقاء، وإني أتنسم روائح طيبة من مشاركات قادمة.
                            واذكر بأن رسولنا الكريم ما خير في أمر إلا اختار أيسرهما،

                            والملتقى لن يضيع لك حق، فإن كان هناك ما يسيء لنا فلنا طرق باب التواصل مع مجلس الشورى، فهو كفيل بإرجاع الحقوق إلى أصحابها.


                            أنتظر قرارك بالتراجع لوجه الله.
                            http://www.mhammed-jabri.net/

                            تعليق

                            • حكيم عباس
                              أديب وكاتب
                              • 23-07-2009
                              • 1040

                              #15
                              من البديهيّات:-
                              1. محاربتك للخيانة دفاعا عن الأمانة لا يعطيك الحق بإرتكاب الخطيئة.
                              2. إقامة الحدّ على مرتكب الفاحشة بعد ثبوتها ، لا يمنحك ترخيصا بأن تتجاوز ما شرّعه الله بإقامة الحد.
                              3. خروجك للجهاد في سبيل الله لا يمنحك ترخيصا بهتك أعراض الأعداء و بقر بطون نسائهم ، فتخالف ما أمر به الله و رسوله الخارجين للجهاد في سبيله.
                              4. حقّك الشرعي الذي منحك الله إياه بحزّ عنق الكافر لا يعطيك الحق بالتّمثيل بجثته ، كما فعل من صلب الحلاج ، و كمن فعل من قطّع ابن المقفّع إربا إربا ، يحرقه بالتنور قطعة تلو قطعة ، و هو حيّ يبصر ، و لا يمنحك الحق بجلد عجوز تجاوز السبعين حتى الموت كما فعلوا مع بشّار .. و كما ترى تراثنا مليء بما تصرّ حضرتك عليه ، و لكن أين هو من شرع الله ؟؟ ألديك الجرءة بأن تجيب نفسك .. لا أن تجيبني و لا تجيب أحد ، بل نفسك و فقط.
                              و تطول القائمة جدا
                              فهل يا أخي المهذب جدا ، لديك ما يبرّرلك شرعا استخدامك هذا الأسلوب الفج ، و ممارستك البذاءة بأبشع و أعنف أشكالها دفاعا عن الدّين؟؟؟
                              عليك أن تكون مستمعا جيّدا أحيانا ، و دعك من النّزق ..
                              و أشكرك ثانية لأنّك ما زلت ترحمني من "توسيخ" أشدّ ، فأنت قادر ..

                              تحياتي
                              حكيم

                              تعليق

                              يعمل...
                              X