
صمتَ اللسانُ و لم يزلْ
في جُعبتي بعضُ الكلامْ
مذ كنتُ في سنِّ الطفولةِ خبَّرُوني أنَّ في الصمتِ السلامْ
أنَّ الذين تكلموا
قد أقْفَرُوا روضَ الحقيقةِ أورثوا شعبي
ضلالاتِ اللئامْ
أن الكلامَ جريمةٌ
أن الذين تكلموا قد هدَّموا وكرَ الحمام
فدخلتُ كهفَ الصمتِ أعلنُ غَضْبَتِي
و غزلتُ صمتي مصحفا أتلوه في جنحِ الظلامْ
و هتكتُ سترَ الصمت حتى ملَّني
و مضيت أغتالُ الحروفَ فإنني
حولت أحرف أبجديتنا سكوت
أرجو لقومي رفعةً
و غدوت أنشرُ فكرَهم بين الأنام
فاستعجمتْ لغةُ الحروفِ و لم أعدْ
أقوى على نطقِ السلامْ
فلتصمتوا يا شعبنا فالجندُ يرصدُ حرفَكم
بل همسكم
بل يرصد النياتِ في
همسِ الحروفْ
أنا صامتٌ لا تحسبوا حرفي كلاماً
إنه هذيانُ مجنونٍ ترصَّدَه ألوفْ
و الجندُ داسوا كلَّ مَكْرُمَةٍ لنا
سلبوا ضياءَ العينِ قلتُ تحمَّلوا
هذا اختبارُ الصمتِ في أعرافنا
فلتكتموا صوتَ الجراحِ و كمِّمُوا آهَ النزيفْ
سلبوا الرجولةَ قلتُ بقاؤنا نسوان أيسر من مقارعةِ السيوفْ
هتكوا عفافَ الغيدِ في أوطاننا
فضبطتُ نفسي إنَّ ضبطَ النفسِ زلزالٌ مخيفْ
و جعلتُ أنظرُ للصغارِ فضمضموا لي بأسهم
و احْمَرَّت الأحداقُ من صمتي العنيف
فَسَخَرْتُ منهم هازئا
هذي سياستُنا على مرِّ العصورْ
و خيارُنا مستمسكون بجذره لا لن نحيفْ
حتى و إن سلبوا الرغيفْ
قالوا رغيف ؟!!!!
أعراضُنا قد هتِّكَتْ
أقداسُنا قد دنِّسَتْ
و نراكَ مرهوناً بذرَّاتِ الرغيف !!
أصدرتُ أمراً بالحصارِ مُكابرا
هل يعبثون بأمننا القوميَّ؟!ّ .. أطفالٌ صغارْ !!
لا يفهمون سياسةً
هم يعدمون كياسة .... لم يدركوا
مكرا أُحِيكَ لشعبنا
أما أنا أدركتُ كلَّ خيوطِ لعبتهم لذا
أسْكَتُّ كلَّ حروفِ أمتنا و أعليت الشعار
ذكَّرْتُهم بمآثرِ الأقوالِ حتى يفهموا
و جلبتُ دفترنا الذي غطَّته أكوامُ الغبارْ
قلَّبْتُه فوجدتُ فيه نصائحاً صيغت بأقلام الكبارْ
الصمتُ مكرمةٌ و دَرْبُ نَجَاتِنا
أرْبَابُه قد جمَّعُوا تِبْراً يصاحبُ مالَهم
أما الذين تكلموا قد أُعْدِموا
فالقولُ عارْ
تعليق