أساطير الأحراش

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فؤاد الكناني
    عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
    • 09-05-2009
    • 887

    أساطير الأحراش

    الظلام يدخل الظلال في اللانهائية حين تتطاول شيئا فشيئا مع انحدار الشمس نحو افقها الغربي حتى تتفلت من بين براثن الأشياء لتتحول فيه الى تلك الأشباح التي تصنع حكايا الرعب وتحمل الأسماء التي لا تذكر الا همسا.
    صيوان أذنه يترقب بحركة لاإرادية تلك الأصوات الخفيضة الغامضة وهي تتجسم في خلفية من العتمة والسكون.حاول وعيه أن يقتنع بأن ذلك العويل القصير المرتجف ليس سوى عواء كلب شارد يقوص حواف الظلمة بصداه المرعب.لكنه لم يكن ابدا صوتا يصدر عن حنجرة،كان اشبه بنفخ ريح متقلبة في فم كهف.
    توقف الصوت فجأة،فتش كل ما تبقى من حواسه عنه.. أخيرا أحس بارتياح بثه فيه الشعور المفاجيء بالأمان الذي غمره.
    لا ريثما اعقبه خوف وقلق من أن يعاود الرعب دورته.مر وقت كاف ليترسخ فيه احساس متذبذب بالأمان تتخله بعض جفلات إزاء حركات مفاجئة زاد إطمئنانه اليها عندما يرى طيرا ينكث ريش جناحيه أو جرذا يخطف الطريق الى وكره.
    تداعت الى عقله قصص الأفاعي الهائلة التي تسكن هذه الأحراش تلك القادرة على ابتلاع انسان بشحمه ولحمه وملابسه ايضا... انتفض واقفا وقد دفعته تهويمات العقل الباطن،لف حول موقعه، ترصدت عيناه ما امكن ان يرى حوله،فارق مابين الأحراش المتشابكة بسلاحه.....أخيرا عاد لجلسته واحساس بشيء ما يقترب من ظهره يدفعه بين الحين والآخر ليلتفت خلفه.
    النسيم الذي إزداد برودة أخذ يداعب جلده مانحا إياه شعورا بارتياح كبير تسلل نعاسا الى عينيه..
    قاوم بقوة النعاس الذي كان بحاجة شديدة اليه ليقطع الصلة ما بينه وبين عالم الرعب المحيط به،راودته صورة أشبه بالحلم لأفاعي ووحوش الوادي تنقض على المناطق الحساسة في جسمه لتفزعه من نعاسه اللذيذ،أحس بشوق هائل للضياء .
    نظر في ساعته ذات العقارب والأرقام الفسفورية،كانت تشير الى الثالثة والنصف،شد طرفي معطفه حول جذعه مبتسما لأقتراب الفجر.
    ومع تمايز الأفق الفضي إستسخف جبنه وقصص الفلاحين الأسطورية عن رعب الأحراش الليلي.أسند ظهره الى صخرة قريبة وقد إحتضن سلاحه.إقتنع تماما باغفاءة قصيرة يحرسها الفجر.
    قفز من نومه مفزوعا على دوي هائل.....وقد إستيقظت حواسه فجأة ليرى ماسورة بندقية زميله الذي جاء ليحل محله فيما لايزال يخرج منها الدخان....إلتفت الى حيث تشير الماسورة....على بعد شبرين منه كانت ترقد أفعى هائلة فلقت الرصاصة رأسها الضخم.
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    عمل مدهش ، ومشدود بشكل يصعب فصل مكوناته
    أو رفع جملة من مكانها !

    أوحشتنا أعمالك فؤاد كثيرا

    لي عودة للكتابة هنا

    محبتي
    sigpic

    تعليق

    • فؤاد الكناني
      عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
      • 09-05-2009
      • 887

      #3
      الأستاذ ربيع
      امتناني العميق لتطريزك نصي المتواضع بحروفك الجميلة وتقديري الكبير لليد التي ما بارحت التوجيه والنصح والصقل لي منذ دخلت هذا الفضاء الجميل
      الف الف شكر وتحية للكاتب المتألق

      تعليق

      • دريسي مولاي عبد الرحمان
        أديب وكاتب
        • 23-08-2008
        • 1049

        #4
        صديقي الرائع فؤاد الكناني...
        ومضات من الخوف المصطخب صورتها بدقة متناهية مع رتوشات من الطبيعة بسحرها ليكتمل البهاء الابداعي...
        تزامنت أحداث القصة في تتابعها لتشكل مسرحا لهواجس تسكن خبايا الأحراش...وتمددت في مخيلتي القرائية على أن أبطالها رفاق السلاح في الأنبار وتناقضات الممارسة السياسية...
        أحب دوما أن أقرأ لك صديقي ومتابعة أعمالك.
        محبتي.

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          كنت معايشا لحد بعيد لحالة الخوف و الفزع التى انتبت بطلنا فى هذه القصة ، فرسمت المعالم و الملامح ، و ذكيتها ، و كأنك بالفعل تعيشها وقت الكتابة ،
          حتى أستشعرت بالفعل الفزع و الرعب ، من هذه الأحراش ، و ما تراكم عنها من أقوال ، و أفعال .. و هالني الصوت ، و كان تأثيره قويا ، ذكرنى فورا بغفوة ، على شاطىء نهر ، تحت مصلاة ، تظللها شجرة شعر البنت ( نوع من الصفصاف ) ، فجأة قمت مرتعبا ، لأبصر حية تخرج من صدرى ، إلى النهر بكل تؤدة ، فرأيت العالم كله حيات ، أينما ذهبت !!
          الحدث الذى جاء فى نهاية العمل كان رائعا ، و أتى متقنا لينهي ، أو ليبدأ رحلة
          حول الأساطير عن الأحراش !!

          محبتي
          sigpic

          تعليق

          • إيمان الدرع
            نائب ملتقى القصة
            • 09-02-2010
            • 3576

            #6
            الأستاذ الفاضل:فؤاد الكناني:
            نصّ قويّ، يحبس الأنفاس..
            صوّرت فيه عالم الغابات ، والأحراش بمهارة فائقة...
            أبعد الله عنا وكر الأفاعي ..
            سعيدة أنا بهذه المشاركة..
            ويبهجني مصافحتها..
            .دُمتَ بسعادةٍ...تحيّاتي...

            تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

            تعليق

            • فؤاد الكناني
              عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
              • 09-05-2009
              • 887

              #7
              القدير دريسي
              اثار في نفسي شعور بالسعادة رؤية تعليقك على لوحي وكيف لا والكلمة تصدر من كاتب مقتدر بعمقك
              شكرا لمرورك عزيزي ومودتي الخالصة

              تعليق

              • فؤاد الكناني
                عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
                • 09-05-2009
                • 887

                #8
                الأستاذ القدير ربيع
                كان حدسك في محله تماما فالقصة خليط من تجارب شعورية مررت بها أثناء ادائي الخدمة العسكرية في اماكن وعرة وكذلك شيء من الأساطير والقصص المرعبة التي كانت سامرنا وسط الوحدة والإنعزال الخانق.
                لردك ميزة خاصة إذ إنه يشير حتى في باب الثناء الى المواطن التي يمكن للكاتب استثمارها في اعماله القادمة
                دمت بالف خير وامتناني العميق جدا لهذا التشريف

                تعليق

                • سعد المصراتى مؤمن
                  أديب وكاتب
                  • 25-10-2009
                  • 149

                  #9
                  الظلام يدخل الظلال في اللانهائية<<<< الاستاذ فؤاد ,, تحية بدون فزع ... نص رائع , واقعى , ومألوف ... احسست وانا اتلوه اننى طير مقرور حيز عن عشه والافعى الماكرة تتدثر داخله ......ولكن الحارس ... لاينام وذلك مفهوم القصة ... لاتغفل عن سلاحك ... قد تأكلك الافعى ... الاصدقاء يأتون فى الوقت المناسب ,,,النوم سلطان ,,, والسؤال هل يعاقب الزميل على الرصاصة المفقودة ......تلك هى المعانى التى استطعت بكل تواضع تهجئتها من نصك الرائع اخى (فؤاد)
                  اشكرك واتمنى المزيد
                  ازاهيرى كان هناك / سعد المصراتى *
                  التعديل الأخير تم بواسطة سعد المصراتى مؤمن; الساعة 22-05-2010, 20:48.

                  تعليق

                  • فؤاد الكناني
                    عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
                    • 09-05-2009
                    • 887

                    #10
                    القديرة والرائعة ايمان الدرع
                    سعادتي بالغة بمرورك الكريم وتشريفك لوحي المتواضع
                    دمت بالف خير وتالق

                    تعليق

                    • فؤاد الكناني
                      عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
                      • 09-05-2009
                      • 887

                      #11
                      استاذ سعد المصراتي
                      شكرا لقرائتك التي تنم عن اهتمام وجدية في القراءة اسعدتني كثيرا
                      لمرورك العطر الورد كله

                      تعليق

                      يعمل...
                      X