صعب عليك أوديسيوس/للأديب ربيع عقب الباب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دريسي مولاي عبد الرحمان
    أديب وكاتب
    • 23-08-2008
    • 1049

    صعب عليك أوديسيوس/للأديب ربيع عقب الباب

    صعب عليك أوديسيوس


    مهداة للمبدع المغربى : دريسى مولاى عبد الرحمن
    :" ومالنا و هيلين ؟!!".
    :" مالنا .. غريب أمرك أوديسيوس ".
    :" وما وجه الغرابة سيدي ومليكى ؟!!".
    :" أقول أختطفها باريس ابن بريام ملك طروادة ".
    :" لكنى أعرف باريس ، إنه أجبن من أن يفعلها . هي ذهبت معه ".
    رداء بينلوبى سوف ألبس ، نعم ألبسه ، لم لا . كيف سمحت لك بالمغادرة ؟! كيف هنت عليك ، عن بيتنا ابتعدت . كل ركن فيه شاهد . كل لحظة فيه ، كل أثاثه ، صخبه و صمته ، شاهد على مولد عبقري ، فى ذات ليلة ، وقت تخلق القمر ، تخلقتُ من عدم .. نعم من عدم ؟!!.. كيف أصبر على فراق فرض على .. و عليك . أنا أوديسيوس ، هنا أنتظرك ، ثوبا أغزل بدلا عنك ، و نساء أطارد .. نعم ، لهن لن أسمح بشغل دقيقة ، هي لك ، بكل تأكيد لك ، حقك في ، حقك على ، لهن لن أسمح ، بمنعي من رحيل إليك ، حيث تكونين ؟!
    هل أزف الوقت .. بينلوب ، هل انتهت حرب مقدسة ، أعلنها الغبي أجاممنون ، انتصارا لرجولة له على ممالك ، و ملوك استجابوا لدعوته ، مثل خراف ملعونة ؟! يحشد عالما لأجل امرأة طائشة ، لنهم يسكن فاسده ، وعنترية ظامئة لدم بشرى ..نعم ، كان لا بد أرفض ، لست شاة ، عجلا أو بغلا يسحب ، ما كنت أدرى ، يدبر كارثة هو ، أجاممنون اللئيم ، يدعى أن آلهته أخبرته ، بضرورة رحيل بينلوبى ، مع حملته بديلة عن أوديسيوس.
    :" أنت تهذي أوديسيوس .. تهذي !!".
    :" أنا أهذى .. أستطيع محاربتهم بينلوب .. وحدي ".
    :" لا حبيبي .. بل نساير الأمر ، ونرضخ لحكم الآلهة ".
    :" أية آلهة ؟ هذا زعمهم .. أفيقي سيدتي ".
    :" وحق محبتي لك أعرف ، أفهم ، لكنى أخشى عليك .. أخشى !!".
    أخاف أنا ، أخاف نعم .. أمعقول ؟! أيدير رأسك أحدهم ؟! الرحلة طويلة ، و مهلك ذا السفر ، الأبطال يملأون الأسطول ، و أنا هنا قعيد .. قعيد .. كيف سمحت لك ، كيف ارتضيت ، أكون للغزل هنا ، أنسج الساعات و الأيام ، و أعود لنقضها ؛ ليبدأ نهار آخر ، وأحلام أخرى ؟! و أنت ، أنت بعيدة ، لا أدرى ، ربما أعرف كم تقتاتين حزنا ووجعا .. نعم ، لكن عواصف و أنواء ، قادرة على سلوى ، و نسيان أوديسيوس ، حبيب تعشقين !
    هاهو وجهك ، هاهي أنفاسك تهاجمني ، هاهي صورتك ، بينلوب ، أريدك ، أكاد أهلك حنينا و شوقا ..آآآآآآآآآآآآه . كيف أواجه نفسي ، كل يوم ، كل ساعة . تعبت كثيرا ، لابد أفعل شيئا ، عاجزا لن أظل ، مكبلا أعيش ، أموت كل ساعة ، كل لحظة .. لا .. لا . أجاممنون أيها الجبان ، مميتة رحلتك ، و غير مقدسة حربك ، غير شريفة ، و أنا ملوث هنا ، ملوث بالرفض ، لن أنتظر ، إنى قادم إليك . أنت تريد سلطانا ، لص حقير أنت ، إذ سمحت لنفسك ، خديعة طيبة وكورنثا وأسبرطة ، أوربا كلها ، تريد آسيا ، ذليلة تريدها ، تحت قدميك راضخة ، وهم ، شركاؤك ، هل تقاسمهم ؟! لن تقاسم أحدا. أنا أعرفك ، أنا رأيتك ، جيدا عرفتك ، لن أمارس دورا ليس لي ، و غزلا و نسجا أرتضى هاهنا ، حتى تعود بينلوبى ، نعم ..الآن أرحل ، لابد مدركها أنا ، و عودة بها تكون إلى هنا ، إلى بيتها .. لا تراجع ، بدونها حياة لي مستحيلة .
    أجاممنون ، إني قادم إليك .. قادم إليك ، لا بد من مواجهتك ، ومواجهة رجال حملتك ، وكشف مزاعم لك ساقطة ، كفاك تخريبا ، قتلا ، كفاك دماء ، آن أن تذهب ، ويذهب معك زوج مغدور ، إلى الجحيم .أنا أوديسيوس ، أقول لك ، لابد من رحيل ، عن هذه الحملة ، بل عن الدنيا كلها ، لن أزرع شتلات انتظاري ، كل صباح ، وكل مساء ، نعم ، بينلوبى .. بينلوبى ، إني قادم إليك .. قادم ، قبل أن يطلق ترهاته ، فى كل الدنيا ، سوف يشهر بي ، و ربما منع عنى الكلأ ، و الماء ، أخضع الجميع ، و أبعدهم عنى ، فلا بيع و لا شراء ، لا .. لن أنتظر ، ويل أوربا ، ويلها منتهافت ملوكها ، كذبهم ، عشقهم للدم ، السرقة ، السرقة والنهب .. بينلوبى .. بينلوبى !!
    هاهو طيفها يأتي من بعيد ، من هناك ، من قلب البحر:" أوديسيوس حبيبي ".
    ارتج جسمي ، ارتجف بقوة :" من .. أمعقول .. أنت .. أنت ؟!".
    تحلق في ضبابة كملاك هائم :" نعم .. أنا .. ألا تصدق ، روحي معلقة بروحك ، أوديسيوس العظيم ، ملئت بك حد الهلاك ".
    هنا . لم أستطع تماسكا ، طرت ، حلقت ، عانقت طيفها :" إني قادم .. قادم ".
    تهللت راقصة ، و هي تتراجع ، تختفي ، بينما أندفع ، ألقى بنفسي للبحر ، متناسيا أمر الرحلة ، عظم المسافة ، متناسيا أمر آريس ، و الإله زيوس ، كل الآلهة تناسيت ، ليس معي ، سوى صورة حبيبتي ، مجدافا ، و قاربا ، و طوق نجاة ، لرحلة صعبة ، قد أعود منها مهزوما .. على كل حال !!

    من المجموعة القصصية "قرن غزال"
    صدر عن دار رؤى
  • دريسي مولاي عبد الرحمان
    أديب وكاتب
    • 23-08-2008
    • 1049

    #2
    هل كل ما أنسجه في النهار أنقضه ليلا؟
    وما الليل في عرفي سوى استمرارية لمأساة اليومي في تجليها الدامي,لكنه المبدع..
    قلب الأدوار من أديب يعرف جيدا كيف يمسك بانفعالات القسوة والخوف والألم والأمل ليجعلنا دوما نرتقي مدارج الصفاء المثالي..
    اهداء ليس بالبسيط...أعود اليه دوما وأبدا...لأنه تجل للمعنى السامي في غيابه مع ضرورات المعاش الظاهرية دوما..
    رغم أنه صعب على كل أوديسيوس أن يركب البحر من أجل بينيلوب...ورغم صعوبة أن أتوصل الى لا معقوليتي عندا أرسم هدفا..فاني مقتنع بجنوني وبحضور الموت بجانبي كل لحظة..
    اهداء يمكن أن يطهر كل الانفعالات المشبوبة بأن يجعلنا مجانين ننمحي مع سديم ليل الانتظار..
    وددت أن أهدي لحبيبتي مأساة أوديسيوس بتبادل الأدوار طبعا على خشبة المسرح..كل يؤدي دوره على حدة..حتى نكتشف في الأخير على أننا استثنائيون في هذا العالم الوسخ نروم تطهيرا محددا...
    يقول هايمون لأبيه كريون في انتيجونا" انني أحببت والحب يشوش عقل الانسان"...
    كم أحببت حتى صار الهلاك جنوني...فهل من مقدر لجنوني كحظوة ونعمة؟
    نعم كان عزيزي ربيع وكانت مجنونتي بينيلوب تنسج لحدود الساعة بأناة غير معهودة أغلالي...
    من فضلك بينيلوب فكي أغلالي...والا حملني أخيرون في زورق الى فم الجحيم..حيث جمار حبك سيلحفني طوال حياتي...
    محبتي لك ربيع...محبة جدلية كأسطورة متناقضة سألملم حرتقاتها دوما...
    خلف جبال الأولمب طبعا.

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة دريسي مولاي عبد الرحمان مشاهدة المشاركة
      هل كل ما أنسجه في النهار أنقضه ليلا؟
      وما الليل في عرفي سوى استمرارية لمأساة اليومي في تجليها الدامي,لكنه المبدع..
      قلب الأدوار من أديب يعرف جيدا كيف يمسك بانفعالات القسوة والخوف والألم والأمل ليجعلنا دوما نرتقي مدارج الصفاء المثالي..
      اهداء ليس بالبسيط...أعود اليه دوما وأبدا...لأنه تجل للمعنى السامي في غيابه مع ضرورات المعاش الظاهرية دوما..
      رغم أنه صعب على كل أوديسيوس أن يركب البحر من أجل بينيلوب...ورغم صعوبة أن أتوصل الى لا معقوليتي عندا أرسم هدفا..فاني مقتنع بجنوني وبحضور الموت بجانبي كل لحظة..
      اهداء يمكن أن يطهر كل الانفعالات المشبوبة بأن يجعلنا مجانين ننمحي مع سديم ليل الانتظار..
      وددت أن أهدي لحبيبتي مأساة أوديسيوس بتبادل الأدوار طبعا على خشبة المسرح..كل يؤدي دوره على حدة..حتى نكتشف في الأخير على أننا استثنائيون في هذا العالم الوسخ نروم تطهيرا محددا...
      يقول هايمون لأبيه كريون في انتيجونا" انني أحببت والحب يشوش عقل الانسان"...
      كم أحببت حتى صار الهلاك جنوني...فهل من مقدر لجنوني كحظوة ونعمة؟
      نعم كان عزيزي ربيع وكانت مجنونتي بينيلوب تنسج لحدود الساعة بأناة غير معهودة أغلالي...
      من فضلك بينيلوب فكي أغلالي...والا حملني أخيرون في زورق الى فم الجحيم..حيث جمار حبك سيلحفني طوال حياتي...
      محبتي لك ربيع...محبة جدلية كأسطورة متناقضة سألملم حرتقاتها دوما...
      خلف جبال الأولمب طبعا.
      كان الموت على أبوابها دريسي مولاي
      كانت المزاعم قريبة الشبه بتلك ، كانت أقسي من رحلة أجاممنون
      لأن الوقت كان تسرب مني ، و شكل حائلا قاسيا
      إنك تعيد الآن الحالة بكامل زخمها ، بكل ما حملت من أنين
      غريب أمري ، رغم أن أوديسيوس يعني لدي شيئا آخر ، فهو السيطرة و الجبروت ، و هو الكذب الذى صاغ الملحمة أو نهايتها لتلائمه ، و تدعو له
      و تشيع أمر كبريائه ، و عدم انكساره !
      و كنت متشظيا حد الموت ، و لم أصل إلى الأسطول ، و لا إلى بنيلوبي
      الرائعة التى ملكت كل شغافي فقد مترسوا الطرق ، و بنوا القلاع أمام موتي ، و ليس هم فقط ، بل الأصدقاء الخائنون .. و كانت الرحلة قاصمة قاتلة إلى أبعد حد
      و الآن هو محض درويش متهالك ، يدور فى الحارات بربابة ، يلاحقه الصبية ، وهو يبكي بنيلوبي ، و إلى نهاية العمر !!

      قبلة على جبينك ووقتك الذى أحببت فيه نفسي !!
      sigpic

      تعليق

      • دريسي مولاي عبد الرحمان
        أديب وكاتب
        • 23-08-2008
        • 1049

        #4
        القدير ربيع عقب الباب..مساء الخير...
        لا يسعنا سوى أن نردد مع الشاعر علي كنعان:
        بنلوبي
        لم يعد لي غيرُ عينيك فآفاقي يبابْ
        سفني، بحارتي ناموا بأعماق العُبابْ
        وأنا ملقى على الرمل أغني، أتلوّى، أغزل الرؤيا، وأبكي
        كيف لا تروي شرايينيَ أنهارُ السرابْ
        كل ما حولي يبابْ
        وأنا، حتى أنا.. لولاكِ يباب.*

        محبتي الدائمة.

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة دريسي مولاي عبد الرحمان مشاهدة المشاركة
          القدير ربيع عقب الباب..مساء الخير...
          لا يسعنا سوى أن نردد مع الشاعر علي كنعان:
          بنلوبي
          لم يعد لي غيرُ عينيك فآفاقي يبابْ
          سفني، بحارتي ناموا بأعماق العُبابْ
          وأنا ملقى على الرمل أغني، أتلوّى، أغزل الرؤيا، وأبكي
          كيف لا تروي شرايينيَ أنهارُ السرابْ
          كل ما حولي يبابْ
          وأنا، حتى أنا.. لولاكِ يباب.*
          محبتي الدائمة.
          لم يكن على الأبواب خطاب وعرسان ، بل محض غربان توقوق فى خراب المسافة التى كانت تحيط بالشطآن .. و هي تغزل و تنقض الغزل ، تغزلني
          للريح ، و تنتظر القادم .. لا أنا على وجه التحديد .. ليأخذ الوهم مساحاته
          حين انبهروا باللعبة التى تحمل ، و بغزلها الذى تحتضن ، كانت فى داخلها
          أشياء تحاول الانقلاب على قرارها القديم .. بين الانتظار ، و التسليم .. بين الغزل الذى سوف ترتديه فى عرسها على أحدهم .. و لكن فى غفلة ، و ربما لم تكن غفلة من الأساس ، التقطوا منها الغزل ، و راحوا يتفنون فى ابراز جمال غرزه ، فى الأنامل التى صنعت ، فى الرحيق الذى تمدد على طول الرقعة .. فكانت الغواية .ز و كنت أنا مازلت فى وسط البحر أعافر الموج ، و أحارب وهمي ، و أساطيرى مع الغيرة فى الممكن و المتاح .. و أيضا فى المستحيل الذى عليّ أن أعبره .. أحققه و لو كان دمي .. و كانت تلك الأنشودة القاسية للمغني العجوز .. كانت بداية .. !!

          كانت لحني الأول الذى فجرني شعرا وقصا و أشياء أخري
          محبتي دريسي مولاي
          sigpic

          تعليق

          • دريسي مولاي عبد الرحمان
            أديب وكاتب
            • 23-08-2008
            • 1049

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
            لم يكن على الأبواب خطاب وعرسان ، بل محض غربان توقوق فى خراب المسافة التى كانت تحيط بالشطآن .. و هي تغزل و تنقض الغزل ، تغزلني
            للريح ، و تنتظر القادم .. لا أنا على وجه التحديد .. ليأخذ الوهم مساحاته
            حين انبهروا باللعبة التى تحمل ، و بغزلها الذى تحتضن ، كانت فى داخلها
            أشياء تحاول الانقلاب على قرارها القديم .. بين الانتظار ، و التسليم .. بين الغزل الذى سوف ترتديه فى عرسها على أحدهم .. و لكن فى غفلة ، و ربما لم تكن غفلة من الأساس ، التقطوا منها الغزل ، و راحوا يتفنون فى ابراز جمال غرزه ، فى الأنامل التى صنعت ، فى الرحيق الذى تمدد على طول الرقعة .. فكانت الغواية .ز و كنت أنا مازلت فى وسط البحر أعافر الموج ، و أحارب وهمي ، و أساطيرى مع الغيرة فى الممكن و المتاح .. و أيضا فى المستحيل الذى عليّ أن أعبره .. أحققه و لو كان دمي .. و كانت تلك الأنشودة القاسية للمغني العجوز .. كانت بداية .. !!

            كانت لحني الأول الذى فجرني شعرا وقصا و أشياء أخري
            محبتي دريسي مولاي
            نعم صديقي وكنت حاضرا عندما غطوه بورق جرائد قديمة جلبوها من محل بقالة,انتظارا لسيارة البوليس التي سرعان ما تهل بناعورة مميزة كمصيبة مدوية.دون ان يعرفوا انه نفس المغني الذي كان عابرا منذ اسبوعين.وغزا دورهم لكن ملائكة نالت منها الغيرة والحسد حملته في رحلة بلا عودة...
            محبتي لك مع شطحاتك الصوفية...

            تعليق

            يعمل...
            X