جبروت
25-10-2009
دأب على استعراض مهاراته الحجمية ، فهي كل ما يملك في دنيانا، وانطلق في الطريق معربدا..ترنح يمينا ويسارا....يسد السبل في وجهي..رشاقة جسمي، وكل مهاراتي لا تفلحان في فتح ثغرة تمررني ،رغما عن اتساع الطريق، حجمه الهائل كالفيل كفيل بالحد من انطلاقه ويحدني معه، لكنه لا يأبه لذلك..شعاره في الحياة مكتوب بخطوط عريضة :
"وإن كنت لا أملك رشاقة ومهارة للسبق، إلا أني من سيصل أولا..سأمنع الجميع من الوصول..لن أترك لأحدهم وسيلة لاجتيازي"
..يرفعه عاليا ويمضي.
أكبت غيظي وحسرتي على ما سيفوت.. أتململ في جلستي..أعلن اعتراضي وتبرمي..ابرق له برسائل صوتية وبصرية..ينضم لي شركاء..لا مجيب..مغيب هو في برجه العاجي..أبوق له..ينظر لي شذرا ويزداد في غيه..
أناوره..يمينا..يسارا..يمينا بسرعة..ويسارا أسرع..لا جدوى..هدنة لالتقاط الأنفاس..شربة ماء..أعب جرعة هواء نقي..أفرك عيناي..أستكين للحظات كمستسلم..أهب فجأة معاودا المناورة..لم تنطلي عليه حيلتي..يترنح بشدة أمامي، مهددا بسحقي..أرفع راية بيضاء..أتنحى مفسحا لمحاول آخر.
مع زيادة المحاولين وفشل مناوراتهم..يزداد جبروتا..يهز مؤخرته فرحا بانتصاراته.. يزعج السماء رافعا أبواق انتصاراته..يختال مترنحا.. يمينا..يسارا..يمينا..يسارا..يمينا..يمينا..يمينا..
يبدو وكأنه فقد السيطرة على عجلة قيادة شاحنته ذات المقطورة..يدهس الكثبان الرملية الوادعة على يمين الطريق..تنفصل مقطورة المؤخرة عن الجرار..تنحر حمولتها بين حبات الرمل..يقدم شاحنته أضحية على مذبح صخري هائل الكينونة؛ فداء لجبروته.
25-10-2009
دأب على استعراض مهاراته الحجمية ، فهي كل ما يملك في دنيانا، وانطلق في الطريق معربدا..ترنح يمينا ويسارا....يسد السبل في وجهي..رشاقة جسمي، وكل مهاراتي لا تفلحان في فتح ثغرة تمررني ،رغما عن اتساع الطريق، حجمه الهائل كالفيل كفيل بالحد من انطلاقه ويحدني معه، لكنه لا يأبه لذلك..شعاره في الحياة مكتوب بخطوط عريضة :
"وإن كنت لا أملك رشاقة ومهارة للسبق، إلا أني من سيصل أولا..سأمنع الجميع من الوصول..لن أترك لأحدهم وسيلة لاجتيازي"
..يرفعه عاليا ويمضي.
أكبت غيظي وحسرتي على ما سيفوت.. أتململ في جلستي..أعلن اعتراضي وتبرمي..ابرق له برسائل صوتية وبصرية..ينضم لي شركاء..لا مجيب..مغيب هو في برجه العاجي..أبوق له..ينظر لي شذرا ويزداد في غيه..
أناوره..يمينا..يسارا..يمينا بسرعة..ويسارا أسرع..لا جدوى..هدنة لالتقاط الأنفاس..شربة ماء..أعب جرعة هواء نقي..أفرك عيناي..أستكين للحظات كمستسلم..أهب فجأة معاودا المناورة..لم تنطلي عليه حيلتي..يترنح بشدة أمامي، مهددا بسحقي..أرفع راية بيضاء..أتنحى مفسحا لمحاول آخر.
مع زيادة المحاولين وفشل مناوراتهم..يزداد جبروتا..يهز مؤخرته فرحا بانتصاراته.. يزعج السماء رافعا أبواق انتصاراته..يختال مترنحا.. يمينا..يسارا..يمينا..يسارا..يمينا..يمينا..يمينا..
يبدو وكأنه فقد السيطرة على عجلة قيادة شاحنته ذات المقطورة..يدهس الكثبان الرملية الوادعة على يمين الطريق..تنفصل مقطورة المؤخرة عن الجرار..تنحر حمولتها بين حبات الرمل..يقدم شاحنته أضحية على مذبح صخري هائل الكينونة؛ فداء لجبروته.
تعليق