المارد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مخلوفي ابوبكر
    أديب وكاتب
    • 07-03-2008
    • 99

    المارد

    المارد
    لسعته نسمة باردة سرت معها رعشة في جسده ،ذكرته أنه خارج حجرته ، بعيدا عن فراشه الوثير.. راوده حنين مفاجئ لروائح العرق الليلي الممزوجة بعطر الاجساد المتراصة ، استدار وخطى نحو الملهى بخطوات سريعة .. شعر باقدام تطارده..توقف ، نظر حوله..سد من العيون يتطاير منها الشررتحاصره ..شفاه تعلوها ابتسامات ساخرة..أغمض عينيه محاولا الهروب .. راح يعدو كالمجنون و طعم العرق المالح يغرق شفتيه ، يحرق عينيه ، دقات قلبه أصبحت رنين أجراس مفزوعة تشبه جرس المدرسة التي كان يساق اليها بعد أن يقتلع من فراشه اقتلاعا ..وضع إصبعه في أذنه و تمتم "لن أدخل " تمدد عرف الطبشور ، انتصب عمودا صخريا..ضرب العرف بكل قوته، محاولا تفتيته ، لم يستطع بينما ازداد رنين الجرس ارتفاعا، تداخلت الأصوات ..فتح عينيه ببطئ كأنه يخرج من دهليز مظلم .اكتشف آثار الطبشور على هندامه الأنيق..امتدت يده آليا محاولا إزلتها و إصلاح هندامه ، تمتم بعبارات لم يفهم مدلولها،ابتسم و هو يتخيل نفسه مكان ذلك الذي يدعونه معلم ذلك الرجل الذي يتكلم بلغة مضحكة ،حاول استرجاع صورته ،وجهه الشاحب ، عينيه الثاقبتين ،شفتيه ..الاسطوانة التي لا تتوقف ، خطواته التمثالية ،انتابته رغبة مفاجئة للمقارنة بين والده و ذلك المعلم لم يجد وجها للمقارنة بين هيئتيهما.. أيقظه ارتطامه بالجسد العملاق من شروده..فإذا بالأجراس مازالت ترن و العيون الساخرة تحاصره ..نظر حوله ..وجد نفسه في نفس المكان ، مرة ثانية حاول الافلات ، شعر بحبال تشده إلى الخلف .. تحركت شفتاه دون ان يصدر عنها صوت ..نظر الى الجسم العملاق ..اضطرب ..تراجع..تمدد الجسم و مد يدا عملاقة انتزعت منه معطفة الفاخر .. و أخرى مزقت سترته .. تحول الجسد الى إخطبوط بينما وقف مصعوقا ، مدهوشا ، جامدا..فبعد القميص و الحذاء جاء دور سرواله حاول منعه ،راح يشده بقوة يائس ، صرخ مستنجدا فارتد اليه صوته مبحوحا ..بكى و استعطف.. و توسل فصفعته ابتسامة باردة ، انكمش محاولا حماية جسده العاري من لسعات البرد القارص ..لم يعد يهمه انكشاف عورته ..انثنى ، انتابته رعشة حادة.. كان الجسد العملاق يشبه ذلك المارد الذي وصفه المعلم ذات يوم ..استعاد صورة الابتسامة الغريبة على شفتي المعلم ، شعر برغبة تدفع يده نحو عرف الطبشور لكنه تفتت بين أصابعه...استيقظ مفجوعا ليجد نفسه نائما على الرصيف و بجواره أم تبكي و تردد " لم تهذي ..لقد باعوا الدار على رؤوسنا ياولدي ..باع الدار .. باعها
    بوبكر مخلوفي اكتوبر 91
    مخلوفي ابوبكر
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الزميل القدير
    مخلوفي أبو بكر
    لا أدري كيف تفوتنا بعض النصوص!!؟
    ربما الغياب
    زخم الحياة
    انشغالاتنا, هي التي تجعل مثل هذه النصوص تبتعد, دون أن نمد جسور الرؤيا معها.
    نص مفجع حد الدهشة
    موجع والبرد قارص و
    ماذا أقول
    وكأني عشت الكابوس معه ( معك برؤيتك )
    أحسست بالظرف العصيب
    وأي مارد هذا, الذي يقف أمامنا, يعرينا!
    نص يستحق أن نلج عوالمه
    ودي ومحبتي لك زميلي

    اليوم السابع

    اليوم السابع! تذكرني أمي دائما أني ابنة السابع من كل شيء! متعجلة، حتى في لحظة ولادتي! وأني أخرجت رأسي للحياة معاندة كل القوانين الفيسيولوجية، أتحداها في شهري السابع من جوف رحم أمي. في اليوم السابع من الأسبوع الساعة السابعة.. صباحا في الشهر السابع، من السنة! عقدة لا زمتني أخذت مني الكثير من بهجة حياتي، خاصة أن هناك سبع
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • مخلوفي ابوبكر
      أديب وكاتب
      • 07-03-2008
      • 99

      #3
      تحية عطرة اخت عائدة

      المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
      الزميل القدير
      مخلوفي أبو بكر
      لا أدري كيف تفوتنا بعض النصوص!!؟
      ربما الغياب
      زخم الحياة
      انشغالاتنا, هي التي تجعل مثل هذه النصوص تبتعد, دون أن نمد جسور الرؤيا معها.
      نص مفجع حد الدهشة
      موجع والبرد قارص و
      ماذا أقول
      وكأني عشت الكابوس معه ( معك برؤيتك )
      أحسست بالظرف العصيب
      وأي مارد هذا, الذي يقف أمامنا, يعرينا!
      نص يستحق أن نلج عوالمه
      ودي ومحبتي لك زميلي

      اليوم السابع

      http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...مد-نادر
      لقد اعطى مرورك للنص روحا جديدة ..و أضفى عليه دفئا ..نعم الفاجعة تحاصرنا من كل جانب وكلنا يعي و يدرك و يتعمد و يتساءل و يتنصل و يتهم ..
      كل مودتي و شكري

      تعليق

      • روحي قلمي
        عضو الملتقى
        • 07-04-2012
        • 17

        #4
        عالم مخيف يستحق ان نحذرة ... اخذتني القصة لعوالم بعيدة وعشتها
        بوركت مبدعاً

        تعليق

        يعمل...
        X