الرئيس الأسد افتتاح مؤتمر العروبة والمستقبل في دمشق بمشاركة أكثرمن150

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رنا خطيب
    أديب وكاتب
    • 03-11-2008
    • 4025

    الرئيس الأسد افتتاح مؤتمر العروبة والمستقبل في دمشق بمشاركة أكثرمن150

    الرئيس بشار الأسد.. افتتاح مؤتمر العروبة والمستقبل في دمشق بمشاركة أكثر من 150 باحثاً ومفكراً من الوطن العربي



    بدء أعمال مؤتمر العروبة والمستقبل بدمشق بمشاركة أكثر من 150 باحثا ومفكرا عربيا .

    العطار : لا مستقبل للأمة إلا بالاستمساك بالعروبة والتصدي لكل أشكال العدوان الذي يطال أمتنا
    افتتاح مؤتمر العروبة والمستقبل بمشاركة أكثر من 150 باحثاً ومفكراً من الوطن العربي


    دمشق-سانا
    برعاية السيد الرئيس بشار الأسد بدأت اليوم السبت فعاليات مؤتمر العروبة والمستقبل بمشاركة أكثر من 150 مفكراً وباحثاً من الدول العربية إلى جانب عدد من الإعلاميين البارزين ورؤساء تحرير كبريات الصحف العربية.

    ويهدف المؤتمر الذي دعت إليه الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية إلى بحث واقع العروبة واستشراف مستقبلها باعتبارها الرابط الجامع والمكون الأساس الذي يربط بين أبناء الأمة في ظل ما يتعرض له المصير العربي من تحديات ومحاولات تستهدف تفتيت العرب وتفريق كلمتهم.
    ويسعى المؤتمر الى توفير منتدى للحوار بين المفكرين والباحثين العرب واستنهاض طاقاتهم انطلاقاً من دورهم الريادي في تنوير الأمة وحثهم على النظر بعمق في قضية العروبة ودراستها دراسة علمية نقدية شاملة تهدف إلى استعادة العروبة ألقها وقوتها ولعب دورها الفاعل كمنطلق لما يجمع بين العرب ويوحد مصيرهم ومستقبلهم وتلمس الطريق السليم لبناء عروبة متقدمة تشكل طاقة موحدة نحن في أمس الحاجة إليها في ظل المتغيرات الدولية والتكتلات الإقليمية حتى بين الدول التي لا تندرج في إطار قومية أو أمة واحدة.

    ويناقش المؤتمر على مدى خمسة أيام ستة عشر محوراً تتناول فكرة العروبة ومكوناتها واثر اللغة في المكون العروبي والآفاق الثقافية والحضارية للعروبة إلى جانب علاقة العروبة بالدولة والدين والعولمة والهوية والتنوع الاثني وعلاقتها بالقضية الفلسطينية بالإضافة إلى نظرة العروبة للحداثة والسياسة والعلمانية والأصولية الطائفية والمذهبية ومستقبل العروبة في ظل ما تتعرض له الأمة العربية من مخاطر هيمنة ومخططات تفكيك وتفتيت.

    وتأتي الدعوة لهذا المؤتمر في إطار سلسلة مؤتمرات فكرية ثقافية دعت إليها الدكتورة العطار للنظر في قضايا وطنية وقومية تسعى لاستنهاض الفكر القومي وتجديده عبر اشراك المثقفين ورجال الفكر في إعادة صياغة هذه المفاهيم والتوجه إلى أبناء الأمة مثقفين وجماهير وقادة لمقاربة هذه القضايا عبر أدوات جديدة تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات الجديدة وتسهم في تنمية الوعي بالانتماء القومي باعتباره مصدر قوة للعرب جميعاً.
  • رنا خطيب
    أديب وكاتب
    • 03-11-2008
    • 4025

    #2
    رسالة الدعوة التي وجهتها الدكتورة العطار إلى المفكرين والباحثين العرب المشاركين

    وجهت الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية رسالة دعوة إلى المفكرين والباحثين العرب المشاركين في مؤتمر العروبة والمستقبل هذا نصها:

    يتعرض المصير العربي إلى مخاطر قد تسقطه في حالة من الضياع والتشتت، يفقد معهما ما تبقى له من مقومات بقائه حراً، سيداً، متماسك الأواصر، حيّ المكونات، راسخ الصمود أمام كل ما يدبر له من انقسام، وتفتت.
    إن العروبة التي هي المكوّن، والجامع، والناظم، والتي هي المَعْلَم الأساسي لما نشكله من حضارة، وتمدن، وثقافة، ونظام سياسي واجتماعي واقتصادي، ومن معطى تاريخي عميق الجذور في لغتنا العربية، وحياة أمتنا، إن هذه العروبة، هي التي تعطي لمصيرنا مقوماته، وأبعاده، وفعله الراسخ في حركة الواقع. فإذا كانت عروبة متقدمة فهو مصير متقدم، وإذا كانت متعثرة ومتخلفة فهو مصير متعثر متخلف. من هنا، كانت الدعوة إلى النظر فيها، والتعمق بها، والعودة إلى دراستها دراسة علمية نقدية شاملة، دعوة فيها من الإلحاح والضرورة، ما يجعلنا مشاركين في مسؤولية اعتبارها عروبة موحِّدة متكاملة، قائمة على القيم الإنسانية، التي تعطي الدول أسباب اعتبارها قيّمة على التقدم، والحقوق المشروعة، والسلام، والتواصل.

    فلنعترف أننا في مأزق كبير، وأن ما يشوب عروبتنا من انقسامات، وخلافات، وتباعد، يجعل منها عروبة فاقدة للكثير من شروط قوتها، ولعب دورها الفاعل، وقيادتها الواعية لأمة هي اليوم في مهب النـزاعات، والتراجع، والتفكك.
    إننا في عالم، تتداخل فيه مسارات الدول، وتتغلب فيه المصالح المشتركة على المصالح الخاصة، ويتقدم التقارب والتوازن على كل ما هو تباعد وتبعية، ويحصل ذلك بين دول لا تندرج في إطار قومية حاضنة، أو أمة واحدة. وها نحن أمام ما هو العالم عليه من تواصل وتآزر، نجد أنفسنا في انقسام وتنافر وتناحر، رغم ما ننتمي إليه من أواصر جامعة، وتاريخ موحد، ومصير مشترك. ولا نظن أن العروبة بيننا باتت فاقدة قدرتها على أن تكون المنطلق والغاية. يكفي أن نعيد النظر، ونقيم الحوار الواعي، ونتلمس الطريق المستقيم، لنفيد من إرث لنا عظيم، وطاقة نهدرها في ما يفرِّق بدلاً من أن نحافظ عليها في سبيل ما يجمع وما يوحد.


    إن عروبة، باتت، لا هي حق في القوة، ولا قوة في الحق، تستدعي التوقف طويلاً أمامها، لدراستها والتبحر في أسباب انهيارها، واعتزالها، بهدف استنباط الحلول التي تعيد إليها مقوماتها، وقدراتها، بما يتفق وضرورة حاجتنا إليها. وإذا كان هذا الأمر من مسؤولية نخبة من المثقفين العرب وبحّاثتهم ومفكريهم، قبل أي أحد آخر، فلأنهم يتصفون بوعيِ ما تحتاج إليه الأمة من تنوّر، وتوقف، أمام ما هو حاجة مصيرية، لتقويم مسار الشعوب، ومكونات الأمم.
    من هذا المنطلق، تمت الدعوة إلى عقد مؤتمر ثقافي عربي، تحت عنوان «العروبة والمستقبل» يشارك فيه طليعة من العاملين في المجال الفكري، وبما أنكم من هذه النخبة الواعية، فإنه يسعدنا دعوتكم إلى المشاركة في أعمال هذا المؤتمر، كما يسعدنا الترحيب بكم واستضافتكم طيلة أيام المؤتمر الذي سيعقد بدمشق من 15 ولغاية 19 أيار 2010.


    د. نجـاح العطـار

    تعليق

    • رنا خطيب
      أديب وكاتب
      • 03-11-2008
      • 4025

      #3
      المشاركون في المؤتمر


      مشاركون من سورية بأبحاث ورؤساء جلسات

      1- د. أحمد برقاوي/ باحث
      2- د.ابراهيم دراجي/باحث
      3- د.سامي مبيض/رئيس جلسة
      4- د.سمير اسماعيل/رئيس جلسة
      5- د.سمير التقي/باحث ومقرر المؤتمر
      6- د.ماهر الشريف/باحث
      7- د.مروان المحاسني/رئيس جلسة
      8- د.ممدوح خسارة/باحث
      9- د.ناديا خوست/باحث
      10- د.يوسف سلامة/باحث
      11- د.وهب رومية/باحث
      12- أ. حسن حميد/باحث
      13- أ. ميخائيل عوض/رئيس جلسة
      14- أ.رياض نجيب الريس/مشارك
      15- د. عبد الهادي نصري/مشارك
      16- د. موفق دعبول/مشارك

      مشاركون بأبحاث ورؤساء جلسات من لبنان

      1- دولة الرئيس سليم الحص/رئيس جلسة
      2- د. جورج قرم/باحث
      3- د. فواز طرابلسي/باحث....
      4- د. وليد عربيد/رئيس جلسة.....
      5- د. رغيد الصلح/باحث.....
      6- د. مسعود ضاهر/باحث...
      7- أ. طلال سلمان/رئيس جلسة...
      8- د. عصام نعمان/رئيس جلسة...
      9- أ. سليمان تقي الدين/باحث.....
      10- أ. كريم بقرادوني/رئيس جلسة
      11- د. فؤاد خليل/باحث............
      12- د.فريدريك معتوق/باحث......
      13- د. نصري الصايغ/باحث

      مشاركون من الدول العربية:
      1- د.احمد بهاء الدين شعبان/باحث....
      2- د.احمد يوسف احمد/باحث..........
      3- د.حسن حنفي/باحث................
      4- د.حلمي شعراوي/باحث.............
      5- د.عواطف عبد الرحمن/باحث.......
      6- د.مصطفى الفقي/رئيس جلسة......
      7- د.محمد السعيد ادريس/باحث.......
      8- د.أشرف البيومي/مشارك...........
      9- أ.سناء السعيد/مشاركة..............
      10- أ.ثريا متولي/مشاركة
      11- د. إياد برغوثي/فلسطين-رئيس جلسة
      12- أ.بلال الحسن/فلسطين- باحث
      13- د.أحمد ماضي/الأردن-باحث..........
      14- د.هشام غصيب/الأردن-رئيس جلسة..
      15- د.موفق محادين/الأردن –باحث......
      16- أ.رشاد ابو شاور/الاردن-مشارك....
      17- د.عبد الإله بلقزيز/المغرب-باحث....
      18- د.علي أومليل/المغرب-باحث........
      19- د.كمال عبد اللطيف/المغرب-باحث..
      20- د.محمد أفاية/المغرب-مشارك
      21- د.مصطفى نويصر/الجزائر-رئيس جلسة...
      22- د.يوسف مكي/السعودية-رئيس جلسة
      23- ا. خالد المالك/السعودية-مشارك
      24- د.علي فخرو/البحرين-باحث
      25- د.حيدر إبراهيم علي/السودان-رئيس جلسة
      26- د.عبد الحسين شعبان/العراق-باحث
      27- د.فاضل الربيعي/العراق-مشارك
      28- د.هشام جعيط/تونس-باحث
      29- أ.محمد كريشان/تونس-مشارك
      30- أ.إبراهيم سعيد الظاهري/الإمارات-مشارك

      قائمة ضيوف مشاركين من لبنان

      1- الدكتور بهيج طبارة
      2- الدكتور يوسف الأشقر
      3- العميد أمين حطيط
      4- الاستاذ نصري خوري
      5- الاستاذ ميشال سماحة
      6- الأستاذ ألبير منصور
      7- الأستاذ كرم كرم
      8- الأستاذ هاني مندس
      9- الأستاذ أدونيس العكره
      10- الدكتور حسن جوني
      11- الأستاذ رفيق نصر الله
      12- الدكتور سماح إدريس
      13- الأستاذ غسان مطر
      14- الأستاذ إبراهيم الأمين
      15- أ.إيلي فرزلي
      16- أ.عبد الهادي محفوظ
      17- أ. جان عزيز
      18- أ.أمين قمورية
      19- الأستاذ سركيس ابو زيد
      20- الأستاذ رشاد سلامة
      21- أ.زاهر الخطيب........
      22- أ. طارق ناصر الدين
      23- د. ليلي الرحباني
      24- أ. نجاح واكيم
      25- د. سعد محيو
      26- د. وجيه فانوس
      27- د. كمال حمدان
      28- د. طراد حماده
      29- أ. غسان بن جدو
      30- أ. عمرو ناصف
      31- أ. عماد مرمل
      32- أ. وليد الحسيني
      33- أ. إبراهيم عوض

      بالاضافة الى عدد من الباحثين السوريين

      تعليق

      • رنا خطيب
        أديب وكاتب
        • 03-11-2008
        • 4025

        #4
        برنامج المؤتمر :

        السبت 15 أيار 2010

        الساعة 10.00 الافتتاح الرسمي
        كلمة راعي المؤتمر تلقيها السيدة الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية
        اســتراحة

        الجلسة الأولى:الساعة 11.30 ....... محور «فكرة العروبة ومكوناتها»
        رئيس الجلسة: دولة الرئيس الدكتور سليم الحص رئيس وزراء لبنان الأسبق.
        - 11.30-12.00:«نشأة فكرة العروبة وتطورها» الباحث : د. أحمد برقاوي (سورية).
        - 12.00-12.30: «العروبة والايديولوجيا القومية» الباحث: د. فواز طرابلسي (لبنان).
        - 12.30-13.30: مناقشة
        - الساعة 13.30-16.00: استراحة


        الجلسة الثانية:الساعة 16.00.......... محور «العروبة واللغة»
        رئيس الجلسة: د.مروان المحاسني (سورية).
        - 16.00-16.30: «مفهوم العروبة واللغة» الباحث : د. ممدوح خسارة (سورية).
        - 16.30-17.00: «أثر اللغة في المكون العروبي» الباحث: د.وهب رومية (سورية).
        - 17.00-18.00: مناقشة
        - الساعة 18.00 -18.30: استراحة


        الجلسة الثالثة: الساعة 18.30....... محور «العروبة وآفاقها الثقافية والحضارية»
        رئيس الجلسة: د. وليد عربيد (لبنان).
        - الساعة 18.30-19.00 «آفاق العروبة الثقافية»
        - الباحث : د.ناديا خوست (سورية).
        - الساعة 19.00-19.30 «العروبة الحضارية»
        - الباحث: د. عبد الإله بلقزيز (المغرب).
        - الساعة 19.30-20.30 : مناقشة
        - الساعة التاسعة: دعوة عشاء رسمية


        الأحد 16 أيار 2010

        الجلسة الأولى:الساعة 10.00 ........ محور «العروبة والدولة»
        رئيس الجلسة: د. حيدر إبراهيم علي (السودان).
        - الساعة 10.00-10.30 «العروبة والدولة المنشودة»
        - الباحث : د. عبد الحسين شعبان (العراق).
        - الساعة 10.30-11.00 «العروبة ومسألة الحكم»
        - الباحث: د. أحمد ماضي (الأردن).
        - الساعة 11.00-12.00 :مناقشة
        - الساعة 12.00-12.30 : استراحة


        الجلسة الثانية: الساعة 12.30....... محور «العروبة والدين»
        رئيس الجلسة: د. مصطفى الفقي (مصر).
        - الساعة 12.30-13.00 «العروبة والانتماء الديني»
        - الباحث: د. حسن حنفي (مصر).
        - الساعة 13.00-13.30«العروبة والتسامح الديني»
        - الباحث: د. إبراهيم دراجي (سورية)
        - الساعة 13.30-14.30: مناقشة
        الساعة 14.30-17.00 : استراحة

        الجلسة الثالثة: الساعة 17.00........... محور «العروبة والعولمة والهوية»
        رئيس الجلسة: د. سمير إسماعيل (سورية).
        - الساعة 17.00-17.30 «العروبة والعولمة»
        - الباحث: د. عواطف عبد الرحمن (مصر).
        - الساعة 17.30-18.00 «العروبة والغرب»
        - الباحث: د.هشام جعيط (تونس).
        - الساعة 18.00-18.45: مناقشة
        - الساعة 18.45-19.15: استراحة


        الجلسة الرابعة: الساعة 19.15......... محور «العروبة والقضية الفلسطينية»
        رئيس الجلسة:أ. ميخائيل عوض (سورية)
        - الساعة 19.15-19.45 «العروبة والصهيونية»
        - الباحث : أ. حسن حميد (سورية).
        - الساعة 19.45-20.15 «العروبة والمصير الفلسطيني»
        - الباحث: أ. بلال الحسن (فلسطين).

        - الساعة 20.15-21.00: مناقشة


        الاثنين 17 أيار 2010

        الجلسة الأولى: الساعة 10.00 .............محور «العروبة والتنوع الإثني»
        رئيس الجلسة:أ. كريم بقرادوني (لبنان).
        - الساعة 10.00-10.30 «العروبة وحقوق الإثنيات»
        - الباحث : د. علي أومليل (المغرب).
        - الساعة 10.30-11.00 «العروبة ومسألة الاندماج الوطني»
        - الباحث: د. رغيد الصلح (لبنان).
        - الساعة 11.00-12.00: مناقشة
        - الساعة 12.00-12.30: استراحة

        الجلسة الثانية:الساعة 12.30..........محور «العروبة والتاريخ»
        رئيس الجلسة:د.سامي مبيض (سورية).
        - الساعة 12.30-13.00 «العروبة والوعي التاريخي»
        - الباحث : د. مسعود ضاهر (لبنان).
        - الساعة 13.00-13.30 «العروبة وصناعة التاريخ»
        - الباحث: د. جورج قرم (لبنان).
        - الساعة 13.30-14.30: مناقشة
        - الساعة 14.30-17.00 استراحة

        الجلسة الثالثة: الساعة 17.00...............محور «العروبة والحداثة»
        رئيس الجلسة:أ. طلال سلمان (لبنان).
        - الساعة 17.00-17.30 «العروبة وعلاقتها بالآخر»
        - الباحث : د. حلمي شعراوي (مصر).
        - الساعة 17.30-18.00 «العروبة في ضوء الحداثة»
        - الباحث: د. كمال عبد اللطيف (المغرب).
        - الساعة 18.00-18.45: مناقشة
        الساعة 18.45-19.15: استراحة

        الجلسة الرابعة: الساعة 19.15 ..........محور «واقع العروبة في الوطن العربي»
        رئيس الجلسة:د. مصطفى نويصر (الجزائر).
        - الساعة 19.15-19.45 «عروبة ضائعة في أقطار متباعدة»
        - الباحث : د. أحمد بهاء الدين شعبان (مصر).
        - الساعة 19.45-20.15 «التفكك العربي في غياب العروبة»
        - الباحث: د. علي فخرو (البحرين).
        - الساعة 20.15-21.00: مناقشة


        الثلاثاء 18 أيار 2010

        الجلسة الأولى: الساعة 10.00 ........محور «العروبة بين الدولة الأمة والدولة القطر»
        رئيس الجلسة:د. عصام نعمان (لبنان).
        - الساعة 10.00-10.30 «العروبة والأمة»
        - الباحث : د. موفق محادين (الاردن)
        - الساعة 10.30-11.00 «العروبة والقطر»
        - الباحث: د. يوسف سلامة (سورية).
        - الساعة 11.00-12.00 : مناقشة
        - الساعة 12.00-12.30: استراحة


        الجلسة الثانية: الساعة 12.30 ....... محور «العروبة والسياسة»
        رئيس الجلسة:د. سمير التقي (سورية).
        - الساعة 12.30-13.00 «العروبة والصراعات السياسية»
        - الباحث: د.أحمد يوسف أحمد (مصر).
        - الساعة 13.00-13.30 «العروبة والرؤيا السياسية»
        - الباحث: د. محمد السعيد إدريس (مصر).
        - الساعة 13.30-14.30: مناقشة
        - الساعة 14.30 -17.00 : استراحة


        الجلسة الثالثة: الساعة 17.00....... محور «العروبة والعلمانية»
        رئيس الجلسة:د. هشام غصيب (الأردن).
        - الساعة 17.00-17.30 «العروبة وفصل الدين عن الدولة»
        - الباحث : د. نصري الصايغ (لبنان)
        - الساعة 17.30-18.00 «العروبة والمجتمع المدني»
        - الباحث: د.فريدريك معتوق (لبنان).
        - الساعة 18.00-18.45: مناقشة
        - الساعة 18.45- 19.15 : استراحة


        الجلسة الرابعة: الساعة 19.15.....محور «العروبة والأصولية الطائفية والمذهبية»
        رئيس الجلسة: د. يوسف مكي( السعودية).
        - الساعة 19.15-19.45 «العروبة والخطر الطائفي»
        - الباحث : أ. سليمان تقي الدين (لبنان).
        - الساعة 19.45-20.15 «العروبة وخطر الأصولية»
        - الباحث: د.ماهر الشريف (سورية).
        - الساعة 20.15-21.00 : مناقشة


        الأربعاء 19 أيار 2010

        الجلسة الأولى: الساعة 10.00
        محور «العروبة ومخاطر الهيمنة»
        رئيس الجلسة: د. إياد برغوثي (فلسطين).
        - الساعة 10.00-10.30 «العروبة ومخططات تفكيك الأمة»
        - الباحث : د. فؤاد خليل (لبنان).
        - الساعة 10.30-11.00 «العروبة في مرآة الفكر الغربي»
        - الباحث: د. سمير التقي (سورية).
        - الساعة 11.00-12.00: مناقشة
        - الساعة 12.00-12.30: استراحة
        - الساعة 12.30: اختتام المؤتمر

        تعليق

        • رنا خطيب
          أديب وكاتب
          • 03-11-2008
          • 4025

          #5
          حول ما جاء في كلمة العطار / نائب رئيس الجمهورية

          بدأت برعاية السيد الرئيس بشار الأسد صباح اليوم فعاليات مؤتمر العروبة والمستقبل بمشاركة أكثر من 150 مفكرا وباحثا من الدول العربية والذي يبحث واقع العروبة واستشراف مستقبلها باعتبارها الرابط الجامع والمكون الأساس الذي يربط بين أبناء الأمة في ظل ما يتعرض له المصير العربي من تحديات ومحاولات تستهدف تفتيت العرب وتفريق كلمتهم.

          وأكدت الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية ممثل راعي المؤتمر في كلمة ألقتها في افتتاح المؤتمر أن هذا المؤتمر ينعقد على اسم العروبة لغة وفكرا ونضالا لتحقيق وحدة الموقف والهدف والحرص على العمل المشترك من أجل تمتين الأواصر ودعم التضامن بين أقطارنا وإطلاق حوار فكري ثقافي سياسي عميق بناء ومتواصل يرسم بالرؤية القومية الشاملة الخطط الجذرية المرتبطة بالأهداف الراهنة والمستقبلية للأمة من أجل الارتقاء بها وبناء الغد العزيز لها وحماية حقوقها ووجودها معا.

          ودعت الدكتورة العطار إلى قراءة الواقع بعين الوعي وبصيرة المستقبل وسط الأجواء الملبدة وإلى الفهم الصادق لحقيقة انتمائنا إلى عروبتنا وهويتنا من أجل أن يكون لنا مشروعنا الكفاحي الصلب في الدفاع عن أرضنا وحقوقنا وشعبنا وبيوتنا وأهلنا وعقائدنا وأن يكون هذا الفهم ناظما لكل عمل نضالي نقوم به ونلتقي عليه ونجمع حوله المناصرين والمؤيدين.

          وأضافت العطار.. ان إقامة هذا المؤتمر حول العروبة والمستقبل يأتي من إدراكنا حجم المحنة التي نعيش وبؤس الواقع الراهن الذي ابتلينا فيه بأبشع أنواع التشرذم والتفرق والانقسام والتناحر واللامبالاة وضمور الوعي متناسين أننا على أبواب معركة من معارك التاريخ نكون بعدها أو لا نكون لأنها معركة وجود وحق في الحياة ولأنها ستمتد إذا بقينا على هذا الحال إلى كل بقعة من أرضنا.. ولن يسلم من هولها ونتائجها أي قطر من أقطارنا مستشهدة بقول القائد الخالد حافظ الأسد في حديث له عام 1999 (إن ما يقلقنا اليوم هو حال الأمة العربية ومعاناتها من الوهن والضعف والانقسام والصراعات وخوف البعض من البعض الآخر وخوف الجميع من أخطار تهدد الجميع وتسعى للسيطرة والهيمنة على الوطن كله إلى جانب العدوان الإسرائيلي) .

          وأوضحت الدكتورة العطار أننا لا نريد أن نكون مجرد شهود بائسين على مأساتنا وإنما نريد أن نسعى معا إلى التصدي لكل أشكال العدوان الهمجي المدمر الذي يطاول أمتنا كلها وإلى مساندة الأقطار المعتدى عليها من مفهوم شامل لتوجهات نضالنا وتفعيل شامل لطاقاتنا في إطار ما نرسمه من برامج قومية كبرى من أجل بناء الوطن وحماية حقوقه وتحصين الأمة.

          وقالت الدكتورة العطار.. العهد أن ننطلق في كل ذلك من إيمان راسخ بقدرة أمتنا على التكتل والنهوض وعلى أن تجد وحدة صفها كما وجدت بتضحياتها ونضالها.. حريتها واستقلالها.. وأن تعي حقيقتها وما تمتلك من إمكانات دون أن نغمض العين عما نراه في تجليات المشهد العربي الراهن أو أن تأخذنا الحماسة في مداراتها بعيدا عن مكامن الخلل وجسامتها وانحراف المفاهيم الآتي من الداخل والخارج حاملا الأفكار المناوئة الداعية إلى الانفصام عن الأمة والتخلي عن المسؤوليات.

          وأشارت إلى انه في ظل المشهد العربي الراهن أصبحت تنتشر في بعض العواصم العربية لافتات تعيدنا إلى التقسيمات السابقة للمنطقة بدواعي ما يسميه البعض المصالح والارتباطات والظروف وضرورات الانسجام مع وضع دولي قاهر يتربص بنا لافتة في هذا السياق إلى تصدي كتاب بأقلامهم المناهضة للدعوة إلى نبذ التمسك بالمواقف القومية وإلى التخلي عن لغتها وعدم الاسترسال مع ما يصفونه بأحلام التاريخ اللاواقعية وإلى امتلاك المرونة الضرورية لمقاربة المجتمع الدولي بلغة الدبلوماسية الملساء ومنطق المجاملات الذي يفتقر إلى المصداقية.
          وأوضحت الدكتورة العطار أن الجماهير العربية أكثر وعيا من أولئك الذين يدعون أنهم النخبة من السياسيين والمفكرين العقلانيين الذين يقدمون التنازلات على اسم السلام ثم لا تكون نتائجها إلا المزيد من الانهيارات والخسائر وتمزيق الصف وضياع الحقوق داعية إلى التعلم من التجارب واستقراء الماضي لفهم ما يجري على أرض الواقع الراهن وما يرسمه لنا الأعداء في الخفاء من أجل تفادي الانجرار إليه كما دعت إلى تلاقي الجهود جميعها في سبيل نصرة القضية العربية والانتصار على مآسينا ومتابعة النضال والعمل كي يبقى شمل العرب جميعا وتضامنهم فعالا وحقوقهم مصانة.

          وعرضت الدكتورة العطار المطامع الاستعمارية التي استهدفت الأرض العربية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين وما استتبع ذلك من غزو واستعمار لنهب ثروات الأمة العربية وتاريخها وبلدانها وحضارتها والذي بلغ ذروته في اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور وقالت.. إن العرب أدركوا حينها أن المعركة على أرضهم واحدة رغم بعد المسافات وأن العدوان والاستعمار الواقع عليهم واحد وإن اختلفت أشكاله فما يفعله في هذا البلد يماثل ما يفعله في ذاك لذلك ينبغي عليهم أن يكون نضالهم واحدا وأن يضعوا في بؤرة اهتمامهم متضامنين متعاضدين مسألة الدفاع عن أرضهم وحرياتهم واستقلالهم مهما غلا الثمن واستدعى الكفاح.
          وأشارت العطار إلى انه في تلك المرحلة الصعبة بدأ الوعي العربي يتفتح ويزداد الإيمان بأن على المناضلين أن يجابهوا الاحتلال والقهر والعدوان بموازاة نهضة بدأت تقرع أبواب الحياة وأخذ مشروعها القومي التنويري الذي ترتسم حدوده عملا من أجل الحرية والتحرير والتوحيد والتثوير وبناء الحياة على أسس جديدة مختلفة وإنماء الفكر وإحياء اللغة العربية وشد أواصر العروبة يرتبط أكثر فأكثر بضرورات تحقيق اليقظة العربية في مستواها الأمثل وبما هي وعي للذات لدى جماهير الأمة والقيادات الثورية المناضلة.

          وأوضحت أن الفكر القومي العربي سرعان ما دخل في مراحل يقظته وأخذ في نضال العرب دور المحرك والمحرض والملهم محتضنا تحت جناحيه مشرق العرب ومغربهم في كل واحد محاولا أن يجمع ما هو مفرق ويوحد ما هو مشتت رغم كل الأوضاع التي خلقها الاستعمار في فترة احتلاله المستبد الذي اقتسم أرضنا وهيمن على كل وجوه الحياة فيها.

          وأكدت الدكتورة العطار أن المعركة لم تكن سهلة لكن الشعور بالانتماء إلى العروبة الضاربة جذوره في أعماق التاريخ العربي والمعبرة عن نفسها في الماضي والحاضر بصور وأشكال مختلفة من تراث ونتاج فكري وفلسفي وأدبي كان الباعث القوي لروح الكفاح والصمود والثقة بمستقبل الأمة التي تخوض صراعا مصيريا وصار عليها فيما بعد أن تواجه تحديات الصهيونية التي زرعت جسما استعماريا استيطانيا غريبا في قلب الوطن العربي يستهدف في جملة ما يستهدف التخريب والتزوير والاستلاب الذهني والفكري الذي يريدون له أن يشوه التاريخ العربي ويمزق الشخصية العربية ويفتتها ويسعى للقضاء على كل ما هو عربي تراثا وتاريخا ونهضة وبناء وفكرا قوميا ولفصم عرى التضامن العربي محاولا أن يستنبت المشاعر الإقليمية ويؤجج نارها كي يقضي على التوجهات الوحدوية.
          وأضافت أن الوطن العربي وجد في عروبته الخلاص من هذا الواقع وازداد قناعة بأن الأمة العربية حقيقة لا تقبل الجدل ومقوماتها من أرض مشتركة وتاريخ مشترك وتكوين نفسي مشترك ولغة واحدة وثقافة واحدة وأوضاع اقتصادية يتمم بعضها بعضا.. هي مقومات أمة كاملة في تكوينها التاريخي.. أمة راسخة الجذور متينة البنيان قادرة على الصمود لكل عوامل تفتيتها أو تغييبها أو مسحها من خريطة الأمم التاريخية الحية وأمة قادرة على مواجهة العوامل الخارجية الرامية إلى نسف مقوماتها الداخلية وظلت اللحمة المنضفرة بالعزيمة أقوى من كل ما رمى إليه المتآمرون على العروبة من خنق كل حراك قومي وطمس كل يقظة قومية.

          وأشارت الدكتورة العطار إلى أن أمتنا تخوض صراعا مصيريا ضد الاحتلال والهيمنة وتواجه تحديات أشرسها وأكثرها همجية الصهيونية العنصرية النازية بروح الكفاح والصمود وصلابة الوعي القومي تستمد منه ثقة بالمستقبل وتتجاوز به كل ما يعترض مسارها.

          وحيت العطار الرواد المناضلين الذين جهدوا من أجل إيقاظ الوعي القومي العربي ورسموا ملامح الفكر القومي وألفوا الكتب منذ بدايات النهضة ولا يزالون من ساطع الحصري إلى عبد العزيز الدوري إلى رئيف الخوري وقسطنطين زريق ورواد حزب البعث العربي وقادة النضال السياسي والعسكري.. الرئيس عبد الناصر والقائد الخالد حافظ الأسد والذين تابعوا من بعد على دروب النضال وحتى يومنا هذا وغيرهم من الذين حفروا اسم عروبتهم بالدم القاني على صخرة الوجود الإنساني.

          وأشارت إلى بيان مؤتمر القمة العربي التاسع الذي عقد في بغداد عام 1978 وما جاء فيه من تأكيد على أن النضال من أجل استعادة الحقوق العربية في فلسطين والأراضي المحتلة مسؤولية قومية عامة وعلى جميع العرب المشاركة فيها كل من موقعه وبما يمتلك من قدرات لما يشكله العدو الصهيوني من خطر عسكري واقتصادي وحضاري على الأمة العربية كلها وعلى مصالحها القومية الجوهرية وعلى حضارتها ومصيرها وما يعكسه البيان من وعي كامل لدى المسؤولين العرب لطبيعة الصراع مع العدو الإسرائيلي وقناعتهم التي لا تحمل أوهاما بوجوب النضال ضده متوحدين متراصين لأنه يستهدفهم جميعا يستهدف عروبتهم كما يستهدف وجودهم القومي المبني عليها.
          وتطرقت الدكتورة العطار إلى ما يعانيه الموقف العربي راهنا وما يعتريه من تراجع في قضية الصراع العربي الإسرائيلي وما يقابل هذا الموقف من تحرك شعبي عربي مقاوم بدأ يأخذ أبعاده النضالية في وجه الاستسلام وفي وجه المشاريع التي بدأت تطرح تحت مظلات أوروبية أو أمريكية ليكون لإسرائيل فيها أكثر من موقع والعمل من أجل دمجها في المحيط العربي المستعصي عليها ومنها مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يهدف إلى توفير المدى الحيوي لإسرائيل ومساعدتها على تحقيق أحلامها الاقتصادية والتوسعية التي تستهدف الهيمنة إقليميا والحلول محل المشروع القومي العربي ووضع خريطة جديدة أو خرائط للأرض المحتلة تستل منها قوميتها وعروبتها وتاريخها وأمنها وهويتها وكل مقومات وجودها.

          وأوضحت العطار أن هذا الوضع شجع إسرائيل على التمادي في تنفيذ مخططاتها الأشد خطرا وخصوصا عندما أدركت أن المجتمع الدولي لن يردعها وأنها تستطيع أن تهزأ حتى بقرار المحكمة الدولية وتستمر في بناء الجدار العازل الذي ينتهك المزيد من حقوق الفلسطينيين ويسد عليهم منافذ الحياة وأن تتابع مشاريعها العدوانية في عمليات الاستيطان وبناء المستوطنات في فلسطين والجولان وتهويد القدس المدينة المقدسة المرتبطة بالأديان السماوية وتحويلها إلى عاصمة مغلقة لها تطرد سكانها الفلسطينيين وتشردهم وتهدم بيوتهم وتلقيهم في العراء وتواصل تطويق الأقصى ومنع وصول المصلين وفرض الحصار على قطاع غزة.

          وأضافت ان إسرائيل تريد تهويد فلسطين كلها وليس القدس فحسب ومن هنا جاءت قراراتها التي تحاول بها أن تعبث بعروبة السكان العرب في فلسطين عام 1948 وفي الجولان وتعطي لنفسها الحق في بيع ممتلكاتهم إلى من يرغب من اليهود وترحيلهم محولة فلسطين المقدسة إلى أرض مشتعلة بجرائمها المتواصلة واغتيالاتها للحق الإنساني والكرامة منطلقة في كل ذلك من قناعتها بأن الأمة العربية المجزأة هي كم عددي فحسب وأن الولايات المتحدة لن تتردد أبدا في دعم إسرائيل وحمايتها كما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون منذ وقت قريب حتى لو داست كل الأعراف الدولية.

          وأوضحت الدكتورة العطار انه في ظل هذا الوضع تتواصل الخطط الإسرائيلية المرسومة لقضم المزيد من الأرض الفلسطينية والانبساط على الأرض العربية اقتصادا وسياحة حتى بلغت هذا الحجم الذي نواجهه اليوم ويبدو معه وكأن القضية الفلسطينية برسم التسليم بين السماسرة المقترعين عليها اليوم بعد أن انتهكوا الحياة والحرمات كلها للشعب الفلسطيني الأعزل والبريء وأوقعوا وما زالوا يوقعون به أشنع الضربات بأحدث الأسلحة وأشدها إضرارا وبحصار يسد المنافذ حيث لا يجدي الدعم الشعبي الدولي المساند والمتعاطف ولا العون العربي البسيط.

          وأشارت الدكتورة العطار إلى خطر العبور الاستخباراتي التجسسي إلى عدد من الأقطار العربية وما يمارسه الغرب علينا من نظرة تتسم بالاستعلاء والإنكار لكل ما عرفه التاريخ من سجايانا والاتهام بأمور كثيرة كالإرهاب ومن منطق التعسف والتعصب والتمويه للقهر الممارس علينا والاعتداء على كرامة شعبنا متناسين أن خريطة عصرنا تحمل في كل خطوطها وتضاريسها وكل مواقعها وعواصمها إشعاعا من حضارتنا في توهجها الفكري وألقها الروحي وريادتها العلمية ورفعتها الإنسانية.

          واعتبرت الدكتورة العطار أن صورة الوضع الحالي قاتمة لكنها يجب إلا تدفع بنا إلى اليأس ولاسيما في ظل وجود حركات تغطي مساحة الوطن توقظ الوعي وتحاول أن ترسم معالم الطريق.. ومفكرون أحرار وكتاب ومؤسسات وقادة في صف الجماهير يعملون بحزم ويسعون لنشر الوعي وتحرير الإرادة العربية من قيودها وتوجيه الجهود والطاقات والقوى المادية والمعنوية وكل ما نملك من إمكانات وما نرسمه من استراتيجيات إلى جبهات المواجهة في سبيل الوفاء بالالتزامات القومية وإعادة القضية الفلسطينية إلى مكانها التاريخي الحقيقي كجوهر للقضية العربية والانتصار للقضايا المصيرية كلها مشاركة ودعما وقبولا بشتى ألوان الكفاح فلا تبعية ولا استسلاما ولا خوفا ولا تذللا بل إيمان بالذات وبالوطن وبالأمة.

          ورأت العطار أن إرادة الكفاح تتعاظم والمقاومة تزداد تجذرا في أرضنا وثقافتها المناضلة تورق وتزهر في نفوس أبنائنا والرفض للخط الانهزامي يستعلي ويزداد الوعي بأن الصمود والمجابهة لا يكونان إلا بالاستعداد النفسي لتحمل المسؤوليات وتقبل الآلام وبذل الجهود متابعة للعمل المشترك المنطلق من فهم وإدراك عميق وخطط مرسومة يمليها إيمان حقيقي بوحدة العرب مصيرا وقضايا وضرورة اجتماع كلمتهم ونبذ خلافاتهم والعزوف عن تكريس قطرياتهم ليكونوا على قدر المسؤولية.

          وأوضحت أننا في سورية نؤمن بأنه لا مستقبل للأمة العربية إلا باستمساكها بالعروبة عروة وثقى وبالتلاقي في مواجهة الخطر الداهم وبأن العرب ليسوا مجرد أنصار أو مؤيدين أو أشقاء للأقطار العربية في كل ما تعانيه.. بل هم جزء من معارك الأمة ولابد من أن يلتقوا على موقف واضح صلب يطالب فعلا بالعدالة وبتحرير الأرض والقضاء على الإرهاب الإسرائيلي في فلسطين والجولان وفي كل بقعة من أرضنا ويطالب بتحرير كل أرض محتلة وإنهاء المأساة التي يعاني منها العراق.

          وأكدت الدكتورة العطار أنه آن للمد الكفاحي أن يتصاعد بموازاة العدوان وخصوصا أن أهلنا يتعرضون في الأرض المحتلة تحت سمع الدنيا وبصرها إلى مجازر وحرب إبادة واقتلاع من الجذور في محاولة لإفنائهم بشكل كامل داعية العالم إلى أن يدرك أن السلام الذي نريده يختلف عن حمأة الخضوع والاستخذاء التي يريدون إلقاءنا فيها وأننا نسعى إلى أن نبني مستقبلنا بأيدينا وأن نحمل مسؤولياتنا ونقبض بتضحياتنا على قضايانا متطلعين إلى غد مشرق تعلو فيه راية الحق والسلام.

          وقالت العطار إن سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد متمسكة دائما بالثوابت من مبادئنا وبقوميتنا العربية وهي تنطلق في كل المجالات من المنطلق القومي نضاليا واجتماعيا وثقافيا وتحرص على ثوابت عروبتها حرصها على سواد العين وعلينا ألا نيئس أبدا من إعادة الوهج إلى هذه الثوابت التي تبشر ببزوغ فجر للتضامن والوعي والتعاضد مؤكدة ان سورية لن تستسلم او تساوم أو تقبل الحلول المجحفة لافتة إلى أن رؤية الرئيس الأسد تستند إلى أن مجد التاريخ ما كان إلا مجد الفكر المناضل وأنه لا يهادن ولا ينحرف عن المواقف المبدئية ويرفض الاستسلام والمساومة والحلول المجحفة.


          وختمت الدكتورة العطار.. نقول مع الرئيس الاسد للعالم أجمع.. نحن العروبة والعروبة حقيقة وجودنا وعروبتنا هي الصخرة التي يتأسس عليها بناء المستقبل كله ونؤكد أنه لا تفريط بذرة واحدة من ترابنا الغالي.. نحن العروبة في نبالة قيمها ونصاعة تاريخها وعالمية ما حققته على مدى القرون بالجبهة المتماسكة الموحدة في مختلف ساحات النضال ومن موقع القوة والثقة والعزم.. سنظل نعمل للتضامن العربي الكفاحي وندعو له متابعين خطانا على درب المستقبل ولن نتراجع حتى يعلو الحق قريبا أو بعيدا.

          تعليق

          • رنا خطيب
            أديب وكاتب
            • 03-11-2008
            • 4025

            #6
            و نبقى معكم مع فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر العروبة ...

            الوحدة العربية مسألة يشترك فيها أبناء العروبة من الخليج إلى المحيط



            استأنف مؤتمر العروبة والمستقبل أعماله لليوم الثاني وتمحورت أولى جلساته حول العروبة والدولة وذلك بحضور الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية .

            وأشار الدكتور حيدر إبراهيم علي من السودان رئيس الجلسة إلى نشأة تكوين الدولة العربية مؤكدا إمكانية أن تكون قوية وحديثة بالعمل الجاد لذلك .

            وتناول الدكتور عبد الحسين شعبان من العراق في محاضرته بعنوان العروبة والدولة المنشودة العلاقة بين العروبة والهوية و بين العروبة والمواطنة وعلاقة العروبة بالدولة موضحا أن عناصر القوة والصلابة والوحدة لا تزال موجودة في صورة العروبة وان كانت غير منظورة الأمر الذي يتطلب تفعيل هذه العناصر بأبعادها الراهنة والمستقبلية ثقافيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتاريخيا ودينيا ولغويا في سبيل تحقيق بعض من الطموحات العربية المنشودة مثل التنمية والديمقراطية والعدالة.

            وقال إن مراجعة التجربة ونقدها هو السبيل الأمثل لتجاوز عناصر الضعف وتعزيز القدرات بما ينسجم مع التطور الدولي ولاسيما في ميدان التنمية المستدامة و ذلك لأنه الأساس المتين للحديث عن عروبة متطورة و دور يعزز وينمي الشعور بالانتماء إليها.

            ولفت إلى انه لايمكن الحديث عن فكرة عروبية أو قومية عربية دون الحديث عن عملية انبعاث جديدة لتيار عروبي تقدمي بجناحين أساسيين الأول يتمثل بالإيمان بالديمقراطية السياسية والثاني بالعدالة الاجتماعية وتعطيل أحد الجناحين سيضر بالعروبة وبفكرة الوحدة العربية مبينا إن فكرة الوحدة العربية مسألة محورية ومفصلية يشترك فيها على نحو وجداني أبناء العروبة من أقصى الخليج إلى أقصى المحيط وفقا لشعور تلقائي وعفوي بالانتماء إلى المشترك العربي الإنساني.

            واستعرض الدكتور شعبان فكرة نشوء الرابطة العروبية وتعمقها في الوجدان العربي واختلاف اشكال التعبير عنها ولاسيما في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي والدعوات التي صاحبت ذلك من ضرورة العمل على قيام وحدة عربية فورية شاملة أو قيام اتحاد عربي على أساس التقارب السياسي والاجتماعي ولاسيما بين الأنظمة العربية أو إيجاد دولة المركز الأساس التي يمكن أن تلتف حولها دول وأقاليم أخرى لتشكل دولة الوحدة السياسية والاجتماعية.


            ورأى أن العروبة منذ انطلاقتها المبكرة وعلى ما فيها من نزعة إنسانية ودعوة للحرية وشعور وجداني لاحترام الآخر والتي ساهم فيها قوميون عرب وشخصيات تنويرية وإصلاحية تراجعت بشكل خطير في فترة لاحقة بسبب بعض الممارسات مؤكدا ضرورة إبراز الجانب الإنساني للعروبة والنظر بايجابية إلى التنوع الثقافي ما يعزز الأخوة وتعمقها بين مختلف مكوناتها .

            بدوره رأى الباحث الدكتور أحمد ماضي من الأردن في محاضرته بعنوان العروبة ومسألة الحكم أن هذا الموضوع غاية في الأهمية و ينبغي أن يستأثر باهتمام كل عربي حريص على المصالح العليا للأمة العربية لأنه يتعلق بحياة العربي التي يتعين على الحكم أن يوليه اهتمامه الأول والأخير مشيرا إلى أن مفهوم العروبة ليس مفهوماً محدداً بدقة بل مفهوم عام جدا مستشهدا بالمفكر القومي العروبي الأول ساطع الحصري الذي ألف كتبا ثلاثة وهي دفاع عن العروبة والعروبة بين دعاتها ومعارضيها والعروبة أولا وبالمفكرين زكي الأرسوزي والدكتور قسطنطين زريق .

            وأشار إلى أن العروبة تعني أخذ المصالح المشتركة للعرب بعين الاعتبار بحيث تكون لها الأولوية من الناحية السياسية حيث أن الحصري فضلا عن تأكيده العروبة أولا فهو يؤكد أن العروبة قبل كل شيء وفوق كل شيء أي أن العروبة كانت لدى الحصري عقيدة أو مذهبا في الحكم لافتا إلى أن الحصري كان يؤكد أن فكرة العروبة تواجه مقاومة شديدة وتتعرض إلى هجمات عنيفة وقد دعا الباحثين إلى وجوب التمييز بين العروبة وبين الشعور بها.

            وأوضح الباحث أن الحصري كان لايشك في أن بدء العروبة يعود إلى تاريخ سحيق في القدم كظاهرة تاريخية ولذلك فإن الشعور والتفكير بها واقعتان حديثتان إذ لم يصبحا محور سياسة واضحة إلا بعد استعمار البلدان العربية بمدة غير يسيرة مؤكدا أن مفهوم العروبة يحتاج إلى المزيد من التحديد والتدقيق وان يعتقد كل مواطن أن العروبة هي هويته بغض النظر إلى أي قطر ينتمي .

            وأشار المشاركون في مداخلاتهم إلى الحاجة لبلورة منظومة من المصالح المشتركة لمواجهة مفاهيم ومحاولات التفتيت وإسقاط ما هو سائد من مفاهيم في معظم الدول العربية من أن المواطنة على درجتين والحاجة إلى مراجعة كتاب العروبة لان هناك ومضات وكتابات تكرس العروبة .

            وأكد المشاركون أن أحد أهم مقومات التلازم بين العروبة والدولة هي الخدمات التي تقدم للمواطن وانه لايمكن بناء الدولة إلا بالتأسيس لمجتمع معرفي.

            وتمحورت الجلسة الثانية من المؤتمر حول العروبة والدين وقال الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب المصري الذي ترأس الجلسة إن دمشق عاصمة القومية العربية ومصدر الإشعاع العربي في تاريخنا العربي كله وأن الحركة القومية سورية المنبت وأننا مدينون بذلك للسوريين الاوائل في بلاد الشام الذين حملوا لواء القومية العربية واثروها في كل أصقاع الأرض.

            وأشار الفقي إلى أن موضوع العروبة والدين من أهم الموضوعات المطروحة فالدين ثري وشريعة غنية دخلت في كل تفاصيل حياة الناس كما أن هناك نظاماً سياسيا في الإسلام لكن هذه الشريعة الغنية بدأت من خلال أغلب اتباعها متعارضة مع الفكرة القومية وتوافقت معها في احيان أخرى لكن بقي السؤال المطروح هل حملت العروبة الإسلام إلى العالم أم الإسلام حمل العروبة إلى الدول التي فتحها وفيما يرى دعاة الإسلام أن الإسلام هو الذي حمل العروبة يرى آخرون أن العروبة كانت في وجودها سابقة للإسلام الذي فتح لها الطريق بحكم الدعوة السمحاء الذي جاء بها الرسول الكريم.

            وأوضح أن الإسلام أثرى العروبة وأعطاها زخماً لكنه ليس المصدر الوحيد لها فالعروبة كائن فكري ككل الكائنات تتغير وتتطور ويجب مراعاة ما يجري من تحولات والتي تجعل للوحدة أشكالاً وقوالب مختلفة قائلاً إن العروبة ليست هذياناً عاطفياً وشعارات وانما اصبحت تكاملاً اقتصادياً ومشاريع ولا بد أن يشعر المواطن العربي بأن الحديث عن العروبة حديث مفيد يقتضي أبعاداً جديدة بمفردات العصر التي يجب عدم تجاهلها.

            واشار إلى العلاقة بين العروبة والإسلام من خلال حركات التحرر الوطني في بعض الدول العربية والطلائع العربية التي هبت للدفاع عن فلسطين.


            وقال الباحث الدكتور حسن حنفي من مصر في محاضرته بعنوان العروبة والانتماء الديني إن العروبة والدين ركيزتان للوجود العربي وجوهر متحرك يتجلى في اللغة والثقافة وفي الفن والدين ومتداخلان في حياة العربي منذ حياته الأولى وحتى الآن.

            وأوضح حنفي أن العروبة والدين يشكلان عنصري توحيد للأمة العربية الإسلامية ضد مخاطر التفتيت وخطط التجزئة التي تحاك لها الآن بهدف تحويلها إلى دويلات تتجاذبها دول واحلاف اكبر شرقاً وغرباً.

            وأضاف حنفي ان العروبة والدين ليسا نقيضين بل دائرتين متداخلتين كل منهما ركيزة للاخرى فالعروبة وعاء للدين والدين عصب العروبة مضيفاً أن الحضارة العربية قامت بفضل الدين الذي وحد العرب وجعلهم فاتحاً ممتداً من الشمال والغرب والشرق والجنوب.

            ورأى حنفي أن العروبة لغة وشعرا توحد العرب إذا ما تخاطبوا بها بالفصحى ويحرصون عليها في المدارس والجامعات والإعلام وحياتهم اليومية حيث لا يفرط أحد فيها لحساب اللهجات المحلية مشيراً إلى أنه طالما بقي الشعر العربي القديم أو الحديث تبقى العروبة ويظل الوعي العربي يقظاً يحمل في جنباته رموز الشعراء ما قبل الإسلام وما بعده مؤكداً أن العروبة على أرض الواقع هي محيط أول يجمع العرب في الوطن العربي.

            وحدد الباحث الدكتور ابراهيم دراجي من سورية في محاضرته بعنوان "العروبة والتسامح الديني" عدداً من الأسئلة التي لابد من الاجابة عنها حول موقف العروبة وروادها من قضايا التسامح الديني في عالمنا العربي ولماذا تم تبني هذا المبدأ وماذا لو لم يتم تبنيه والمطلوب من العروبة على هذا الصعيد في المستقبل.

            وأشار إلى أنه من الطبيعي أن تكون المنطقة العربية وتحديداً المشرق العربي منطقة تنوع ديني واسع شكلت لفترة طويلة قلب العالم القديم وشهدت تقاطعاً هائلاً للثقافات والحضارات وولادة الأديان السماوية الكبرى موضحاً أن التنوع جزء دائم من النسيج المجتمعي الطبيعي في منطقة تتميز أساساً بالتنوع والتعدد موضحاً ان المسيحيين العرب كانوا من الرواد الأوائل للقومية العربية التي طرحت فكرة تأسيس دولة عربية مستقلة وأن التسامح والاعتراف بالأقلية المسيحية كان سمة رئيسية للأفكار التي ظهرت في المؤتمر العربي الأول الذي انعقد بباريس في العام 1913


            ورأى دراجي أن الفكر القومي العربي في بداياته أظهر منذ نشأته تسامحاً واعترافاً بالأقليات الدينية وأبرز أهمية وإمكانية دمج العرب على اختلاف انتماءاتهم في الأمة العربية الواحدة موضحاً أن دعاة العروبة ابرزوا جانب التسامح الديني في الفكر القومي العربي ودعوا لتبنيه من خلال ابراز مجموعة من القيم الحضارية في مفهوم العروبة.

            ولفت إلى مخاطر عدم وجود وممارسة وابراز وتفعيل قيم التسامح الديني في الفكر العربي وانعكاساته على الأمة العربية والى خطر فشل تحقيق هدف الدولة القومية الذي ستكون له اثار خطيرة في الهدف العروبي الجامع وهو توحيد العرب باعتبار أن واحدة من العقبات الاساسية التي تعترض تحقيق الوحدة العربية في ما يعتبره البعض قصور الفكر القومي العربي عن معالجة مسألة الأقليات.

            وقال دراجي إن هناك مشاريع تستهدف عروبتنا تحت ستار التذرع بحماية وحقوق الاقليات الدينية في عالمنا العربي وهو ما يستدعي عدم اعطاء أي ذريعة أو مبرر لاحد في الداخل او الخارج للزعم بانتقاص الحقوق وانعدام قيم التسامح الديني في العالم العربي مؤكداً ضرورة تفعيل ممارسة التسامح على أرض الواقع بصورة جدية وملموسة وعدم تجاهل هذه القضية والاهتمام اكثر بإنتاج فكر قومي عربي يجيب عن كل التساؤلات المستجدة ويملك القدرة على مواجهة كل التحديات القائمة بصورة واقعية وعقلانية.

            وركزت المداخلات حول مسألة تشخيص حالة التسامح الديني في الواقع العربي وثقافتنا المعاصرة وأن القضية الرئيسية هي أن العروبة مشروع دولة وقضية نضالية ينبغي تحقيقها وانا عليا قومية يمكن أن تشكل تجمعا أو دولة وأن القضية ليست ثقافية تراثية وانما مشروع سياسي.

            ترسيخ فكرة العروبة لمواجهة المشروع الصهيوني..التجزئة تواجه إمكانية التنمية والتوحد القومي

            وتركزت محاور الجلسة الثالثة حول العروبة والعولمة والهوية، وأشار الدكتور سمير إسماعيل الذي ترأس الجلسة إلى أهمية إدراج موضوع العروبة والعولمة في نطاق عمل المؤتمر بهدف طرح وجهات نظر مختلفة حول إمكانية التعامل مع هذه الظاهرة وتجنب مخاطرها وسلبياتها للحفاظ على الهوية العربية.

            بدورها أشارت الدكتورة عواطف عبد الرحمن من مصر إلى أن بعض الدول العربية أقل انخراطاً في العولمة الثقافية رغم انخراطها الكبير في العولمة السياسية، موضحة أن تجليات العولمة الاقتصادية تبرز بشكل كبير في الدول التي تتميز بمستويات اقتصادية ومالية مرتفعة وأن وسائل الإعلام تلعب دوراً رئيسياً لصالح ايديولوجيا السوق التي أدت إلى التشرذم الاجتماعي وتوسيع الفجوة بين الأغنياء والفقراء فضلاً عن انتشار الثقافة الاستهلاكية.


            وأوضحت عبد الرحمن ان الصراع يبرز بين العولمة بآلياتها السياسية والاقتصادية والثقافية وركائزها المحلية وبين الاندماج القومي وآلياته الاجتماعية والثقافية مشيرة إلى أن التجزئة تمثل أبرز التحديات التي تواجه إمكانية التوحد القومي وإذا كانت البلاد العربية بوضع التجزئة الحالي قد تحقق كأقطار بعض التقدم الاقتصادي الذي يتفاوت من قطر إلى آخر إلا أنها لا تستطيع أن تحقق التنمية الحقيقية.

            ورأت أن التنمية العربية المعاصرة كانت في الغالب استيراداً للتكنولوجيا أو توطينا للتكنولوجيا القادرة على تلبية احتياجات الجماهير العربية.

            بدوره لفت الإعلامي اللبناني رفيق نصر الله إلى العلاقة بين مصطلحي العروبة والغرب في ظل العولمة القائمة وسيطرة الغرب على مفاصل وخرائط الحيز الجغرافي العربي ومحاولاته المستمرة لمحو الذاكرة القومية وتغيير مصطلحات الصراع ومفاهيم الوعي وتعميم ثقافة القوة مستفيداً من فقدان العرب القدرة على امتلاك منظومات فكرية تجددية لمواجهة ذلك.

            وأكد نصر الله أنه لا خيار أمام العرب إلا التمسك بالعروبة كهوية وايديولوجيا موضحاً أنه بالرغم من كل التغيرات الدولية تظل العروبة خطاً ممانعاً ومشروعاً ثقافياً وحصانة تحول دون فقدان الشخصية القومية. وتركزت المداخلات حول مفهوم العولمة على اعتبارها ظاهرة بالغة التعقيد وهي متغيرة لعدة اعتبارات سياسية واقتصادية واجتماعية وزمنية كما دعت المداخلات لإيلاء البحث العلمي الاهتمام الكافي والعمل على معرفة العلاقة التي تربطه بالعروبة.

            وتمحورت الجلسة الرابعة التي ترأسها الباحث اللبنائي ميخائيل عوض حول العروبة والقضية الفلسطينية حيث قال الأديب حسن حميد من سورية في مداخلته "العروبة والصهيونية" إنه لا يمكن فهم مفهوم العروبة دون فهم الذهنية العربية من حيث مكوناتها وخصائصها ودون إدراك أهمية لغة العرب ودون أن نسلم بأننا وقفنا عند المنجزات التي أوجدتها الحضارة العربية في ذروتها القصوى ودون معرفة سيرورة التاريخ السياسي العربي.

            ورأى حميد أن عوامل القوة لأي أمة أو فكر أو مفهوم يتجلى في امتلاك المعرفة والإنسان والمال والتاريخ واللغة والعقيدة والتنظيم والمنفعة والقوة والمجال الحيوي.

            وتطرق حميد إلى مفاهيم الماضوية والأبوية والاتباعية والفردية والجزيرية والطارئية وعلاقاتها مع الذهنية العربية وقال: إن فحص هذه الذهنية وتتبع أنماط سلوكها يشير إلى أن سطوة الذهنية البدوية لا تزال هي المسحة الغالبة عليها رغم قبول هذه الذهنية للكثير من الثقافات الوافدة.

            وأضاف: إن الذهنية العربية ذات تكوين هندسي شبيه بدوائر الرمل وبهذا فإنها تجعل من مفهوم العروبة مفهوماً دائرياً يدور في فلك الماضي تمجيداً وتخليداً من دون أن يستفيد من دروسه للاجتماع والوحدة.

            وقدم حميد لأهم النقاط الموجودة في الصهيونية من حيث كونها ذهنية وسلوكية فقد استفادت من عملها بمبدأ استعباد الآخرين واستغلالهم وفق فكرة التفوق والتميز والمركزية وقال: إن السلوكية التي تبنتها الصهيونية تقوم على الأنانية وقتل الآخرين والخلاص منهم وعدم الاهتمام بالقيم والأخلاق.


            فيما قال الباحث الفلسطيني بلال الحسن في مداخلته العروبة والمصير الفلسطيني إن المشكلة السياسية المتعلقة بفلسطين بدأت مع وعد بلفور عام 1917 مثلما أن المشكلة السياسية المتعلقة بالمنطقة العربية ولاسيما في منطقة المشرق بدأت باتفاقية سايكس بيكو مضيفاً ان وعد بلفور وسايكس بيكو شكلا الخطة الأساس للسيطرة الاستعمارية على منطقة المشرق العربي.

            وقدم الحسن لمحة تاريخية عن الرؤية العربية للقضية الفلسطينية وعن الاندماج العربي بالنضال الفلسطيني وعن الفهم الفلسطيني لطبيعة المواجهة الدائمة مع الانتداب البريطاني ومع نشاطات الحركة الصهيونية وقال: إن هذه الرؤية التي بنيت على أرض الواقع انعكست في أدبيات الأحزاب العربية وفي برامج الحركات الفلسطينية وبرامج العمل للعديد من الحكومات العربية.

            وأضاف الحسن: كانت الحالة الدائمة عربية وفلسطينية في مواجهة السياسة الاستعمارية وفي مواجهة إسرائيل باعتبارها وليد هذه السياسة وكان هذا دائماً مفهوماً عربياً وفلسطينياً فالنضال الفلسطيني لا يمكن أن يقوم من دون سند عربي والنضال العربي يحتاج دائماً للدور الفلسطيني كمحرك وكقوة سياسية شرعية أمام العالم.

            كما تطرق الحسن إلى التعرجات السياسية التي سارت عليها التجربة النضالية الفلسطينية وصولاً إلى منهج التفاوض الذي قال عنه إنه لم يستطع أن يحقق أي إنجاز فلسطيني.

            واستعرض الحسن التغيرات الإقليمية التي رافقت القضية الفلسطينية والتي تطرح على الفلسطينيين والعرب إمكانات جديدة لاستعادة زمام الأمور في المنطقة، وقال: إن الفلسطينيين والعرب مطالبون بإدراك ما يعنيه واقع نمو القوى الإقليمية وإمكانية التحالف معها والدخول في تشكيلاتها لبناء قوة إقليمية ذاتية تفيد الجميع.

            وتحدث الحسن عن الوضع الفلسطيني الراهن وعن المهمات المطلوبة لتغيير وجهته وزيادة فعاليته على المستويين العربي والدولي.

            ودعت المداخلات إلى ضرورة ترسيخ فكرة العروبة واعتمادها منطلقاً أساسياً لمواجهة المشروع الصهيوني الذي يعمل على النيل من مفهوم العروبة من خلال بث التفرقة بين أبناء الأمة العربية الواحدة.


            مع التحيات
            رنا خطيب

            تعليق

            • رنا خطيب
              أديب وكاتب
              • 03-11-2008
              • 4025

              #7
              الرئيس الأسد لمثقفين ومفكرين مشاركين في مؤتمر العروبة والمستقبل: مواكبة نبض الشعوب العربية والعمل على ترسيخ فكرة العروبة وتقديم الفكر القومي بشكل منفتح

              التقى السيد الرئيس بشار الأسد بعد ظهر أمس عدداً من المفكرين والمثقفين المشاركين في مؤتمر العروبة والمستقبل المنعقد في دمشق حيث دار حوار حول أهم الأفكار والآراء التي طرحت في المؤتمر من قضايا وتحديات في الوطن العربي وكيفية مواجهتها.

              وتم تأكيد أهمية التمسك بالهوية العربية بجميع مقوماتها والافتخار بها لدى الأجيال الناشئة وضرورة بذل أقصى الجهود لتقديم الصورة الحقيقية للعروبة والتصدي للحملات التي تشوه صورة العرب.

              وأكد الرئيس الأسد أهمية الخروج من واقع التشرذم والانقسام والخلاف الذي يعيشه العرب وأخذ زمام المبادرة ليصنع العرب مستقبلهم بأيديهم وعدم الاكتفاء بدور المشاهد فيما يخص قضاياهم وخصوصاً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

              وشدد الرئيس الأسد على دور المثقفين والمفكرين العرب في مواكبة نبض الشعوب العربية والربط بين النظرية والتطبيق بهدف ترسيخ فكرة العروبة وتقديم الفكر القومى بشكل منفتح وحضاري.

              واعتبر الرئيس الأسد أن التجمعات الإقليمية تعزز فكرة العروبة والتمسك بالهوية.

              وقد أجاب الرئيس الأسد عن استفسارات المشاركين حول مختلف القضايا العربية والدولية وانعكاسها على الواقع العربي.

              وشكر المشاركون القيادة السورية لحرصها الدائم على عقد مثل هذه المؤتمرات بما ينسجم مع التوجهات القومية لسورية وحرصها على خدمة العروبة والقضايا العربية.

              حضر اللقاء الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية.


              وفي تصريحات لوكالة سانا أكد عدد من المفكرين العرب أن الحوار مع الرئيس الأسد تميز بمنهجية عالية وعكس رؤية سيادته لمجمل الموضوعات التي تهم المواطنين العرب والمفكرين على حد سواء.

              وقال الباحث والكاتب اللبناني نصري الصايغ إن الحوار مع الرئيس الأسد أظهر وضوح القواعد التي يستند إليها والرؤية التي يتمتع بها في معالجة المشكلات والقضايا المطروحة عربياً ودولياً مشيراً إلى أن السياسة السورية واضحة في المسائل ذات الطابع الاستراتيجي وتبني مواقفها على الصعيد العربي والإقليمي على أساس الخبرة والنتائج والنجاحات.

              ووصف الباحث اللبناني الدكتور وليد عربيد الحوار بأنه كان فكرياً وعروبياً بامتياز تم خلاله طرح العديد من الأفكار حول أهمية العروبة ودور سورية في صناعة مستقبلها لكونها الحجر الأساس في إعطاء الفكر العروبي ودعم جميع المناطق في العالم العربي حيث أكد سيادته ارتباط العروبة بالحداثة وبالمعطيات الجارية في المنطقة.

              من جانبها قالت الدكتورة عواطف عبد الرحمن أستاذة الإعلام في جامعة القاهرة إن الحوار لم يقتصر على موضوع العروبة بل تطرق أيضاً إلى قضية البحث العلمي العربي وتنشيط المقاطعة العربية لإسرائيل مضيفة أنه كان حيوياً ومنفتحاً على مختلف الرؤى والأفكار حيث تم طرح العديد من النقاط المتعلقة بسبل النهوض بالواقع العربي.

              ورأى الباحث المصري محمد السعيد إدريس أن الحوار كان مهماً ومفيداً وأعطى دلالات على الاهتمام الكبير لسورية بجميع القضايا العربية وضرورة الاستفادة من المحاور والأفكار التي تم طرحها خلال المؤتمر وخصوصاً تلك التي تتعلق بالمستقبل العربي.

              بدوره اعتبر الدكتور مصطفى نويصر من الجزائر أن الحوار بحد ذاته مبادرة طيبة من الرئيس الأسد الذي استقبل نخبة من المثقفين القادمين من مختلف الدول العربية وكان الحوار صريحاً وشاملاً لجميع جوانب الحياة السياسية العربية فضلاً عن بعض القضايا المتعلقة بالمؤتمر ومحاوره.

              من جانبها قالت الباحثة المصرية سناء السعيد لقد خرجنا من الحوار مع الرئيس الأسد بأفكار متميزة ومنفتحة حول تقديم فكرة العروبة وتطويرها بهدف الوصول إلى حضور عربي فاعل في المحافل الدولية مشيرة إلى أن الحوار كان شفافاً وواضحاً وتطرق إلى موضوعات سياسية وثقافية واجتماعية تهم المواطنين والمفكرين العرب على حد سواء.

              ووصف الباحث الفلسطيني رشاد أبو شاور الحوار بأنه كان عميقاً وغنياً أجاب فيه الرئيس الأسد عن الطروحات والأسئلة التي قدمها المشاركون في المؤتمر حول قضية العروبة والموضوعات التي تهم الإنسان العربي.

              من جانبه أكد الباحث السوداني الدكتور حيدر محمد علي أن الحوار كان صريحاً وتم خلاله طرح كل الأسئلة التي تشغل ذهن المواطن العربي وسبل تعزيز التضامن العربي وتقوية العلاقات العربية العربية.

              بدوره قال رئيس المجلس الوطني للإعلام في لبنان عبدالهادي محفوظ إن الرئيس الأسد سلط الضوء خلال الحوار على العديد من الأمور التي تهم المواطن العربي والنخب العربية وكيفية النهوض بعروبة فاعلة تشدد على المشترك العربي وسبل الوصول إلى حركة نهوض عربية شاملة وتفعيل الحضور العربي على الخريطة الدولية إضافة إلى ضرورة قيام فضاءات اقتصادية عربية وإقليمية تأخذ في الاعتبار المصالح العربية والقومية.

              من جانبه الباحث الفلسطيني بلال الحسن قال إن الرئيس الأسد أكد خلال الحوار أن فكرة العروبة هي أساس حياة سورية وسياستها العربية والخارجية واصفاً الحوار بأنه كان حراً ومفتوحاً.

              وقال كريم بقرادوني من لبنان إن الرئيس الأسد تحدث خلال الحوار عن العديد من الموضوعات الثقافية وعلاقتها الوثيقة بالجوانب الحياتية حيث أكد سيادته أن الثقافة كل شيء في الحياة وأن كل شيء يبدأ بالثقافة وينتهي بها موضحاً أن العودة إلى فكرة العروبة هي البديل من فكرة الاستسلام لكونها الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى إعادة إحياء الحضور العربي وتحقيق أي نهضة عربية

              تعليق

              • رنا خطيب
                أديب وكاتب
                • 03-11-2008
                • 4025

                #8
                أهم ما جاء في محور نقاش الجلسة :

                العلاقة الرابطة بين العروبة واللغة على طاولة النقاش

                وفي جلسة تمحورت حول العلاقة الرابطة بين العروبة واللغة قال رئيس مجمع اللغة العربية الدكتور مروان المحاسني رئيس الجلسة إن اللغة العربية التي أنتجت حضارة استفاد الغرب من نتاجها الفكري عبر قرون هي السمة الأولى في البناء القومي وبهذا فإن هناك علاقة عضوية بين لغتنا وحضارتنا.


                وأضاف المحاسني إن الانتماء إلى مجال لغوي يعني الانتماء إلى جميع الثقافات المحددة وهذا ما يجعل الشعب العربي يتفاعل ويتجاوب مع الأحداث وهي تفاعلات مشتقة من اللاشعور الجمعي الحامل للقواعد الاخلاقية ويسبغ عليه الإرث الحضاري.

                وأشار رئيس مجمع اللغة العربية إلى أن لا خوف على اللغة العربية التي مازال يحملها الأبناء في صدورهم وأرواحهم مثلما حملها الآباء والأجداد وقال إن اللغة العربية أعمق وأمتن من أن تبتلعها العولمة وهي قادرة على تجاوز كل المعوقات.

                ورأى المحاسني أن على اللغة أن تتطابق مع متطلبات العصر لتستقر العولمة بلغاتها في مكانها وهذا يتطلب من المجتمعات العربية تدارك الأخطار التي تتعرض لها اللغة العربية.

                من جانبه قدم الدكتور ممدوح خسارة عضو مجمع اللغة العربية في مداخلته "مفهوم العروبة واللغة" ثلاث مقاربات بين فيها جذور كلمة العروبة وعلاقتها باللغة العربية.

                ففي مقاربته "العروبة لغة" قدم الدكتور خسارة عرضاً لتاريخ مصطلح اللغة العربية وقال إن ما جاء قديماً يؤكد أن المقصود بالعربية هو العروبة التي كانت تعني الانتماء إلى العربي ولكن ليس عن طريق الدم أو النسب إنما عن طريق اللغة واللسان.

                وبنى خسارة مقاربته الثانية "العروبة إطار وفضاء جامع" على أمرين اعتبرهما مهمين أولهما أن العروبة ليست بديلاً للانتماءات الفكرية وهذا ما يعفيها من التناقضات وثانيهما أن العروبة قابلة للملء بالمحتوى الثقافي فقد تم تحميلها منذ ماقبل الجاهلية بقيم عالية فكان الانتساب لها يعني الانتساب لقيم سامية حتى أن الناس كانوا تعتبرها سمعة حسنة ويفضلونها على المال والمادة.

                وأوضح خسارة أن العروبة فضاء قابل للإغناء في شتى الاتجاهات فلا مشروع يناقض العروبة بوصفها لغة وقال إن النهضويين العرب اختلفوا على الكثير من الأشياء إلا أنهم اتفقوا جميعا على اللغة.

                وفي مقاربته الثالثة "التماهي بين العروبة واللغة العربية" لحظ خسارة تشابهاً في الماهية بينهما وقال: إننا نريد عروبة اليوم أصلية مقاومة مستقبلية معبرة عن عروبة الأمس مضيفاً أن هذه الاصالة تتحقق من خلال أن تكون مرجعيتها الثقافة العروبية فلا تتنكر اللغة لتطورها التاريخي منذ عصور ما قبل الجاهلية دون أن يعني ذلك إغراقا في التحجر والتقعر في اللغة وأيضاً النهوض بعامية اللغة لتكون محافظة وتظل قوية الصلة بأصولها للوصول إلى لغة معاصرة وعروبة معاصرة.

                بدوره أوضح الدكتور محمود السيد نائب رئيس مجمع اللغة العربية أن جميع الأمم التي وحدت كلمتها وبنت قوميتها وأظهرت كيانها وشخصيتها لجأت إلى اللغة كوسيلة في هذا التوحيد والبناء الأمر الذي يؤكد مدى أهمية اللغة الواحدة لجهة حمل الرسالة الإنسانية للأمة العربية وتوحيدها مشيراً إلى أن بقاء الأمم منوطاً بقوة لغاتها وأن الأمة هي اللغة واللغة هي الأمة.

                ولفت السيد إلى أن بقاء صمود اللغة العربية في وجه الهجمات العنيفة التي واجهتها الأمة العربية عبر تاريخها الطويل يعود الى الأصالة التي تتسم بها والتي جعلتها قادرة على البناء متحدية كل وسائل النيل منها مبيناً أن هذه الأصالة والقرآن الكريم الذي يعد سياجاً للعربية مكنها أيضاً من تطويع الثقافات القديمة دون أن تتنازل عن أصولها وقواعدها وسماتها التي تمتاز بها عن سائر اللغات.

                ورأى نائب رئيس مجمع اللغة العربية أن التعرف على الثقافة العربية يمر عبر فهم واستيعاب اللغة العربية كونها العنوان الأبرز الذي رافق القومية العربية عبر التاريخ، وأن التعرف على اللغة ليس وقفاً على دواوين الشعر وإنما يمتد ليشمل كتب الطب والتاريخ والجغرافيا والتربية والنتاج الفكري للمفكرين العرب القدماء.

                وأكد السيد أن اللغة العربية الفصحى هي الرابطة الحقيقية التي تجمع بين العرب وأن هجرانهم للغتهم يؤدي إلى تفتيت الأمة العربية وإبعادهم عن ماضيها، محذراً من اعتماد المحطات التلفزيونية على اللهجات العامية وخطورة ذلك على وجود اللغة العربية.

                ونبه السيد إلى خطورة اعتماد اللغات الأجنبية في مناهج التدريس في الدول العربية وآثارها السلبية في تطوير اللغة العربية وتمكينها، مشيراً إلى ضرورة أن تحسم الدول العربية موضوع التعريب فوراً والعمل على تنفيذ مشروع النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة الذي تقدمت به سورية إلى مؤتمر القمة العربية في دمشق 2008 ووضعت آليات تنفيذه في قمة الدوحة 2009.

                وتركزت المداخلات حول دور الإعلام وأهميته في تمكين اللغة العربية وضرورة تضافر جهود مجامع اللغة العربية في الوطن العربي من أجل وضع برامج عمل متكاملة تضمن الحفاظ عليها ومنع دخول الكلمات والمصطلحات الغريبة إليها.


                آفاق العروبة الثقافية والحضارية


                وتركزت محاور جلسة مسائية حول العروبة وآفاقها الثقافية والحضارية، وقال الباحث الدكتور وليد عربيد من لبنان الذي ترأس الجلسة إن العروبة تشكل مفهوما أساسياً للهوية الثقافية والحضارية لمنطقتنا العربية وإن كانت تحتمل الكثير من النقاش ووجهات النظر في التاريخ وفي النظر إلى المستقبل.


                وأوضح عربيد أن العروبة ليست مصطلحاً مجرداً أو ثابتاً إنما هي كمفهوم ترتبط بالتطور والحداثة والديمقراطية وهي ثقافة إنسانية تشكل منطلقاً لحداثة أصيلة وفي الوقت نفسه تتعزز من خلال تعريضها للنقد كمفهوم بهدف تطويرها.

                وبينت الدكتورة ناديا خوست في مداخلتها حول آفاق العروبة الثقافية أن الثقافة التي تؤسس على استراتيجية قومية شاملة هي القادرة على تعميم معرفة التراث الثقافي الحضاري الذي كون الوجدان العربي وذلك بوضعها في البرامج التربوية والتعليمية والتأهيل للدفاع عنها مقابل إستراتيجية تدمير الذاكرة الثقافية.

                ورأت خوست أنه لا يوجد مستقبل للعرب دون مشروع قومي مؤسس على الثوابت التي اعتمدتها الأجيال مشيرة إلى أن التحديات التي تواجه الأمة في المرحلة الراهنة تفترض تحصين المواطن العربي بالثقافة والتربية وتعريفه بمنجزات تراثه العلمي والأدبي والجغرافي والتاريخي.

                وقالت خوست إن مستقبل العروبة الثقافي يتصل بحماية هوية المدن العربية التي تحفظ في ثناياها الذاكرة التاريخية والثقافية وأماكن الإعلام والأحداث والرد على العدو الذي يقتلعها ومشاريع التخطيط التي تغربها مؤكدة أنه لابد من مواجهة عربية تمنع تهويد الذاكرة الثقافية وتزوير التاريخ في فلسطين المحتلة.

                بدوره أوضح الدكتور عبد الإله بلقزيز أستاذ الفلسفة في جامعة الحسن الثاني بالمغرب خلال مداخلته التي حملت عنوان العروبة في معنى حضاري أنه لابد من نبذ أي معنى عرقي للعروبة ورفض صور الإفصاح عنه في الخطاب السياسي والأكاديمي من أجل تنظيف معنى العروبة الأصيل مما علق بها من أدران نجمت من الإصغاء لعنصريات عدة معاصرة مشيراً إلى أنه لا يكفي أن يكون النبذ نظريا أو فكرياً يقوم به المثقفون وإنما ينبغي أن يتبع ذلك ترجمة سياسية ذات أثر تطابق معنى العروبة الحضاري وذلك باستيعاب العروبة جميع من هم في دائرتها الثقافية والحضارية وتوفيرها لهم فرص التعبير الحر عن خصوصياتهم.

                ورأى بلقزيز أن العروبة في معناها الحضاري هي التي نشأت من امتزاج الأعراق واختلاط الدماء في كنف حضارة شارك أبناؤها جميعاً من الروافد الإنسانية كافة في بنائها وهي في المقام الأول رابطة ثقافية ولغوية واجتماعية صهرت العرب وغير العرب في شخصية حضارية جديدة وهي بالتالي عروبة الانفتاح والتسامح والحرية والديمقراطية والإبداع.

                وقال إن اختيار العروبة محصلة وعي تمنح من يختارها وجوده الاجتماعي معنى وتشبع فيه الشعور بالانتماء إلى أمة لكن هذا المفهوم للعروبة سيكون ناقصاً إن لم نضف إلى الحامل الثقافي اللغة العربية الحامل الرئيس للثقافة العربية والأداة للتواصل والاندماج فضلاً عن عامل الإرادة ومركزيته في تحديد معنى العروبة من دون أن نسقط من الحسبان عوامل الثقافة واللسان والتاريخ، مضيفاً أن العروبة هي النظام السياسي والاجتماعي والثقافي الذي على أبنائها أن يشيدوه على الأسس الحضارية كي يمنح العروبة سلطانها في النفوس.

                وأشار بلقزيز إلى أن العروبة حالياً وفي المستقبل تواجه تحديين متفاوتين في درجة التاثير اولهما ثقافي وثانيهما سياسي إلا أن أياً من التحديين لا يهدد العروبة بالزوال أو الانفراط كرابطة أو كماهية ثقافية اجتماعية لكنها قطعا تتأذى من أي فشل في احتواء آثار ما يعرض لها من تحد وتدفع ثمن ذلك من صورتها.

                وتركزت نقاشات الجلسة حول القيم الثقافية والحضارية التي تشكل مفهوم العروبة والرؤى المرتجاة لتعميق هذه القيم وتعميمها على كل البلاد العربية.








                تعليق

                • رنا خطيب
                  أديب وكاتب
                  • 03-11-2008
                  • 4025

                  #9
                  ناقش مؤتمر العروبة والمستقبل في جلسته الثانية من اليوم الرابع موضوع العلاقة بين العروبة والسياسة وذلك بحضور الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية.


                  واستعرض مقرر المؤتمر الدكتور سمير التقي الذي ترأس الجلسة المستجدات السياسية في العالم وانتقال مركز الصراع من أوروبا إلى شرق آسيا التي يعد الوطن العربي في مركزها وتأثير هذه الصراعات على مستقبل المنطقة، مؤكدا أن التمسك بالعروبة يعد وسيلة أساسية لصمود العرب في وجه هذه التغيرات الجارية.


                  من جانبه استعرض الدكتور أحمد يوسف أحمد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة سمات النموذج العام لتطور ظاهرة الصراعات العربية العربية التي لازمت النظام العربي منذ نشأته وذلك بسبب تجذر الدولة القطري داخل النظام العربي نتيجة للرؤى والمصالح المتباينة واختلاف مراحل النمو والأيديولوجيات السياسية بين الأقطار العربية إضافة إلى دور العامل الخارجي في إشعال هذه الصراعات وإذكائها.



                  ولفت إلى أن الخلافات العربية العربية التي اتصفت بشموليتها الجغرافية لجميع أرجاء النظام العربي كانت تهدأ عادة في مواجهة الخطر الخارجي الذي يواجهه النظام العربي الأمر الذي يؤكد الانعكاس الحقيقي لقيمة العروبة السياسية، لافتا إلى أن القوة لم تستخدم في إدارة هذه الخلافات إلا قليلا ولاسيما في أزمة الخليج عام 1990 التي مثلت السابقة الأولى لمحاولة حسم خلاف بالقوة المسلحة الأمر الذي يؤكد قيمة السياسة في التفاعلات الصراعية بين الدول العربية.



                  واعتبر أحمد أن الخلافات العربية العربية شهدت منذ العقد الأخير من القرن الماضي اتجاهات جديدة بسبب التدخل الخارجي بوطأة ثقيلة في حل الخلافات وعدم قدرة النظام العربي على إزاحة خلافاته البينية لمواجهة التهديدات الخارجية، محذراًَ من أن استمرار ظاهرة الصراعات البينية تستنزف النظام العربي وتقلل من تماسكه وقدرته على مواجهة الخطر الخارجي.



                  ودعا إلى إيجاد مدخل ثقافي يركز على إعادة الاعتبار لمفهوم العروبة وكسب تأييد النخب العربية والرأي العام العربي لهذا المفهوم إضافة إلى إقامة شبكة من العلاقات والمصالح الاقتصادية العربية وتعزيزها والعمل على إيجاد آليات قانونية لتسوية المنازعات العربية العربية مع التركيز على إنشاء محكمة عدل عربية دون إغفال البحث عن مدخل سياسي لإحداث اختراق لهذه المنازعات من خلال الاهتمام المكثف والدوءوب بها لاسيما أن بعض الصراعات العربية المعقدة لم تستعص على الحل عبر التاريخ.


                  بدوره أوضح الدكتور محمد السعيد إدريس رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ضرورة العمل على حل إشكالية العلاقة بين العلمانية والدينية بما يجعل القيم الروحية أساسا للاستراتيجية الثقافية من ناحية وبما يكسب هذه الإستراتيجية من ناحية أخرى القدرة على التجدد الحضاري المتواصل دون انقطاع مشيرا إلى أن العروبة والمصلحة القومية العربية هي وعاء الاستراتيجية المطلوبة والوعي بأن أي تنافس أو صراع بين المصالح القومية والقطرية تبقى تنافسا وصراعا مفتعلا ضمن إدراك يرى أن المصالح القومية هي التعبير الجمعي عن كل ما يمكن أن يكون مصالح وطنية أو قطرية للدول العربية طالما أن الهدف النهائي هو بلورة مشروع حضاري للأمة.


                  ورأى أن المزاوجة بين الأصالة والمعاصرة يجب أن تبقى عاملا حاكما في عملية صياغة أهداف الاستراتيجية العربية على أن تلتزم برؤية محددة تكون نابعة من قاعدة متينة من الفهم النقدي للتراث العربي الإسلامي، مبينا ضرورة إجراء قراءة نقدية للحضارة الإنسانية الراهنة بهدف الوصول إلى الروافد العميقة التي تشكل المصدر الأساسي لإنجازاتها الباهرة من أجل مزيد من الفهم للعلاقة بين الأفكار والإيديولوجيات وما تعبر عنه من مصالح اقتصادية وثقافية وسياسية لشعوب وأمم قد تكون راغبة في السيطرة والهيمنة عليها.


                  وأشار إدريس إلى أن تأسيس استراتيجية المشروع العربي النهضوي يهدف إلى بناء مجتمع عربي حديث قادر على الوفاء بالحاجات الأساسية للإنسان العربي وقادر أيضا على التعامل مع متغيرات العصر مؤكدا أن المدخل الحقيقي لتحقيق ذلك هو قيام النظم السياسية بالأدوار المنوطة بها لإشباع الحاجات الأساسية للمواطن العربي والسعي لوضع أسس متينة وواعية للعلاقة مع العالم والحوار مع الحضارات الأخرى.


                  وتركزت مداخلات المشاركين حول ضرورة إيجاد السبل الكفيلة بتأسيس استراتيجية واضحة للمشروع النهضوي العربي وحل الخلافات العربية البينية باستخدام الحوار وفي إطار عروبي خالص بعيدا عن التدخلات الخارجية.


                  وكان مؤتمر العروبة والمستقبل استأنف أعماله صباح أمس بجلسة أولى تمحورت حول العروبة بين الدولة الأمة والدولة القطر وذلك بحضور الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية.


                  ورأى الدكتور عصام نعمان من لبنان الذي ترأس الجلسة أن أخطر مظاهر الأزمة التي يعيشها العرب تتمثل في ضعف الدولة الأمة والدولة القطر مرجعاً أسباب الأزمة في بعض أسبابها إلى القصور التاريخي في فهم الإسلام وممارسته وترسخ التخلف في شتى مناحي الحياة و انتشار الجهل والأمية إضافة إلى التحديات الخارجية والمتمثلة في هيمنة الدول الكبرى والاحتلال الإسرائيلي.




                  وأشار إلى وجود نقاط مضيئة وإرادة مقاومة تشير إلى استمرار جذوة الثورة والتحرر واقتران ذلك بنمو ملحوظ وواعد لقوى حية ونخب ثقافية وسياسية ملتزمة بقضية الأمة على امتداد الوطن العربي ولا سيما في فلسطين ولبنان وسورية والعراق.


                  واستعرض الباحث الأردني الدكتور موفق محادين في مداخلة قدمها تحت عنوان الأمة والعروبة الإشكالات التي تتعلق بالهوية وتميزها بالتفرد أو المركزية معتبراً أنه مقابل الهوية المركزية تبرز أفكار عن هوية تعددية قائمة على تأثيرات وعناصر مختلفة ثقافية واجتماعية ودينية وإثنية مشيراً إلى أهمية الثقافة وتأثيرها على الإحساس بالانتماء والعروبة.




                  ولفت محادين إلى الآراء المتباينة حول تاريخ ظهور الهوية والسياقات الاجتماعية والسياسية وربط بعض المفكرين نشأتها بتبلور الدولة.. الأمة مشيراً إلى ارتباط الهوية الجماعية بالهويات الإثنية ولاسيما في دول العالم الثالث الذي تتميز مجتمعاته بالتعددية العرقية.


                  وبين محادين أن الخصوصية السياسية للسيرورة القومية في الحالة العربية أعطت للأمة والعروبة طابعها المتميز والفريد في التاريخ لافتاً إلى أهمية العامل السياسي في ترسيخ فكرة الأمة والعروبة.




                  واعتبر محادين أن الدور الذي كانت تلعبه الثورات الوطنية الديمقراطية بتصوراتها القطرية المتباينة قد انتهى موضحاً أن البديل القومي هو الحل الوحيد لترسيخ فكرة العروبة والنهوض بواقع الأمة العربية.


                  فيما ركز الباحث الدكتور يوسف سلامة من سورية على مفهوم العروبة وعلاقته بالإيديولوجيا التي قال إنها بنية من الأفكار ونوع من الوعي الذي يعكس تصور الإنسان لعالمه.


                  وقدم سلامة أمثلة عن بعض الأنماط التاريخية العروبية والظروف ومثيلاتها في الوقت الراهن وقال.. إن فكرة الإيديولوجيا العربية في صيغتها الماضية والراهنة هي في الأساس فكرة للدفاع عن أشياء تميز العرب عن غيرهم من الشعوب مضيفاً أن العروبة اتخذت شكلاً هجومياً في مراحلها الأولى بعدما تعرف العرب على ثقافات وحضارات أخرى ووجدوا أنهم يختلفون عنها وجاءت العروبة كنوع من التميز عن هذه الشعوب.


                  كما أجمل سلامة بعض الخطوات والأساسيات التي اعتبرها مهمة ليأخذ البعد العروبي دوره في مجتمعاتنا للوصول إلى إطار حضاري ثقافي جوهره العروبة.


                  وتركزت مداخلات الحضور حول أهمية العروبة كواقع تاريخي قائم على أرض عربية في ضوء تحديد مفاهيم القومية والأمة والوحدة ودعت إلى عدم تأجيل كل شيء حتى قيام الدولة العربية الواحدة.


                  وكان المؤتمر ناقش مساء أمس الأول العروبة والحداثة و واقع العروبة في الوطن العربي حيث أشار الباحث اللبناني الدكتور وجيه فانوس رئيس الجلسة الثالثة إلى أهمية الوضوح في فهم العروبة والفكر القومي وقال.. إن لكل زمن حداثته وتراثه ويجب التعامل والتفاعل مع الحداثة السياسية والثقافية والاقتصادية في المرحلة الحالية.

                  وأوضح الباحث المصري الدكتور حلمي شعراوي في مداخلته العروبة وعلاقتها بالآخر أن التصاعد الرأسمالي الذي شهد تسارعاً في العقود الأخيرة واجه أشكالاً من المقاومة من قبل دول العالم الثالث لإقامة موانع للرأسمالية تحت أسماء مختلفة مثل التضامن الافرو اسيوي , باندونج ودول عدم الانحياز وتجمع الدول النامية أو الانكتاد إضافة إلى تشكيلات فرعية للتنظيمات الإقليمية والمنتدى الاجتماعي العالمي في مواجهة منتدى دافوس.

                  من جانبه قال الباحث الدكتور كمال عبد اللطيف من المغرب في مداخلته العروبة والتحديث السياسي إن إخفاق المشروع القومي العربي يعني إخفاق تصور محدد للعقلانية الأمر الذي يتيح إمكانية بناء تصورات أخرى تصب في الأهداف نفسها داعياً لإنجاز محاولة إعادة بنائه بصياغة أسئلته المركزية وأطروحاته الرئيسية والمفاهيم القاعدية التي ينسج بواسطتها دعاويه وحججه ليواجه التحديات القائمة والمستقبلية في المجتمع العربي.


                  وتركزت مداخلات الحضور حول دور الحركة القومية في الحفاظ على حقوق الشعوب العربية إضافة إلى مشكلة الحداثة العربية وكيفية الاستفادة من التجارب الحداثية الأخرى.


                  وتمحورت الجلسة الرابعة التي ترأسها الدكتور مصطفى نويصر من الجزائر حول واقع العروبة في الوطن العربي.




                  وتحدث الباحث الدكتور أحمد بهاء الدين شعبان من مصر عن واقع العروبة الراهن مبيناً أنه على الرغم مما يجمع العرب من عناصر الوحدة ويقرب بين مكوناتها من دواعي الارتباط ولاسيما وحدة الديموجرافيا ,السكان والجغرافيا ,المكان وتلازم الحدود فإن الأقطار العربية أشد تباعداً وجفوة وانعزالا ويقوم بينها حاجز من الريبة والشكوك والحواجز وانعدام الثقة لايمكن اجتيازه الا بتوافر الإرادة الواضحة وبذل الجهد المتواصل.


                  ونبه بهاء الدين من امتداد حالة الشقاق التي شلت التواجد العربي ومنظومته وقدرته على الفعل على أغلب المستويات إلى شقاق عميق يمس الوعي الشعبي ويجرح مشاعر الجماهير الغفيرة ومن المخططات التي تحاك لتعميق الشقاق مؤكداً ضرورة تضافر الجهود لتجاوز هذه الحالة وتأثيراتها الضارة وانعكاساتها السلبية على الجميع.


                  من جانبه اعتبر الباحث اللبناني سماح إدريس في مداخلته التفكك العربي في ظل غياب العروبة أن هناك مفاهيم متعددة ومختلفة للعروبة داعياً المثقفين العرب إلى تعريف مفهوم واضح لها قائماً على ثوابت محددة.



                  واستعرض إدريس بعض الأمثلة للعلاقات القائمة داخل بعض الدول العربية وفيما بينها في فهمها للعروبة وقال.. إنه في ظل غياب عروبة تقدمية تمعن الدول الاستعمارية الغربية التدخل في شؤون الدول العربية.


                  وأكد المشاركون في مداخلاتهم أهمية المواضيع التي تطرح خلال المؤتمر في تسليط الضوء على العوامل الجوهرية لتكريس مفهوم العروبة ومواجهة كل ما يخطط لتفتيت الامة وعلى دور المثقفين في هذا الشأن.


                  العروبة والعلمانية والعروبة والأصولية والطائفية والمذهبية


                  كما ناقش المؤتمر في الجلستين المسائيتين محوري العروبة والعلمانية والعروبة والأصولية الطائفية والمذهبية وذلك بحضور الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية.


                  وتحدث الباحث الفلسطيني رشاد أبو شاور الذي ترأس الجلسة الثالثة عن ارتباط تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة بالعروبة واعتبر أن القضية الفلسطينية هي جوهر العروبة وقال إن الفلسطيني لا يمكن له التخلي عن انتمائه لأمته العربية.

                  وأورد أبو شاور بعض الأمثلة الدالة على أهمية تحرير الأراضي العربية المحتلة وتساءل عن الأخطار الصهيونية التي تتهدد وجود كل قطر وكل إنسان عربي وقال: إنه يجب الانتقال من إطار الشعور بالخطر الصهيوني إلى إطار الفعل في وجه هذا الخطر.

                  وفي بحثه المعنون العروبة وفصل الدين عن الدولة استعرض الباحث الدكتور نصري الصايغ من لبنان تعريفات الباحثين للعروبة وقال: إن سؤال العروبة غامض كما هي أسئلة العلمانية والجواب عنها يتم من خلال التجربة والواقع.


                  واستشهد الصايغ ببعض الأمثلة التاريخية والمعاصرة التي استخلص من خلالها أسباب اقتناعه بجدوى العلمانية وضرورتها في سبيل تحقيق حالة عروبية حيث قال: إن أكبر مظاهرة لمنع الحرب على العراق عام 2003 كانت مليونية شملت كل مدن العالم ويمكن وصفها بمظاهرة عروبية.


                  وأشار الصايغ إلى أن الهوية العربية تتحدد من خلال مواقع العرب والتزاماتهم النضالية لأن العروبة إطار وحدوي يتأسس في الجغرافيا بلاداً ومناطق وأمصاراً تسمى أمة أو وطنا تحتضن شعباً مهما اختلفت انتماءاته مضيفاً إن الوحدة المنشودة هي الوحدة التي تزال فيها الفواصل الجغرافية والحدود الاصطناعية.



                  وقال الباحث اللبناني إن تتمة العروبة تكمن في علمانيتها التي ترتكز على المساواة التامة بين الناس في الحقوق والواجبات وأن المطلوب من العروبيين تكريس العلمانية التي هي قاعدة وجود وليست اتجاهاً سياسياً.

                  فيما تناول الباحث الدكتور فردريك معتوق من لبنان في بحثه العروبة والمجتمع المدني تعريفاً لهذين المفهومين وإشكالية العلاقة بينهما مبينا أنها علاقة تبعية أي أن سمات العروبة هي التي تغلب على صفات المجتمع المدني وهي المكيف لنوعه وشكله وتجلياته.


                  وقال الباحث معتوق إن العروبة هي الهوية الكبرى التي تظلل المجتمع المدني كمجتمع للمواطنين والذي يمثل جزءاً عضوياً من الدولة ولا يجوز أن يكون هناك تعارض مع الدولة العروبية كصيغة جديدة للحكم مؤكداً أن مستقبل العروبة كرابط من المعاني الذي يجمع بين أبناء لغة الضاد على قاعدة أبعاد تاريخية واجتماعية وثقافية وسياسية واحدة هو في المجتمع المدني لأن مصيرهما واحد.


                  وتركزت مداخلات المشاركين في الجلسة حول مفاهيم العلمانية والمجتمع المدني والمجتمع الأهلي وتاريخها والظروف التي تشكلت فيها وعلاقتها بالعروبة.



                  وترأس الدكتور يوسف مكي من السعودية الجلسة الرابعة التي تمحورت حول العروبة والاصولية الطائفية والمذهبية.


                  ورأى الباحث اللبناني سليمان تقي الدين في محاضرته العروبة وخطر الطائفية أن العروبة تواجه تحديات كثيرة وأخطرها عدم وعي الذات وتعثر مشروعها السياسي وقال: إذا كانت العروبة هي الرابطة التاريخية الثقافية أو الحضارية فهي عاشت في التاريخ وليس ضد التاريخ مشيراً إلى أن انحسار العروبة في الوقت الراهن وضعها أمام هجمة استعمارية متجددة.


                  وأضاف: إن العروبة هوية تضافرت عليها إنجازات التاريخ المشتركة للشركاء في العالم العربي الذي يختزن وجدانه وهمومه وتطلعاته في لغة واحدة يتردد صداها ونبضها من مغاربه إلى مشارقه لكن اللغة تبقى وعاء الوجدان الذي إذا انجرح أو تهشم أو تشوه لا تعود اللغة قادرة وحدها على ضبط الإجماع شعوراً أو إرادة.


                  وأوضح الباحث اللبناني أن العروبة ليست إلا مشروعاً سياسياً للعرب وشركائهم في تاريخ الثقافة والتقدم وهي كائن حي مشيراً إلى أنه يمكن للعروبة أن تكون إيديولوجية تقدمية وتواجه التحديات المعاصرة وتعيد القضايا الأساسية إلى دائرة الاهتمام الأولي.


                  فيما عرض الباحث الدكتور ماهر الشريف من سورية بحثه العروبة في مواجهة خطر الأصولية في أقسام أربعة شملت ملاحظات عن الإشكاليات التي يثيرها مصطلح الأصولية والتعريف بها والمرتكزات الفكرية الرئيسية التي ترتكز عليها ومخاطرها على العروبة مبيناً أن الحركات الأصولية تتجلى في الواقع بمختلف الأديان والعقائد الكبرى في العالم.

                  وأشار إلى الأصولية الدينية في العالمين العربي والإسلامي وعوامل بروزها مؤكداً أن الأصولية التي تفرق بين أبناء الأمة الواحدة على أساس ديني أو طائفي تنطوي على خطر كبير على الانتماء القومي العربي وعلى الوحدة الوطنية داخل كل قطر عربي وتهيئ الأرضية الملائمة لتدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية.


                  وأوضح الباحث الشريف أن الأصولية تنطوي على خطر كبير على الثقافة العربية بمضامينها الإنسانية التقدمية حيث تساهم بتقليلها من شأن المرأة ووقوفها ضد مساهمتها في النشاط الاجتماعي في إضعاف قدرة المجتمعات العربية والحؤول دون استفادتها من كل طاقاتها مؤكداً ضرورة تجديد العروبة لمضامينها وتعزيز وعي الشعب بالانتماء القومي لمواجهة مخاطر التفتت.


                  وأكد المشاركون في مداخلاتهم أهمية بناء الدولة القادرة على صهر التنوع وتعايشه ومواجهة اسباب تراجع العروبة والعمل على خلق القاعدة السليمة لتكريس الانتماء بالقومية العربية مشيرين إلى أهمية التجربة السورية في التعايش والإخاء وإلى إطلاق برنامج ترويجي للعروبة من دمشق من أجل الشباب الباحثين عن الهوية الوطنية في زمن العولمة.

                  تعليق

                  • رنا خطيب
                    أديب وكاتب
                    • 03-11-2008
                    • 4025

                    #10
                    البيان الختامي لمؤتمر العروبة


                    صدر عن مؤتمر العروبة والمستقبل الذي انعقد في دمشق ما بين الخامس عشر والتاسع عشر من الشهر الجاري بيان اوجز ما طرح في المؤتمر من محاور وحوارات بين المشاركين.

                    وأكد البيان الختامي الذي تلاه الشاعر اللبناني جوزيف حرب أن المؤتمرين تناولوا فكرة العروبة ومكوناتها على انهما واقع موضوعي ووعي بالانتماء وهوية متطورة وهموم مشتركة ومشروع وحدوي وتحرر من التجزئة وإحياء للأمة وكفاح يوفق بين الوطني والقومي وعقيدة قومية ورابطة تقوم على اللغة والتاريخ والأرض والتنوع والتعدد.

                    وقال البيان إن أهم عامل من عوامل الانتماء الذي تشكله العروبة هو اللغة من حيث كونها منبعاً للتعبير عن المشترك والوجدان والمشاعر والعقل وصناعة الآداب والفنون والعلوم وشد أواصر الترابط في كتلة بشرية ذات أبعاد موحدة يسودها التنوع والخصوصية والتعدد والأديان والمعتقدات وكل ذلك في ظل لغة تهب هذه الأمة جذراً عميقاً من الجذور الروحية لدى الناطقين بها بحيث إن أي فقر أو غنى يصيب العروبة إنما يصيب لغتها.

                    وأضاف البيان.. أن العروبة لا تتفق مع كل ما هو عزلة وقطيعة وانغلاق وصراع حضاري.. إنها في أساسها كتلة حضارية ثقافية كانت في مراحل من التاريخ جسر تواصل ومصادر من الرقي والتقدم والعلوم والفنون أغنت بقية الأمم بما ملكت من تمدن وثقافة وهي في سبيل أن تواصل طريقها هذا لنفسها وللآخرين عليها أن تولي الثقافة والفعل الحضاري اهتمامها القادر على إعادتها إلى لعب دورها التاريخي في صناعة التقدم والوعي في العالم.

                    وجاء في البيان.. أما العروبة والدين فإن الدولة محكومة بحماية الحريات الدينية وممارستها وإقامة شعائرها والإفادة من أبعادها الروحية وتعاليمها التي ترقى بالمواطن إلى مستوى التمتع بقيم تجعل منه مواطناً راغباً في العدل والمحبة والتسامح والسلام وأضاف البيان.. بالنسبة للعروبة والعولمة فالعولمة واقع قائم ولا مهرب من وجهها السلبي والاستعماري الجديد والهيمنة الغاصبة والسيطرة التي تشكل خطراً على الكثير من دول العالم.

                    وأشار البيان إلى أن المؤتمرين تناولوا القضية الفلسطينية على أنها ليست مقتصرة على الفلسطينيين دون سائر العرب.. إنها هم العروبة الأول وقضيتها المركزية.. ولهذا فهي حق عربي تقع مسؤوليته على كاهل العرب جميعاً إن من حيث السعي إلى الدفاع عنها بكل الوسائل المشروعة وإن من حيث دعمهم الشعب الفلسطيني في جعله قادراً على استرداد جميع حقوقه المشروعة.

                    وأضاف البيان أن المؤتمرين بحثوا العروبة والتنوع الاثني ووجدوا أنه يداخل القومية العربية أقليات واثنيات تعطي هذه القومية تنوعاً وتعددا على العروبة أن تعترف بمواطنة من ينتمي إليهما.

                    وإذا كانا أحد الأسباب التي أوهمنا الغرب خصوصاً في مجيئه لحمايتهما فإنهما واقع قائم في عروبتنا لا مجال لها معهما إلا الاعتراف بهما من خلال ما يجب أن تتمتع به من ديمقراطية وحرية وانفتاح وتسامح واعتراف بحقوقهما التي تحفظها لهما هويتهما في واقع الانتماء والمواطنة.

                    وذكر البيان ان وعينا لعروبتنا يضعنا أمام تاريخ حافل بالشواهد على انها كانت عروبة غنية بالنضال والثقافة والتحرر والعقلانية والعمق النقدي ورجال السياسة والفكر والإبداع.. وهي رغم ما تعرض له تاريخها وفي فترات طويلة من تقهقر وسكونية وانهيار ظلت قادرة على أن تتلمس طريقها للنهوض من جديد رغم كثرة أعدائها والعمل الدائم على تشتتها وضياعها وحتى إبادتها.


                    ورأى البيان انه ليس للعروبة تعريف جامد وهي في تعريفها تشكل مرات كثيرة التباساً لدى الكثيرين غير أن العروبة في أبعادها قابلة لأن تتقدم، وتتطور، وتغنى بكل ما هو جديد وإنه لمن الخطأ التاريخي أن نعيش عروبة بعيدة عن معنى التحديث والحداثة وخصوصاً أن العروبة حالة هدم وبناء.. حالة لا نستطيع أن نجعلها منغلقة ومعزولة فهي تهدم من ذاتها ما لا يتفق وتطورها وتبني ما يجعلها قادرة على النماء من جديد.

                    وكما نكون تكون عروبتنا فهي نحن ونحن هي أيضاً.

                    وقال.. أما في السياسة فلا عروبة صحيحة بسياسات مريضة تصيب الوطن العربي بفقر في المواقف وضعف في التوجهات الوطنية والقومية وفرقة تعمق من انقسام العرب على أنفسهم وتحولهم إلى أقطار متنافرة متخاصمة يسهل معهما تدمير كل ما يفيد العروبة من بناء لوطن توحده السياسة بدلاً من أن تصيبه بالتناحر والتفتت.

                    واعتبر البيان انه إذا كان للعروبة من مقتل فهو تحكم الأصوليات المذهبية والطائفية بها ذلك أن هذه الأصوليات ليست بموقف ضد الدين فحسب إنها سعي إلى تفكيك الأمة وتشتتها وضياعها وانقسامها على ذاتها عبر تحويل طريقها إلى ظلامية تفقد معها كل أسباب وجودها أمة قابلة للتوحد والتقدم.

                    وأضاف.. لقد تعرض الوطن العربي تاريخيا كما وأنه يتعرض اليوم إلى محاولات التفتت والضياع وخصوصاً من قبل الذين لا يجدون فيه إلا موقعاً يخدم استراتيجيتهم وثروات ترفد اقتصادهم بالقوة والسيطرة وإن هذا الأمر لا سبيل إلى مقاومته والخروج منه إلا بعروبة متماسكة مناضلة مدافعة عن حقها في أن تكون أمة حرة مستقلة تعود قوتها إلى ذاتها وثرواتها إلى حق أبنائها في التقدم والعيش الكريم والسلام.

                    وأشار إلى أن المؤتمرين تطرقوا الى موضوع العروبة والعلمانية من حيث ان العلمانية واقع مدني يتمتع بقانون مدني أيضا يحمي الدين من الطائفية والغيبيات ويدافع عن حرية المعتقد، وممارسة الشعائر وينقذ المجتمع من العصبية، والقبلية، والأصولية، والمذهبية التي هي جميعاً مقتل أي مجتمع من المجتمعات.

                    ولفت إلى إن العلمانية في حقيقة من حقائقها هي الذهاب بالفرد إلى المواطنة الكاملة وإقامة الجماعة كتلة واعية بالتقدم والتطور من خلال تحويل الجميع معها إلى نظام يؤسس لقيام الدولة الحديثة عبر عروبة منقاة من كل عصبية وتخلف وغيبية وطوائفية.

                    وأشار البيان إلى أن الكثيرين يرون أننا وكما نكون تكون عروبتنا ولعل هذا الأمر صحيح إلى حد بعيد كما يرى كثيرون أن عروبتنا نحن ونحن عروبتنا وهذا صحيح أيضاً ومن هنا كان انقسام حاد في تفسير العروبة فإلى عروبة تعبر عن أحلام شعوبنا العربية وطموحاتها وتؤسس إلى قطر متنور حكيم يسعى في ما يسعى إليه، نحو مستقبل عروبي تتحقق فيه وحدة هذه الأمة في سبيل المساهمة العميقة بالمشاركة في صناعة تاريخ بشري يسوده التقدم والعدالة والسلام.

                    يشار إلى أن المؤتمر ضم نخبة من المفكرين العرب توافدوا من أغلبية الأقطار العربية وبحثوا وتدارسوا وناقشوا قضية العروبة من خلال محاور وموضوعات هامة وعديدة منها.. فكرة العروبة ومكوناتها.. العروبة واللغة.. العروبة وآفاقها الثقافية والحضارية.. العروبة والدولة.. العروبة والدين.. العروبة والعولمة والهوية.. العروبة والقضية الفلسطينية.. العروبة والتنوع الاثني.. العروبة والتاريخ.. العروبة والحداثة.. واقع العروبة في الوطن العربي.. العروبة بين الدولة والأمة والدولة القطر.. العروبة والسياسة.. العروبة والعلمانية.. العروبة والأصولية الطائفية والمذهبية.. والعروبة ومخاطر الهيمنة.

                    وكان المشاركون في المؤتمر ناقشوا في الجلسة الأخيرة التي ترأسها الدكتور إياد البرغوثي من فلسطين محور العروبة ومخاطر الهيمنة.

                    وأشار الدكتور البرغوثي إلى أهمية المواضيع والأفكار التي طرحت في المؤتمر مؤكداً ضرورة البحث بعمق أكبر عن ماهية العروبة ومكونات الهوية والمشكلات التي يعاني منها الوطن العربي خارجياً وداخلياً.

                    وسلط الباحث الدكتور فؤاد خليل من لبنان في محاضرته "العروبة ومخططات تفكيك الأمة" الضوء على العوامل الخارجية والداخلية لقضية التفكيك بوصفها نتاجا لدينامية معقدة ذات وجهين مشيراً إلى أهمية مقاومة هذه الدينامية بفعالية أكبر والوقوف على درب التوحيد حتى تتشبع الأمة العربية من هويتها الحضارية الجامعة.

                    وأوضح الباحث أن الخطة الاستراتيجية للغرب الاستعماري كانت تقوم على إجهاض كل محاولة تحديثية تهدف إلى بناء دولة عربية حديثة مستقلة وتقويض أي مشروع وحدوي بين دولتين أو أكثر من دول المنطقة وتفكيك الرابطة أو الهوية الجامعة بين البلدان العربية بالإضافة إلى الاستتباع السياسي والاقتصادي مستعرضاً صوراً وأشكالاً جديدة لخطة الغرب الاستراتيجية في التعامل مع الدول العربية.

                    من جهته تحدث الباحث الدكتور سمير التقي عن البنية العقلية للغرب في مقاربته للوضع في العالم العربي وكيفية تطور هذا المفهوم وتكلم عن نظريتين أساسيتين اعتمدتهما السياسة الأمريكية في تعاملها مع البلدان العربية لكل من دانييل بايبس وبرنارد لويس.

                    وقدم التقي سرداً تاريخياً لنظرة الغرب للعرب وكيف وضع الحدود الاستراتيجية للمنطقة بدءاً من سايكس بيكو ووعد بلفور والعدوان الثلاثي على مصر مشيراً إلى أن ظهور الأحزاب القومية العربية أشعر الغرب بخطر جدي على سياسته وامتلاك زمام الأمور ولا سيما ان هذه الاحزاب كانت تسعى وتعمل لبناء أمة.

                    وتطرق التقي للاساليب التي يتبعها الغرب في السنوات الأخيرة لتفتيت الدول العربية ومنع أي تقارب بينها أو بينها وبين الدول في محيطها الإقليمي موضحاً أن نظرة إسرائيل إلى المنطقة العربية تختلف عن النظرة الغربية إذ أنها تضع في كل مرحلة من المراحل مخططاً مثل كسر إرادة المشروع القومي وتفكيك عناصر القوة العربية وغيرها متوقعاً أن يكون الهجوم الثقافي على العروبة هو القضية الرئيسة في المرحلة المقبلة.

                    وفي ختام الجلسة تمت تلاوة رسالة الشاعر سليمان العيسى التي وجهها للمشاركين في المؤتمر أكد فيها ان العروبة ليست فكرة ولا عقيدة وإنما هي وجود كل مواطن عربي على هذه الأرض ونسيج حضاري هائل ضارب في أغوار التاريخ تشاركت فيه جميع الاصول والفروع.

                    وقال الشاعر عيسى في رسالته أنا خلية في جسد عربي تبحث بين ملايين الخلايا عن أخواتها وجسدي هو الامة العربية باجمعها مشيراً إلى أن النهوض بالأمة ونمائها يكون من خلال العمل والبناء على الواقع مع التطلع بامل إلى المستقبل.

                    كما تحدث كل من الباحثين الدكتور كمال عبد اللطيف وعبد الاله بلقزيز من المغرب والدكتور حسن حنفي من مصر والدكتور أحمد حلواني من سورية عن الإرث الفكري والمعرفي الذي تركه المفكر العربي الراحل محمد عابد الجابري.

                    ولفت الباحثون إلى أن الجابري يعد أول من حول النص الفلسفي إلى نص جماهيري كما اقترنت عنده المعرفة بالغايات التي كانت في طليعتها النهضة العربية فركز فعله العقلي وإنتاجه المعرفي لهذه القضية.

                    وأوضح الباحثون أن كتابات الجابري تشكل حالة من حالات التقدم المثالي في تاريخ الفكر العربي وثمرات معرفية قادرة على مد الوعي العربي بشكل علمي صحيح.

                    تعليق

                    • عيسى عماد الدين عيسى
                      أديب وكاتب
                      • 25-09-2008
                      • 2394

                      #11
                      مجهود كبير تقوم به الأستاذة و الصديقة رنا

                      أشكر على هذا جهد الكبير و على إطلاعنا على ما تقوم به سوريا كدولة في محاولة لم الصف العربي و دعم المقاوم

                      لك تحيتي كبيرة و عاطرة

                      تعليق

                      • يسري راغب
                        أديب وكاتب
                        • 22-07-2008
                        • 6247

                        #12
                        سيدتي
                        رئيسة جمهورية السياسة
                        رنا القديرة الغالية الموقرة
                        هلا وغلا
                        واطلالة بقدر الفضاء
                        وافتتاحية تغطي السما
                        ايها الفصيحة في اركان الخاطرة
                        الناقدة النافذة
                        صاحبة الراي والموقف والرؤية
                        وكل المحاور في ندوات كتبتها اقلامك
                        من العروبة وقلبها
                        حلب حاضرة والغوطة
                        ايها الشامية في مؤتمر فكري
                        جاءت العروبة
                        تاريخ ولغة ودين وقضية وحضارة
                        ووحدة وتكامل في السياسة والاقتصاد
                        بكل الطوائف وكل المذاهب
                        ورغم الحدود
                        والصهيونية والاستعمار الجائر
                        يبقى لنا سماءنا
                        وما دمنا على الوعد نسافر
                        باقون
                        صامدون
                        ثابتون
                        ايها السماء الثامنه
                        لي عودة ثانية وثالثة
                        لادراك السبعة محاور
                        دمت قامة سامقة
                        دمت رائدة وقائدة
                        رئيسة الجمهورية
                        بلا منازع

                        تعليق

                        • رنا خطيب
                          أديب وكاتب
                          • 03-11-2008
                          • 4025

                          #13
                          الاستاذ الفاضل عيسى/ ابن سورية الحرة الأبية


                          اشكرك على هذا المرور ، و اهتمامك بهذا الموضوع..


                          نعم سورية قلب العرب النابض ..فلا بد لهذا القلب أن يستمر في نبضه مع تصاعد إشارات المؤامرة على الواقع العربي كله...


                          أتمنى أن تنفذ توصيات هذا المؤتمر ، و ان ننتقل كعرب من حيز النظري إلى حيز التطبيق .. فما نطرحه على الساحة النظرية من على المنابر جميل جدا لكن ينقصه الفعل الحقيقي..


                          و لاحظ أن هذا المؤتمر يقوده المفكرون و المثقفين الذين انبروا من أنحاء الرقعة العربية ليساهموا في إنجاح هذا المؤتمر .. و هذا يدل على تحرك النخبة برعاية السلطة.. و هذه خطوة إيجابية في مسار العمل التقدمي للمثقف العربي ..

                          أتمنى أن أجد هذه الخطوة تعتلي صهوت كل المنابر الثقافية و الفكرية ..لكن نحتاج إلى اختصار الكثير من أفعال الهزل ، و توظيف الوقت بدلا من تضيعه في التسلية و الحروب الكلامية ..

                          و نحتاج أيضا إلى تعزيز الموقف و الوجود لدينا لكي نتجه في مسار هذه الخطوة..


                          لا ياس مع وجود الأمل

                          دمت بود
                          رنا خطيب

                          تعليق

                          • مصطفى خيري
                            أديب وكاتب
                            • 10-01-2009
                            • 353

                            #14
                            الاخت رنا المحترمة
                            العروبة
                            وقفة مع الذات
                            وذكرى مرور ثلاثة واربعين عام على نكسة يونية 1967م
                            وقبل ايام كانت ذكرى مرور 62 عام على قيام الكيان الصهيوني في فلسطين
                            فاصلتان اهتزت لهما الامة العربية مابين الهوية والانتماء والوحدة والانفصال
                            قضايا تستحق البحث في نافذة الرؤية كما تعودناك فاتحة النقاش في لقاءات وندوات تنتظر ولادتها من قلمك وفكرك
                            150 مفكر عربي اجتمعوا في دمشق قلب العروبة النابض
                            فحيث لا حرب بدون مصر لا يكون سلام بدون سوريا وفلسطين
                            في انتظار اشارتك للانطلاق
                            نوافذ رؤية لمستقبل عربي مشرق ان شاء الله
                            تحيتي وتقديري
                            التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى خيري; الساعة 24-05-2010, 09:54.

                            تعليق

                            • وليد زين العابدين
                              أديب وكاتب
                              • 12-05-2009
                              • 313

                              #15
                              مجرد اجتماع هؤلاء الكتاب والمفكرين على هدف واحد يعتبر نصراً للعروبة .
                              والأهم أن هؤلاء قد أخلصوا الولاء للعروبة رغم كل الضعف والوهن والهوان الذي يبدو عليها . في حين أن الكثيرين قد انفضوا عنها على اعتبار أنها موضة قديمة مهترئة.
                              لا بديل لنا عن العروبة من أجل النهوض والعودة إلى مصاف الأمم المتحضرة والراقية .
                              الابتعاد عن العروبة لم يزدنا إلى هوان ومصائب وخراب .
                              فلنعد إلى عروبتنا وكفانا تشريقاً وتغريباً . فلا أمريكا ولا إسرائيل قد قدمت شيء لمصر أو فلسطين أو السعودية أو الخليج . ولا روسيا والمعسكر الاشتراكي قدم شيء لسوريا أو ليبيا أو اليمن أو الجزائر ... إلخ
                              فلنعد إلى عروبتنا ... لا مفر .

                              تعليق

                              يعمل...
                              X