ظاهرة الفردية في مجتمعاتنا...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أملي القضماني
    أديب وكاتب
    • 08-06-2007
    • 992

    ظاهرة الفردية في مجتمعاتنا...


    اذا نظرنا الى واقع حالنا كمجتمع هذه الأيام, وكيفية أدارة
    أمورنا ومشاكلنا,لوجدنا أننا لا زلنا نعاني من التخلف في البعد
    الأجتماعي، من خلال تفشي واستفحال ظاهرة الفردية
    في سلوكياتنا, وأساليبنا التي غالباً ما تقودنا الى تغليب
    المصلحة الذاتية الخاصة على المصلحة العامة، ولكن مع الاصرار على
    تغليف ذلك بأغلفة تجميلية تحمل في طياتها قدراً كبيرا من النفاق
    والتستر خلف مبالغات لفظية وكلام منمق لا يقوم على أساس من حقيقة,
    ولا يستند إلى مستند في الواقع.

    فكم ترى أحدنا يكيل أشد التهم قساوة، وأكثرها اجحافاً وتجاوزاً
    لحدود المعقول واللائق- لا لشيء سوى أن الآخر قد خالفه الرأي وعارضه
    الفكر او النظرة في أمور تدخل في باب السياسة أو الحياة الاجتماعية
    ، هذا في حين أن المجتمعات المتقدمة قد تمكنت من تجاوز هذه المرحلة
    المتدنية من مراحل الوعي، والسلوك، وارتقت إلى رحاب الحوار البناء
    والديمقراطي(حيث لا يفسد خلاف بالرأي علاقات ودية قط)، إنّ هذه
    الفردية الشديدة واستعدادنا في احيان كثيرة لجر نقاشاتنا وحوارتنا
    إلى التراشق بالتهم، واذكاء نار الخصومات الشخصية بيننا والتي قد
    تصل إلى حد القطيعة، واستفحال سوء الفهم المتبادل انما هو ناشئ
    عن ضحالة المخزون الثقافي وضيق الأفق، والتحجر الذهني بسبب عدم
    الاقبال على موارد الثقافة ومناهل الكلمة المكتوبة,والتي استغنى
    معظمنا عنها استغناءً تاماً أو شبه تام، مكتفياً بمشاهدة ما يتاح
    من برامج التلفزيون وعلى الأخص المسلسلات الترفيهية التي غالبا ما
    يتم انتاجها واخراجها على أسس تتوخى الربح التجاري البحت.

    ان هذه الظاهرة تأتي في مقدمة سماتنا كأفراد في هذا المجتمع الذي يجد
    نفسه وجها لوجه أمام تحديات كبيرة وجسيمة ليس أقلها مواكبة العصر
    الذي نعيش فيه -من حيث أنماط التفكير وأشكال الوعي- وليس مجرد
    الاكتفاء بالتقليد الظاهري لما هو سائد في مجتمعات البلدان المتقدمة
    وعلى الاخص الجانب الاستهلاكي والتهافت على شراء ما يصدرونه لنا من
    منتجات وسلع تعودنا على استهلاكها، ولا نجد السبيل إلى انتاجها، أو
    ايجاد الشروط التنموية التي تمكننا من صنع مثيلا لها.

    لا بد لنا أن شئنا تغيير واقعنا حيث (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما
    بأنفسهم) لا بد لنا من بذل جهد صادق وجاد في تهذيب الذات واكتساب
    عادة احترام الرأي الآخر المخالف لرأينا، والاقبال على القراءة بغية
    توسيع آفاقنا ومداركنا، واستيعاب مفاهيم ومتغيرات العصر الذي نعيش فيه.


    إعداد
    أملي القضماني
  • توفيق.ب.ت
    عضو الملتقى
    • 11-12-2007
    • 22

    #2
    مبارك عيدكم وكل عام وانتم بالف خير

    ساعود غدا باذن الله


    شكرا الى فلسطين
    " أ "

    تعليق

    • مصطفى بونيف
      قلم رصاص
      • 27-11-2007
      • 3982

      #3
      الأخت أمل القضماني ....

      شاهدت اليوم برنامجا تلفزيوينا .."الاتجاه المعاكس " ....الذي يفترض الصفوة من المثقفين والسياسيين ...والدفاع عن مواقفهم ...
      لم افهم كلمة واحدة لأن الضيفين يرفعان صوتهما ..والأخ فيصل القاسم يصرخ بينهما ....بس يا جماعة ، رجاء يا زلمة ، من فضلكم ، رجا ء رجاء..
      انتهى البرنامج ، ولم أستفد شيئا سوى صداعا في رأسي .
      الحوار بين العرب ...يسمى في الخارج "حوار الطرشان " .

      مصطفى بونيف
      [

      للتواصل :
      [BIMG]http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc3/hs414.snc3/24982_1401303029217_1131556617_1186241_1175408_n.j pg[/BIMG]
      أكتب للذين سوف يولدون

      تعليق

      • د. جمال مرسي
        شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
        • 16-05-2007
        • 4938

        #4
        بكل أسف أختي الكريمة أملي نحن العرب أصبحنا نطبق سياسة إن لم تكن معي فأنت عدوي
        و صار هذا شائعا في كل أشكال الحياة الثقافية أو حتى غير الثقافية .
        هناك اختلاف في وجهات نظر يكون محمودا و يؤدي للفائدة للجميع لو استمعوا لصوت العقل و لكن هناك أيضا تباين في الفكر و الثقافة ينتج عنه مثلما قلت إما أن تكون معي أو فأنت عدوي .
        حتى أن مقولة الاحتلاف في الرا] لا يفسد للود قضية قد أصبحت غير موجودة بكل الأسف
        شكرا لك هذا الطرح
        sigpic

        تعليق

        يعمل...
        X