
" رجل دون القلتين "
تستمد اللغة التعابير والكنايات والأمثال من العلوم والمعارف المختلفة والإصطلاحات المتصلة بتلك العلوم والمعارف المتنوعة. ومن بين التعابير التي أفرزها الفقه الإسلامي وأصبحت تستخدم في الحديث اليومي للناس " رجل دون القلتين " وهو كناية عن الرجل الحقير الذي لا يعتد به لحقارته وضآلة شأنه. وعاش هذا التعبير فترة من الزمن ثم انتهت حياته فقُبر في متون الكتب القديمة.
والحق أن هذا التعبير أفرزه الفقه فالقلتان مثني قلة ( الجرة العظيمة ) وهي ظرف ( وعاء ) للماء معروف ثم صار عبارة عن مقدار مخصوص للماء كما ورد في حديث النبي صلي الله عليه وسلم " إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل خبثاً " وقد قدره الإمام الشافعي رضي الله عنه بخمسمائة رطل بغدادي تعادل بالرطل المصري أربعمائة وستة وأربعين رطلاً وكسور ثم صار يطلق علي حوض يسع هذا المقدار.
وقد حفظ لنا الشعر هذا التعبير " دون القلتين " فقال " ابن نباتة " ( 1287 – 1366 م. ) في المفاضلة بين حمامات مصر والشام :
أحواض حمامات شا * م تسمعي لي كلمتين
لا تذكـري أحواض مصر فأنت دون القلتين
وقال " العز الموصلي " في نفس المعني ولكنه انتصر لحمامات الشام ونهي حمامات مصر عن التكبر والتيه :
إليك حياض حمامات مصر * ولا تتكبري عندي بمـين
حياض الشام أحلي منك ماء * وأطهر وهي دون القلتين
- محمد بن محمد ابن نباتة الجذامي : شاعر مصري ولد ومات بالقاهرة وأقام بدمشق. عينه السلطان المملوكي الناصر حسن صاحب سره بالقاهرة. مدح الأمراء والكبراء تكسباً. جعله نقاد عصره إماماً للشعراء. من مؤلفاته " القطر النباتي " وهو مقطوعات شعرية و " شوق الرقيق " وهو مقطوعات غزلية و " خبز الشعير " وهو فيما سرقه منه الشاعر الصفدي من معان شعرية و " زهر المنثور " في رسائله و " مطلع الفوائد " في الأدب وله مؤلفات أخري.
- المين : هو الكذب وجمعه مُيُون لذا يقال " أكثر الظنون ميون " و " ما هو إلا كذب ومين " و " المتماين الود " هو من في وده غش وخداع.
[/align]
تعليق