في ثنايا المدينة.. في زحام المشاعر الثائرة.. في صمت الموت داخل القلب المسكون باليأس.. في إستعار حبات النار وخيوط النور فوق جسد الأرض المصلوب.. يلتمع لون الخضار.. يستعر.. يتلوي. تلسعه نسمات ثقيلة ميتة, وتضمه عيوني في مرار.
هذا المدي أحببته يوما ملفوفا في رمادية الفجر الحائر, وفي إحتضان قطيفة السحب الغضة.
هذا المدي احتواني في شفافية الحلم واحتدام الطموح.
هذا المدي بغضته حين تجاهل جليده وهج عيوني و إتقاد شرايين القلب ولما تحدت نيرانه لزوجة العرق وإختناق الروح!
سرمدي الالم انت يا قلب الحزن وجوهر الرقة والصدق.اشرقت شفقا داميا مسفوح البراءة ..و تواريت شفقا داميا مقطوع الاوردة.
في غلالة من السحر ملتفا بثوب النور.. استيقظ الناعس الصغير.
اطل في مهده يتكشف الوجود. تستقبل مسامه شقشقة الصبح الوليد.
رآك.. وضاءة وجهك المنحوت ,وقامتك الفارعة صافحت وجودي البكر.. طابقت اطياف الحلم الملون . صمتك الموحي لم يعكر صفو اوهامي , بل دعم ضلالات خيالي المعتلي قامات السحب.
لم يفصح نهرك الفتي عن اسراره . لم ينتفض لافظا لهب جوفه!
اكتفي بمداعبة شواطئي في نعومة. امواج هادئة لكنها لحوحة, نائية لكن حميمة. نحت تواترها سطحي الخارجي الصلب , واذاب قلبي الهش. لم يعد بدا من ان القي بنفسي في
جوفك طالما تبخل انت ان تفيض..!
تزوجتك يا رجلي الاول والاخير لحظة اعلنتني قرارك , فرمانك الملكي . مارست السعادة والغفلة والغباء حين كان البديل هو الموت.
لا ألوم الاخريات حين تغلبهن فتنتك .. سبقهن إليك إفتتاني . ولا أمل رائحة حقدهن الذي أنضجته الغيرة. حقد يدفعهن الي إختلاق اكاذيب صاعقة أحيانا ما تساندها وقائع واهنة. لم تؤرق هذه الاحجيات الصغيرة روعة عالمي المثالي . لم تعصف بافلاطونية عالمي . ولم تكن الاسانيد الواهية الا ذبابات مزعجة تطن في عقل تعود الاستنامة لتهويمات المشاعر وثبات المطلق من أحكامه.
طيبة الارض.. وديعة وصابرة.في قلبها الف الف جذع شجرة فل.في صدرها الف خنجر وعمود خراسانة ونصل حديد.كنت مزهوة بك كزهو الارض بما يشق مسامها من زروع, لكن بذورك شقت جسدي سكين واكتملت نبتا جبليا شرسا ينشب اظفاره في لحمي.
حين تنصلت من مسئولياتك.. قلت حبيبي يتدلل, وحين صفعتني رياحك الباردة .. ادعيت الانتعاش . وكنت اصرح : لا تشغل نفسك بممارسة الكلام طالما اجيد قراءة صمتك.. لن تؤرقني قشرتك الفاترة طالما باطنك أتون لهب.. لا يرهقني العطاء طالما أنا كعبتك !..ولا يشقيني غيابك طالما تنساب في دمي , طالما تغرقني دوما في مجاهل عينيك ومتاهات صدرك.
ولان شيء في جلودنا يشتم الخطر.. لكنا ننكره.. شيء في فطرتنا الاولي اصدق تأويل من منطقنا الفاسد وحساباتنا المغلوطة.. شيء يقف له شعر اجسادنا كفعله حين يسربلنا البرد .. عصور طويلة انقضت قبل ان ادرك سر الاحجيات الغامضة. . قبل ان تأتي الطعنة الفاصلة.
خنجر الخيانة غير مسنون وبليد.. لكنه باتر ! .. دائما ما يخترق اللحم في موضع القلب من الظهر.
دليل إدانتك كانت عيناي الموصومة بعهرك. وانكشفت كل الاحجيات ..اغدقت الطبيعة علي قالبك من شيم الرجولة اكثر مما صبت في جوفك.. جبل طمي انت انضجته المحارق من الخارج.. تتساقط في سفحه أشلاء ضحاياه من بنات جنسي .. يلقي بحبائل نظراته عليهن .. نداءاته كمواء فاجر.. وصمته الجبان يشبه غدر الليل في أحراش نائية.
تفور دوامات الدم في تسارع خرافي .. تحتدم الحمي في جسدي .. الحرارة في رأسي فاقت درجة الغليان .. الانصهار.. الانفجار. اغبط البركان ان ذا فوهة تخلصه من عذابه.. يا لعنة دمي الملوث بعشقك الموهوم .. اني لي بفوهه تلفظ حمم الغضب والجنون..؟! هنا .. في هذا الموضع فوق الكف بوابة خروج سانحة.. وفي هذا الموسي مفتاح الخلاص. أغمض عيني .. أتخيل وأرتجف.. يرتفع في الافق نداء ندي .. الله اكبر .. الله اكبر.. افتح عيوني.. يغمرهما الضياء.. امدد قامتي .. اعانق نخلة شامخة .. أذوب .. نتوحد
تعزف الريح علي حفيف الاشجار معزوفة جنائزية .. تشيع ضياعي . . يتراشق النخل مصلوبا في شموخ .. نواحه نزفا داخليايواسيني .. كلنا غريب ..كلنا ممرور.. كل معزول في جزيرته الخاصة يتململ من حصار البحر يضيق بعريه اعزل من الدرع في وجه لفح الشمس وصفع الريح ولطم الموج .. كلنا نصرخ في فراغ محيطنا ننشد لحن ناي حزين .. تسقط أصداؤه في عمق الاخرين .. ولا يردون .. كل يظن أن ترددات اللحن تنبع من أعماقه , لا تصب فيها .كل يلتبس عليه الامر فلا يكاد يميز هما من هم , ولا وجعا من وجع . كل يناشد كلا طوق نجاة والكل غريق.
اميرة فايد عبد الرحيم
أغسطس 1998
هذا المدي أحببته يوما ملفوفا في رمادية الفجر الحائر, وفي إحتضان قطيفة السحب الغضة.
هذا المدي احتواني في شفافية الحلم واحتدام الطموح.
هذا المدي بغضته حين تجاهل جليده وهج عيوني و إتقاد شرايين القلب ولما تحدت نيرانه لزوجة العرق وإختناق الروح!
سرمدي الالم انت يا قلب الحزن وجوهر الرقة والصدق.اشرقت شفقا داميا مسفوح البراءة ..و تواريت شفقا داميا مقطوع الاوردة.
في غلالة من السحر ملتفا بثوب النور.. استيقظ الناعس الصغير.
اطل في مهده يتكشف الوجود. تستقبل مسامه شقشقة الصبح الوليد.
رآك.. وضاءة وجهك المنحوت ,وقامتك الفارعة صافحت وجودي البكر.. طابقت اطياف الحلم الملون . صمتك الموحي لم يعكر صفو اوهامي , بل دعم ضلالات خيالي المعتلي قامات السحب.
لم يفصح نهرك الفتي عن اسراره . لم ينتفض لافظا لهب جوفه!
اكتفي بمداعبة شواطئي في نعومة. امواج هادئة لكنها لحوحة, نائية لكن حميمة. نحت تواترها سطحي الخارجي الصلب , واذاب قلبي الهش. لم يعد بدا من ان القي بنفسي في
جوفك طالما تبخل انت ان تفيض..!
تزوجتك يا رجلي الاول والاخير لحظة اعلنتني قرارك , فرمانك الملكي . مارست السعادة والغفلة والغباء حين كان البديل هو الموت.
لا ألوم الاخريات حين تغلبهن فتنتك .. سبقهن إليك إفتتاني . ولا أمل رائحة حقدهن الذي أنضجته الغيرة. حقد يدفعهن الي إختلاق اكاذيب صاعقة أحيانا ما تساندها وقائع واهنة. لم تؤرق هذه الاحجيات الصغيرة روعة عالمي المثالي . لم تعصف بافلاطونية عالمي . ولم تكن الاسانيد الواهية الا ذبابات مزعجة تطن في عقل تعود الاستنامة لتهويمات المشاعر وثبات المطلق من أحكامه.
طيبة الارض.. وديعة وصابرة.في قلبها الف الف جذع شجرة فل.في صدرها الف خنجر وعمود خراسانة ونصل حديد.كنت مزهوة بك كزهو الارض بما يشق مسامها من زروع, لكن بذورك شقت جسدي سكين واكتملت نبتا جبليا شرسا ينشب اظفاره في لحمي.
حين تنصلت من مسئولياتك.. قلت حبيبي يتدلل, وحين صفعتني رياحك الباردة .. ادعيت الانتعاش . وكنت اصرح : لا تشغل نفسك بممارسة الكلام طالما اجيد قراءة صمتك.. لن تؤرقني قشرتك الفاترة طالما باطنك أتون لهب.. لا يرهقني العطاء طالما أنا كعبتك !..ولا يشقيني غيابك طالما تنساب في دمي , طالما تغرقني دوما في مجاهل عينيك ومتاهات صدرك.
ولان شيء في جلودنا يشتم الخطر.. لكنا ننكره.. شيء في فطرتنا الاولي اصدق تأويل من منطقنا الفاسد وحساباتنا المغلوطة.. شيء يقف له شعر اجسادنا كفعله حين يسربلنا البرد .. عصور طويلة انقضت قبل ان ادرك سر الاحجيات الغامضة. . قبل ان تأتي الطعنة الفاصلة.
خنجر الخيانة غير مسنون وبليد.. لكنه باتر ! .. دائما ما يخترق اللحم في موضع القلب من الظهر.
دليل إدانتك كانت عيناي الموصومة بعهرك. وانكشفت كل الاحجيات ..اغدقت الطبيعة علي قالبك من شيم الرجولة اكثر مما صبت في جوفك.. جبل طمي انت انضجته المحارق من الخارج.. تتساقط في سفحه أشلاء ضحاياه من بنات جنسي .. يلقي بحبائل نظراته عليهن .. نداءاته كمواء فاجر.. وصمته الجبان يشبه غدر الليل في أحراش نائية.
تفور دوامات الدم في تسارع خرافي .. تحتدم الحمي في جسدي .. الحرارة في رأسي فاقت درجة الغليان .. الانصهار.. الانفجار. اغبط البركان ان ذا فوهة تخلصه من عذابه.. يا لعنة دمي الملوث بعشقك الموهوم .. اني لي بفوهه تلفظ حمم الغضب والجنون..؟! هنا .. في هذا الموضع فوق الكف بوابة خروج سانحة.. وفي هذا الموسي مفتاح الخلاص. أغمض عيني .. أتخيل وأرتجف.. يرتفع في الافق نداء ندي .. الله اكبر .. الله اكبر.. افتح عيوني.. يغمرهما الضياء.. امدد قامتي .. اعانق نخلة شامخة .. أذوب .. نتوحد
تعزف الريح علي حفيف الاشجار معزوفة جنائزية .. تشيع ضياعي . . يتراشق النخل مصلوبا في شموخ .. نواحه نزفا داخليايواسيني .. كلنا غريب ..كلنا ممرور.. كل معزول في جزيرته الخاصة يتململ من حصار البحر يضيق بعريه اعزل من الدرع في وجه لفح الشمس وصفع الريح ولطم الموج .. كلنا نصرخ في فراغ محيطنا ننشد لحن ناي حزين .. تسقط أصداؤه في عمق الاخرين .. ولا يردون .. كل يظن أن ترددات اللحن تنبع من أعماقه , لا تصب فيها .كل يلتبس عليه الامر فلا يكاد يميز هما من هم , ولا وجعا من وجع . كل يناشد كلا طوق نجاة والكل غريق.
اميرة فايد عبد الرحيم
أغسطس 1998
تعليق