وقفت بثوبها الفضفاض أمامه تتأمله ، شامخاً كان يحمل ألف لون ، يتقلب كل جزء فيه ، ينذر بعاصفة قادمة ، لا تدري ، من أين تأتي حقاً ، لكنها واثقة كانت أنها قادمة عبر مياهه ربما ، أو سمائه .
تناجيه ، ترسل حبلاً من الود يمتد عبر القمر الذي يسطع فوقه ، يرسل أشعته الباهتة ، يظلله ، يغفو فوقه حتى يكاد ينام ..
رويداً يا حبيبي ، على وجهك أرى نفسي ، وفي أعتابك أكون ، أنا هنا ، وخلفي ألف وجه الا قليلا ، كلهم يبغون طريقاً سالماً منك اليك ..
من بعيد تبدو النهاية بعيدة عن عيونهم ، قريبة من وجدانهم ، تبدو هناك ، صامدة شامخة تنتظرهم ، تمد يدها ، تنتصر لهم ، كما انتصروا لها ، تهرول لاهثة كما أتوها عبر البحر .
صوت يدوي في عالمها ، ينتشر عبر الفضاء المحيط بها ، طائرة هليوكوبتر تحلق فوقها ، ترسل حبلاً طويلاً ، غليظاً كقلوب سجانيها، ومن أعلى حيث أدارت وجهها ، هبط جنديٌ ، مقنعٌ ، مدشنٌ بالسلاح ..
أشار لها بإصبعه ، علامة الصمت .. فصمتت .
ثم أنه وصل السفينة ، حيث كانت ، قفز ، واستل سلاحه بين يديه ، وأشار لها بيديه علامة النصر ، أو الشكر لها على صمتها ، لا تدري ..
هناك وجدت غزة تسألها ، عن صمتها وسكوتها ، عن نزقها وجنونها ، عن صرخة لم تطلقها ، تكفهر ملامحها فجأة .. تندفع نحو الجندي ، فاردة ذراعيها عن آخرها ، تدفعه إلى حاجز القارب ، نحو البحر ، يحاول أن يتشبث بها ، فتدفعه أمامها ، يتشبث أكثر ، فتواصل اندفاعها ، وتسقط معه من حدود المكان ، إلى حيث البحر ، والمياه الثائرة التي تغلي منذ زمن ، وكأن الصمت غادرها فجأة ، ترافق سقوطها بصرخة مدوية ، تجلجل في سماء سوداء ، يتأهب بعدها كل من هناك ، حاملين ما يمكنهم ، يحاربون بقبضاتهم وكاميراتهم وحتى حليهم ونعالهم ..
ومن موقعها ، وهي تقاوم السقوط في دوامة عنيفة مع من يجذبها لأسفل ، ترسل صرخة أخرى ، مدوية ، تصل ربما إلى حدود غزة ..
أو أبعد ..
تناجيه ، ترسل حبلاً من الود يمتد عبر القمر الذي يسطع فوقه ، يرسل أشعته الباهتة ، يظلله ، يغفو فوقه حتى يكاد ينام ..
رويداً يا حبيبي ، على وجهك أرى نفسي ، وفي أعتابك أكون ، أنا هنا ، وخلفي ألف وجه الا قليلا ، كلهم يبغون طريقاً سالماً منك اليك ..
من بعيد تبدو النهاية بعيدة عن عيونهم ، قريبة من وجدانهم ، تبدو هناك ، صامدة شامخة تنتظرهم ، تمد يدها ، تنتصر لهم ، كما انتصروا لها ، تهرول لاهثة كما أتوها عبر البحر .
صوت يدوي في عالمها ، ينتشر عبر الفضاء المحيط بها ، طائرة هليوكوبتر تحلق فوقها ، ترسل حبلاً طويلاً ، غليظاً كقلوب سجانيها، ومن أعلى حيث أدارت وجهها ، هبط جنديٌ ، مقنعٌ ، مدشنٌ بالسلاح ..
أشار لها بإصبعه ، علامة الصمت .. فصمتت .
ثم أنه وصل السفينة ، حيث كانت ، قفز ، واستل سلاحه بين يديه ، وأشار لها بيديه علامة النصر ، أو الشكر لها على صمتها ، لا تدري ..
هناك وجدت غزة تسألها ، عن صمتها وسكوتها ، عن نزقها وجنونها ، عن صرخة لم تطلقها ، تكفهر ملامحها فجأة .. تندفع نحو الجندي ، فاردة ذراعيها عن آخرها ، تدفعه إلى حاجز القارب ، نحو البحر ، يحاول أن يتشبث بها ، فتدفعه أمامها ، يتشبث أكثر ، فتواصل اندفاعها ، وتسقط معه من حدود المكان ، إلى حيث البحر ، والمياه الثائرة التي تغلي منذ زمن ، وكأن الصمت غادرها فجأة ، ترافق سقوطها بصرخة مدوية ، تجلجل في سماء سوداء ، يتأهب بعدها كل من هناك ، حاملين ما يمكنهم ، يحاربون بقبضاتهم وكاميراتهم وحتى حليهم ونعالهم ..
ومن موقعها ، وهي تقاوم السقوط في دوامة عنيفة مع من يجذبها لأسفل ، ترسل صرخة أخرى ، مدوية ، تصل ربما إلى حدود غزة ..
أو أبعد ..
تعليق