أشياء كثيره تحدث في ألظلام (الفصل الثاني)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نيران البربري
    عضو الملتقى
    • 30-05-2010
    • 19

    أشياء كثيره تحدث في ألظلام (الفصل الثاني)


    الفصل الثاني


    شقة ايمان
    مشهد داخلي . الصاله ليلاً . جرس الهاتف يرن .
    ايمان : تجيب على الهاتف , المتصل مجهول .
    ايمان : ألو , نعم .
    المتصل المجهول : مرحباً ايتها لمحاميه أن الدكتور ( اسامه عاصم ) يريد مقابلتك للضروره القصوى في شقته فلا تتاخري .
    ايمان : متعجبه : من المتصل ؟
    المتصل المجهول : أنا من طرف الدكتور ( اسامه ) وكلني لتبليغك الرساله وحسب .
    ايمان : ولكن ماهو أسمك ؟ وماذا يريد الدكتور ( اسامه ) في مثل هذا الوقت المتأخر .
    المتصل المجهول : ليس مهماً من أنا المهم أن الدكتور ( اسامه ) يريدك في مسئلة حياة أو موت .
    ايمان : بتوتر : وماهي هذه المسأله ؟
    المتصل المجهول : منهياً المكالمه بأقفال الخط من أحد كبائن الأتصال في الشارع المقابل لشقة ( ايمان ) .
    ايمان : بدلت ثيابها واستقلت سيارتها الجيب السوداء متجهه الى شقة الدكتور ( اسامه ) مسرعه .
    مشهد داخلي . شقة الدكتور ( اسامه ) . ليلاً .
    ( ايمان ) تقرع جرس الباب والذي يفتح أوتوماتكياً .

    مشهد داخلي . الشقه .
    تدخل ( ايمان ) الشقه متردده وتنادي الدكتور ( اسامه ) , فاتسمعه يقول لها من غرفة نومه :
    أهلاًبك ( يايمان ) .. أشربي العصير الذي حضرته لك على الطاوله في غرفة الصاله , ريثما انتهي .
    تجلس ايمان في الصاله بأنتظارالدكتور ( اسامه ) تشرب العصير من شدة عطشها بسبب التوتر الذي لاقته على الرغم من أنها لاتحب عصير البرتقال , وما كادت أن تنهي كأس العصير حتى شعرت بدوار ونعاس شديد جعلها تغط في نوم عميق لبضع ساعات .
    مشهد داخلي . غرفة نوم الدكتور اسامه . ليلاً .
    تستيقظ ( ايمان ) لتجد نفسها ممددة إلى جانب الدكتور ( اسامه ) في سريره بقميص نوم شفاف فتفقد أعصابها ودون وعي منها تقوم بضرب الدكتور ( اسامه )وشتمه لما وجدت نفسها عليه , لكنها تفاجئ بالدكتور( اسامه ) الذي لايستيقظ على الرغم من ضرباتها القويه له , تفاجئ به قد فارق الحياه .
    تتجه بعدها ( ايمان ) مسرعه كالمجنونه والدموع بعينيها الى الهاتف في الصاله لتطلب النجده التي ملاءت الشقه قبل أن تهاتفهم .
    ايمان : لرجال الشرطه وهي ترتجف خوفاً بجسدها شبه العاري الذي سترته بغطاء السرير قائله : كنت سأتصل بكم .
    رجال الشرطـه يلقـون القبض عليهـا وتساق الـى مركز الشرطه عنـد مشاهدتهـم لجثـة الدكتـور ( اسامه ) في غرفة نومه ممده على سريره .
    في هذه الاثناء تصل أبنة الدكتور ( اسامه) ( سوسن ) الطالبه في علم الأجتماع سنه ثانيه إلى شقة والدها متأخره لتسمع بمقتل والدها من الجيران فتصاب بنوبه من الأنهيار العصبي وتنقل الى المستشفى .
    مشهد داخلي . مركز الشرطه . نهاراً .
    التحقيق مع ( ايمان ) بمقتل الدكتور ( اسامه ) .
    الضابط المشرف على القضيه ( سيف الدين حسان ) بعد حضور المتهمه ايمان من الحجز يقراء سيرتها الذاتيه بصوت مرتفع .
    الاسم : ايمان عبد القدوس .
    العمر : 26 عاما ً .
    الحاله الاجتماعيه : مطلقه .
    مكان الأقامه الحاليه : عمان الصوفيه شارع الحمرا البناء رقم 16 الطابق الثاني شقه رقم (4) يتابع : المتهمه حاصله على درجة البكالوريوس في الحقوق من الجامعه الأردنيه لسنة (1998) وتزاول المهنه حالياً .
    الضابط ( سيف الدين ) يسأل أيمان : مات أبويك وأخوكِ الصغير في حادث سياره وقع لهم في سنة (81) فمن قام برعايتك كل تلك الفتره .
    ايمان : تجيب عن السؤال : قام برعايتي عمي بعد ذلك الحادث والذي توفيه وأنا في (22 ) عاماً .
    المحقق سيف الدين : هل كان عمكِ ميسور الحال للأنفاق على تعليمك .
    ايمان : نعم .
    سيف الدين : أنت مطلقه .. لماذا ؟
    ايمان : تسأل : وهل تفيد هذه الاسئله الشخصيه في القضيه ؟
    سيف الدين : بصراخ : أجيبي عن جميع الأسئله الموجهه اليك .
    ايمان : تجيب : لقد تزوجت من رجل أعمال يدعى ( عيسى أدهم ) وهو صاحب كبرى شركات التجاره العامه في الوطن العربي....تصمت ايمان لبعض الوقت .
    سيف الدين: ثم .
    ايمان : تستأنف الحوار متنهده .. ثم انفصلت عنه لأسباب خاصه جداً لأرغب بذكرها ولم أنجب منه أطفالاً وكان ذلك بعد زواجنا بثلاث سنوات فقط .
    سيف الدين : يسأل : ماهي علاقتك بالضحيه الدكتور (اسامه عاصم) وماهي معلوماتك عنه .
    ايمان : علاقة محاميه بموكلاها , فقد ترافعة عن الدكتور ( اسامه ) في عدة قضايا دُبرت له إتهامات بها , فقد كان من أشد المهاجمين في مقالاته للنظام ألفاسد في بعض أجهزة السلطه والنفوذ فهوا حاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسيه والأقتصاديه من جامعة (القاهره) وهو أيضاً محرراً وكاتباً للمقاله السياسيه المناهضه للرأسماليه والنظام الفاسد لبعض الاجهزه التي تتمتع بالسلطه والنفوذ .
    سيف الدين : مبتسم : أننا نعرف كل تلك المعلومات ليس هذا ماأريد سماعه ..ثم يضيف سائلاً : ماهي نوع القضيه التي رافعتي عنه فيها .
    ايمان : أنها قضية فتاه أتهمت الدكتور ( اسامه ) بمحاولة الأعتداء عليها جنسياً والتي حكم بها ببرائته بعد أن أوقف في السجن ثلاث أسابيع على ذمة القضيه .
    سيف الدين : مستنتجاً بنوع من الاستهزاء : أذا الدكتور ( اسامه ) له سوابق في محاولة الأعتداء على الفتيات وأنت جميله فأقدم على الأعتداء عليك فقمت بقتله ... اليس كذلك ؟
    ايمان : مندفعه بصوت عالي : لا أنه انسان نظيف وليس من النوع الذي تعتقد .
    سيف الدين : يقهقه مستهزاً : أشعر وكأنك تترافعين عن الدكتور الميت , ثم يضيف بعد أن حدق ( بايمان ) بأراده حاده قائلاً : أذا ً لماذا كنت بقميص النوم مع تلك الضحيه الشريفه .
    ايمان : لأعلم فأنا .... يقاطعها دخول أحد رجال الشرطـه الى غرفة التحقيق وهو يحمل بيده مغـلفاً ليسلمـه للمحقـق سيـف ليطلـع علـى مـا بداخلـه مـن صور فاضحـه ( لايمـان ) والدكتور ( اسامه ) معاً , ثم ينظر( سيف ) الى ( ايمان ) – بنظرة أحتقار – ويقول لها مستهزاً :اذاً علاقة محاميه بموكلها ...يستضرد قائلاً بعدها : لماذا قتلتي الدكتور اسامه .
    ايمان: تبكي : أقسم أنني لم أفعل .
    سيف الدين : مستهزءً : وأنا أيضاً أقسم أن لوني أسود , ثم يضيف : كيف قتلت الدكتور (اسامه ) .
    ايمان : تبكي : قلت لك لم أقتله , فلما لا تصدقني .
    يدخل المأمور الغرفه محضراً تقرير المعمل الجنائي ليطلع عليه الضابط (سيف الدين )
    سيف الدين : بعد ان أتطلع على تقرير المعمل الجنائي الخاص بمقتل الدكتور (اسامه) قائلاً لايمان : اعترفي فالأنكار لن يفيدك بشئ لأن جميع الادله ضدك ياأيمان .
    ايمان : تبكي وتقسم انها لم تفعل .
    سيف الدين : حسناً أروي ماحدث بالتفصيل وما الذي جعلك تذهبين لمقابلة الدكتور (اسامه) والبقاء هناك لذلك الوقت المتأخرعنده .
    ايمان : تتمالك نفسها مستعيده ذاكرتها ثم تروي ماحدث معها للضابط . عندما إتصل بها ذلك المجهول بأن هناك مسأله حياة أوموت ويريدني من أجلها فذهبت مسرعه .
    سيف الدين : حسناً في أي ساعه نزلت من بيتك .
    ايمان : لاأذكر تماماً كم كانت الساعه أذا أنني لم أنظراليها في ذلك الوقت .. ثم تضيف قائله : عندما وصلت في أثناء ما كنت أوقف سيارتي على جانب الرصيف وقعت عيني على ساعة السياره الرقميـه وكانت تشيـر إلى تمام الساعـه (8,30 ) دقيقـه ثـم صعـدت إلـى شقـة الدكتور ( اسامه ) بعد ذلك .

    ايمان : أن باب شقة الدكتور ( اسامه ) يفتح أوتوماتيكياً عن طريق الكهرباء ومزود بأنتركم يعلم من بالشقه هوية من يدق جرس الباب .
    سيف الدين : حسناً تابعي ماذا بعد أن فتح الباب .
    ايمان : دخلت الشقه مستغربه بعد أن فتح الباب حيث لم يكن الدكتور ( اسامه ) في أستقبالي كالعاده وأنما كان يتحدث إلي من غرفته فور دخولي الشقه .
    سيف الدين : أذا ً كنت تترددين على شقة الضحيه فيما سبق .
    ايمان : نعم ويكون ذلك بحضور أبنتة ( سوسن ) .
    سيف الدين: وماذا حصل بعد ذلك .
    ايمان : سمعت الدكتور أسامه يقول لي إشربي العصير الذي حضرته لكِ في غرفة الاستقبال .
    سيف الدين : ومن أين كان يتحدث معك .
    ايمان : على ماأعتقد كان يتحدث إلي من غرفة نومه .
    سيف الدين : وماذا حصل بعدها تابعي .
    ايمان : شربت العصير ورحت في نوم عميق حتى استيقظت وأنا ممده بجانب الدكتور اسامه بقميص النوم في غرفة نومه .. حيث كان ميتا ً.
    سيف الدين : أهذا كل شئ .
    ايمان : نعم , كل شئ .
    سيف الدين : ولاكـن التقرير بيدي يؤكد أن الدكتور ( اسامه ) قتـل بالسم نتيجه لحقنه فـي عنقه الايـسر ولـسوء حظك أن الحقنه تحمـل بصماتك فالدكتور ( اسامه ) كان يعاني داء الـسكري ويستعمل تلك الحقـنولابد أنك على علم بذلك حيث أكد المعمل وجود بصماتك على زجاجة الأنسلين والحقـن المسمومه فـي سـلة المهملات أيضا..ً.. يضيف سائلاً : فهل تستطيعين تفسير ذلك الغز .
    ايمان : لاأدري لكني لم أقتله فأنا أحب الدكتور ( اسامه ) وأحترمه فهوا بمثابة أبي الذي فقدته منذ كنت طفله .
    سيف الدين : ودليلك على تلك المحبه أنك كنت تقومين بمعاشرته أليس كذلك .
    ايمان : باندفاع وغضب تشتم المحقق سيف بنعته بالوقح .
    سيف الدين : يصفع ايمان على وجهها قائلا : أنت عاهرة وقاتله , ثم يجعلها تنظر لصورها الفاضحه مع الدكتور ( اسامه ) مما جعلها تنهار وتتوتر أكثر من السابق .
    سيف الدين : يستهزء كعادته بعد أن رأت ايمان الصور : ماذا ستقولين بهذا هل ستنكرين وتقولين أن من بصوره شبيها لك ربما ؟
    ايمان : والدموع تفيض من عينيها . لم يحصل هذا ابداً .
    سيف الدين : يبتسم قائلاً : يخلق من الشبه (87) ؟
    ثم ينهض ( سيف ) عن مكتبه متجه نحو ( ايمان ) ليصفعها على وجهها ثم يجلس على المقعد امامها قائلاً : أنتِ عار على المهنه التي تزاولينها كمحاميه في الجنايات فمعرفتك بالقانون جعلتك تعتقدين بأنك تستطيعين أفتعال جريمه كامله تفلتين من عقابها ولاكن ليس هناك جريمه كامله فالسوء حظكِ فقد إتصل بنا أحدالجيران المجاورين لشقة الدكتور ( اسامه ) واعلمنا عن وجود حركه غير طبيعيه داخل شقة الدكتور نتيجه للفوضى التى كانت عليها الشقه في أثناء بحثك عن هذه الصور التي لم يحلفك الحظ في العثور عليها بعد أن قلبت الشقه رأساً على عقب ولم تجديها فقد وجدناهانحن .. ويضيف : وهذا هو دافعك ياأيمان في التخلص من الدكتور ( اسامه ) خشية الفضيحه أو خوفاً من التهديد الذي تشكله هذه الصور أذا عرف بأمرها أحد .
    ايمان : غارقه بدموعها.. تنكر ذلك .
    سيف الدين : مستنتجاً بتحليل دقيق لملابسات القضيه : حسناً لعلك تريدين أن تعرفي كيف قتلتي الدكتور ( اسامه ) ... لقد قمتي بأستبدال حقنة الانسولين بحقنه أخرى وضعة بها السم ثم ساعدت الضحيه على حقن نفسه بذلك السم بعدها ذهبت وأياه إلى غرفة النوم .. الصور كفيله لتعبر لنا ما كنتي تفعلينه ..أضاف وهو يحركة الصور بيده وتابع ..وبعد أن تأكدتي من أنه قد فارق الحياه قمت بالبحث عن تلك الصور ولم يحالفك الحظ فالشرطه وصلت الى المنزل قبل أخفاء أثار الجريمه ومغادرتك الشقه .
    ايمان : تستمر ببكائها حيث لم تعد تفهم مايحصل معها في ذلك .
    سيف الدين : منهياً التحقيق بثبوت إدانة ايمان قائلاً : أحب أن أقول لك أنكِ ذكيه جداً في هذه الجريمه ولكن طريقتك الذكيه لم تساعدك كما كنت تعتقدين وهذا أعتراف مني بذكاء طريقتك وحبكتها التى لم تكتمل فصولها .
    ينادي سيف المأمور ليودع المتهما بالحجز لتساق بعدها الى المحكمه لتنال عقوبتها بما اقترفت من جريمه القتل المتعمد بسبب الأدله التي أدانتها بذلك .
    ايمان : والمأمور يجبرها لذهاب معه ليضعها بالحجز تصرخ وتبكي قائله : لم أقتل الدكتور أقسم أنني لم أفعل .
    سيف الدين : بعد أخراج ايمان من غرفته أحس بشى من الغموض يشوب هذه القضيه لكنه لم يكترث كثيراً للأمر فقد أنتهى منه .
    تجد المحكمه ( ايمان عبد القدوس أحمد ) مذنبه بما نسب إليها من تهمة القتل العمد لما اطلعت هيئة المحكمه على مجريات التحقيق وأقوال الشهود ( البواب ) وبعض الجيران بالاضافه الى تقرير رفع البصمات الذي أثبت أدانتها , أصدرت المحكمه حكمها بأعدام المتهمه شنقاَ حتى الموت لثبوت الأدله .
    بعد صدور الحكم تساق ( ايمان ) إلى سجن النساء بأنتظار تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقها حيث نشرت الصحف المحليه تفاصيل قضيتها بالوقائع الكامله من فضائح مع الدكتور اسامه الذي عرف سابقا ً بنزاهته .
    مشهد داخلي . شقة صديق قديم لناصر . صباحاً .
    يطلع ناصرالمختبئ في شقة صديق الطفوله على الخبر الذي فاجأه في الصحف التي نشرت صورة ايمان التى أنقذت حياته بالأضافه لصورة الدكتور اسامه الذي سبق وتعرف به داخل السجن لما دُفع له كـي يقوم بألحاق الاذى بالدكتور ( اسامه ) نتيجه لعدائه مـع اناس كثر والذي عمل النقيض ( ناصر) وقـام بحماية الدكتور طـوال فترة سجنه لما وجـد فيـه مـن طيب أخلاق لـم يعهدها ناصر خلال تعاملاتـه مـع الناس من قبل فربطتهما علاقه حميمه وصداقه قويه تلك الفتره .
    استشاط ناصر غضبا ً لما قرأه من فضائح عن شخصان قد تعرف بهما عن قرب بمحض الصدفه ولم يصدق ما كتب وهم بمعرفة الحقيقه إذ ذهب إلى إحدا صديقاته القدامه ( سلمى ) ليطلب منها المساعدة في الذهاب إلى سجن النساء بعد ان تفتعل قضيه ما لتقوم على حماية ورعاية ( ايمان ) التى رأى صورتها بالصحف بالأضافه الأعطائها مبلغ زهيد من المال لتنفق على نفسها و( ايمان ) داخل السجن ريثما يجد حلا لذلك .
    مشهد داخلي . سجن النساء . صباحاً .
    ( ايمان ) تتعرض للمضايقه من قبل بعض السجينات الملتفات حولها عندما وجدتها ( سلمى ) التي تُقدم على عمل مشاجره مع أولئك السجينات حيث أستطاعت ( سلمى ) من المضي قدماً في علاقه حميمه وبناء صداقه قويه مع ( ايمان ) بعد تلك الحمايه والشجاعه التى قدمتها ( سلمى ) لأيمان المذعوره والخائفه والمتوسله ( لسلمى ) بعدم تركها لها .
    ايمان : مذعوره وتبكي : أرجوكي ابقي الى جانبي .
    سلمى : تضع يدها على كتف ( ايمان ) قائله : لاتخافي لن اتركك لوحدك هنا ..ثم تحدث نفسا قائله .. هذا ماأتيت من اجله .
    ظلت ( سلمى ) تقدم الحمايه لايمان دون أن تعلم الأخيره بذلك كما أوصاها ( ناصر ) .
    تبقى الأنسه ( سوسن ) أبنة الدكتور اسامه الوحيده في حزنها على فقدان والدها الذي لم يكن لها غيره وعمتها ألتى تعيش خارج البلاد , وفي نفس الوقت كانت غير قادره على إستيعاب ماحصل وخصوصاً علاقة والدها بصديقتها الحميمه المحاميه ( ايمان ) اذا اختلطت عليها الأنكار فوالدها لم يكن ينوي الزواج بعد وفاة والدتها و( ايمان ) الصديقه الحميمه لها والتى كانت ترى في الدكتور اسامه أباً لها بعد فقدانها والديها منذ الطفوله بالأضافه إلى أنها لم تكن تفكر بالزواج من أي شخص كان بعد تجربتها الزوجيه الفاشله .
    في هذا الأثناء يظهر محامي مرح الشخصيه يتبنى قضية المحاميه ( ايمان ) التى شغلت الرأي العام بعد صدور حكم الأعدام بحقها في أثناء ما كانت ( سوسن اسامه ) تعزم على مغادرة البلاد قاصده عمتها في الولايات المتحدة الأمريكيه لتعيش في كنفها بعد قتل والدها فهي الوحيدة المتبقيه لها من أقربائها .
    مشهد داخلي . قسم الشرطه . مكتب المحقق سيف . نهاراً.
    عطا : قد حصل على توكيل من المحكمه بالمرافعه في قضية المتهمه ( ايمان ).. متحدثاً الى المحقق سيف في مكتبه قائلاً : مرحباً أيها المحقق أنا محامي أوكلت من قبل المحكمه لدفاع عن المتهمه ( ايمان ) .
    سيف : حسناً ماذا تريد .
    عطا : أريد نسخه من ملف القضيه لأتمكن من دراستها .
    سيف : لاتتعب نفسك فكل الأدله ضدها والمحامي الذي سبقق في الدفاع عن هذه القضيه قد إنسحب منها لأنه أيقن أنها قضيه خاسره لامحال .
    عطا : متفائلاً : أليس من الجائز أن تكون المتهمه بريئه فكثيراً ما تثبت برائة المتهم في مثل هذه القضايه حين يكون هناك مجرماً حقيقياً يقف خلف الكواليس .
    سيف : بثقه : نعم ولكن ليس في هذه القضيه مجرماً خلف الكواليس وأنما المجرم هنا خلف القضبان لأنه هو المجرم الحقيقي في هذه القضيه .
    عطا: لعلك على حق لكن لن يضرني شئ من المحاوله .
    سيف : مستهزءً : حسناً , اذا استطعت اثبات البرائه في هذه هل سيكون قبل الأعدام أم بعده كما نرى في ألافلام .. ثم يقهقه مستهزأً.
    عطا : مبتسم : أريد سؤالك سؤال واحد أيها المحقق .
    سيف : وماهو سؤالك يا ...ويقهقه ضاحكا مره أخرى .
    عطا : محدقاً بالمحقق : هل شعرت بأنها بريئه أو ما شابه وأنت تحقق معها .
    سيف : يكف عن الضحك ويحدق بالمحامي في سكون قائلاً : أتمنى لكَ التوفيق فيما تسعى اليه ثم يعطيه ملف .
    عطا: وقف عند باب المكتب قائلاً دون أن يلتفت إلى المحقق : أنا وأنت لدينا الشعور نفسه
    ثم يهم بالمغادره متجهاً الى البنسيون الذي يقيم فيه ليطلع على ملف القضيه .
    مشهد داخلي . البنسيون . نهاراً .
    المحامي( عطا ) داخل غرفته يطلع على ملف القضيه اذ وجدا فيه :
    الهاتف الذي هو من مجهول يدعوها لذهاب لشقة الدكتور اسامه .
    الوقت بين الوفاه وساعة وصولها إلى الهاتف .
    صوت الدكتور اسامه الذي سمعته من غرفة نومه يدعوها لشرب العصير .
    الصوره الفاضحه لايمان والضحيه .
    فدارت أسئله كثيره في خاطر عطا من خلال قرائته لمحضر القضيه اذا تسائل عن :
    الشخص المجهول الذي هاتف المحاميه دون أن يفصح لها عن هويته .
    سبب وجود الصور الفاضحه التي كانت إحدى الأدله القاطعه في ملابسات القضيه بالأضافه إلى من التقطها ؟ ولماذا ؟
    طبيعة العلاقه .
    وبات المحامي قبل أن يخلد إلى النوم يتسائل وهو في السرير عن دوافع الجريمه الحقيقيه وعن هوية القاتل اذ كان متأكداً أن القاتل الحقيقي ليست المحاميه ( ايمان ) .
    مشهد داخلى . البنسيون . صباحاً .
    يستيقظ المحامي عطا عازماً على الذهاب لمقابلة إبنة الدكتور ( اسامه ) ( سوسن ) لعله يحصل منها على تفاصيل تفيده بالدفاع عن ( ايمان ) في هذه القضيه .
    مشهد داخلي . شقة الضحيه الدكتوراسامه . صباحاً .
    يقف المحامي ( عطا ) أمام الباب الرئيسي للشقه يقرع جرس الباب تفتح ( سوسن ) الحزينه الباب بلباس الحداد الأسود.
    عطا : ببتسامه خفيفه يلقي التحيه ومعزياً ( سوسن ) : مرحباً البقيه في حياتك ياأنسه ( سوسن )
    سوسن : والحزن بادي على وجهها : أهلاً بك .
    عطا : يُعرف بنفسه : أنا محامي أوكلت من قبل المحكمه لدفاع عن قضية المتهمه ( ايمان ) أدعى (عطا عطا الله الزناتي ) .
    سوسن : بغضب لما سمعت اسم ايمان : وماذا تريد .
    عطا : أريد التحدث اليك فقط .
    سوسن: بصراخ قبل أن تقفل الباب بوجهه منهيه المقابله : وأنا لأريد التحدث بهذا الموضوع .
    عطا : بأعصاب هادئه وابتسامه خفيفه تعلو وجهه يعود ليقرع الباب من جديد .
    سوسن : تفتح الباب مرة أخرى والغضب في وجهها قائله : قلت لك لاأريد تبادل الحديث في هذا هيا أرحل من هنا .
    وهمت بأقفال الباب مرة أخرى ألا أن ( عطا ) وضع قدمه أمام الباب مانعاً أياها من اقفاله قائلاً : أصغي ألي قليلاً يا (سوسن ) أن احساسي ببرائة ( ايمان ) هو الذي دفعني للقائك اليوم أرجوك لاتتعجلي بالحكم على الأمور من الوهله الاولى , دعي لي فرصه لعلي أفلح بما أصبو اليه .
    سوسن : وقد أقتنعت نوعا ما بما يقوله ( عطا ) : تفضل بالدخول .
    عطا : بعـد أن شـكر ( سوسـن ) لاصغائها يدخـل الشقه متلفتـاً يميناً ويساراً بنظره فـي أرجائهـا معبراً عن إعجابه في ترتيبها الجميل قائلاً ببتسامته الخفيفه : انه منزل جميل حقاً يا أنسه .
    سوسن : شكراً على المجامله أرجو أن تدخل في الموضوع مباشره فأنا مشغوله .
    عطا : لاعليك لن أطيل كل ماأريده هو معرفة نوع العلاقه التي كانت تربطكم انت ووالدك بالمتهمه ( ايمان ) فقط .
    سوسن : لقد قلت كل شيئ عـن تلك العلاقه العينه فـي محضر الشرطه أثناء التحقيق وليس لدي شئ جديد فـي هـذا المضمار أضيفه فـلا تتعب نفسك اذا كنت قـد جئت لهذه الغايه , ايها المحامي .
    عطا : لقد عرفت انكم كنتم على علاقه حميمه بالمتهمه فهل لي أن اسمع تفاصيلها منك شخصياً ياأنسه .
    سوسن : متفاديه الحديث بذلك : أرجوك أيها المحامي أنا متعبه الان واريدك أن تخرج حتى ا أستريح .
    عطا: يحدق بها وقد أصابها شئ من التوتر وهي تضيف قائله له : أن ( ايمان ) هي القاتله وكل الأدله تؤكد ذلك والمحكمه ايضاً ثم تضيف : وما عليك الأن ايها المحامي ألا ان تخرج من هنا فلا يوجد لدي ما أقوله عن تلك الخائنه .
    سوسن: تفتح باب الشقه لما وصلت اليه قاصده المحامي أن يغادر .
    عطا: لما وصل باب الشقه محدقاً ( بسوسن ) قائلاً لها بصوت واثق : لو لم يكن لديك شك بنسبة واحد بالمئه لما أدخلتني هنا لتبادل اطراف الحديث فأنت ياأنسه مثلي تماماً غير مقتنعه بداخلك أن ( ايمان ) هي الفاعله ثم يضيف , وقد بدى على ( سوسن ) الاقتناع نوعاً ما : أن عنواني في الكرت على الطاوله اتصلي بي عندما تتغلبين على يأسك .
    ثم يغادر ( عطا ) متجهاَ الى مركز الشرطه لمقابلة المحقق ( سيف الدين ) لعله يجد لديه شئ جديد يفيده في هذه القضيه المعقدة .
    في أثناء ماكان ( عطا ) متجها الى مركز الشرطه لمقابلة المحقق (سيف) أحس بأن (سوسن) غير مقتنعه بأن ( ايمان ) أقدمت على قتل والدها ولاكن ادانة المحكمه لها بالادله القاطعه جعلها تصدق بعض الشئ .
    مشهد داخلي . مركز الشرطه. نهاراً .
    يعلم ( عطا ) عن طريق أحد العاملين بمركز الشرطه أن المحقق ( سيف الدين ) قد تم نقله الى مصلحة الجمارك في صباح نفس اليوم , يذهب بعد ذلك ( عطا ) الى البانسيون ليستريح ويستجمع بعض افكارة حيث يعزم على الذهاب لمقابلة المتهمه ( ايمان ) في صباح اليوم التالي بسجن النساء .
    مشهد داخلي . بسجن النساء . صباحاً .
    السجانه تفتح باب العنبر التي به ( ايمان ) قائله لها بخشونه : هيا لديك زياره .
    ايمان : يأنسه ممن الزياره .
    السجانه : انه محاميك .
    ايمان: أنا لم أوكل محامياً .
    ا السجانه : بصراخ : لاتكثري من الكلام انهضي بسرعه والاأتخذت معك اجراءً اخر .
    ايمان : خوفاً من السجانه ودون رغبه منها بذلك تذهب معها لمقابلة المحامي .
    السجانه : وقد وصلت غرفة مدير السجن تدق الباب مستأذنه المدير بالدخول .
    مدير السجن : يسمح بالدخول .
    السجانه : تدخل قائله : أحضرت السجينه ( ايمان ) سيدي .
    مديرالسجن : أدخليها .
    ايمان : تدخل الغرفه وعيناها مليئه باليأس والحزن الواضح بهما ليقينها بأنه ليس هناك أمل بالأفلات من حكم الاعدام الذي ثبت بحقها .
    المحامي عطا : يدعو ( ايمان ) الى الجلوس على المقعد بجانب المكتب امامه .
    مدير السجن : قبل أن يهم بالمغادره كي يتمكن المحامي من التحدث بحريه مع موكلته قائلاً :
    هذا المحامي ( عطا )موكل من قبل المحكمه لدفاع عنكِ ( ياايمان ) فساعديه قدرا ماتسطتيعين ليتسنى له مساعدتك .
    عطا : يشكر مدير السجن على لطف مجاملته قبل مغادرة الغرفة منفرداً ( بايمان ) ناظراً اليها قائلا : أرفعي رأسك يا ( ايمان ) كي أرى في عينيك البراءة التي أبحث عنها أذاأنني لاأترافع عن أحد حتى أكون متاكداً من براءته.
    ايمان: وقد أثار (عطا ) حفيظتها بكلامه فترفع رأسها وتنظر اليه .
    عطا: منبهرً بجمال عينيها قائلا : مـن يستطع أن يصدق بأن هـذه العيون تستطيع أن تقتل عصفوراً , ثـم يضيف مبتـسماً : لـو كنت فـي مكان القاضـي لأصـدرت حكماً بالبراءة دون تردد
    ايمان: مبتسمة معبرة عن أرتياحها لمجاملات المحامي عطا اللطيفة .
    عطا: نعم من البداية أرني هذه الأبتسامة الرقيقة .
    ايمان: أنا لم أطلب محامي فلماذا توليت هذه القضية .
    عطا : لأنني أحس بأنك بريئة وعيناك أكدت لي ذلك وأذا لم تصدقينني بأمكانك سؤالهما .
    ايمان: تبدو متفائلً كثيراً فعيناي ليست دليلاً على براءتي .
    عطا : أنا لستُ متفائلاً فحسب , بل متأكدً من برائتك وسأظهرها عما قريب , فلا تدعي اليأس يسيطر عليك .
    ايمان : أنا محامية مثلك وهذه القضية خاسرة , فلما تترافع في قضية خاسرة هل من أجل المال أم من أجل الشهرة ؟
    أذا كنت تريد المال فلن تحصل عليه فأنا لست ثرية بالدرجة الكافية لأتحمل عبئ تكاليف مثل هذا النوع من القضايا بأتعابها الخيالية, أما أذا كنت تريد الشهرةوهو الأحتمال الأقوىفستحظى بها عندما تكتب الصحافة عنك في مقالتها وتصبح معروفاً في حقل الجنايات وتجني وقتها زبائناً كثر الى مكتبك نتيجة الدعايةهذه المرافعات بقضيتي التي أنا وأنتَ والجميع يعلمبأنها قضية خاسرة . ثم امتلئت عيناها بالدموع قائلة لما وصلت الباب هاما بالمغادرة: اهنئكَ أيها المحامي على طريقتك هذه في الدعاية لنفسك فهذه طريقة جيدة كي يسوق المحامي بها نفسه , ويُعرف بوقت قصير .
    عطا : يقف متهجماً نحو ( ايمان ) عند الباب قائلا : أنتظري يا ( ايمان ) , ثم يعطيها منديلاً التقطه من جيبه ويجفف دموعها التي تسيل على وجنتيها مضيفاً :
    قد أسئتي الظن بي يا ( ايمان ) فأنا لا أسعى وراء الشهرة أو المال , كل ما في الأمر أنني أريد أنقاذ حياة أنسانه بريئة من حكم الأعدام فقط .
    ايمان : وقد كان عطا يهم بالمغادرة قائلة : انتطر , انا ...... يقاطعها عطا قائلاً
    عطا : سأتي لزيارتك في وقت آخر .. ثم يرحل
    ايمان: بعد أن أعادتها السجانة الى غرفتها مع بقية زملاءها السجينات .
    سلمى : تسأل ايمان فور وصولها الغرفة .
    سلمى : هيا قولي لي ماذا قال المحامي ؟
    ايمان : حزينة : لم يقل شيئأ .
    سلمى : متعجبة : كيف لم يقل شيئا ؟ .... هل كنتم تلعبون الورق كل هذا الوقت أم ذهبتم لحضور حفل ميلاد أحد الأصدقاء ؟
    ايمان: لا , لقد قلت له شيئ ربما جرحت مشاعره على الرغم من أنه كان لطيفا جدا معي .
    سلمى : هـذا يعني أنـك أضعتي مـن بين يديك محامي قـد يخلصك من حكم الأعدام أيتها المجنونة .
    ايمان: أكون مجنونة لو صدقت بأنني لن أعدم فزمن المعجزات قد ولى .
    سلمى : أُقسم انكِ فقدتي صوابك .
    مشهد خارجي . الشارع . ليلاً .
    يتجه عطا الى البنسيون وهو يسير على قدميه في ذلك الشارع الفرعي الهادئ بعض الشيئ لما أحس بأن هناك من يتبعه ويراقبه فلم يعر الموضوع أي أهمية حتى صباح اليوم التالي الذي قرر به الذهاب لمقابلة ( سوسن ) .
    مشهد داخلي . شقة الدكتور اسامة . صباحاً .
    عطا : يقرع جرس الباب بعد وصوله .
    سوسن : لما فتحت الباب قائلة : أنتَ مرة أخرى .
    عطا : نعم أنا اتسمحي لي بالدخول ؟
    سوسن : لماذا ؟
    عطا : أريد التحدث اليك بشيئ ضروري وهام .
    سوسن: ليس هناك شيئ ضروري وهام لقد قلت لك سابقاً بأنني لا أرغب بالحديث ولا أريد سماع شيئ فأنا أحاول نسيان ما حدث .
    عطا : ولكن ........ تقاطعه قائلة :
    سوسن : أرجوك ليس لدي وقت للكلام .
    عطا : ولكن اسمعي فقط ما جئت من أجله ربما يكون مهما لكِ .
    سوسن : حسناً ... قل ماهو ذلكَ الشيئ بسرعة رجاءً .
    عطا : وهل أقول وأنا واقف عند الباب ألن تدعيني للدخول يا أنسة .
    سوسن : أنا أسفة ...... لا استطيع ذلك لأنني أجمع حاجياتي فقد عزمت على السفر .
    عطا : وهل لي أن أعرف أين ستكون وجهتك .
    سوسن: وما شئنك انت ؟
    عطا : أنا أسف فقد كان مجرد استفسار فقط .
    سوسن : أنا التي يجب أن تتأسف فأنا متوترة بعض الشيء فقد عزمت على الرحيل بعد أن فقدتُ والدي متجهة الى الولايات المتحدة لأبقى عند عمتي فهي ما تبقى لي من أقارب .
    عطا : عفواً ... ليس لديك أقارب سوى عمتك فقط !
    سوسن : أجل .. فجدي لم ينجب سوى والدي رحمه الله وعمتي فقط .
    عطا : وأنتِ قررت الهرب الى كنف عمتك لايجدر بك هذا الاستسلام لا بد لك من المواجهة يا أنسة .
    سوسن: عفواً .... أنا لستُ أهرب من شيء .
    عطا: بل أنتِ كذلك .
    سوسن : ما الذي تقوله .. هل فقدت صوابك ؟!!
    عطا: أنتِ ياأنسة قتلت حبك ( لايمان ) ..... تقاطعه قائلة :
    سوسن : لاعجب في ذلك فأنا لا أحب المجرمين .
    عطا : بل أنتِ تحبينها والدليل على ذلك أن عقلك يقول أنها مجرمة ومشاعرك تقول النقيض تمام , فأنتِ ياأنسة تفقدين بها صديقتك الحميمة ( ايمان ) عندما تساق الى حبل المشنقة وذلك بدافع الشعور القوي بداخلك الذي يقول لك بأنها بريئة , فلماذا تحاولين إخفاء مشاعرك الصادقة تجاه صديقتك ؟
    سوسن : أمتلأت عيناها بالبكاء قائلة في ما كنت تهم بأقفال الباب : لا أنها القاتلة نعم هي قاتلة .
    عطا : وقد وضع قدمه أمام الباب كي لا يقفل : حسنا ... هيا أذهبي حيث شئتي ودعي قاتل أبيك حراً طليقاً ... ثم يضيف قائلاً : نصيحتي يا أنسة أن تشتري لضميرك مسسكناً , لأنه سيبقى يئنبكِ حتى لو ذهبت الى كوكب آخر .
    سوسن : تصرخ في وجه ( عطا ) من خلال دموعها التي تنهمر : تباً لك ... إذهب من أمامي ثم تقفل الباب بقوة شديد لتنهار خلفه غارقة بدموعها محدثه نفسها قائلة : من أين أتاني هذا المجنون .. ماذا فعلت كي يحصل لي كل هذا ؟

    عطا : وقد فقد الأمل في كسب ( سوسن ) لصالحه وأقناعها ببرائة ( ايمان ) .
    مشهد داخلي . البانسيون . عصراً .
    يذهب الى البانسيون الذي يقيم به ليأخذ قسطاً من الراحه حتى يحل المساء أذا يهم بالخروج قاصداً إحدا الكازينوهات ليحظى ببعض الوقت الممتع لاكن لم يحصل على ذلك ففي قرابة الثلاث ساعات وهو منهمك بالتفكير بالحلقه المفقوده بالقضيه التي أحس بأنها تقفل في وجهه من كل الجوانب وبعد كل تلك الغفوه التى غرق بها ( عطا ) دون أن يشعر بمن حوله الذين يرقصون ويستمتعون بوقتهم نظر الى ساعته التي كانت تشير الى تمام العاشره مسائاً .
    مشهد خارجي . سيارة الأجره . ليلاً .
    خرج مستقلاً سيارة أجره متجهاً الى البانسيون ومازال منهمكاً بالتفكير بالقضيه حتى أنه لم يشعر بالذي كان يتبعه اينما ذهب في تلك اليله , حتى وصل الى البانسيون .
    مشهد داخلي . البانسيون . صالة الأستقبال . ليلاً .
    موظف الاستقبال : سيد ( عطا ) لقد أتصل بك شخص أكثر من مره وأنت في الخارج .
    عطا : غير مكترث : ومن من الأتصال .
    الموظف : أنه من فتاه لم تقل أسمها .
    عطا : مستائاً مما يقوله الموظف : إذا لم تقل أسمها فلما تقول لي .
    الموظف : عفواً يا سيدي أعتقدتُ بأن هذا الموضوع قد يهمك أن تعرفه .
    عطا : حسنا أعطني مفتاح الغرفه فأنا متعب أريد أن أخلد الى النوم .
    الموطف : عفواً ياسيدي نسيت ان اخبرك ان ثم فتاه تنتظرك بصالة الأنتظار منذو مايقارب الساعه تقريباً .
    عطا : ألتفت ناظراً اليها إذبها ( سوسن ) .
    سوسن : لما وصل ( عطا ) اليها دون أن يتكلم : أن كلامك في الأمس هو الذي أتى بي الى هنا وبالمناسبة لا أنكر بأنك تملك قدرة هائلة بالتأثير على الأخرين بكلامك المقنع .
    عطا : شكراً على المجاملة اللطيفة .. ولكن الذي أتى بِكِ الى هنا هو الشعور المشترك بيننا ببرائة ( ايمان ) .... ثم يتابع قائلاً : تفضلي بالجلوس .
    سوسن : شكراً ولكنني مضطرة للذهاب فالوقت متأخر كما تعمل لذا سأنتظر قدومك غدا الساعة العاشرة صباحاً أذا كان يناسبك ذلك .
    عطا : بشيء من السعادة لما يسمع ... بالتأكيد سأتي ولكن أسمحي لي بأيصالك .
    سوسن : شكراً لك فلدي سيارتي الى اللقاء .
    عطا : مع السلامة .
    تذهب ( سوسن ) ويصعد (عطا) الـى الغرفة سعيداً بذلك اللقاء فقـد أـستطاع أن يؤثر ( بسوسن ) .
    مشهد داخلي . غرفة عطا . ليلاً .
    يجلس ليحتسي كوباً من الشاي قد صنعه هو بنفسه ويفكر بطبيعة الأسئلة التي سيوجها (لسوسن) غداً .
    في صباح اليوم التالي توجه ( عطا ) الى موعده مع ( سوسن ) .

    مشهد داخلي. الشقة . صباحاً .
    عطا : يقرع الجرس .
    سوسن : بعد فتح الباب ... تفضل بالدخول رجاءً .
    عطا : بعد دخوله بشيء من الدعابة : كما قلتُ سابقاً أن شقتكِ جميلة الا تريدين بيعها ؟
    سوسن : مبتسمة ... دعنا من الشقة الأن وقل لي ماذا تحب أن تشرب ؟
    عطا : فنجاناً من القهوة أذا سمحتي بذلك .
    سوسن : بعد أن جاءت بالقهوة : تفضل القهوة أيها المحامي .
    عطا : شكراً لقد أتعبتِ نفسك .
    سوسن : لا عليك أنه واجب الضيافة .
    عطا : أتسمحين لي بسؤال بسيط ؟
    سوسن : بالطبع تفضل .
    عطا : أليس لديكم خادمهوحالكم ميسور كما أرى وهذا يساعد في حل مشكلة البطالة بعض الشيء يبتسمان معا .
    سوسن : أن سؤلك غريب نوعا ما .
    عطا : عفواً .... لم أقصد شيء , أنه مجرد فضول مني فقط وذلك لأنكِ طالبة جامعية ورحمه الله كان أستاذاً في الجامعة أي أنكم لستم متفرغين لأعمال المنزل تقريباً .
    سوسن : معك حق .... لقد كان لدينا خادمة لكنها سرقت بعض المجوهرات التي تخص والدتي رحمها الله والتي كنت أحتفظ بها في غرفتي .
    عطا : وهل وجدتم المسروقات والخادمة ؟
    سوسن : لقد قام أبي رحمه الله بعمل تبليغ عن الحاث في قسم الشرطة لنسترد ما سرق منا ولكن الشرطة وجدت الخادمة جثة هامدة عندما صدمتها سيارة قدلاذت بالفرار دون أي تفاصيل أخرى .
    عطا : والمجوهرات ... هل أعيدت لكم ؟
    سوسن : لا لم تجد الشرطة بحوزتها سوى بعض المال وأوراق دلت على هويتها .
    عطا : أنا أسف .
    سوسن : لاعليك فالخادمات هكذا دائما .
    عطا : بعد أن ارتشف من فنجان القهوة : هل كان للدكتور ( اسامة ) أي أعداء ؟
    سوسن : لا ... لا أعتقد ذلك .
    عطا : حسناً ماهي قصة المرأة التي أتهمت الدكتور ( اسامة ) بالأعتداء عليها ؟
    سوسن : لقد كان أدعاءً كاذب من امرأة حاوت التقرب الى أبي فرفض ذلك .. هذا الذي جعلها تتهمه , ووقتها ثبتت اكاذيبها لما برئت المحكمة ( ابي ) .
    عطا : هذا يدل أن للدكتور ( اسامة ) أعداء لعلمهم هم من دفعوها بهذه المرأة لتشويه سمعته ولعلهم هم أنفسهم من ورطه ( ايمان ) بمقتل والدك ولاعجب بذلك فأناس جمة كان الدكتور (اسامة ) يهاجمهم بمقالاته هم أصحاب نفوذ ولايعجزون عن عمل أي شيء يريدونه مهما كان صعباً أو مستحيلاً .
    سوسن : ما تقوله صحيح , ولكن الذين كان يتحدث عنهم أبي في مقالاته هم أصحاب مراكز حساسة واالعداء ليس مخفي عن أحد ولو أرادوا فعل شيء لفعلوه منذ سنوات حيث أنهم لايستطيعون ذلك مهما بلغت قوتهم بسبب أنهم سيُعرفون على الفور .
    أما بالنسبة للقضية الأخلاقية فهي ليست الا مجرد صدفة لأن الفتاة التي ادعت بتحرش والدي بها هي طالبة سيئة السمعة و الاخلاق لديه بالجامعة ليس الا .
    عطا: هز رأسه متحدثا : أريد التعرف بمدى العلاقة وطبيعتها التي كانت تبرطكم انتِ ووالدكِ بالمحامية ( ايمان ) رجائاً .
    سوسن : تهز رأسها بالموافقة متحدثة : علاقة ( ايمان ) بأبي مثل علاقتي أنا به .
    عطا : هل تسمحين بالتوضيح أكثر ؟
    سوسن : أن ( ايمان ) يتيمة الأبوين منذ صغرها أذ قضيا نحبهما واخوها الصغير في حادث سيارة وقع لهم , فقام بالاشراف على تربيتها عمها الذي كان يقسوى عليها و كانت (ايمان) تعتبر أبي بمثابة والدها الذي فقدته وأبي كان يعالمها كمعاملتي تماما..او بالاحرى أفضل من معاملتي لأنها يتيمة الابوين .
    عطا : هل تسمحين أن تقولي لي كيف تعرفتم ( ب ايمان ) ؟
    سوسن : نعم ... لقد قامت ( ايمان ) بالتطوع للدفاع عن أبي في القضية الاخلاقية التي نسبت اليه دون أن تتقاضى أي أجر لذلك حيث كانت متيقنة ببرائته فقد كانت من أشد المعجبين بوطنيته وحرية الكتابة للفاسدين والمفسدين في مقالاته وحرصه الشديد عن تماسك ابناء أمته , حيث قالت لي يومها عندما أردت تقديم قيمة أتعاب المحاماة لها : أن الواجب يحتم على أي محامي شريف الدفاع عن الشرفاء أذا اتهموا بالباطل .
    عطا : حسناً .. بقي أن تخبريني أنتِ عن علا قتك ( بايمان ) .
    سوسن : قبل أن تبكي متأثرة : اني اعتبر ( ايمان ) كأختي الكبيرة وقدوتي ومرجعي من أي شيئ يصعب علي فهمه فهي تحبني وتعاملني بكل رقة وعطف ولم اعهدها منذ فقدت امي وأنا صغير حيث كنت أشعر بانها تعطف علي كوالدتي بمشاعرها ومخاوفها وحرصها علي وعلى الرغم من أنها مطلقة فقد كانت مثابرة لكل مستحيل , طيبة وتحب مساعدة الأخرين . لا تلتفت الى الوراء أبدا ولا تعرف معنى لليأس , ولطالما اعتبرتها قدوتي .
    عطا : إمسحي دموعك الأن فالدموع لن تفيد قبل البرائه وأنما بعدها تعبيراً عن الفرح .
    سوسن : مبتسمة : أتستطيع ذلك فعلا ؟
    عطا : أراكِ متحمسة لذلك .
    سوسن : أجل فأحساسي يقول بانها بريئة .
    عطا : ولدي نفس الشعور أيضا ولكن بجب على ( ايمان ) أن تساعد نفسها لتخرج من حالة اليأس التي سيطرت عليها كي يتسنى لي أثبات براءتها .
    سوسن : ماذا تقصد ؟
    عطا : لقد زرتها في السجن حيث وجدتها مستسلمة لليأس تماما .
    سوسن : أذا ماذا علينا أن نفعل لنستطيع مساعدتها ؟
    عطا : سؤال جيد ..... أن ما علينا فعله هو أن نزورها معاً .
    سوسن : ولماذا أزوراها وأنا إبنة المتهمة بقتله ؟
    عطا : عليك أن تكوني أذكى من ذلك ياأنسة فعندما ترى ( ايمان ) أنكِ غير مصدقة أنها قتلت والدك عندها ستخرج من حالة اليأس التي تسيطر عليها وتشعر بالأمل الذي سيعيدها الى الحياة من جديد وعندها نستطيع مساعدتها .
    سوسن : أنتَ ذكي جداً ياأستاذ ( عطا ) أثق بقدرتك على ذلك أكثر من السابق الأن .
    ينطلقان بعدها لمقابلة ( ايمان ) في السجن .
    مشهد داخلي . سجن النساء . نهاراً .
    تدخل ( ايمان ) الغرفة بعد أن تم أستدعائها للزيارة لتتفاجئ بوجود أبنة من أُتهمت بقتله فتحاول المغادرة تناديها سوسن قائلة :
    سوسن : كيف حالك يا ( ايمان ) ؟
    ايمان : تتفادى المواجهة وتنادي السجانة متوترة : أريد العودة الى زنزانتي .
    سوسن : باشتياق : الاتريدين رؤيتي ؟ هل هذه مقابلتك لصديقتك وحبيبتك ( سوسو ) ؟
    تتجه نحو ( ايمان ) الواقفة عند الباب بخطوات متلهفة سريعة وتعانقها بقوة وقد أمتلئت وجنتاها بالدموع قائلة : أني احبك .
    ايمان: وقد أجهشت بالبكاء أيضا : وأنا أحبك أيضا يا صغيرتي .
    عطا : (لايمان )مبتسما :هل أعجبتك المفاجأة ؟
    ايمان: باكية تتجه نحوه وقد أمتلأ صدرها بالأمل قائلة : لماذا تفعل كل هذا ؟
    عطا : لأنني أريد أن أفعل كل هذا ولأنَ هذا يجب أن يحدث .
    ايمان: لم أفهم شيئاًً .
    عطا : ولا أنا أيضاً .
    يضحكون ثلاثتهم ....
    تنتهي الزيارة وقد أعاد ( عطا ) بطريقة ذكية الأمل والثقة ( لايمان ) البائسة حسب ما خطط له مسبقاً .
    تذهب ( سوسن ) لشقتها و( عطا ) للبنسيونبعد أن أتفقا معاً أن يتقابلا في صباح اليوم التالي بشقة ( سوسن ) ليبحثا في أوراق وحاجيات الدكتور ( اسامة ) لعلهم يجدون شيئاً ما يفيدهمفي هذه القضية في اثبات برائة ( ايمان ) .
    مشهد داخلي . شقة ( اسامة ) . صباحاً.
    بعد بحث طويل ومتعب لم يجدوا شيئاً ذا أهمية في اوراق الدكتور ( اسامة ) حيث جلسا بعدها لأخذ قسط من الراحة وتناولا القهوة معاً حيث قام ( عطا ) بسؤال (سوسن ) :
    عطا : هل كان الدكتور ( اسامة ) يتردد على مكان آخر غير الكليه والجريده ؟
    سوسن : لا أعتقد ولكنه كان يذهب الى شقتنا القديمة التي تحمل كل ذكرياته مع والدتي وخصوصاً عندما يكون حزيناً .
    عطا : بحماس واندفاع : ممتازهيا بنا لنذهب الى هناك .
    يذهبان معاً الى الشقة القديمة في حي ( الاشرفية ) .
    مشهد داخلي . شقة الأشرفية . نهاراً .
    بعـد بحث دقيق فـي أرجاء الشقة المليئة بالغبارعلى أمتعتها ليحالفهما الحظ بوجود بعض مذكرات الدكتور ( اسامة ) المخبأه والتي تحمل أسراراً جدا خطيرة لاسماء مرموقة لها علاقات مشبوهة بتنظيمات أجنبية غير مشروعة فيقوم ( عطا ) بأعادتها الى مكانها بعد أن قرر أظهارها في الوقت المناسب فأثار ذلك التصرف حفيظة ( سوسن ) التي قامت بسؤاله عـن ذلك .
    سوسن : لماذا أعدت المذكرات وهي قد تفيد بشكل كبير في ما نصبوا اليه ؟
    عطا : أنا معك في هذا لاكن ظهورهذه الأوراق الأن يعمل على أعادة التحقيق من جديد في قضايا قديمة مع اولئك الأشخاص وسنقع في أحتمالات هنا لأن هؤلاء الاشخاص قد يكون أحدهم القاتل وقد لا يكون وهذا غير كاف كدليل على برائة ( ايمان ) .
    عطا: عن طريق الأسماء المذكورة في هذه الأوراق .
    سوسن: وكيف ستعلم ذلك أذا لم تقدم هذه الأوراق للشرطة وتقوم الشرطة باستدعائهم والتحقيق معهم ومعرفة الحقيقة منهم ؟
    عطا : أتظنين أن هؤلاء الناس تستطيع الشرطة استدعائهم للتحقيق معهم ؟
    سوسن: أذاً ماذا تريد أن نفعل ؟
    عطا : يجب أن نذهب الأن وسأقوم بالتفكير بالذي يجب أن أفعله .
    سوسن : يجب عليك التفكير بسرعة فليس هناك وقت كافي على جلسة الأستئناف سوى يومين فقط .
    عطا : أعرف ذلك ... هيا بنا .
    ويذهبان بعد أن حل الظلام كل الى مكان اقامته....
    مشهد داخلي . البنسيون. ليلاً .
    موظف الأسستقبال ( لعطا ) فور وصوله .
    الموظف : سيدي ثمة شخص ينتظرك في قاعة الانتظار .
    عطا : وهو مجتهد في التفكير يتجه الى القاعة لمقابلة ذلك الرجل .
    الرجل المنتظر لعطا : مرحباً سيد عطا أنا أدعى ( مصطفى حسان ) وأعمل موظفاً لدى السيد (حيدرغيث ) صاحب شركة غيث المعروفة للاستيراد والتصدير .
    عطا : حسناً : ماذا تريد ؟
    مصطفى حسان : أن السيد ( حيدرغيث ) يريد مقابلتك بأمر هام وضروري .
    عطا : وما هو الأمر الهام والضروري هذا ؟
    مصطفى حسان : لا أعلم يا سيدي أن الأوامر التي أحملها الأن هي أن اقوم بإيصالكَ للسيد ( حيدر غيث ) .
    عطا : متعجباً : وهل سنذهب الليلة أني متعب جداً ولا استطيعُ ذلك دع أمر المقابلة للغد .
    مصطفى : كما قلت لك سيدي أن الامر هام وضروري حيث أن السيد ( حيدرغيث ) بانتظارك في قصره لذا ارجو منك يا سيدي ان لاتضظرني لاخذك بطريقة غير لائقة .
    عطا : يتلفت حوله ليرى الرجال ذوا البدل السود ينظرون أليه من كل جانب قاءئلاً : حسناً .... هيا بنا
    مشهد داخلي . قصر حيدر غيث . ليلاً .
    تقوم الخادمة بواجب الضيافة ( لعطا ) بتقديم القهوة له ريثما يأتيه السيد ( حيدرغيث ) للقاءئه
    وصوله حيدر غيث بعد لصالة القصر حيث كان ( عطا ) بالانتظار .
    حيدر : أهلاً بك أيها المحامي المثابر .
    عطا : مبهراً بمحتويات القصر وقف معبراً عن تقديره وأحترامه للمليونير المعروف قائلاً :
    أهلاً بك يا سيدي .
    حيدر : تفضل سيد ( عطا ) بالجلوس .
    عطا : شكراً لك سيدي .
    حيدر : أعتقد أنك شاب وأنا اقدر طموح الشباب الذين في مقتبل العمر أمثالك لذا استدعيتك هنا كي أصفق لك طموحك يا سيد ( عطا ) .
    عطا : وكيف يكون ذلك يا سيدي ؟
    حيدر : أفتح الحقيبة السوداء أمامك على الطاولة أذا اردت أن تعرف كيف ذلك .
    عطا : يفتح الحقيبة ليبتلع ريقه بعد المفاجأة التي بدت على وجهه عندما رأى ما بداخل الحقيبة من نقود كثيرة .
    حيدر : (100,000) د ولار ما رأيك لوتأخذها معك وأنت ذاهب الى البانسيون الليلة ؟
    عطا: والكلمات تكاد تخرج بصعوبة من حلقه : هل كل هذا لي أنا ؟ !
    حيدر : نعم لكَ انت .
    عطا : في محاولة لتمالكِ نفسه قائلاً : حسناً .. مقابل ماذا ؟
    حيدر : ليس بالكثير فقط تترك القضية التي لا تكل من الحبث في تفاصيلها .
    عطا : هذا يدل على أن ( ايمان ) بريئة كما توقعت سابقاً .
    حيدر : بعد أن وقف رجلان من رجاله العمالقة خلف ( عطا ) وهو جالس : هل تحب أن تأكل العنب أم أنك تقاتل الناطور ؟
    عطا : وقد التفت الى العملاقان خلفه : أكل العنب يا سيدي .
    حيدر : كنت أعلم أنك رجل ذكي سيد ( عطا ) .
    عطا : شكراً لك سيدي ولكن أسمح لي بسؤال يقف بحلقي كالحصى يكاد يخنقني .
    حيدر : تفضل .
    عطا : كما لاحظت يا سيدي أنك قادر على جعلي وجبة عشاء في هذا القصر فلما تعرض علي المال وبامكانك قتلي وأنت قادر على ذلك .
    حيدر : يضحك بقهقهة : ألم أقل انك شاب ذكي جداً وأنا احب الاذكياء والطموحين مثلك
    ثم ينادي ( حيدر ) مساعده مصطفى لاعادة ( عطا ) مع المال الى المكان الذي احضره منه .
    مشهد داخلي . البانسيون . مساءاً .
    سوسن : تسأل موظف الاستقبال عن المحامي ( عطا ) : مرحبا أريد مقابلة المحامي (عطا ) اذا سمحت .
    الموظف : عذراً سيدتي أن المحامي ( عطا ) قد غادر البانسيون صباحا متجها الى المطار
    سوسن : متفاجئة : وأين وجهته ؟
    الموظف: لا أدري سيدتي فلم يترك عنواناً بهذا الشأن .
    سوسن تغادر الى شقتها وقد صعقها أختفاء ( عطا ) المفاجئ دونما سبب لذلك وتعزم في صباح اليوم التالي الذهاب الى السجنلاخبار ( ايمان ) بما حدث .
    مشهد داخلي . في سجن النساء . صباحا ً.
    سوسن تعلم ( ايمان ) بالخبر الذي وقع عليها كالصاعقة فقد ايقنت وقتها ( ايمان ) أن ليس هناك أمل بالفلات من حكم الأعدام وخاصة أنه لم يبق سوى بضعة أيام اذا ما ظهر المحامي الموكل بدفاع عن قضية الاستئناف .
    مشهد داخلي . سجن النساء . ليلاً .
    لم يمض الكثيرعلـى اختفاء المحامـي ( عطا ) حتـى ظهـر ( ناصر ) الذي عمـل علـى تهـريب ( ايمان ) من السجن التي كتب لها النجاح رغم صعوبتها بمساعدة ( سلمى ) وأحدى السجينات التي تقاضت أجراً لابأس به من المال مقابل تلك الخدمه , يهم بعدها ( ناصر ) الى أخذ (ايمان) الى مكان أمن بعيداً عن الانظار داخل شقة قد استأجرها مسبقا .
    مشهد داخلي . الشقة . في الربع الاخير من الليل .
    ايمان : أريد أن ارى ( سوسن ) .
    ناصر : بعد تررد وخوف من أن تفضح أمرهما ( سوسن ) وافق على ذلك : حسناً , سأتي بها في الصباح .
    ايمان: ما سبب مساعدتك لي ؟
    ناصر : أني أدين لكِ بحياتي فلقد أنقذتني من الموت وأنا جريح في شقتك .
    ايمان: لكنني لا ارى في ذلك دين فقد كنت في حالة لا تحسد عليها .
    ناصر: حسناً ... ما الذي تنوين فعله الان ؟
    ايمان: لا أعرف .
    ناصر : تعلمين أنني لا أعرف عنك سوى أنك محامية وعلمت ذلك عن طريق الصحف .
    ايمان: أما أنا فأعلم الكثير اذ تمنيت لقاءك بعد أن غادرت فجأة لأقول لك بأنني قد تطوعت بدفاع عنك في قضيتك ولكن الظريف انك لم تساعد باكمال ما بدات به للاسفى .
    ناصر : دعينا الان من قضيتي فالمهم الان أن نجد طريقة نثبت فيها براءتك وبعدها نتحدث عن قضيتي وذلك بعدا أن ينتهي اليأس بداخلك..... ويبتسم
    ايمان: بحزن مبتسمة أيضا : أنا لستُ الا أمراة فاشلة فشلت في زواجي وها أنا الان افشل في حياتي كلها وأواجه الموت المؤكد .
    ناصر : هل أنتِ مطلقة ؟
    ايمان: أجل فبعد تخرجي من الجامعة تزوجت برجل أعمال يدعى ( حيدرغيث ) صاحب كبرى شركات الاستيراد والتصدير على المستوى المحلي ذلك بعد أن رأني بالمحكمة أترافع في قضية سبقت قضيته ثم تعرف بي وأعجبنا ببعضنا وتزوجنا , ثم هجرته طالبتاً الطلاق بعد سنة واحدة وحصلت عليه بعدما أكتشفت بأنه أنسان غير سوي ولحسن حظي أنني لم أنجب أطفالاً من ذلك الزواج الفاشل .
    ناصر: أعتذر اذا كنت تسببت لك بألم ما من سؤالي .
    ايمان: لا عليك حدثني عنكَ ماذا فعلت في كل تلك الفترة التي اختفيت بها ؟
    تحياتي لكم والى اللقاء مع الفصل الثالث والاخير

    [SIZE=5][I][B][COLOR=Red]نـــ n ــيــ a ــر آآ r آآ ـــ i ــنــ N ــــــ[/COLOR][/B][/I][/SIZE]
يعمل...
X