حِواريَّةٌ في مَسقَطِ الغَيث

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. نديم حسين
    شاعر وناقد
    رئيس ملتقى الديوان
    • 17-11-2009
    • 1298

    حِواريَّةٌ في مَسقَطِ الغَيث

    [gdwl] [/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl]
    حِواريَّةٌ في مَسقَطِ الغَيث

    د. نديم حسين

    هو : ووَجهًا لوجهٍ وقفتُ أَماميْ !
    وكُنتُ سعيدًا كطَيرِ حَمامٍ ،
    ينامُ قريرًا بكَفَّيِّ صيَّادِ طيرِ الحَمامِ !
    فكَيفَ تُراقِصُ صَبًّـا وحيدًا
    فتـاةٌ تَشَظَّتْ بكَـفِّ الزِّحامِ
    ****
    هي : لَو كُنتُ أَعلَمُ أنَّ قلبَكَ قادِمٌ
    - قالَتْ لهُ -
    لسَكَبتُ شَعريَ فوقَ أكتافي كساقِيَةٍ تُصَلِّيْ .
    ورقَصتُ حتى الفَجرِ في ساحِ المَنامِ !
    وأكَلتُ مِن جوعي إليكَ رغيفَ فُـلِّ .
    وزجرتُ مِصطَبَتي إذا داسَتْ خُطاكَ خُطايَ ,
    فارتَبَكَتْ دروبُ القَلبِ في شَبَقِ المُدامِ !
    ****
    هو : أتُراكِ راقَصتِ الوحيدَ حبيبتي ,
    ووقَعتِ في طَبْعِ الوِحامِ ؟
    وبِنورِكِ العالي ،
    ستَفتَتِحُ الصَّباحاتُ المُثيرَةُ للأسى شُبَّاكَها
    تَرمي على روحِ الخُسوفِ بِحارَها وشِباكَها
    صَمَتَتْ لتَحكي نَجمةً أخرى لعاليَةِ المَقامِ !
    تتلو لحنجرةِ الهوى شَغَفَ الكَلامِ لأَنتهي
    ريقَ البَلاغةِ يعتَري ثَغْرَ الكَلامِ !
    لتَعودَني مُتَصَوِّفًا مُتَعَبِّدًا ,
    قَطَفَ الصَّلاةَ البِكْرَ عن شَفَةِ الإِمامِ !
    ****
    هو : وقَلبًا لقلبٍ وقَفتُ أَماميْ !
    لأَرمي إليها بأَصدافِ نَهرٍ
    حَبيسٍ بشَهوَةِ ماءٍ جريءٍ يُداوي كُسُورَهْ .
    وأَسقيهِ شَطَّيهِ ماءًا نميرًا يُواسي عُبورَهْ .
    وعامًا لعامٍ يُسَلِّي أُمورَهْ .
    وتنسابُ خَيلي كمَوجٍ لمَوجٍ
    وأَعْقِلُ خيلاً كمَوجةِ كَرٍّ بشَطِّ الصَّهيلْ .
    لعَلَّ القتيلَ يُواسي القَتيلْ .
    وأبكي عليها , ومِنها سأبكيْ
    وأُلقي عليها يَقيني وشَكِّيْ
    بلادي تُقيمُ بمَسقَطِ غَيثٍ نَما فيهِ قَحطٌ
    ستُلقي عليها الغُيومُ سلاميْ !
    ****
    هو : قُلْ ليْ برَبِّكَ يا "أَنا" !
    كيفَ انتَهَيتَ لكُلِّ هذا البُعْدِ عَنكْ ؟
    كيفَ التجأتَ من العقاربِ للعقارِبْ ؟
    وسكَبتَ ذُلَّ النائمينَ على فَمِ النَصِّ المُحارِبْ ؟
    في عيدِ ميلادِ الهزائمِ كُلِّها ،
    قامَتْ هديَّتُكَ الحميمةُ من تراتيلِ الحُسامِ !
    ذا جارُكَ المَوجوعُ قَلبٌ جائِعٌ ،
    ووقفتُ مَهمومًا أَماميْ !
    أنا لَم أَجِدْ أَحَدًا أَماميْ !
    حَيًّا ، وحيدًا بَحرُهُ يأتي غَدًا
    ليُنظِّفَ البَدَنَ المُجَندَلَ مِن سِهاميْ !
    ****
    هو : ووجهًا ... لقامَةِ صَبٍّ عتيقٍ وقَفتُ أَمامي !!.
    [/gdwl]
    التعديل الأخير تم بواسطة د. نديم حسين; الساعة 04-06-2010, 04:44.
  • أسماء المنسي
    أديب وكاتب
    • 27-01-2010
    • 1545

    #2
    رائع دكتور نديم بل أكثر من رائع
    قرأتها أكثر من مرة لإستمتاعي بجمال وروعة كتاباتك
    لقد أصبحت أبحث عن إسمك سيدي لأتمتع بقراءة القصائد الرائعة
    تعودت على الإبداع منك أستاذي القدير فأصبحت أتشوق لنصوصك المميزة

    دمتَ لنا ودامت إبداعاتك دوماً
    تحياتي دكتور نديم
    [align=right]
    علمتني الإرادة أن أجعل حرفي يخاطب أنجما
    ويخطُ كلمات ترددها السماء تعجبا
    تأبى معاني الشعر إلا أن ترا
    حروف صاغتها الإرادة تبسما
    [/align]

    تعليق

    • أبو جواد
      أديب وكاتب
      • 03-01-2008
      • 401

      #3
      أخي الحبيب الشاعر الأريب

      د نديم حسن


      أبهرني هذا النص الشعري الغارق في ملكوت السحر والجمال

      هو جمال اللغة ، وجمال الفكر وسموقه ، وشساعة الخيال ..

      كل جملة شعرية قرأتها ، أحسست بها كقطرة ماء تبلل الجسد في يوم قائظ

      جمل شعرية مبتكرة ، جديدة ، تكوَّن منها نسيج النص الشعري وكأنهما توأمان متلاحمان لاينفصلان

      أقتبس بعض الجمل الرائعة من حنايا هذا النص المزدحم بالجمال والروعة :


      فتاةٌ تَشَظَّتْ بكَفِّ الزِّحامِ ؟

      ____________


      لسَكَبتُ شَعريَ فوقَ أكتافي كساقِيَةٍ تُصَلِّيْ .
      ورقَصتُ حتى الفَجرِ في ساحِ المَنامِ !
      وأكَلتُ مِن جوعي إليكَ رغيفَ فُـلِّ .


      ___________________


      ريقَ البَلاغةِ يعتَري ثَغْرَ الكَلامِ !


      _______________


      قَطَفَ الصَّلاةَ البِكْرَ عن شَفَةِ الإِمامِ !


      _________________


      هذه الصور تخلق مساحة جديدة كالأرض البكر لتنثر فيها الجمال ليولد على شفاه الجمال

      انزياح لغوي مُتقن بديع ، ودلالات مفرطة في السحر والعابقة بسحر المُتًخيَّل الذاتي ، واستخدام رائع للرمز الذي يخدم النص الشعري ، تكثيف مريح للقارئ والمبحر في عالم اللغة وأسرارها

      هذا النص يثير تناقضات كثيرة في مخيلة المجتمع الثقافي للقارئ ..

      وتنسابُ خَيلي كمَوجٍ لمَوجٍ
      وأَعقِلُ خيلاً كمَوجةِ كَرٍّ بشَطِّ الصَّهيلْ

      ثم ..


      بلادي تُقيمُ بمَسقَطِ غَيثٍ نَما فيهِ قَحطٌ


      هذا نص شعري يحتفل الفصيح به ويسمو

      هو ربيع نضير للحرف يجمع مواسم الجمال كما أراد واشتهى

      من أجمل ما قرأت .................


      محبتي وتقديري وتحاياي

      تعليق

      • د. نديم حسين
        شاعر وناقد
        رئيس ملتقى الديوان
        • 17-11-2009
        • 1298

        #4
        عزيزة الأدب أسماء المنسي
        لكِ القصائدُ جميعُها أيتُها الخلوقةُ المتواضعةُ النبيلة !
        مداخلاتُكِ أجملُ من قصائدي ، أيتُها الكِنانيَّةُ الرائعة !
        دمتِ بسعادةٍ غامرة .

        تعليق

        • د. نديم حسين
          شاعر وناقد
          رئيس ملتقى الديوان
          • 17-11-2009
          • 1298

          #5
          للهِ درُّكَ يا أبا الجواد
          جميلةٌ قراءتُكَ وعميقةٌ
          أمَّا بخصوص اجتماع التناقضاتِ ، فقد جاء ليعكسَ واقعَنا المُعاش ، فأمتنا "فقيرةٌ " كثيرةُ الثروات . أمَّا الثروةُ فمن لدُن الله تعالى ، وأما الفقرُ فمن فعلِ فاعلٍ .... !
          تسعَدُ النصوصُ بمرورك العالي يا أخا الشِّعرِ دائما !
          دمتَ سعيدًا عزيزًا ... وشاعرًا مبدعًا أينما حللتَ !

          تعليق

          • أحمد عبد الرحمن جنيدو
            أديب وكاتب
            • 07-06-2008
            • 2116

            #6
            تقبل مني كلمة انت الشعر كن كما انت دوما شاعرا وشاعراتستفز الصورة واللغة أنتمما يؤدي للاستفزاز الروحفي كل مرة تدهشني أكثر وأعمق
            يا جنون العشق يا أحلى جنونْ.
            يا سكون الليل يا خوف السكونْ.
            إنني أنزف من تكوين حلمي
            قبل آلاف السنينْ.
            فخذوني لم أعدْ سجناً لصيحات العيونْ.
            إن هذا العالم المغلوط
            صار اليوم أنات السجونْ.
            ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
            ajnido@gmail.com
            ajnido1@hotmail.com
            ajnido2@yahoo.com

            تعليق

            • صقر أبوعيدة
              أديب وكاتب
              • 17-06-2009
              • 921

              #7
              [align=center]
              وصار للهزائم أعياد
              وللجبان صولة وجولة
              وللشعراء منفذ لترقيع قصائدهم
              فهلا قمت بتعريتهم أيها الخنذيذ
              حوارية تجذبنا غصبا لننهل من نهرها
              هو الشعر أيها الشاعر الشاعر
              بوركت وبورك القلم الذي رسم
              شكرا لك
              [/align]

              تعليق

              • د. نديم حسين
                شاعر وناقد
                رئيس ملتقى الديوان
                • 17-11-2009
                • 1298

                #8
                شاعرَنا الراقي أحمد عبد الرحمن جنيدو
                كلامُكَ ليس ككلِّ الكلامِ ، ورأيُكَ عالٍ ، وسعادتُكَ بالنصِّ شهادةُ شرفٍ على صدري وصدره !
                أدام اللهُ عليك نعمة التواضعِ والنُّبل ... والشِّعر !

                تعليق

                • د. نديم حسين
                  شاعر وناقد
                  رئيس ملتقى الديوان
                  • 17-11-2009
                  • 1298

                  #9
                  أخي الحبيب صقر أبو عيدة
                  سأكتُبُ حتى تنتهي أصابعي ، شِعرًا ونثرًا ، هنا وهناكَ وفي كل مكان ، حتى ينامَ أطفالُنا على صدور آبائهم ، في بيوتهم الآمنة من القصف والعسفِ ، ليصحو صباحُ العزَّةِ والعدلِ والكبرياء !!
                  لن " يعلَّمَنا " الخوفَ أحدٌ ، كائنا من كان !
                  لها قصائدُنا التي تفضحُ سرقة " خبز الدمار الشاملِ " من مراكبنا الآتية !!
                  دمتَ بخيرٍ ... وتفاؤلٍ ... وشِعر إن شاء الله تعالى !

                  تعليق

                  • محمد الصاوى السيد حسين
                    أديب وكاتب
                    • 25-09-2008
                    • 2803

                    #10
                    تحياتى البيضاء

                    مما يحسب لهذا النص هو محاولة الانفتاح والتناغم مع أجناس ادبية أخرى ترفد بنية النص التفعيلى ، فهنا نلاحظ فنية تقسيم النص إلى حوار أو ديالوج بما يكثف من حضور الشخصيات ويقدم لنا مشهدا حيا داخل النص ، وهذا كله مما يجعل من النص التفعيلى نصا ثريا منفتحا متناغما مع الاجناس الأدبية الأخرى

                    - ربما اجد أن الصورة فى بضعة مواضع تلتبس على التلقى وتقع فى سياق يناقض السياق العام للوحة كهذه الصورة
                    " وزجرت مصطبتى إذا داست خطاك خطاى" تأتى هذه الصورة فى سياق تتحدث الحبيبة فيه عن لهفتها وشغفها بحضور الحبيب وتمنيها لقاه ، هنا تقف صورة زجر المصطبة حجر عثرة فى رأيى أمام سلاسة التلقى بما يشوشه ويؤثر على اللوحة الشفيفة التى يحتويها

                    - ربما أجد أيضا سياقا دلاليا ملتبسا مثل هذا السياق

                    " أتراك راقصتى الوحيد حبيبتى
                    ووقعت فى طبع الوحام "

                    لابد أن يتوقف المتلقى أمام دلالة " الوحيد " وكذلك هذه الحبيبة التى تتوحم وهى حالة كان يمكن تلقيها لو تم التمهيد الفنى لها فيسلس فهم دلالة الوحام هنا فى الصورة أو تضاء دلالة لفظة الوحيد

                    - ستفتتح ..... شباكها ربما أجد أن لفظ ستفتتح فيها روح النثر أكثر من رهافة الشعر

                    - ريق البلاغة يعتلى ثغر الكلام
                    ربما أجد فى هذه الصورة أنها لا تراعى منطقية الصورة كأساس حيوى لبدأ فعل التخييل ، هنا ييصعب تلقى أن للبلاغة ريق يخرج من الفم ليعتلى الثغر وهى صورة مرتبطة لدى المتلقى بمعانى ودلالات فى الواقع والبيئة يصعب معها تخيل الريق حتى لو كان للبلاغة ظاهرا على الثغر

                    - لابد من الإشادة بجمالية التخييل الذى يكتنزه هذا السياق " ووجها لوجه وقفتُ أمامى " نحن هنا مع حالة من الخلوة الوجدانية بالحبيبة لا يؤانس الحبيب فيها إلا ذاته فهى وحدها الذى تطيق هذا البوح النبيل

                    تعليق

                    • د. نديم حسين
                      شاعر وناقد
                      رئيس ملتقى الديوان
                      • 17-11-2009
                      • 1298

                      #11
                      شاعرَنا المبدع محمد الصاوي السيد حسين
                      مداخلتُكَ مفيدةٌ وعميقةٌ وتعبِّرُ عن وجهة نظرٍ واضحةٍ .
                      أشكر مروركَ الراقي , وأحترمُ ملاحظاتكَ , ولكنني أحاولُ أن أبحثَ عن قوالب جديدة أقدم من خلالها نصوصي , فلا أحبُّ أن تبدو القصائدُ وكأن شاعرًا واحدًا صاغها .
                      لك جلُّ احترامي ومودتي وشكري .

                      تعليق

                      • خالد شوملي
                        أديب وكاتب
                        • 24-07-2009
                        • 3142

                        #12
                        الصديق الشاعر المتألق د. نديم حسين

                        رائعة أخرى تمتعنا بها. قصيدة مميزة جدا سواء بصورها الشعرية الراقية أو بلغتها الرقيقة وتلك الإنسيابية الطبيعية مع عمق المعنى.

                        هذه الموسيقا الجميلة تستحق كل تقدير واعتزاز. هنا تفعيلتان جميلتان. لكن كل لوحة حافظت على تفعيلتها حتى النهاية. وهذا ما أجده جميلا للغاية.
                        ما يستحق الإشارة إليه هو تلك القافية المشتركة لكل اللوحات رغم اختلاف التفعيلة. وهذا أجده ابتكارا رائعا لا ينجح به إلا شاعر قدير.

                        أخي د. نديم

                        تقبل تقديري العميق ودمت شاعرا راقيا ومتألقا!

                        محبتي

                        خالد شوملي
                        متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
                        www.khaledshomali.org

                        تعليق

                        • د. نديم حسين
                          شاعر وناقد
                          رئيس ملتقى الديوان
                          • 17-11-2009
                          • 1298

                          #13
                          شاعرَنا النبيل خالد شوملي
                          لقد مررتَ فقرأتَ فأبديتَ وجهة نظرٍ مطابقةً لمقصد القصيدة .
                          دمتَ قارئًا ذكيًّا ومفيدًا .. وشاعرًا خلاَّقًا !

                          تعليق

                          • يوسف أبوسالم
                            أديب وكاتب
                            • 08-06-2009
                            • 2490

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة د. نديم حسين مشاهدة المشاركة
                            [gdwl] [/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl]
                            حِواريَّةٌ في مَسقَطِ الغَيث

                            د. نديم حسين

                            هو : ووَجهًا لوجهٍ وقفتُ أَماميْ !
                            وكُنتُ سعيدًا كطَيرِ حَمامٍ ،
                            ينامُ قريرًا بكَفَّيِّ صيَّادِ طيرِ الحَمامِ !
                            فكَيفَ تُراقِصُ صَبًّـا وحيدًا
                            فتـاةٌ تَشَظَّتْ بكَـفِّ الزِّحامِ
                            ****
                            هي : لَو كُنتُ أَعلَمُ أنَّ قلبَكَ قادِمٌ
                            - قالَتْ لهُ -
                            لسَكَبتُ شَعريَ فوقَ أكتافي كساقِيَةٍ تُصَلِّيْ .
                            ورقَصتُ حتى الفَجرِ في ساحِ المَنامِ !
                            وأكَلتُ مِن جوعي إليكَ رغيفَ فُـلِّ .
                            وزجرتُ مِصطَبَتي إذا داسَتْ خُطاكَ خُطايَ ,
                            فارتَبَكَتْ دروبُ القَلبِ في شَبَقِ المُدامِ !
                            ****
                            هو : أتُراكِ راقَصتِ الوحيدَ حبيبتي ,
                            ووقَعتِ في طَبْعِ الوِحامِ ؟
                            وبِنورِكِ العالي ،
                            ستَفتَتِحُ الصَّباحاتُ المُثيرَةُ للأسى شُبَّاكَها
                            تَرمي على روحِ الخُسوفِ بِحارَها وشِباكَها
                            صَمَتَتْ لتَحكي نَجمةً أخرى لعاليَةِ المَقامِ !
                            تتلو لحنجرةِ الهوى شَغَفَ الكَلامِ لأَنتهي
                            ريقَ البَلاغةِ يعتَري ثَغْرَ الكَلامِ !
                            لتَعودَني مُتَصَوِّفًا مُتَعَبِّدًا ,
                            قَطَفَ الصَّلاةَ البِكْرَ عن شَفَةِ الإِمامِ !
                            ****
                            هو : وقَلبًا لقلبٍ وقَفتُ أَماميْ !
                            لأَرمي إليها بأَصدافِ نَهرٍ
                            حَبيسٍ بشَهوَةِ ماءٍ جريءٍ يُداوي كُسُورَهْ .
                            وأَسقيهِ شَطَّيهِ ماءًا نميرًا يُواسي عُبورَهْ .
                            وعامًا لعامٍ يُسَلِّي أُمورَهْ .
                            وتنسابُ خَيلي كمَوجٍ لمَوجٍ
                            وأَعْقِلُ خيلاً كمَوجةِ كَرٍّ بشَطِّ الصَّهيلْ .
                            لعَلَّ القتيلَ يُواسي القَتيلْ .
                            وأبكي عليها , ومِنها سأبكيْ
                            وأُلقي عليها يَقيني وشَكِّيْ
                            بلادي تُقيمُ بمَسقَطِ غَيثٍ نَما فيهِ قَحطٌ
                            ستُلقي عليها الغُيومُ سلاميْ !
                            ****
                            هو : قُلْ ليْ برَبِّكَ يا "أَنا" !
                            كيفَ انتَهَيتَ لكُلِّ هذا البُعْدِ عَنكْ ؟
                            كيفَ التجأتَ من العقاربِ للعقارِبْ ؟
                            وسكَبتَ ذُلَّ النائمينَ على فَمِ النَصِّ المُحارِبْ ؟
                            في عيدِ ميلادِ الهزائمِ كُلِّها ،
                            قامَتْ هديَّتُكَ الحميمةُ من تراتيلِ الحُسامِ !
                            ذا جارُكَ المَوجوعُ قَلبٌ جائِعٌ ،
                            ووقفتُ مَهمومًا أَماميْ !
                            أنا لَم أَجِدْ أَحَدًا أَماميْ !
                            حَيًّا ، وحيدًا بَحرُهُ يأتي غَدًا
                            ليُنظِّفَ البَدَنَ المُجَندَلَ مِن سِهاميْ !
                            ****
                            هو : ووجهًا ... لقامَةِ صَبٍّ عتيقٍ وقَفتُ أَمامي !!.
                            [/gdwl]

                            د. نديم حسين
                            أيها المبدع الكبير

                            هذا نص يختلف عن بقية نصوصك حقا
                            من حيث بنية السرد وشكل القصيدة
                            والتنويع الفني الذي ورد فيها
                            جاءت بنية الحوار على لسان هو مرة وهو مرة أخرى
                            فلنقرأ لنجد
                            أن هو حين يحكي يستعمل تفعيلة المتقارب
                            بما تملكه من حس هادلر وصوت خطابي
                            وصوت قاطع وسريع ومتلاحق
                            ولكنه يستطيع أن يكون هادرا
                            وحافظ على هذه التفعيلة ونبرة الصوت حتى النهاية
                            وأما هي فحين تحكي
                            تستعمل تفعيلة متفاعلن الأكثر استرخاء وطلاوة
                            والأقل حدة
                            وكأن الشاعر تعمد توزيع التفعيلات بين هو وهي بما يلائم نَفَسَ كل منهم
                            وبما يتفق مع حالته الشعورية
                            هذه إشارة أولى للنص
                            لكن النص ما زال بحاجة إلى دراسة أعمق تتعلق باختيار وتوتوزيع المفردات وتوظيفها بين هو وهي
                            وكذلك الصور واأسلوب السرد
                            شاعرنا
                            تظل مبدعا كبيرا كعادتك

                            فابق كما أنت
                            وتثبت

                            تعليق

                            • د. نديم حسين
                              شاعر وناقد
                              رئيس ملتقى الديوان
                              • 17-11-2009
                              • 1298

                              #15
                              أيُّها المبدعُ الكبير يوسف أبو سالم
                              تغمُرُنا دائما بمرورك المفيد والراقي والمُربِّتِ على أكتاف النصوص .
                              لك اللهُ أيها الرائعُ الجميل .
                              شكرا لمرورك وقراءتكَ وتثبيتكَ القصيدة !
                              دمتَ بصحة وسعادة غامرةٍ أيها الأخُ العزيزُ العزيز .
                              التعديل الأخير تم بواسطة د. نديم حسين; الساعة 07-06-2010, 17:42.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X