تغيير القناعات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • شذى عيسى
    عضو الملتقى
    • 09-01-2009
    • 52

    تغيير القناعات

    تغيير القناعات ...
    شذى عيسى
    قناعات الإنسان تتولد لديه من مصادر عديدة ، و يكتسب الإنسان مجموعة كبيرة من القناعات من أسرته المحضن الأول له ، ثم كلما احتك أكثر بالمجتمع وبوسائل الاتصال المختلفة ، زادت مصادر تلقيه للمعلومة ، و اكتسابه للمعرفة ، ومن ثم تشكل القناعات لديه.
    وتلعب تقاليد المجتمعات دورا بارزا في تشكيل القناعات ، وهكذا يكبر الطفل حاملا قناعات و الده و أستاذه وشيخه ، إلى أن يمر بتجربة معينة أو يكتسب معرفة ما ، قد تغير شيئا من قناعاته ...
    وفي الكثير من الأحيان يرفض الشخص تغير مفهوم لديه أو قناعة معينة على الرغم من تعرفه على شواهد و أدلة تناقض قناعته ، ذلك لأن القناعة استقرت في نفسه و ارتاحت لها ، وهو يشعر بهذه القناعة بنوع من الاستقرار ، لذا يرفض التحول من وضعه المستقر الى وضع أكثر تذبذبا و تشتت .
    و لعل مرحلة الصراع الداخلي ، مرحلة أساسية في تغير القناعات ، و عادة ما يلجأ الشخص للبحث أكثر و السؤال و التمحيص حتى تستكين نفسه للمفهوم الجديد ويقتنع به .
    إن عملية المواجهة و الصدام تولد عادة حالة من العناد يلجأ لها الطرف الأخر بغية الدفاع عن نفسه ، لذا فقلما تأتي بنتائج مجدية في تغير قناعة الفرد ، و تستجيب نسبة أفضل لأسلوب الحوار الهادئ و المنطقي ...
    و تختلف سرعة تغيير المرء لقناعاته وفق مدى تمسكه أصلا بها ، فعلى سبيل المثال ، لو سمع طالب في كلية الطب بأن الدواء الفلاني أثبتت التجارب عدم جدواه في علاج مرض الضغط ، سيكون مدى تقبله و تجاوبه للمعلومة أسرع بكثير من طبيب يستخدم هذا الدواء لمدة عشرين سنة لعلاج مرضاه ويرى أنهم يتحسنون عليه ، ذلك أن الطبيب تشكلت لديه القناعة على مدى سنوات طويلة فصارت جزءا أساسيا متين لا يسهل التنازل عنه ، و الأمر الاخر أنه قد رأى نتائج هذا العلاج و لديه دلائل عينية على عدم صحة المعلومة التي سمعها ، على الرغم من أن المنهجية و الطريقة التي أجريت بها الدراسة كانت علمية صحيحة .
    وهنا تتميز فئة أخرى بمزيد من المرونة ، فهي على استعداد لوزن الأمور بموازينها ، و تقصي الحقيقة واتباع الدليل ، لتصل للحقيقة الصافية .
    و مع ذلك تظل المسألة محط اجتهاد يخطئ متقصيها أو يصيب .
    ومن العوامل الأخرى في تغيير القناعات ، مصدر التغيير ، فقد تجلس إلى شخص ما عشرات المرات وفي كل مرة يحاول اقناعك برأي يخالف اعتقادك فتظل مصرا على رأيك في حين تسمع نفس الشيء من شخص آخر لمرة واحدة و بأسلوب عادي ، لكنك تحب هذا الشخص كثيرا أو تؤمن بأفكاره وطريقة تفكيره فتجدك تستجيب بسرعة و تصدق بما قال ، بل قد تنقلب أنت لتقنع الناس من حولك به .
    و لكن لما لم يكن هناك شخص معصوم من الخطأ ، كان الأولى و الأجدى أن تتبع المنهاج العلمي الصحيح للوصول إلى الحقيقة ، لكن ذلك ليس دائما باليسير خاصة لو كنا سنتحدث عن مسألة عقائدية أو فقهية ، و التي لا تخضع لاجتهاد من يريد ، و لا كل متحدث بها ، غير أن قمة الروعة و الجمال أن الاسلام جاء بما يوافق العقل ، ولا تصطدم أحكامه وشرائعه مع صاحب التفكير السليم على عكس ما تجده حيت تقرأ في ديانات أخرى التي هي من وضع البشر أو تعرضت للتحريف و التغير ، تجد هناك التخبط و الغموض و التناقض ، وخليط مما لا يقنع به عقل و لاتطمئن له نفس .
    ومع ذلك كان لابد للشخص أن يأخذ العلم من نبعه الصافي و مصادره الحقيقية ويسأل الثقات من أهل العلم ، و يبحث و يسأل و لاحرج في ذلك إلى أن يرتاح ويطمئن ، و لاينسى أن يسأل الله الهداية للصواب .
    و بالمجمل لاتدع بوابة عقلك مفتوحة دون رقيب تستقبل كل غث وسمين وتهيم بين هذا وذاك ، و لاهي موصدة محكمة الإغلاق أطبقت على مالديها ، فلا تتقبل أو تستقبل شيئا ، بل قف أنت على باب عقلك و اعرف كيف تتحكم بالمدخلات و المخرجات ، وضع في حياتك ثوابت عظيمة تحتكم إليها ، و لن تجد أجدى و لا أعظم من دينك الحنيف ، حصنا حصينا وموجها سديد .
    و لاتستغني عن مشورة من هم أعلم منك و أخبر ، هذا مع التوكل على المولى و الإلحاح بالدعاء طلبا للهداية .
    و تبقى قناعاتنا وثوابتنا هي مايحركنا في هذه الحياة ، فإن أحسن تكوينها واكتسابها كانت حياتنا ذات قيمة عالية و إن أسأنا ذلك جلبنا لنفسنا الويلات .
    [SIZE="3"][URL="http://www.rajyataljannah.blogspot.com/"]يشرفني زيارتكم مدونتي المتواضعة... راجية الجنة[/URL][/SIZE]
  • محمد جابري
    أديب وكاتب
    • 30-10-2008
    • 1915

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة شذى عيسى مشاهدة المشاركة
    تغيير القناعات ...
    شذى عيسى
    قناعات الإنسان تتولد لديه من مصادر عديدة ، و يكتسب الإنسان مجموعة كبيرة من القناعات من أسرته المحضن الأول له ، ثم كلما احتك أكثر بالمجتمع وبوسائل الاتصال المختلفة ، زادت مصادر تلقيه للمعلومة ، و اكتسابه للمعرفة ، ومن ثم تشكل القناعات لديه.
    وتلعب تقاليد المجتمعات دورا بارزا في تشكيل القناعات ، وهكذا يكبر الطفل حاملا قناعات و الده و أستاذه وشيخه ، إلى أن يمر بتجربة معينة أو يكتسب معرفة ما ، قد تغير شيئا من قناعاته ...
    وفي الكثير من الأحيان يرفض الشخص تغير مفهوم لديه أو قناعة معينة على الرغم من تعرفه على شواهد و أدلة تناقض قناعته ، ذلك لأن القناعة استقرت في نفسه و ارتاحت لها ، وهو يشعر بهذه القناعة بنوع من الاستقرار ، لذا يرفض التحول من وضعه المستقر الى وضع أكثر تذبذبا و تشتت .
    و لعل مرحلة الصراع الداخلي ، مرحلة أساسية في تغير القناعات ، و عادة ما يلجأ الشخص للبحث أكثر و السؤال و التمحيص حتى تستكين نفسه للمفهوم الجديد ويقتنع به .
    إن عملية المواجهة و الصدام تولد عادة حالة من العناد يلجأ لها الطرف الأخر بغية الدفاع عن نفسه ، لذا فقلما تأتي بنتائج مجدية في تغير قناعة الفرد ، و تستجيب نسبة أفضل لأسلوب الحوار الهادئ و المنطقي ...
    و تختلف سرعة تغيير المرء لقناعاته وفق مدى تمسكه أصلا بها ، فعلى سبيل المثال ، لو سمع طالب في كلية الطب بأن الدواء الفلاني أثبتت التجارب عدم جدواه في علاج مرض الضغط ، سيكون مدى تقبله و تجاوبه للمعلومة أسرع بكثير من طبيب يستخدم هذا الدواء لمدة عشرين سنة لعلاج مرضاه ويرى أنهم يتحسنون عليه ، ذلك أن الطبيب تشكلت لديه القناعة على مدى سنوات طويلة فصارت جزءا أساسيا متين لا يسهل التنازل عنه ، و الأمر الاخر أنه قد رأى نتائج هذا العلاج و لديه دلائل عينية على عدم صحة المعلومة التي سمعها ، على الرغم من أن المنهجية و الطريقة التي أجريت بها الدراسة كانت علمية صحيحة .
    وهنا تتميز فئة أخرى بمزيد من المرونة ، فهي على استعداد لوزن الأمور بموازينها ، و تقصي الحقيقة واتباع الدليل ، لتصل للحقيقة الصافية .
    و مع ذلك تظل المسألة محط اجتهاد يخطئ متقصيها أو يصيب .
    ومن العوامل الأخرى في تغيير القناعات ، مصدر التغيير ، فقد تجلس إلى شخص ما عشرات المرات وفي كل مرة يحاول اقناعك برأي يخالف اعتقادك فتظل مصرا على رأيك في حين تسمع نفس الشيء من شخص آخر لمرة واحدة و بأسلوب عادي ، لكنك تحب هذا الشخص كثيرا أو تؤمن بأفكاره وطريقة تفكيره فتجدك تستجيب بسرعة و تصدق بما قال ، بل قد تنقلب أنت لتقنع الناس من حولك به .
    و لكن لما لم يكن هناك شخص معصوم من الخطأ ، كان الأولى و الأجدى أن تتبع المنهاج العلمي الصحيح للوصول إلى الحقيقة ، لكن ذلك ليس دائما باليسير خاصة لو كنا سنتحدث عن مسألة عقائدية أو فقهية ، و التي لا تخضع لاجتهاد من يريد ، و لا كل متحدث بها ، غير أن قمة الروعة و الجمال أن الاسلام جاء بما يوافق العقل ، ولا تصطدم أحكامه وشرائعه مع صاحب التفكير السليم على عكس ما تجده حيت تقرأ في ديانات أخرى التي هي من وضع البشر أو تعرضت للتحريف و التغير ، تجد هناك التخبط و الغموض و التناقض ، وخليط مما لا يقنع به عقل و لاتطمئن له نفس .
    ومع ذلك كان لابد للشخص أن يأخذ العلم من نبعه الصافي و مصادره الحقيقية ويسأل الثقات من أهل العلم ، و يبحث و يسأل و لاحرج في ذلك إلى أن يرتاح ويطمئن ، و لاينسى أن يسأل الله الهداية للصواب .
    و بالمجمل لاتدع بوابة عقلك مفتوحة دون رقيب تستقبل كل غث وسمين وتهيم بين هذا وذاك ، و لاهي موصدة محكمة الإغلاق أطبقت على مالديها ، فلا تتقبل أو تستقبل شيئا ، بل قف أنت على باب عقلك و اعرف كيف تتحكم بالمدخلات و المخرجات ، وضع في حياتك ثوابت عظيمة تحتكم إليها ، و لن تجد أجدى و لا أعظم من دينك الحنيف ، حصنا حصينا وموجها سديد .
    و لاتستغني عن مشورة من هم أعلم منك و أخبر ، هذا مع التوكل على المولى و الإلحاح بالدعاء طلبا للهداية .
    و تبقى قناعاتنا وثوابتنا هي مايحركنا في هذه الحياة ، فإن أحسن تكوينها واكتسابها كانت حياتنا ذات قيمة عالية و إن أسأنا ذلك جلبنا لنفسنا الويلات .

    الأستاذ(ة) شذى عيسى؛

    شكرا لك على التعرض لدرجات القناعات؛

    فمدارك المرء من سمع وبصر وفؤاد تتلقف المعطايات الخارجية وتنسق ترتيبها وتوظفها ومن هنا كان اليقين حسب ما جاء به القرآن الكريم ثلاث مراتب:

    1- علم اليقين: هو الخبر المؤكد؛

    2- عين اليقين؛: هو الخبر المؤكد بالحجج الدامغة؛

    3- حق اليقين: هو الخبر المؤكد بالمشهادة المصادق عليها باليقين المطلق.

    وتفاوتت مراتب الظن والشك بين اليقين والارتياب. وتفاوتت همم المؤمنين بدرجات التقوى، ودرجات اليقين،

    والموقنون وحدهم يغوصون في أبحر هداية كتاب ربهم فيستخرجون درره، ويبنون أسراره:

    فالقرآن الكريم كتاب هداية بامتياز، فهو مصدر اليقين؛ لكن لا يستفيد من بحره الزاخر إلا الموقنون:

    {{ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ [2]
    الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ{3}والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُون[4]
    }البقرة.

    {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ }الجاثية20

    والموقن تتفتح له المفاهيم تفتح الوردة من آكامها، ويغذق عليه عبيرها وتتولد فيه ملكة الفهم والغوص في بحرها بما يزداد إيمانا كلما تلا كتاب ربه أو انتصت له:

    {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }الأنفال 2

    {وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ }البقرة118

    {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ }المائدة50


    {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ }الروم60

    والثبات وعده الله للمومنين، فصبروا وثبتوا حتى جاءهم نصر الله؛ وامتازوا بأن أصبحوا آيات للهداية بأمر ربهم، لما تسلحوا بالصبر واليقين:

    {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ }السجدة24


    وعجبا لأمر الناس رغم ما جاءهم من يقين ونور من ربهم تتزلزل أركان إيمانهم وتتعثر خطاهم عند ضعف يقينهم:

    {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ }النمل82

    فهذا التقرير بصفة العموم " الناس" والذي يشمل المؤمن والكافر والعاص، يفتح باب ضعف اليقين على مصراعيه.

    {أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ
    }الطور36

    وما يتركنا ربنا في حيص بيص من أمرنا وإنما يأخذ بأدينا إلى سبيل قوة اليقين:

    {وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ }الجاثية4 .

    حاولت أعلاه إعطاء قراءة لما هي عليه الخلائق من قوة يقين وضعفه وهي درجات القناعات لدى المرء.

    وأرى صاحب(ة) البحث حاول(ت) لمس بعض المعطيات في المجال، وكان من الأولى أن ينطلق المرء من سنن الله في كونه وقرآنه ليأخذ بمعاقد الأمور وضوابطها، كي يستطيع المرء إدراك الحقائق والإخفاقات بميزان لا يخطئ.

    وطبعا هناك من القناعات من تتغير بمزيد علم فقناعة الطفل تترسخ يوما بعد يوم : فلئن علم في الابتدائي بأن 6 - 10 = لا يمكن، يتعلم في التعليم الإعدادي بأن المعادلة تساوي -4،

    هذا في العلم بالطبيعيات، والقرآن يطالبنا بالكينونة من الربانيين، الذين يتصرفون بحول الله وقوته:{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ }السجدة24

    فما الربانية وكيفية الفهم عن الله وكيف يتصرف المرء بحول الله وقوته تلك أغلى مطالب الربانية وأعلاها؟ وما أردته هنا إلا دغدغة للمشاعر ودعوة لها لتستيقظ من نومها العميق، لتغير المنظار الذي من زاويته ترمق الأشياء كي تسعد باليقين الذي لا يتزلزل بحول الله وقوته.

    http://www.mhammed-jabri.net/

    تعليق

    • منجية بن صالح
      عضو الملتقى
      • 03-11-2009
      • 2119

      #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      الأستاذة شذى

      الأستاذ الكريم محمد جابري

      والموقن تتفتح له المفاهيم تفتح الوردة من آكامها، ويغذق عليه عبيرها وتتولد فيه ملكة الفهم والغوص في بحرها بما يزداد إيمانا كلما تلا كتاب ربه أو انتصت له

      لا يمكن أن تتغير قناعات الإنسان الموروثة و المكتسبة إلا باليقين و الذي هو نور رباني تتقشع الظلمات أمامه و تشهد البصيرة أن لا إله إلا الله محمدا رسول الله
      مع تحياتي و تقديري

      تعليق

      • شذى عيسى
        عضو الملتقى
        • 09-01-2009
        • 52

        #4
        الأستاذ محمد الجابري

        بارك الله فيك ...

        حين وضعت المقال ... لم أتوقع أن أجد تفاعلا معه لإني من قليلي التفاعل هنا على هذا الملتقى ...

        لكني تفاجأت بردك ... المطول و العميق

        لعلي في مقالتي ... ذهبت أكثر لوصف حالة الانسان حين يتضطر لتغير احدى قناعاته نتيجة حصوله على متغيرات جديدة ... قصدت من ورائها
        ترسيخ مفاهيم لمن يرغب أن يؤثر على غيره ويكسبهم قناعات جديدة ... كي يعرف كيف يتعامل مع النفس البشرية ... و لايلجأ مثلا لأسلوب عنيف أو يحاول أن يجبر شخصا ... بالشدة على تقبل فكرة جديدة ...

        وعليه سواءا أكان مفكرا أو مربيا او داعية أن يتقبل فكرة تفاوت الناس في استقبالهم للمتغيرات ... وحاجتهم لأخذ وقت للاقتناع بالفكرة الجديدة

        وتغير القناعات ... قد يكون في أمور بسيطة يومية ... عابرة .... لكن التعصب للرأي و استخدام الشدة يجعلها مصدرا للنزاع و الخلاف ...


        أما في الجانب الديني ... وقد أفضت في الحديث عن اليقين ...حتى أن أسلوب الخطاب جاء عميقا بحكم تخصصك في هذا المجال ...
        فلابد أيضا أن نراعي الناس حين نريد اخبارهك بحكم فقهي يجهلونه ...
        أو نصحح معتقد نشؤوا عليه ... و ينتشر في بيئتهم ... ومسلم بصحته

        و الأمر يزداد تعقيدا إن كنت تتحدث إلى شخص على ملة أخرى وتريد أن تقنعه بدين آخر ....

        وهو أيضا حين يشعر بالرغبة في التحول من اعتقاد لاخر ... لابد أن يمر بمرحلة من الصراع الداخلي ... ومن البحث المطول ... ومن التذبذب بين الاراء حتى يبلغ اليقين ... كما ذكرت


        بارك الله فيكم وجزاكم عن الاسلام خير الجزاء
        [SIZE="3"][URL="http://www.rajyataljannah.blogspot.com/"]يشرفني زيارتكم مدونتي المتواضعة... راجية الجنة[/URL][/SIZE]

        تعليق

        • شذى عيسى
          عضو الملتقى
          • 09-01-2009
          • 52

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة منجية بن صالح مشاهدة المشاركة
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          الأستاذة شذى

          الأستاذ الكريم محمد جابري

          والموقن تتفتح له المفاهيم تفتح الوردة من آكامها، ويغذق عليه عبيرها وتتولد فيه ملكة الفهم والغوص في بحرها بما يزداد إيمانا كلما تلا كتاب ربه أو انتصت له

          لا يمكن أن تتغير قناعات الإنسان الموروثة و المكتسبة إلا باليقين و الذي هو نور رباني تتقشع الظلمات أمامه و تشهد البصيرة أن لا إله إلا الله محمدا رسول الله
          مع تحياتي و تقديري

          شكرا جزيلا استاذتي الفاضلة على مرورك الذي يفيض عبقا

          اللهم ارزقنا اليقين واجعلنا من عبادك الموقنين
          [SIZE="3"][URL="http://www.rajyataljannah.blogspot.com/"]يشرفني زيارتكم مدونتي المتواضعة... راجية الجنة[/URL][/SIZE]

          تعليق

          • محمد جابري
            أديب وكاتب
            • 30-10-2008
            • 1915

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة شذى عيسى مشاهدة المشاركة
            الأستاذ محمد الجابري

            بارك الله فيك ...

            حين وضعت المقال ... لم أتوقع أن أجد تفاعلا معه لإني من قليلي التفاعل هنا على هذا الملتقى ...

            لكني تفاجأت بردك ... المطول و العميق

            لعلي في مقالتي ... ذهبت أكثر لوصف حالة الانسان حين يتضطر لتغير احدى قناعاته نتيجة حصوله على متغيرات جديدة ... قصدت من ورائها
            ترسيخ مفاهيم لمن يرغب أن يؤثر على غيره ويكسبهم قناعات جديدة ... كي يعرف كيف يتعامل مع النفس البشرية ... و لايلجأ مثلا لأسلوب عنيف أو يحاول أن يجبر شخصا ... بالشدة على تقبل فكرة جديدة ...

            وعليه سواءا أكان مفكرا أو مربيا او داعية أن يتقبل فكرة تفاوت الناس في استقبالهم للمتغيرات ... وحاجتهم لأخذ وقت للاقتناع بالفكرة الجديدة

            وتغير القناعات ... قد يكون في أمور بسيطة يومية ... عابرة .... لكن التعصب للرأي و استخدام الشدة يجعلها مصدرا للنزاع و الخلاف ...


            أما في الجانب الديني ... وقد أفضت في الحديث عن اليقين ...حتى أن أسلوب الخطاب جاء عميقا بحكم تخصصك في هذا المجال ...
            فلابد أيضا أن نراعي الناس حين نريد اخبارهك بحكم فقهي يجهلونه ...
            أو نصحح معتقد نشؤوا عليه ... و ينتشر في بيئتهم ... ومسلم بصحته

            و الأمر يزداد تعقيدا إن كنت تتحدث إلى شخص على ملة أخرى وتريد أن تقنعه بدين آخر ....

            وهو أيضا حين يشعر بالرغبة في التحول من اعتقاد لاخر ... لابد أن يمر بمرحلة من الصراع الداخلي ... ومن البحث المطول ... ومن التذبذب بين الاراء حتى يبلغ اليقين ... كما ذكرت


            بارك الله فيكم وجزاكم عن الاسلام خير الجزاء
            الأستاذ الكريم شذى عيسى؛

            أحببت أن أصرف الأمر إلى النظرة الربانية للأشياء، رغم قناعاتي بمناقشات عقلانية، تفضي إلى إقناع المرء للعذول عن رأيه
            وفي هذا المجال فقد كتبت موضوعين:

            أساليب الحوار الدعوي:


            " ما الجدل ؟ "
            ما الجدل؟ المقاربة اللغوية والاصطلاحية المقاربة اللغوية: الجدل لغة: الجيم والدال واللام أصل واحد، وهو من باب استحكام الشيء في استرسال يكون فيه. ترجع مادة ج.د.ل في اللغة إلى معنى: 1- المادي يفيد القوة والصلابة، كما في قول جدل الحبل إذا أحكم فتله ؛ 2- المعنوي كما في دلالتها على اللدد في الخصومة، والقدرة عليها.


            ولرغبة أكيدة في مصافحة أراء تحرث سبل تغير القناعات بفكر غربي أذكر على سبيل المثال:

            كتاب :
            Les lois de la domination mentale,
            Frank Rudolph Young

            فهو يمد القارئ بأساليب، وتقنيات الهيمنة الفكرية، على غيرنا. منها ما يتماشى مع روح ديننا ومنها ما يتنافى مع قيمنا وأخلاقنا.
            http://www.mhammed-jabri.net/

            تعليق

            • سهير الشريم
              زهرة تشرين
              • 21-11-2009
              • 2142

              #7
              الفاضلة / شذى عيسى
              مساءك سعيد ..

              تغيير القناعات وكما تفضلتِ تلعب به أدوارا كثيرة حياتية وبيئية بالدرجة الأولى ، ودوما تكون ناجمة عن تكرار تجارب وخبرات معينة .
              فكثير منا من يؤمن بقضية ما على مر من الزمن ونظرا لتكرار تجربة مناقضة معه تتغير لديه هذه القناعة والذي حارب من اجلها الكثير . ولربما
              تتولد لديه قناعات جديدية مغايرة لما كان يتبناها سابقا.
              الخبرات تولد القناعات .. وهذا لنرجع هنا الى رد الدكتور محمد الجابري ، حيث هناك قناعات لا تتغير مهما اختلفت الأمور وواجه الإنسان العقبات .. فالقناعات المبنية على علم اليقين والعقيدة الدينية بغض النظر عن الدين صعب ان نغير هذه القناعات مطلقا حتى لو واجهنا العالم كله بها.
              أيضا هناك القناعات المبنية على المبادىء الموروثة من خلال الشرائع الموضوعة عرفيا ومجتمعيا .. ومهما تغيرت الموازين واختلفت البيئات من حولنا لن نغير ما تربينا عليه
              بعض القناعات تتغير وتلك التي اكتسبناها من خلال المعايشة اليومية إما عن طريق العمل أو الدراسة او الزمالة .. وغيرها من العلاقات الاجتماعية التي اكتسبناها مؤخرا بعد ان اكتسبنا قناعات اخرى من خلال التربية والتنشءة الأولى ,,,,

              تحياتي وتقديري
              سهير الشريم

              تعليق

              • مصطفى شرقاوي
                أديب وكاتب
                • 09-05-2009
                • 2499

                #8
                السلام عليكم ,,

                الأستاذة الفاضلة وودنا أن لو كانت محاور للنقاش الفكري ولكن لا بأس لطالما هو موضوع للتأمل والتفكر في تغيير القناعات ... ولكن لابد وأن يكون للمرء منهج ثابت وخط مستقيم يسير عليه وبعدها ستتوفر فيه المرونة الكافية لاستقبال القناعات المختلفة والأفكار المتجددة لتطوير ذاته في ما يدعم سيره ومنهاجه وطريق وصوله إلى هدف الوصول .... وما أعظم الطموح إن كان في نفيسٍ غال وليكن الجنة ... وهي أقصى آمال العاملين ومنتهى طريق الباحثين ومتنفس المشتاقين ... القناعة الثابته أنها حفت بالمكاره والطريق إليها جد وعر .. والمقتنع بذلك مثلاً يواجه شخص آخر يزين له ما لا يحق تزيينه وييسر له الشهوات فهل تتغير قناعته مثلاً بأن طريق الجنه ممهد سهل .
                أقصد إن لم يفِ التعبير حد تفكيري أن القناعات أنواع منها الثابت بالنصوص والمتعارف عليه بالدليل ومنها الموروث الأدبي للبيئة الثقافية ( على حد تعبير أحد أصدقائي ) هذا الموروث الأدبي لا يمكن تغييره إلا من شخص مرن ليس غيره فإن لم تتوافر في الشخص الرونة الكافية لتغيير أفكاره التي نشأ عليها سيؤدي ذلك به إلى التطرف وتجاهل الآخر وتهميشه وهذا ليس من أخلاق الأسلام ولا المسلمين .. كم دعينا في القرآن الكريم في أكثر من موضع لإعمال الفكر وتشغيل العقل بالتأمل والتفكر وكم كان إبراهيم الخليل يتأمل وكم كان وكان ..... فالقناعة الثابتة تحتاج لدعائم عند من عرف الحق ومن لم يعرف الحق ليس لديه قناعة ثابته هذا هو الذي يستحق العمل ويحث من هم على الطريق أن يدعوه بالحكمة والموعظة الحسنة .. حتى يساعده في تشغيل عقله الثابت وتغيير قناعته الخاطئة ... وكل يظن نفسه على صواب ولكن الصواب ما جاء لنا من عند ربنا بطريق نبينا هذه هي قناعتنا والخطأ هو مالم ينزل المولى به من سلطان من أفكار وأفعال تأخذ بصاحبها إلى مواطن الهكلةِ والضياع .......... نحتاج لإعمال العقل وتشغيل الفِكر والإستفادة من قناعات الآخرين بما يدعمنا ويساعدنا على السلوك الصحيح بفهم ناضج .

                تعليق

                • محمد جابري
                  أديب وكاتب
                  • 30-10-2008
                  • 1915

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة سهير الشريم مشاهدة المشاركة
                  الفاضلة / شذى عيسى
                  مساءك سعيد ..

                  تغيير القناعات وكما تفضلتِ تلعب به أدوارا كثيرة حياتية وبيئية بالدرجة الأولى ، ودوما تكون ناجمة عن تكرار تجارب وخبرات معينة .
                  فكثير منا من يؤمن بقضية ما على مر من الزمن ونظرا لتكرار تجربة مناقضة معه تتغير لديه هذه القناعة والذي حارب من اجلها الكثير . ولربما
                  تتولد لديه قناعات جديدية مغايرة لما كان يتبناها سابقا.
                  الخبرات تولد القناعات .. وهذا لنرجع هنا الى رد الدكتور محمد الجابري ، حيث هناك قناعات لا تتغير مهما اختلفت الأمور وواجه الإنسان العقبات .. فالقناعات المبنية على علم اليقين والعقيدة الدينية بغض النظر عن الدين صعب ان نغير هذه القناعات مطلقا حتى لو واجهنا العالم كله بها.
                  أيضا هناك القناعات المبنية على المبادىء الموروثة من خلال الشرائع الموضوعة عرفيا ومجتمعيا .. ومهما تغيرت الموازين واختلفت البيئات من حولنا لن نغير ما تربينا عليه
                  بعض القناعات تتغير وتلك التي اكتسبناها من خلال المعايشة اليومية إما عن طريق العمل أو الدراسة او الزمالة .. وغيرها من العلاقات الاجتماعية التي اكتسبناها مؤخرا بعد ان اكتسبنا قناعات اخرى من خلال التربية والتنشءة الأولى ,,,,

                  تحياتي وتقديري
                  سهير الشريم

                  الأستاذة سهير الشريم؛
                  يعتمد رجالات السياسة والمنظمات الماسونية سبلا لقناعات ضد إراردة المرء، متعدد الأساليب، وأحيانا وعرة المسالك.

                  النموذج الأول
                  يحكي لي أحد الإخوة الصادقين، وقد كان آنئيذ رئيس مؤسسة تعليمية كبيرة بأنه تلقى هاتفا من أحد الأطباء من أصدقائه يستدعيه لحضور حفل سيحضره بعض الأمريكيين.

                  قال ولما حضرت هناك وجدت تقريبا بعض الإداريين من رؤساء المصالح بالمدينة، وبدأ الحفل في الوقت المقرر له، وأخذ الكلمة أحد الأمريكيين ليؤكد الهدف من الاجتماع، وبسطه تبسيطا هو إرادة تأسيس جمعية سرية تعني بالشؤون الاجتماعية، وتستمكل مواردها من تنظيم سهرات فنية وتوزع تلك المداخل على ضعفاء المدينة، وهو مجرد عمل خيري يجري في الظل. واسترسل بالقول بأن الفرع الذي نؤسسه اليوم هو الفرع رقم 21 ببلدكم وانتقل إلى تعداد حمعا من الرؤساء الدول العربية كلهم أعضاء بالجمعية، ثم ما لبث أن عرض خطة العمل: فقال أنا أمريكي مسيحي، وأنت مسلم، ولكي لا نصطدم بما يفرق بيننا فلا مجال لاستخدام الدين في جمعيتنا...ثم طفق يسأل من هو موافق، فقال ورأيت كل الأيدي تقريبا كلها ارتفعت وانقادت ضد إرادتها.

                  وسبيلهم لذلك بناء خيوط الثقة والطمأنينة بين العناصر، ثم هناك تدرج في المراتب والدرجات...

                  النموذج الثاني:

                  جمعية متسترة غير واضحة المعالم تسعى لاستقطاب مجرد فئة الدكاترة، فهم يستعملون لذلك مختلف الوسائل، منها:

                  دعوى توزيع أوراق اليانصيب حتى إذا وصل إلى الدكتور فاجاءه بالقول الورقة رابحة فاقصد المكتب بالقرب منه لتحصل على مبلغك. يذهب المسكين وكل نياته أنه سيحصد نتيجة فوزه، فيدخل ويملأ استمارة فيها كل معطياته، ويطلبون منه إمضاء وريقات ليتسلم المبلغ الخيالي الذي بشروه به. وبعد التوقيع يتسلم شيكا بالقدر المذكور، ويمضي الدكتور إلى منزله منتشيا بما أحرزه من مبلغ حلم العمر.

                  ومن المعلوم بأن الأموال تخرج رؤوسها، وتتغير معالم الحياة لدى الشخص، وبعد أيام، يستدعى للمكتب ويكلف بمهام تأباها عزته وأنفته، وطبعا يبدي اعتراضه، فيستخرج له الأوراق التي أمضاها على عجل من أمره يوم تسلم الأموال ليطلعوه بأنها رشاوى قصد العمالة للمؤسسة. فلن يجد بد من الانقياد أو السجن.

                  وقد يختلف الأسلوب في انتقاء الأشخاص، فقد يعمدون إلى تخصيص جوائز للكتاب المرموقين حتى يوقعوهم في الشرك...

                  وهكذا تنقاد الإرادات انقياد الدواب في الحضيرة.
                  http://www.mhammed-jabri.net/

                  تعليق

                  • ناريمان الشريف
                    مشرف قسم أدب الفنون
                    • 11-12-2008
                    • 3454

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة شذى عيسى مشاهدة المشاركة
                    تغيير القناعات ...
                    شذى عيسى
                    قناعات الإنسان تتولد لديه من مصادر عديدة ، و يكتسب الإنسان مجموعة كبيرة من القناعات من أسرته المحضن الأول له ، ثم كلما احتك أكثر بالمجتمع وبوسائل الاتصال المختلفة ، زادت مصادر تلقيه للمعلومة ، و اكتسابه للمعرفة ، ومن ثم تشكل القناعات لديه.
                    وتلعب تقاليد المجتمعات دورا بارزا في تشكيل القناعات ، وهكذا يكبر الطفل حاملا قناعات و الده و أستاذه وشيخه ، إلى أن يمر بتجربة معينة أو يكتسب معرفة ما ، قد تغير شيئا من قناعاته ...
                    وفي الكثير من الأحيان يرفض الشخص تغير مفهوم لديه أو قناعة معينة على الرغم من تعرفه على شواهد و أدلة تناقض قناعته ، ذلك لأن القناعة استقرت في نفسه و ارتاحت لها ، وهو يشعر بهذه القناعة بنوع من الاستقرار ، لذا يرفض التحول من وضعه المستقر الى وضع أكثر تذبذبا و تشتت .
                    و لعل مرحلة الصراع الداخلي ، مرحلة أساسية في تغير القناعات ، و عادة ما يلجأ الشخص للبحث أكثر و السؤال و التمحيص حتى تستكين نفسه للمفهوم الجديد ويقتنع به .
                    إن عملية المواجهة و الصدام تولد عادة حالة من العناد يلجأ لها الطرف الأخر بغية الدفاع عن نفسه ، لذا فقلما تأتي بنتائج مجدية في تغير قناعة الفرد ، و تستجيب نسبة أفضل لأسلوب الحوار الهادئ و المنطقي ...
                    و تختلف سرعة تغيير المرء لقناعاته وفق مدى تمسكه أصلا بها ، فعلى سبيل المثال ، لو سمع طالب في كلية الطب بأن الدواء الفلاني أثبتت التجارب عدم جدواه في علاج مرض الضغط ، سيكون مدى تقبله و تجاوبه للمعلومة أسرع بكثير من طبيب يستخدم هذا الدواء لمدة عشرين سنة لعلاج مرضاه ويرى أنهم يتحسنون عليه ، ذلك أن الطبيب تشكلت لديه القناعة على مدى سنوات طويلة فصارت جزءا أساسيا متين لا يسهل التنازل عنه ، و الأمر الاخر أنه قد رأى نتائج هذا العلاج و لديه دلائل عينية على عدم صحة المعلومة التي سمعها ، على الرغم من أن المنهجية و الطريقة التي أجريت بها الدراسة كانت علمية صحيحة .
                    وهنا تتميز فئة أخرى بمزيد من المرونة ، فهي على استعداد لوزن الأمور بموازينها ، و تقصي الحقيقة واتباع الدليل ، لتصل للحقيقة الصافية .
                    و مع ذلك تظل المسألة محط اجتهاد يخطئ متقصيها أو يصيب .
                    ومن العوامل الأخرى في تغيير القناعات ، مصدر التغيير ، فقد تجلس إلى شخص ما عشرات المرات وفي كل مرة يحاول اقناعك برأي يخالف اعتقادك فتظل مصرا على رأيك في حين تسمع نفس الشيء من شخص آخر لمرة واحدة و بأسلوب عادي ، لكنك تحب هذا الشخص كثيرا أو تؤمن بأفكاره وطريقة تفكيره فتجدك تستجيب بسرعة و تصدق بما قال ، بل قد تنقلب أنت لتقنع الناس من حولك به .
                    و لكن لما لم يكن هناك شخص معصوم من الخطأ ، كان الأولى و الأجدى أن تتبع المنهاج العلمي الصحيح للوصول إلى الحقيقة ، لكن ذلك ليس دائما باليسير خاصة لو كنا سنتحدث عن مسألة عقائدية أو فقهية ، و التي لا تخضع لاجتهاد من يريد ، و لا كل متحدث بها ، غير أن قمة الروعة و الجمال أن الاسلام جاء بما يوافق العقل ، ولا تصطدم أحكامه وشرائعه مع صاحب التفكير السليم على عكس ما تجده حيت تقرأ في ديانات أخرى التي هي من وضع البشر أو تعرضت للتحريف و التغير ، تجد هناك التخبط و الغموض و التناقض ، وخليط مما لا يقنع به عقل و لاتطمئن له نفس .
                    ومع ذلك كان لابد للشخص أن يأخذ العلم من نبعه الصافي و مصادره الحقيقية ويسأل الثقات من أهل العلم ، و يبحث و يسأل و لاحرج في ذلك إلى أن يرتاح ويطمئن ، و لاينسى أن يسأل الله الهداية للصواب .
                    و بالمجمل لاتدع بوابة عقلك مفتوحة دون رقيب تستقبل كل غث وسمين وتهيم بين هذا وذاك ، و لاهي موصدة محكمة الإغلاق أطبقت على مالديها ، فلا تتقبل أو تستقبل شيئا ، بل قف أنت على باب عقلك و اعرف كيف تتحكم بالمدخلات و المخرجات ، وضع في حياتك ثوابت عظيمة تحتكم إليها ، و لن تجد أجدى و لا أعظم من دينك الحنيف ، حصنا حصينا وموجها سديد .
                    و لاتستغني عن مشورة من هم أعلم منك و أخبر ، هذا مع التوكل على المولى و الإلحاح بالدعاء طلبا للهداية .
                    و تبقى قناعاتنا وثوابتنا هي مايحركنا في هذه الحياة ، فإن أحسن تكوينها واكتسابها كانت حياتنا ذات قيمة عالية و إن أسأنا ذلك جلبنا لنفسنا الويلات .
                    غاليتي زينب
                    سلام الله عليك
                    موضوع من أهم المواضيع التي تستحق أن تحظى بمشاركة الجميع ومبادلة الرأي فيها ..
                    وبرأيي الخاص :
                    في عقلية كل إنسان مجموعة كبيرة من الأفكار
                    كلها دون استثناء قابلة للتبديل والتغيير مادام الانسان في حالة تفكير مستمر
                    ولكن .. الأجدى أن يحتفظ المرء بثوابت لا تتغير .. كالثوابت الايمانية والعقيدية
                    التي لها علاقة بأركان الاسلام والايمان ..
                    وتلك حقائق ينبغي ألا تكون عرضة للنقاش وطرح الرأي فيها ..
                    كمن يناقش ( تشرق الشمس من الشرق ) ما رأيك ؟
                    أما ما دون ذلك فينبغي أن يفتح المرء عقله لها ولا يصم آذانه عن سماع رأي غيره فيها ولا يعتبرها أصلاً من القناعات لأنها قابلة للتغيير .. حيث أن قناعاته الأولى في الأصل لم تأت بغير تفكير .. فإن عاود التفكير فيها بطريقة أخرى فإنه قد يجدها تحتاج إلى تبديل وتغيير

                    والخلاصة .. تبديل القناعات وارد ما لم تكن هذه القناعات لها علاقة بالعقيدة وأركان الايمان ..
                    أشكرك أخيتي على طرحك المبارك .. ولك فائق احترامي




                    ..... ناريمان
                    sigpic

                    الشـــهد في عنــب الخليــــل


                    الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                    تعليق

                    • سهير الشريم
                      زهرة تشرين
                      • 21-11-2009
                      • 2142

                      #11
                      الأستاذ الكريم / د. محمد الجابري
                      مساؤك سعيد .

                      ما تغير القناعات النظم الإجبارية .. وبعض القواعد المستحدثة في بلادنا والتي علينا أن نوافق عليها شئنا أم أبينا ..
                      ربما نقوم بالكثير من الأعمال غير مقتنعين بها واقعيا ولكن علينا أن نقوم بها حتى لوكانت عكس قناعاتنا .. طبعا بما بتوافق مع ديننا ..
                      فالكثير من يدّرس مادة لا يرغبها ولا يقتنع يوما بدراستها وها هو الآن يوميا عليه أن يقوم بتدريسها لجيل آخر .
                      وكثير من تم تعيينه بوظيفة لم يفكر بها يوما ولا يعتقد بأنه يوما سيمارسها وها هو كل يوم يذهب لها بارادته رغم عدم قناعاته .
                      كثيرا منا من تزوج بمن لا يرغب ومع ذلك تستمر حياته دون قناعة ولكن هناك اولويات ...
                      كثير وكثير وكثير ...
                      ليس ما نعيشه هو من قناعاتنا .. وأحيانا كثيرة نسلك كل السبل الغير مقتنعين بها ولكن نسلكها من منطلق واجب ... ولم تتغير القناعات ..
                      أما تغيير القناعات فإن كانت للأفضل لا بأس .. أما التغيرات العشوائية من خلال التجارب والخبرات فهذه للأسف تنذر بشخصية مهزوزة غير سوية ..

                      شكرا على ما أوردته كعينات متواجدة بكثرة بل بزخم حاليا في مجتمعاتنا والمتجمعات الدولية حتى ...
                      وتبقى القناعات مفتاح الرضا ...

                      تحيااتي لحضورك
                      سهير الشريم

                      تعليق

                      • منجية بن صالح
                        عضو الملتقى
                        • 03-11-2009
                        • 2119

                        #12
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                        الأستاذ الكريم محمد جابري

                        يعتمد رجالات السياسة والمنظمات الماسونية سبلا لقناعات ضد إرادة المرء، متعدد الأساليب، وأحيانا وعرة المسالك.

                        أستاذي الكريم أعتبر ما يحصل في هذه الحالات كارثة إنسانية على المجتمع و على الإنسان نفسه فالطريق المنحدر يوصل حتما إلى الهاوية و بداية التنازل على المبادىء و القيم يمكن ان يخرج الإنسان من الملة و هذه طرق يتوخاها الإستعمار الحديث لترسيخ الفكر المادي و ترويض أفراد من النخبة العلمية بعد أن نجحوا في إستقطاب حاكميهم حتى يستشري الفساد في افراد من المفروض أن يكونوا جنودا تحارب الرذيلة و تنشر العدل و القيم الدينية في أوساط تعيش جاهلية حديثة بكل مفرداتها الطامسة لإنسانية الإنسان
                        و القيام بأعمال ضد الإرادة يمكن أن يكون فيه هلاك الفرد و الأمر له وجهان إذا أردنا تفادي الوقوع بين أحضان الشيطان
                        عندما نتلقى عرضا لا بد أن نعرضه على الشرع و نوافق عليه حسب موافقته لديننا و نرفضه لنفس الغرض
                        و الثاني يمكن أن نقوم بعمل حلال ضد قناعتنا لكنه يخدم مصلحة عامة أو خاصة كعمل بر أو إرضاء أحد الأقارب أو الجيران ممن يكبرنا سنا في هذه الحال لا بد أن نغير قناعتنا و ذلك بجعل العمل لوجه الله إبتغاء مرضاته تعالى ونتجاوز الشخص الذي قمنا بالعمل من أجله و هذا من رحمة الله بنا حتى لا نتعب و نهلك و نسقط في حبائل الشيطان فالأعمال بالنيات فالتكن نيتنا خالصة لوجهه الكريم حتى و إن لم تتوافق مع ما نحب فالكريم يعوضنا بأحسن مما كنا نتمنى و يضع عنا وزر العمل الذي خالفنا به قناعاتنا

                        هذا هو الحل الأمثل حتى لا نكسر أمام أمور نجبر في بعض الأحيان على القيام بها هكذا يعلمنا تعالى كيف نصنع من الألم أمل و غدا أفضل
                        تحياتي و تقديري
                        السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

                        تعليق

                        • د. م. عبد الحميد مظهر
                          ملّاح
                          • 11-10-2008
                          • 2318

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة شذى عيسى مشاهدة المشاركة





                          قناعات الإنسان تتولد لديه من مصادر عديدة

                          وتلعب تقاليد المجتمعات دورا بارزا في تشكيل القناعات

                          وفي الكثير من الأحيان يرفض الشخص تغير مفهوم لديه أو قناعة معينة على الرغم من تعرفه على شواهد و أدلة تناقض قناعته

                          و لعل مرحلة الصراع الداخلي ، مرحلة أساسية في تغير القناعات

                          إن عملية المواجهة و الصدام تولد عادة حالة من العناد يلجأ لها الطرف الأخر بغية الدفاع عن نفسه ، لذا فقلما تأتي بنتائج مجدية في تغير قناعة الفرد




                          و تختلف سرعة تغيير المرء لقناعاته وفق مدى تمسكه أصلا بها

                          و تقصي الحقيقة واتباع الدليل ، لتصل للحقيقة الصافية .



                          و مع ذلك تظل المسألة محط اجتهاد يخطئ متقصيها أو يصيب
                          .



                          ومن العوامل الأخرى في تغيير القناعات ، مصدر التغيير

                          و لكن لما لم يكن هناك شخص معصوم من الخطأ ، كان الأولى و الأجدى أن تتبع المنهاج العلمي الصحيح للوصول إلى الحقيقة ، لكن ذلك ليس دائما باليسير




                          ومع ذلك كان لابد للشخص أن يأخذ العلم من نبعه الصافي و مصادره الحقيقية ويسأل الثقات من أهل العلم ، و يبحث و يسأل و لاحرج في ذلك إلى أن يرتاح ويطمئن ، و لاينسى أن يسأل الله الهداية للصواب .

                          و تبقى قناعاتنا وثوابتنا هي مايحركنا في هذه الحياة ، فإن أحسن تكوينها واكتسابها كانت حياتنا ذات قيمة عالية و إن أسأنا ذلك جلبنا لنفسنا الويلات .
                          بسم الله الرحمن الرحيم

                          الأستاذة الفاضلة شذى عيسى

                          تحية طيبة

                          الموضوع جميل وهام ، وحتى يمكن التحاور بمنهجية حول القناعات و تغييرها ، فهل يمكن أن تحددى بعض المحاور للحوار؟

                          فكما تعلمين فالأساس فى ملتقى الحوار الفكري والثقافي هو الحوار ، و أنت المسئولة عن إدارة الحوار.

                          و تحياتى

                          تعليق

                          • شذى عيسى
                            عضو الملتقى
                            • 09-01-2009
                            • 52

                            #14
                            السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
                            بارك الله فيكم و حياكم الله
                            للحق مشاركات رائعة ... وفي كل منها لفتة جميلة
                            لعلي لم أتقيد بشروط المشاركات في هذا المحور
                            لأنني بصراحة من المقلين في الكتابة ... وحين كتبت المقال بحثت في الملتقى عن مكان مناسب به فظننته في هذا القسم
                            ........................
                            عموما يمكننا طرح محاور للنقاش على النحو التالي
                            - ماهو مفهوم القناعة ؟وما هي طرق اكتسابها ؟
                            - هل يمكن تغيير القناعات ؟ متى يمكن ذلك و كيف؟
                            - ماهو أثر القناعات على حياتنا ؟
                            - الترويج للأفكار الجديدة أو المستحدثة ، محاولات التغيير أو التجديد ، كيف يمكن أن تنجح ؟
                            - ماذا يحتاج الداعية أو المصلح كي يستبدل قناعات رسخها المجتمع و تتنافى مع الشرع ؟
                            - هل هناك مايبرر استخدام الشدة و القانون ، لارغام شخص على تغيير قناعته ؟
                            - إن كنت تعمل في مؤسسة أو منظمة ، هل يلزمك الالتزام بكافة تعليمات المؤسسة ، وهل أنت ملزم بالأخذ برئيها في اجتهاداتها ، و هل مخالفتك لذلك أو رفضك للقيام بأمر لأنك لك وجهة نظر مغايرة ..يتنافى مع طاعة ولي الأمر أو وحدة الصف المسلم .
                            ...............................
                            لو عدت لأحلل الموضوع سأجد الكثير من النقاط ... لكن سأكتفي بهذه النقاط حاليا ...
                            بوركتم ..
                            [SIZE="3"][URL="http://www.rajyataljannah.blogspot.com/"]يشرفني زيارتكم مدونتي المتواضعة... راجية الجنة[/URL][/SIZE]

                            تعليق

                            • د. م. عبد الحميد مظهر
                              ملّاح
                              • 11-10-2008
                              • 2318

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة شذى عيسى مشاهدة المشاركة
                              السلام عليكم و رحمة الله وبركاته



                              عموما يمكننا طرح محاور للنقاش على النحو التالي


                              - ماهو مفهوم القناعة ؟وما هي طرق اكتسابها ؟

                              - هل يمكن تغيير القناعات ؟ متى يمكن ذلك و كيف؟

                              - ماهو أثر القناعات على حياتنا ؟

                              - الترويج للأفكار الجديدة أو المستحدثة ، محاولات التغيير أو التجديد ، كيف يمكن أن تنجح ؟

                              - ماذا يحتاج الداعية أو المصلح كي يستبدل قناعات رسخها المجتمع و تتنافى مع الشرع ؟

                              - هل هناك مايبرر استخدام الشدة و القانون ، لارغام شخص على تغيير قناعته ؟

                              - إن كنت تعمل في مؤسسة أو منظمة ، هل يلزمك الالتزام بكافة تعليمات المؤسسة ، وهل أنت ملزم بالأخذ برئيها في اجتهاداتها ، و هل مخالفتك لذلك أو رفضك للقيام بأمر لأنك لك وجهة نظر مغايرة ..يتنافى مع طاعة ولي الأمر أو وحدة الصف المسلم .





                              بوركتم ..
                              بسم الله الرحمن الرحيم

                              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

                              إذن نبدأ بالمحور الأول:....

                              المحور الأول: - ماهو مفهوم القناعة ؟وما هي طرق اكتسابها ؟


                              وتحياتى
                              التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 16-06-2010, 18:32.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X