سيف الملامة / عبد اللطيف غسري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد اللطيف غسري
    أديب وكاتب
    • 02-01-2010
    • 602

    سيف الملامة / عبد اللطيف غسري

    سيف الملامة



    عبد اللطيف غسري



    من ديوان (قوافلُ الثلج)



    البَدرُ لا تنتابُهُ الرَّعـَـــــــــــــــداتُ
    أو يَعْتريهِ الخوفُ والرَّجَفــــــــاتُ



    إلا إذا رَعَشتْ لهُ أجْفانـُهـــــــــــــا
    أو أشرَقتْ مِن ثغرهَا البَسَمـَـــــاتُ



    خَنساءُ أطرَبَها النسيمُ على الرُّبَــى
    فتراقصتْ من شَعْرهَا الخُصُـــلاتُ



    الليلُ في أهْدَابها طِفلٌ علـــــــــــى
    كـَتِفـَيْهِ تعزفُ لحنـَها النسَمَـــــــاتُ



    يغدو فيُرْبـِكـُهُ الحَياءُ كأنمــــــــــــا
    طـُبـِعَتْ على وُجْناتِهِ القبُــــــــلاتُ



    في مقلتيْها عندليبٌ دَأبُــــــــــــــــهُ
    فوقَ الرُّموشِ تمَلـْمُلٌ وَسُبَــــــاتُ



    ما البحرُ إلا نفحة ٌمِنْ عِطــــرهَــا
    تعتادُني مِن صَوْبهِ القطـــَــــــرَاتُ



    يَخْضَرُّ في عِزِّ الخريفِ طريقـُــها
    فتدِبُّ فوقَ بسَاطِهِ الخُطـــــــــواتُ



    وتغُضُّ عينيْها الغدَاة َإذا مَشـَــــتْ
    حتى اخْتفتْ مِن لحْظِهَا اللفتــَـــاتُ



    هامَتْ بها في الظلِّ رُوحي وانـْتشتْ
    حرَكاتـُها بالعِشقِ والسَّكنـَــــــــاتُ



    في مُهْجتِي منها ربيعٌ مُزْهِــــــــرٌ
    زحَفتْ على أزهَارهِ اليَرَقــــــــاتُ



    وتدَفقتْ ودْيَانـُهُ مَزهُــــــــــــــــوَّة ً
    وضِفافـُها الآهاتُ والعَبــَـــــــرَاتُ



    وأكادُ ألمَسُ ظِلـَّها فأجُسُّــــــــــــــهُ
    لكنْ تقضُّ مَضاجعِي الجَمَـــــراتُ



    قِيَمُ المَكان تغيَّرتْ حتى اسْتـــــوَى
    قـُرْبٌ بـِبُعْدٍ مِلؤهُ الحَسـَــــــــــراتُ



    تأبَى طيُورُ العشقِ تحْليقـًا كمـــــــا
    يَأبَى النمُوَّ على الصَّعيدِ نبـَـــــــاتُ



    ويَفرُّ من طرْفِ البَنـَان بَنـَانهَــــــــا
    وتكادُ تصرُخُ في دَمي الرَّغبــــاتُ



    وأظلُّ أرْقـُبُ في الزَّمان هُنـَيْهَـــــة ً
    تجتاحُنِي مِن سِحرها الغـَمَــــــراتُ



    لكنْ تحَاصِرُني سِيَاط ُالصَّمتِ، لـمْ
    تفتأ تلاحِقنِي بهَا الضَّرَبـــــــــــاتُ



    تقفُ العيونُ الناضِحَاتُ توَجُّســــًـا
    مِن بينِنا والليلُ والهَمَســـــــــــــاتُ



    سَيفُ المَلامةِ مُصْلـَتٌ وَمُسَلـــَّــــط ٌ
    فوقَ الرِّقابِ وَغِمْدُهُ الهَمَـــــــــزات



    خَرسَتْ شِفاهُ البوْحِ مِن ثغري وفي
    أحدَاقِها لمْ تـَخْرَسِ النظـــــــــــرَاتُ



    وَتلـَقـَّفتْ كلَّ الكلامِ مَسامِعـــــــــي
    وَعلى الجَبينِ احْمَرَّتِ الكلِمَـــــــاتُ



    فإذا رَجَعْتُ إلى مَغانِي القلــــبِ هَا
    رَكبُ الخيَالِ تقودُهُ اللمَحَــــــــــاتُ



    ورَأيْتُ في ضَوءِ المَشاعِلِ طيْفـَهـَـا
    حَيًّا تـُحَدِّثنِي به الخطـَــــــــــــرَاتُ



    ولمَحْتُ في خدِّ السماءِ رسالــَـــــة ً
    نطقتْ بها الأفلاكُ والغيْمَـــــــــاتُ



    قالتْ عصافيرُ الجـِنـَانِ غَريــــــرَة ٌ
    ومكانـُها الأشجارُ والعَرَصــــــاتُ



    لوْ كانَ رَبْعُ العَاشقينَ مُحَصَّنـــــــًا
    تـُلقـَى على مِحرابهِ الصَّلــــــــوَاتُ



    لشدَتْ على فـَنـَنِ الشموخِ وقدَّمــتْ
    قربَانهَا فازْدَانتِ الفلـــَــــــــــــوَاتُ



    لكنَّ أجنِحة َ الهُيامِ بجسمِهـــــــــــــا
    مقصُوصة ٌأزْرَتْ بها السَّقطــــــاتُ



    وكأنما شَوكُ القتادِ فراشُهــــــــــــا
    تنبُو بها من وَخْزهِ الوُكـُنــَـــــــــاتُ



    فأقِمْ على ظلِّ الرَّجاءِ ولا تكـُــــــنْ
    كالغِرِّ تسبقُ خطوَهُ العثــَــــــــراتُ



    وَسَمعتُ صوتـًا في الخَيَال يقولُ بلْ
    عِقدُ الهَوى انـْفرَطتْ به الحلقــَــاتُ



    والشَّوقُ عندَ الحُوريَاتِ مَتاهَــــــة ٌ
    وَحَياتـُهُ فِي عُرْفِهنَّ مَمَــــــــــــاتُ



    إنْ كانَ لونُ الجُرحِ فِي الدَّمِ واحدًا
    فلدَيَّ مِن أسمَائِهِ العَشـَـــــــــــراتُ



    التعديل الأخير تم بواسطة عبد اللطيف غسري; الساعة 06-06-2010, 11:00.
  • الطنطاوي الحسيني علي
    أديب وكاتب
    • 12-01-2010
    • 192

    #2
    البَدرُ لا تنتابُهُ الرَّعـَـــــــــــــــداتُ
    أو يَعْتريهِ الخوفُ والرَّجَفــــــــاتُ




    إلا إذا رَعَشتْ لهُ أجْفانـُهـــــــــــــا
    أو أشرَقتْ مِن ثغرهَا البَسَمـَـــــاتُ




    خَنساءُ أطرَبَها النسيمُ على الرُّبَــى
    فتراقصتْ من شَعْرهَا الخُصُـــلاتُ
    /
    \
    /
    \
    قِيَمُ المَكان تغيَّرتْ حتى اسْتـــــوَى
    قـُرْبٌ بـِبُعْدٍ مِلؤهُ الحَسـَــــــــــراتُ



    تأبَى طيُورُ العشقِ تحْليقـًا كمـــــــا
    يَأبَى النمُوَّ على الصَّعيدِ نبـَـــــــاتُ



    ويَفرُّ من طرْفِ البَنـَان بَنـَانهَــــــــا
    وتكادُ تصرُخُ في دَمي الرَّغبــــاتُ



    وأظلُّ أرْقـُبُ في الزَّمان هُنـَيْهَـــــة ً
    تجتاحُنِي مِن سِحرها الغـَمَــــــراتُ

    استاذي الغسري عبداللطيف
    شاعر لا يشق له غبار
    فارس لا يشق له يراع
    انا لم اقتبس ولكن هي عادة
    اما القصيدة فوحدة رائعة لا تجد فيها إلا كل جميل وجديد
    صور خاصة بك والهام سبحان من أكرمك وأعطاك
    تقبل ثقل مرور اخيك ايها المتيم ونسأل الله شفاء الجرح
    مهما كان في دمك له اسماء لا تحصى
    اخوك المتعلم

    تعليق

    • محمد ابوحفص السماحي
      نائب رئيس ملتقى الترجمة
      • 27-12-2008
      • 1678

      #3
      تحياتي

      الأخ الشاعر عبد اللطيف غسري
      لا زلت أقرأ لك حتى تكونت لدي صورة عن شعرك . أصبح شعرك ينفرد عندي بخصائصه و معالمه التي لا يشاركه فيها أحد ، و هذا حسب رأيي هو التعريف الحقيقي للشعر و الشاعر.
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد ابوحفص السماحي; الساعة 06-06-2010, 16:53.
      [gdwl]من فيضكم هذا القصيد أنا
      قلم وانتم كاتب الشعــــــــر[/gdwl]

      تعليق

      • زياد بنجر
        مستشار أدبي
        شاعر
        • 07-04-2008
        • 3671

        #4
        الشاعر المبدع " عبد اللطيف الغسري "
        عشق جارف وظلٌّ وارف من روض شاعريَّتك البديعة
        و معين لا ينضب من المفردات الجزلة
        صورٌ رائعة و معانٍ عميقة لاحت من ورائها المشاعر واهية
        نصّ راقٍ جميل و يثبَّت
        ودِّي و تقديري
        لا إلهَ إلاَّ الله

        تعليق

        • محمد الصاوى السيد حسين
          أديب وكاتب
          • 25-09-2008
          • 2803

          #5
          تحياتى البيضاء

          الليلُ في أهْدَابها طِفلٌعلـــــــــــى
          كـَتِفـَيْهِ تعزفُ لحنـَهاالنسَمَـــــــاتُ
          يغدو فيُرْبـِكـُهُ الحَياءُ كأنمــــــــــــا
          طـُبـِعَتْ على وُجْناتِهِ القبُــــــــلاتُ

          كم هى جميلة هذه اللوحة التى تعد أحدى اللوحات المميزة فى هذا النص الغزلى الجميل ، ربما تكون علاقة الخبر المفرد " طفل " هى ذروة التخييل التى تزخر بها اللوحة فهى اللفظة التى يبدأ عندها المتلقى التفاعل مع حالة التخييل فى هذه اللوحة ، ثم يتمد التخييل ليرسم لنا صورة هذا العازف الطفل الذى ربما يحمل كمانه على كتفيه حييا خجولا وكأنها القبلات ضرخت خديه ، هذا الطفل هو حالة خاصة من الليل والذى يسيج هذه الحالة الخاصة هى علاشة شبه الجملة " فى أهدابها " بما يضع إطارا خاصا لهذه الحالة التى يكون الليل فيها رهيفا بريئا كأنه ذلك الطفل المغرد الجميل

          تعليق

          • د. نديم حسين
            شاعر وناقد
            رئيس ملتقى الديوان
            • 17-11-2009
            • 1298

            #6
            أخي الشاعر عبد اللطيف غسري
            يا لها من قصيدةٍ مكتظَّةٍ بالموسيقا ، والصور الشعرية الرقيقة ، الرائعة .
            يكادُ المرء أن يرى اللون الأحمر يعلو الخدين ، ويكاد يقترب من العصفور ليداعب ريشاته ، وجاءت القفلةُ :

            " إنْ كانَ لونُ الجُّرحِ في الدَّم واحدًا
            فلَـدَيَّ مـن أسـمائـهِ العَشَـراتُ "

            معلنَةً نصًّا باسقًا في ديار الشِّعر العامرة .
            سلمت يدُك !
            التعديل الأخير تم بواسطة د. نديم حسين; الساعة 09-06-2010, 07:27.

            تعليق

            • عبد اللطيف غسري
              أديب وكاتب
              • 02-01-2010
              • 602

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة الطنطاوي الحسيني علي مشاهدة المشاركة
              البَدرُ لا تنتابُهُ الرَّعـَـــــــــــــــداتُ

              أو يَعْتريهِ الخوفُ والرَّجَفــــــــاتُ




              إلا إذا رَعَشتْ لهُ أجْفانـُهـــــــــــــا
              أو أشرَقتْ مِن ثغرهَا البَسَمـَـــــاتُ




              خَنساءُ أطرَبَها النسيمُ على الرُّبَــى
              فتراقصتْ من شَعْرهَا الخُصُـــلاتُ
              /
              \
              /
              \

              قِيَمُ المَكان تغيَّرتْ حتى اسْتـــــوَى
              قـُرْبٌ بـِبُعْدٍ مِلؤهُ الحَسـَــــــــــراتُ



              تأبَى طيُورُ العشقِ تحْليقـًا كمـــــــا
              يَأبَى النمُوَّ على الصَّعيدِ نبـَـــــــاتُ



              ويَفرُّ من طرْفِ البَنـَان بَنـَانهَــــــــا
              وتكادُ تصرُخُ في دَمي الرَّغبــــاتُ



              وأظلُّ أرْقـُبُ في الزَّمان هُنـَيْهَـــــة ً
              تجتاحُنِي مِن سِحرها الغـَمَــــــراتُ


              استاذي الغسري عبداللطيف
              شاعر لا يشق له غبار
              فارس لا يشق له يراع
              انا لم اقتبس ولكن هي عادة
              اما القصيدة فوحدة رائعة لا تجد فيها إلا كل جميل وجديد
              صور خاصة بك والهام سبحان من أكرمك وأعطاك
              تقبل ثقل مرور اخيك ايها المتيم ونسأل الله شفاء الجرح
              مهما كان في دمك له اسماء لا تحصى
              اخوك المتعلم
              أخي الشاعر الطنطاوي الحسيني علي:
              أُسعِدتُ بمرورك الكريم في متصفحي أيما إسعاد.
              شكرا لك على القراءة الواعية والتعليق الجميل.
              مودتي وتقديري

              تعليق

              يعمل...
              X