الوسيلة - أقصوصة واقعية - نزار ب. الزين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نزار ب. الزين
    أديب وكاتب
    • 14-10-2007
    • 641

    الوسيلة - أقصوصة واقعية - نزار ب. الزين

    [align=center]
    الوسيلة
    أقصوصة
    نزار ب. الزين*
    [/align]

    [align=right]هل انتحرت سونيا ؟ هل أصابها مس من الجنون ؟ هل آثرت العزلة ام أنها تعاني من حالة إكتئاب ؟ أم أنها ترقد في أحد المستشفيات إثر أزمة قلبية ؟ أم تراها غادرت الولاية إلى غير رجعة ؟
    بهذه التساؤلات بدأ صديقي قصته ، ثم تابع و قد غمرته الحيرة و أمضه الأسى :
    منذ الصباح ، أخذ الجميع في النادي يتهامسون ، و الكل حزين على ما أصاب سونيا المسكينة ..
    المكان : أحد نوادي المسنين في مقاطعة البرتقال ، حيث يقضي المسنون أوقاتا ممتعة في لعب الورق ، البلياردو ، المطالعة ، مشاهدة الأفلام المتلفزة ، أو الأشغال اليدوية النسائية ، و مرة أو مرتان أسبوعايا ، تعزف الموسيقا الراقصة لفرقة من المتطوعين المسنين أيضا ، ألحانا لمحبي الرقص الثنائي الغربي ..
    الزمان : منذ بضعة أيام ....
    و لكن قبل ذلك ، كان روبرت الذي تجاوز الثمانين منذ بضع سنوات ، مثاليا – و الحق يقال - في عنايته بزوجته المريضة إلى أن وافاها الأجل ....
    و نحن في نوادي المسنين نسمع كل بضعة اسابيع عن زميل أو صديق قد رحل إلى الملأ الأعلى ، فنأسف عليه و لا شيء غير الأسف ، لأننا جميعا هنا مقتنعون أننا مصطفون في الطابور في انتظار دورنا ، فنحن و الحال هذا غارقون في الوجودية حتى شحمة الأذنين .
    ففي الأسبوع التالي لوفاة زوجته ،
    حضر روبرت إلى النادي ،
    عزيناه ...
    و تقبل عزاءنا شاكرا ..
    و إذ عزفت الموسيقا ، طلب إحداهن للرقص ، فرقصا سويا !.....
    و لأنه غني ، بدأت العجائز الأرامل يتقربن إليه ، و هن في النادي كثيرات كثيرات ، فكما هو معروف فإن النساء يعمرن أكثر من الرجال .
    و في الأسبوع الثالث لوفاة المرحومة زوجته ،
    أعلن أنه تزوج من سامنتا ...
    هنأناه و باركنا لهما من كل قلوبنا ....
    في الأسبوع السادس لوفاة المرحومة زوجته ،
    حضر إلى النادي وحيدا ، سألناه : " و أين عروسك سامنتا ؟ " فأجاب ببرود : " لقد انفصلنا ! "
    و عندما عزفت الموسيقا شوهد يرقص مع سونيا ،
    ثم لم يعد يرقص سوى مع سونيا ،
    ثم لم يعد يحضر إلى النادي إلا برفقة سونيا،
    و أصبحت سونيا و هي في السبعين تعتني بهندامها و زينتها ، كما لم تفعل من قبل !
    تهافتت على روبرت تهافت فراشة اجتذبها النور !!
    كانت كمراهقة في أولى تجاربها العاطفية !!!
    كانت تنظر إليه بوله ، و تضمه بشغف ، ربما خشية أن يختطفه منها أحد ...
    تعلقت به باندفاع جنوني ، بينما كان يختال أمامها كالطاووس ..
    و في الأسبوع الثامن لوفاة المرحومة زوجته ،
    و أمام ذهولنا جميعا ......
    حضر روبرت برفقة زوجته الثانية سامنتا ، و هما يتضاحكان !!!
    و اختفت من ثم سونيا المسكينة عن الأنظار...
    ترى هل كان روبرت يستخمها وسيلة لتركيع زوجته الثانية سامنتا ؟
    ترى هل انتحرت سونيا ؟
    هل أصابها مس من الجنون ؟ هل آثرت العزلة ام أنها تعاني من حالة إكتئاب ؟
    أم لعلها ترقد في أحد المستشفيات إثر أزمة قلبية ؟
    أم تراها غادرت الولاية إلى غير رجعة ؟
    [/align]

    [align=right]***************
    * نزار بهاء الدين الزين
    سوري مغترب
    عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
    عضو جمعية المترجمين العرب ( ArabWata )
    الموقع : www.FreeArabi.com :
    البريد : [nizar_zain@yahoo.com
    [/align]
  • زاهية بنت البحر
    عضو الملتقى
    • 10-07-2007
    • 281

    #2
    [align=center][align=center]قصة جميلة ومعبرة تجعلنا نفكر كم نحن بنعمة عظيمة عندما نكون مع الله فلا نشعر بالوحدة ولو عشنا العمر بعزلة عن الناس لأن الله عزَّ وجلَّ يملأ القلوب بمحبته فيشغله عمن سواه ولانحتاج لوسيلة كما هم يفعلون ..بارك الله بك أخي المكرم نزار الزين ورعاك
    أختك
    بنت البحر[/align]
    [/align]
    [CENTER][flash=http://andalali.jeeran.com/bannns.swf]WIDTH=460 HEIGHT=80[/flash]
    [IMG]http://andalali.jeeran.com/zahya.gif[/IMG][/CENTER]

    تعليق

    • جوتيار تمر
      شاعر وناقد
      • 24-06-2007
      • 1374

      #3
      الاستاذ الكبير نزرا الزين....

      قصة نهلت من المعيش اليومي مادتها الخامة / التي اض1فت اليها نكهة الزمكان / فجاء النص وفق رؤية عميقة / يصور لنا ماهية الانسان داخل كينونة الوجود / والوجود نفسه داخل اليكنونة الانسانية / وفي تلاحم وصراع ازدواجي بين النفس واللرغبة والوقت والاخر رسمت لنا صورة الانسان وهو يعبر الى طموحاته وكأني يجند الوسيلة التي تبرر الغاية / أسلوب ممتع / ونهاية لا تستهين بذكاء القارئ / وتجبره على الاسترسال في البحث ..

      دمت بخير محبتي لك
      جوتيار

      تعليق

      • نزار ب. الزين
        أديب وكاتب
        • 14-10-2007
        • 641

        #4
        [align=center]
        أختي الزاهية أبدا ، مريم ( بنت البحر )
        هم مؤمنون أيضا و لكن على طريقتهم ، يتلون صلاة قصيرة على مائدة الطعام قبيل تناوله ، و يذهبون إلى الكنيسة مرة واحدة في الأسبوع .
        و هم تربوا و نشؤوا على هذا النهج و مقتنعون به تماما ، أما باقي الزمن فهو ملكهم
        هذه العقلية لا يمكن أن تقارن بعقليتنا نحن العرب و المسلمين و بيننا و بينهم هوة ثقافة حقيقية
        شكرا لزيارتك و دعائك الطيِّب
        عظيم مودتي و تقديري
        نزار
        [/align]

        تعليق

        • نزار ب. الزين
          أديب وكاتب
          • 14-10-2007
          • 641

          #5
          [align=center]عزيزي جوتيار
          الوسيلة تبرر الغاية ، عبارة غير أخلاقية ابتكرها ماكيافيللي في كتابه الشهير (الأمير) ، لذا ما قام به روبرت غير أخلاقي فقد دمر حياة باربرا
          شكرا لثنائك على اسلوب النص
          و لك مني كل محبة و تقدير
          نزار
          [/align]

          تعليق

          يعمل...
          X