كان ممتلئا بالوجع حد القرف ، و الاشمئزاز من نفسه ، حين قرر أن يكتب ، يكتب وجعه ، و لكن بشكل مختلف ، ومغاير تماما ، لأي كتابات ، مهما كانت ، ولمن .. قرر إذن أن يكتب بالدم و الـ ، لن يوقف هذا القلم شيء ، لا دين ، و لا عرف ، نعم فليس هذا الكاتب الذي جعل بطل روايته لوطيا بأجرأ منه ، أكثر جسارة ، و قدرة على صياغة القبح ، وتغليفه بالجمال ، ليس كل شيء إذن .. و سوف تصفق له الدنيا ، تتسارع وكلات الأنباء لتطير الخبر فى كل بقاع الأرض ، وربما لهث الممثل الشهير ، للتعاقد معه ، وتحقيق أغلي أمنياته .. من جبرييال ماركيز هذا ، و هذه المشاهد التي ضمخ بها رواياته ، عن الأعضاء الضخمة ، و الهزيلة ، عن هؤلاء المنغمسين بوهم الحلم ، ما بين خوسيهاته ، و أورلياناته مسافة ألف ميل من الهم .. من كل هؤلاء ، عنده هنا واقع مليء ، يعج بالجريمة ، و الجنس .. نعم الجنس لأبعد ما يتصورون ، لالالا .. لن يحتال ، يكذب و يكتب بعفة ، فليحرق قلمه ، و لتصبح الأوراق رمادا يحلق ، بل عمره كله .. سوف ينضو هذا الثوب الخلق تماما .. آن أن يبزغ نجمه ، و إلا فليمت حيث هو !
أي عفة تلك التي ينادي بها ، ما عادت تعني شيئا ، متخلف هو بلا شك ، في نظر الكثيرين ، متخلف حد النخاع ، لم يفارقه تخلفه أبدا ، على نفسه مارسه ، و في أمس لحظات جنونه ، حتى وهي معلقة بذراعه ، تختلج قهرا به ، و هو هناك بعيد ، يتغزل فى عينيها ، فى حديثها ، رموشها ، وجنتها ، خفق قلبها ، وطيب رائحتها ، بينما هي تموت تحت وقع الكلمات ، يحس لعناتها الآن فى نظرة عينيها ، انكسارها، واختلاجة كانت من وقت لآخر ، تكاد تحط بها أرضا ، و هو مضيع فى الهباء ، منتشٍ ، يدور و يحلق فى مثاليات لا قيمة لها ، لا معني ، و لم يكن ليدري ، و لم تكن معرفته إلا صدفة ، بعد أن حولها لأرض تتشقق ، لا تجد الماء ، ولا حتى قطرة مطر ، يالخيبته ، وتفاهة أمره !!
لن يظل قائما علي العصافير ، علي الضعفاء و المقهورين ، و المهمشين ، لا .. لم يعد للأمر معني : لا لا .. أنت تدمر كل شيء ، تدمر كل أرصدتك ، اتئد أرجوك ، لا تتعجل النهاية ، هذا عالمك الذي تعرف .. لا لا .. أنا أعرف عوالم أخر ، عوالم بلا انتهاء ، لكنه القبح الذي تربيت ، و شربت وأكلت ، ونمت تحلم بفضيلة زائفة لا قيمة لها ، عالم من عدل ، ينتصر للمعاني السامية .. أي سمو ، وكل شيء ينهار .. كل شيء .. هذا الولد لا يجد مسكنا ، والمساكن توزع حسب مشيئة الكبار ، لم لم تحمل مسدسا أو مدية ، تبقر بها بطن سارقك ، بطن من جعله يأكل أظافره ، ويودع من أحب ، دون أن يبتل بها ، أو تبتل به .. كيف .. يقيمون المباني المزخرفة ، الموشاة بالقروش و الجنيهات الفضية للموتى ، بينما الأحياء لا يجدون ، لا يجدون سوي الموت فى الطرقات .
وهذا .. وهذا .. هؤلاء المتاعيس ، مصابون بالدوالى و الفيروس اللئيم
من اللف و الدوران بحقيبة التوزيع ، هي كل معاشهم ، مأكلهم ومشربهم ، مأواهم وذويهم ، كيف سكتوا .. كيف تركوا الحكومات تنال منهم ، كيف ؟!
مازال يفكر عكس إرادته ، نعم ، و المفروض عكس ذلك تماما ، امتلأت رأسه بالحجارة ، و الطين اللزج ، كأنه على وشك الجنون ، شل تفكيره ، نبضات صدره تتعالي .. تتعالي ، وجهه يتلون ، يتقلص ، حتي يكاد يختفي !
: أحسدك على حدة نظرك ، ليتني أتمتع بنظري إلى ما بعد الأربعين .
ها ها ها هاها ها ها .. كانت تسخر ، تذكرك بأيامك ، بسنينك .. و كنت غبيا .. غبيا .. الآن اتضحت الحقيقة الغائبة ، هيا إلى أوراقك ، أفرغ ما عجزت عنه طول عمرك ، لا تتوقف ، لن تقلقك تابوات العالم ، ولا زواحفه ..!
توقف عن التفكير ، وعيناه لا تتوقفان عن نزفهما ، أعد نفسه لاستقبال
شيطانه ، لم يتأخر عليه كثيرا ، ومع أول جملة ، كان ينهار ، و يصرخ لا .. لا .. لا .
مزق الأوراق ، بله مزق كل ملابسه ، وفتح النافذة للتحليق ، مع هذيان لا يتوقف !
أي عفة تلك التي ينادي بها ، ما عادت تعني شيئا ، متخلف هو بلا شك ، في نظر الكثيرين ، متخلف حد النخاع ، لم يفارقه تخلفه أبدا ، على نفسه مارسه ، و في أمس لحظات جنونه ، حتى وهي معلقة بذراعه ، تختلج قهرا به ، و هو هناك بعيد ، يتغزل فى عينيها ، فى حديثها ، رموشها ، وجنتها ، خفق قلبها ، وطيب رائحتها ، بينما هي تموت تحت وقع الكلمات ، يحس لعناتها الآن فى نظرة عينيها ، انكسارها، واختلاجة كانت من وقت لآخر ، تكاد تحط بها أرضا ، و هو مضيع فى الهباء ، منتشٍ ، يدور و يحلق فى مثاليات لا قيمة لها ، لا معني ، و لم يكن ليدري ، و لم تكن معرفته إلا صدفة ، بعد أن حولها لأرض تتشقق ، لا تجد الماء ، ولا حتى قطرة مطر ، يالخيبته ، وتفاهة أمره !!
لن يظل قائما علي العصافير ، علي الضعفاء و المقهورين ، و المهمشين ، لا .. لم يعد للأمر معني : لا لا .. أنت تدمر كل شيء ، تدمر كل أرصدتك ، اتئد أرجوك ، لا تتعجل النهاية ، هذا عالمك الذي تعرف .. لا لا .. أنا أعرف عوالم أخر ، عوالم بلا انتهاء ، لكنه القبح الذي تربيت ، و شربت وأكلت ، ونمت تحلم بفضيلة زائفة لا قيمة لها ، عالم من عدل ، ينتصر للمعاني السامية .. أي سمو ، وكل شيء ينهار .. كل شيء .. هذا الولد لا يجد مسكنا ، والمساكن توزع حسب مشيئة الكبار ، لم لم تحمل مسدسا أو مدية ، تبقر بها بطن سارقك ، بطن من جعله يأكل أظافره ، ويودع من أحب ، دون أن يبتل بها ، أو تبتل به .. كيف .. يقيمون المباني المزخرفة ، الموشاة بالقروش و الجنيهات الفضية للموتى ، بينما الأحياء لا يجدون ، لا يجدون سوي الموت فى الطرقات .
وهذا .. وهذا .. هؤلاء المتاعيس ، مصابون بالدوالى و الفيروس اللئيم
من اللف و الدوران بحقيبة التوزيع ، هي كل معاشهم ، مأكلهم ومشربهم ، مأواهم وذويهم ، كيف سكتوا .. كيف تركوا الحكومات تنال منهم ، كيف ؟!
مازال يفكر عكس إرادته ، نعم ، و المفروض عكس ذلك تماما ، امتلأت رأسه بالحجارة ، و الطين اللزج ، كأنه على وشك الجنون ، شل تفكيره ، نبضات صدره تتعالي .. تتعالي ، وجهه يتلون ، يتقلص ، حتي يكاد يختفي !
: أحسدك على حدة نظرك ، ليتني أتمتع بنظري إلى ما بعد الأربعين .
ها ها ها هاها ها ها .. كانت تسخر ، تذكرك بأيامك ، بسنينك .. و كنت غبيا .. غبيا .. الآن اتضحت الحقيقة الغائبة ، هيا إلى أوراقك ، أفرغ ما عجزت عنه طول عمرك ، لا تتوقف ، لن تقلقك تابوات العالم ، ولا زواحفه ..!
توقف عن التفكير ، وعيناه لا تتوقفان عن نزفهما ، أعد نفسه لاستقبال
شيطانه ، لم يتأخر عليه كثيرا ، ومع أول جملة ، كان ينهار ، و يصرخ لا .. لا .. لا .
مزق الأوراق ، بله مزق كل ملابسه ، وفتح النافذة للتحليق ، مع هذيان لا يتوقف !

تعليق